عرض مهرجان جمعية الفيلم ضمن فعاليات دورته الخمسين، مساء الجمعة 7 يونيو، الفيلم الفلسطيني علم للمخرج فراس خوري، وعقب انتهاء العرض أقيمت ندوة أدارتها الناقدة صفاء الليثي، وحضرها بطلة العمل الفنانة سيرين خاص، والمخرج الفلسطيني فايق جرادة.
ورحبت صفاء بالحضور، ووجهت التحية لسيرين خاص، وطلبت منها أن تقدم نفسها للجمهور، وقالت سيرين "ولدت في غزة وخرجت منها في الانتفاضة الثانية، وعشت في مصر ووالدتي مصرية ثم انتقلت للعيش في الأردن وعدت لفلسطين بعد أن هدأت الأمور، وحاليا عدت لمصر بسبب العمل وقررت أظل بها لفترة".


وقالت صفاء "للمرة الثانية أشاهد الفيلم، وهي المرة الأولى التي أشاهده فيها بعد طوفان الأقصى، والمخرج قدم مشاهد ولخص الكثير من الأمور، وبه علامات استوقفتني، أهم علامة الطالب المتمرد الثائر الذي ناقش المدرس وصحح معلومات مغلوطة يقولها،  وشخصية سيرين في الفيلم أيدته.

وقالت (هذا ليس تاريخ هذا محو تاريخ)، مشهد قوي جدا وعُرض في سياق الفيلم دون أن يظهر كخطابة، المشهد الثاني وهو يُسمعنا نشيد، والمشهد الثالث الذي يبكيني كلما شاهدت الفيلم الذي تظهر فيه البنت الصغيرة وتغني موطني، مشاهد علامات، الفيلم كله حاجة حلوة، فإلى جانب حديثه عن القضية الفلسطينية كقضية، يقترب من حياة المراهقين في المرحلة الثانوية، وجعلنا نقول اننا نشاهد النسخة الفلسطينية من هذا النوع من الأفلام التي تقدم هنا في مصر".


وطلبت صفاء من سيرين الحديث عن التحضير للفيلم، وكيف ظهرت بأداء طبيعي هي وباقي الشباب المشاركين، وأجابت أن فراس المخرج عندما اختار الممثلين، اختار من يشبهون شخصيات الفيلم، كل شخص اختاره كان قريب من طبيعته الحقيقية، مضيفة "صورنا في تونس لأننا لا نستطيع التصوير في فلسطين، والبنت الصغيرة التي غنت (موطني) هي تونسية وحفظت النشيد قبل التصوير بنصف ساعة، ومشهد المظاهرة كان به الكثير من التونسيين، وكان مؤثر لأنهم يحبون فلسطين جدا، الناس كانت بجد من قلبها مبسوطة وشعروا أنهم في فلسطين، حتى المشهد الذي به الجنود الذين يحاولون أخذ العلم، رفضوا ارتداء ملابس إسرائيلية، ولم يوافقوا على تعليق العلم الإسرائيلي حتى لو كان تمثيل".


وقال رئيس المهرجان مدير التصوير محمود عبدالسميع في مداخلة، إن صفاء الليثي مونتيرة سينمائية وتعمل في النقد السينمائي منذ عشرين عاما، وقالت صفاء إن جمعية الفيلم جمعية تهتم بعرض الأفلام المصرية غالبا، وعرض أفلام عربية يعد تطوير كبير، ويسعدها أن الأمر بدأ ببرنامج للأفلام الفلسطينية، مشيرة إلى أن محمود عبدالسميع هو مدير تصوير مهم جدا خاصة للأفلام الوثائقية، وله فيلم مهم بعنوان اسمه ثلاثية رفح.


وعادت للحديث عن فيلم علم "الفيلم شرح فلسفة العلم، وحاليا العالم كله رفع علم فلسطين في كثير من الدول الأوروبية وهناك جيل رافض لقيام إسرائيل، وجزء من اهتمامنا وحبنا لهذا الفيلم أنه صُنع بنعومة لمخاطبة العالم الغربي، وألاحظ وجود تغيير في الخطاب الفلسطيني وتقديم أعمال تقرب القضية للناس في كل أنحاء العالم".


وعلق فايق جرادة "وتيرة الإعلام كما هي، المقاومة ونوعيتها هي التي اختلفت. الشباب في الفيلم بعضهم قال إن العلم عبارة عن ألوان لكنهم كادوا يستشهدوا من أجله، والحنين للوطن موجود والناحية المعنوية للوطن موجودة، الفلسطيني بطبيعته يذهب باتجاه الوطن والعلم"
وفتحت الناقدة صفاء الليثي، باب المناقشة، وسألت إحدى الحضور وهي من بين أعضاء جمعية الفيلم عن سبب تصوير الأحداث في تونس لا فلسطين، وكيف أتقن البعض ممن ظهروا في الفيلم الحديث باللغة العبرية بطلاقة، فهل يتم تدريس العبري في المدارس؟، لتجيب سيرين "لا نصور في فلسطين لأن الأمر سيحتاج الحصول على تصاريح للتصوير وهم لن يمنحونا تصريح لتصوير شيء خارج الأجندة الخاصة بهم، وبالنسبة للغة العبرية فالفيلم تدور أحداثه في مكان محتل يخضع للحكومة الإسرائيلية، والمدرسة تقع في قرية بجوار حيفا وهناك انتي تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، والشهادة يحصل عليها الطلاب من الحكومة الإسرائيلية ويتعلمون فيما بعد في جامعات عبرية، عكس الضفة وغزة لا يوجد تعليم اللغة العبرية، والأمر يخضع هناك لرغبة الشخص إذا أراد يتعلمها".


وقالت واحدة من الحضور: لم أعرف لماذا تردد الطالب صاحب فكرة وضع العلم، رغم أنه كان متحمسا ضد الأستاذ وضد تغيير التاريخ لكن لحظة تغيير العلم، قال قمة التحرر انك تعرف تولع في العلم؟، وعلقت صفاء "سأفسر الأمر من منظوري الشخصي، مؤخرا دار بيني وبين ابني حوار شخصي، وأنا من المناضلين ولكن أخاف من الماء والسباحة، فوجدت أن الطالب يشبهني، هو جسور في آرائه لكن يخشى أمور أخرى، أما المعنى الآخر فهو أن الأهم هو أن نتحرر أولا ووقتها سنرفع العلم، المخرج يضع في الشخصية آرائه التي يريد أن يقولها، وغالبا كلام الطالب هو الكلام الذي يريد أن يقوله المخرج، وهو مخرج شاب من عرب 48"، وتطرقت لسؤال استخدام اللغة العبرية: "المدرسة في إسرائيل والمنهج إسرائيلي والطلبة فيها يدرسون التاريخ كما تراه إسرائيل".


وعلق ثالث وهو صحفي فلسطيني يدعى أشرف "بالنسبة لموضوع العلم هو رمزية واسم الفيلم علم، كنا فترة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية نشارك في مظاهرات وفعاليات وكان أخطر شيء بالنسبة لهم رفع العلم، وفي الفيلم كلهم شاركوا في المظاهرة لكن الذي حمل العلم تردد لأنهم عندما يضربون سيضربون من يحمل العلم، لا يضربون مثلا من يلقي الحجارة، الفلسطيني مجبر وكان في الفيلم يريد أن يرفع علم كبير لكن في الوقت نفسه مجبر على التعامل مع الاحتلال في المدارس والمستشفى، مجبر على التعامل والحديث والتعلم باللغة العبرية، وبالنسبة للعلم أخطر شيء عند إسرائيل ترفع العلم"، وأشار أنهم يقولون فلسطيني 48 لا عرب 48، لأن المصطلح الأخير يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي.


وتابع أشرف "قرأت رمزية شجرة الزيتون التي حُرقت بعد المظاهرة هذا الجيل لا يريد شجرة الزيتون رغم أن لها قدسية عند كل فلسطيني".


وعلقت سيرين "حرق شجرة الزيتون، عندما يحدث نجد الأوروبيين والمهتمين بالبيئة يقولون ممنوع تحرق شجرة، لماذا تحرقونها، كل الذي يهمهم الشجرة، طب بالنسبة للولد الذي مات".


وعلقت مها حمدي، واحدة من حضور الفيلم "في الأخر بعد وفاة الولد كنت متوقعة عندما يزيلون علم إسرائيل سيضعون علم فلسطين، لكنني وجدت علم آخر، ولم أفهم لماذا فعلوا ذلك؟، وأشارت صفاء أن الفيلم شهد حوارا كشف عن السبب، فهو مجرد قطعة قماش، مضيفة "رأيت أن ظهور العلم داخل المظاهرة كان أقوى من مجرد تعليقه على السارية"، ورأت سيرين خاص "يمكن لأن الموضوع ليس مجرد علم، هي مجرد ألوان مثل ما حكينا نحن نضعه لنُغضب الإسرائيليين،  مثل استخدام البطيخة اليوم نحن نستفزهم.. قديما كان عندنا مقترح للأعلام من بين المقترحات علم لونه برتقالي لأن فلسطين مشهورة بالبرتقال".


وأشارت صفاء إلى أن الفيلم عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وحصل على أكثر من جائزة.


وتحدث آخر من بين الحضور عن مشهد أثر فيه جدا، وهو محاولة المدرس تزييف التاريخ، موضحا "شعرت أن معلوماتي قليلة، وقلت لنفسي أنني أعرف أن فلسطين محتلة وهذه قضية أعرفها، ولكن تخيلت أولادي بعد سنوات يتحدثون عن أفكار معينة وأنا لا أعرفها، فقررت أخرج من هنا وأبحث واعرف معلومات زيادة أقدر أصحح بها أي معلومات مغلوطة أسمعها"، وعلق فايق عليه "أحكيلك شغلة ما تنساها فلسطين فلسطينية".


وقال محمد وهو مدير تصوير في تليفزيون فلسطين "أنا من جيل الحجارة، أنا من غزة من جيل الانتفاضة، أكثر حادث تذكرته أثناء مشاهدة الفيلم عندما كنا نحضر الألوان الأربعة ونلون علم فلسطين، ويشاء القدر في يوم يحدث إلقاء حجارة على الجيش الإسرائيلي،  ويقتحمون مدرستي والفصل الذي أنا فيه تحديدا، ووجدوا علم فلسطين، ودخل المدرسون لحمايتنا، وكان تركيز جنود الاحتلال، أنهم يريدون معرفة من الطفل الذي لون العلم ليعرفوا من والده الذي علمه ذلك، فالعلم معناه السيادة والدولة"، وقال إن الشعارات لم تكن تكتب كما ظهرت في الفيلم في غزة، ولكن سيرين أكدت أنها تكتب هكذا في حيفا والناصرة.


وتحدثت هيام عبدالعظيم روائية عن الفيلم قائلة "الفيلم علامة ورمزية كبيرة قوي أن فلسطين ستظل فلسطين مهما زور الاحتلال التاريخ وحرق الأعلام، والقوة أنك تحرق علم العدو، وحرق الشجرة يرمز أنه لا يريد سلام مع العدو، هو يريد حقه وأرضه ومفتاحه. وبرغم الأزمة الطاحنة في غزة لكن فلسطين ستبقى".


وقال فايق "أعتقد أن الثقافة والفن وفي مقدمتها السينما خاصة سينما 48، عمرها ما كانت إلا هذا الفيلم الذي يمثل المعاناة اليومية وغير اليومية للشعب الفلسطيني هناك، كل الاحترام للمخرج وكل فريق العمل، وغزة بها فنانين وفنانات ومثقفين ومثقفات وأتمنى يكون قريبا هناك أفلام من صنع أبناء غزة".


واختتم محمود عبدالسميع الندوة وقال "شيء جميل ورائع، وسبب إضافة الأفلام العربية لاستفتاء مهرجان جمعية الفيلم كان السبب الاهتمام بالفيلم الفلسطيني، فلسطين مهمة بالنسبة لي وبالنسبة لأعضاء جمعية الفيلم، أما بالنسبة لدوري الوطني فأنا أول مصور يدخل جبهة القتال في يونيو 1967، وقدمت أعمال قتالية وذات قيمة، أشكركم جدا وأشكر أستاذة صفاء".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان جمعية الفيلم فراس خوري الفيلم الفلسطيني علم فايق جرادة سيرين خاص جمعیة الفیلم علم فلسطین فی الفیلم فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

القاهرة السينمائي يختار الفيلم الفلسطيني "أحلام عابرة" لافتتاح دورته الـ 45

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اختار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الفيلم الفلسطينى  "أحلام عابرة"  لافتتاح الدورة الـ 45  التي من المقرر أن تقام  في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر الجاري.

يُعرض الفيلم  لأول مرة في العالم  وهو روائي طويل إخراج وكتابة  رشيد مشهراوى ، ويقوم ببطولته  عادل ابو عياش ، واميليا ماسو ، واشرف برهوم ، موسيقى جوهان كورتيت ،تصوير دريد منجم

أحداث الفيلم صورت فى بيت لحم بفلسطين ،  يأخذنا سامي، البالغ من العمر 12 عاما، في رحلة ليوم واحد وليلة واحدة، برفقة عمه وابن عمه الأكبر سنتين بحثا عن طائره المفقود ، وقد أخبره جيرانه أنه ربما عاد إلى موطنه  الأصلي.
تمتد الرحلة من مخيم للاجئين في الضفة الغربية إلى مدن فلسطينية مختلفة بما في ذلك بيت لحم والقدس القديمة وحيفا، و نكتشف من خلالها وما بحدث لهم وبينهم  عبث الواقع ، والحياة اليومية الصعبة للفلسطينيين وتأثيرها على شخصياتهم وعلاقاتهم  بأنفسهم والآخرين.
وقال الفنان حسين فهمى رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، خلال المؤتمر الصحفي المقام حاليا،  نحن سعداء بعرض فيلم " احلام عابرة " للمخرج رشيد مشهراوى وهو عمل سينمائى كبير عن القضية الفلسطينية ومايمر به المواطن فى غزة فى افتتاح مهرجان القاهرة ، وذلك بمثابة رسالة دعم كبيرة 
وهو دور نتمسك به .
وأضاف : الدورة 45 لمهرجان القاهرة  تأجلت من أجل أحداث عزة ، وكان من الصعب أن نحتفل ونقيم "رد كاربت " ، فى ظل ماكان كان يحدث للشعب الفلسطينى وهذا العام قررنا أن تؤكد  دورة.
رشيد مشهراوي هو مخرج فلسطيني وُلد في قطاع غزة عام 1962 يُعتبر من أبرز الأسماء في السينما الفلسطينية المعاصرة، وله دور ريادي في تقديم صورة معاناة الشعب الفلسطيني داخل الاراضى المحتلة من خلال أفلامه . بدأ مشهراوي مشواره الفني في أواخر الثمانينات، وقد أنجز العديد من الأفلام، بدءًا من فيلمه  "جواز سفر" عام 1986،  ثم "الملجأ" عام 1989، و"دار ودور"  عام 1990، و"أيام طويلة في غزة" في عام 1991.
وبعد أن أسس شركة "أيلول للإنتاج التلفزيوني والسينمائي" في عام 1992، قدم فيلمه الروائى الأول  "حتى إشعار آخر" في عام 1993، والذي نال إعجاباً كبيراً في المهرجانات السينمائية الدولية ومنها جائزة الهرم الذهبى لمهرجان القاهرة السينمائى ،ثم  "حيفا" عام 1996، والذي كان أول فيلم فلسطيني يُعرض بشكل رسمي في مهرجان كان السينمائي منذ تأسيس المهرجان ، و" حظر تجول " ، و" الكتابة على الثلج " ،و" رسائل من اليرموك " ،و  فلسطين ستريو " ،" تذكرة إلى القدس " ،" مباشر من فلسطين " ،و " عيد ميلاد ليلى 
قام مشهراوي بإنتاج العديد من الأفلام الوثائقية التي تركز على الحياة تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلي، وحصل على العديد من الجوائز العالمية في المهرجانات الدولية، وعرضت أفلامه في مهرجانات ودور العرض في معظم دول العالم، وشارك في عضوية ورئاسة لجان تحكيم في مهرجانات عربية ودولية.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وإفريقيا والأكثر انتظاماً، ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والإفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس (FIAPF).

مقالات مشابهة

  • منير مراد.. من هو شهيد فلسطين الذي دعا لمصر قبل وفاته؟
  • فقدان المنزل.. ماذا يعرض جناح فلسطين داخل المنتدى الحضري العالمي؟
  • عبدالفتاح البرهان: ملتزمون بالحفاظ على الدولة.. وصبرًا شعب السودان وفلسطين
  • فلسطين حاضرة بقوة في القاهرة السينمائي .. فيلم الافتتاح |تفاصيل
  • الفيلم الفلسطيني "أحلام عابرة " يفتتح مهرجان القاهرة السينمائي
  • فلسطين حاضرة في فعاليات مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة بنسخته الـ12
  • مهرجان القاهرة يعرض 3 أفلام عالمية صورت فى مصر
  • افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي بالفيلم الفلسطيني «أحلام عابرة» في دورته الـ 45
  • القاهرة السينمائي يختار الفيلم الفلسطيني "أحلام عابرة" لافتتاح دورته الـ 45
  • الفيلم الفلسطيني أحلام عابرة يفتتح مهرجان القاهرة السينمائي