القضاء يفرج عن ابني فوزي بنعلال في قضية ثروة والدهما.. ودفاعهما مستمر في ملاحقة "امرأة متزوجة برجلين"
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
أفرجت المحكمة الابتدائية بتمارة، الخميس، على ابني فوزي بنعلال، الرئيس السابق لجماعة الهرهورة، الذين أمضيا حوالي 8 أشهر في السجن على ذمة الاعتقال الاحتياطي في قضية تزوير انصبت على أملاك لبنعلال.
الإفراج شمل كذلك مسيرة لشركة كانت في ملك بنعلال، وموظفا في بلدية تمارة.
استندت المحكمة في الإفراج عن ابني بنعلال والسيدة التي كانت تسير إحدى شركاته، إلى خبرة قضائية جديدة أفضت إلى تأكيد عدم وقوع تزوير في التوقيعات المنسوبة إلى بنعلال والتي حول بواسطتها أملاكه إلى أبنائه وزوجته الأولى.
أعيدت القضية إلى الدرك الملكي لتعميق البحث بخصوص الخبرات التي أدى تضارب نتائجها إلى سجن أربعة أشخاص لحوالي عام.
القضية المتعلقة بنزاع الإرث يتابع فيها 5 متهمين، منهم نجلا بنعلال (ه.ب وي.ب) وهما معتقلان، وزوجته الأولى (خ.ع) في حالة سراح، وموظف في بلدية تمارة (ل.ب) ومسيرة للشركة (س.د).
المتابعة حركتها الزوجة الثالثة لبنعلال، ضد الزوجة الأولى وابنيها بتهمة “تزوير وثائق تجارية ومحررات عرفية لحيازة ممتلكات الراحل”.
وجرى اعتقال ابني بنعلال بشكل مفاجئ قبل أشهر بناء على خبرة أجريت آنذاك، اعتبرت المحكمة أنها تثبت واقعة التزوير المتعلق بتوقيع الراحل في حين ترافع دفاع المتهمين بأن هذه “الخبرة ليست لها أية حجية” والتمس البراءة للمتهمين أو إجراء خبرة قضائية.
وهو ما استجابت له المحكمة، في جلسة سابقة، إذ قضت بإجراء خبرة قضائية على التوقيع، ما يعتبر انتصارا لدفاع المتهمين رغم إبقاء المحكمة على موكليهم رهن الاعتقال.
فقد التمس الدفاع البراءة للمتهمين وطعن في “خبرة” معهد العلوم والأدلة الجنائية التابع للأمن الوطني واعتبرها “مجرد رأي تقني لايرقى إلى درجة الخبرة القضائية الموثوق بها قانونيا”.
كما طالب بإجراء خبرة قضائية ثلاثية من لدن خبراء محلفين معتمدين ومسجلين في الجدول، لكون خبرة المعهد التي استند عليها قاضي التحقيق “ليست صادرة عن جهة لها الصفة في إجراء خبرة يستنتج منها بأن الإمضاءات المضمنة في عُقود التفويت وسجلات المصادقة على التوقيع لاتطابق التوقيع الأصلي لبنعلال”.
سعد السهلي، المحامي بهيئة الرباط، دفاع المتهمين، قال في ذلك الوقت، “إن قرار اعتماد هذا المعهد غير منشور في الجريدة الرسمية، ومازال القانون المتعلق به مشروعا قيد المصادقة من قبل البرلمان”، مشيرا إلى أن الذي يملك صفة إجراء الخبرة القضائية ينبغي أن يكون مسجلا في جدول الخبراء القضائيين ويؤدي اليمين أمام المحكمة بينما هذا المعهد لم يؤد اليمين ويظل تقريره مجرد رأي تقني لا علاقة له بالسؤال الجنائي الذي يظل عملا قضائيا”. مستغربا كيف انتقل الملف إلى السرعة القصوى وأخذ هذا المنعطف بمجرد صدور هذا التقرير ؟
كما ذكر بأن المحكمة استمعت في جلسات سابقة لشهود قالوا “إن بنعلال كان يعاني في المراحل الأخيرة من حياته من ارتعاش في يديه، وكانت الشيكات ترجع إليه من البنك الذي يتعامل معه لهذا السبب”.
وأدلى الدفاع بوثائق تتضمن توقيعات مختلفة له ومنها محضر الاستماع إليه في قضية أخرى، واستقالات قدمها سنة 2018 إلى السلطات المحلية قبل 4 أيام من عزله من رئاسة وعضوية الجماعة.
وشغل بنعلال، منصب نائب رَئيس مجلس المستشارين في ولاية سابقة وكان عُضوا باللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وكان رئيسا لجماعة الهرهورة لعدة ولايات انتدابية، وفي آخر ولاية له سنة 2018 أصدرت المحكمة الإدارية بالرباط حكما يقضي بعزله على خلفية “ثبوت ارتكابه عدة مخالفات وخروقات جسيمة وقفت عليها المفتشية العامة للإدارة الترابية”.
بنعلال قبل صدور قرار العزل بأربعة أيام، سيقدم استقالته لباشا الهرهورة وعامل الإقليم ووالي الجهة “حفاظا على ماء وجهه” وفق دفاع إبنيه.
فوزي وخوفا من أي مصادرة قد تطال أملاكه بعد قرار العزل شرع بكامل وعيه في نقل 95 في المائة من ملكية شركته إلى نجليه وهو ما أخبر به أرملته الثانية عندما كان معها في تركيا وهو بصدد إجراء عملية جراحية.
كما حاول استعادة أملاكه بعدما تبين له أن المصادرة لن تطال أملاكه بموجب مسطرة غسل الأموال، غير أنه ورغم عقده لجمع عام لمجلس إدارة الشركة واسترجاعه لباقي الأسهم، ظلت هذه العملية غير قانونية لأنه لم يكن يملك سوى 5 في المائة من الأسهم، بينما يحتاج إلى 51 في المائة، وفق الدفاع.
يذكر كذلك إلى أن هذه المحاكمة أشير فيها إلى قضية “زواج امرأة برجلين في وقت واحد”. وأدلى مُحمد كروط محامي في هذه القضية، بنسخة من عقد زواج موثق بمحكمة سلا يفيد أن زوجة لبنعلال، كانت متزوجة أولا بعقد بتاريخ 17 أكتوبر 2011، مشيرا إلى كونها تزوجت أيضا في وقت لاحق خلال عام 2012.
كلمات دلالية القضاء المغرب ثروات محاكمة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: القضاء المغرب ثروات محاكمة
إقرأ أيضاً:
أين ثروة الأسد وعائلته وهل يمكن للشعب السوري استرجاعها؟
#سواليف
بعد هروب الرئيس #بشار_الأسد، طرحت جملة من الأسئلة لعل أبرزها كيفية استعادة #الأموال والممتلكات غير الشرعية للدكتاتور السوري السابق، لكن قبل ذلك، وجب تحديد قيمة #الثروة التي جمعها آل الأسد طيلة أكثر من 50 عاما من حكم سوريا.
يوجد جزء من ثروة بشار الأسد في #روسيا. إلا أن آل الأسد أخفوا جزءا من أملاكهم في #ملاذات_ضريبة.
منذ هروب الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا في 8 كانون الأول ديسمبر، تكثفت الجهود لتحديد مكان #اختفاء_الثروة الكبيرة لآل الأسد، وفق تحقيق لصحيفة وول ستريت جورنال نشر الأحد 15 كانون الأول ديسمبر.
مقالات ذات صلة التزاما بمذكرات الجنائية الدولية.. بولندا: سنعتقل نتنياهو إذا دخل أراضينا 2024/12/21“ستكون هناك جهود عالمية للعثور على الثروة التي تمتلكها عائلة الأسد، وأعضاء النظام الذي كان أمامهم متسع من الوقت لإخفاء الممتلكات” وفق تصريح أندرو تابلر المتخصص في العقوبات ضد النظام السوري في معهد واشنطن.
أطنان من الأوراق النقدية
البحث عن ثروة آل الأسد، انطلق على الأقل عبر تحقيقات لوسائل إعلام. وقال موقع ذي بايبر البريطاني إن الأسد وأقاربه يملكون 55 مليون جنيه إسترليني (66 مليون يورو) في حساب ببنك إتش إس بي سي في لندن. فيما طلب سياسيون بريطانيون من بينهم النائب المحافظ لاين دونكان من الحكومة التحرك “حتى يتم استخدام هذه الأموال التي جمعتها عائلة بطريقة غير مشروعة لإعادة إعمار” سوريا.
من جهتها، كشفت صحيفة فاينانشل تايمز أن بشار الأسد نجح في الالتفاف على العقوبات الدولية لنقل نحو 250 مليون دولار إلى حسابات بنكية في روسيا بين عامي 2018 و2019. وللتهرب من المراقبة الدولية، نقل الاسد في تلك الفترة نحو طنين من الأوراق النقدية من فئة 100 و500 دولار إلى موسكو، وفق وثيقة اطلعت عليها الصحيفة البريطانية.
وليس ذلك سوى غيض من فيض ثروة بشار الأسد التي هربها إلى خارج سوريا. فيما يعد تحديد دقيق لأملاك الدكتاتور السابق مهمة شبه مستحيلة.
”يجب أولا التفريق بين ما كان بشار يمتلكه عندما كان يحكم سوريا وثروة آل الأسد مجتمعة” وفق سكوت لوكاس المتخصص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جامعة بيرمنغهام البريطانية. وبالفعل، تشير بعض التقديرات إلى ثورة ضخمة لآل الأسد تتراوح بين 12 و16 مليار دولار. إلا أن “هذه التقديرات لا تأخذ في الحسبان كل الممتلكات على غرار أطنان من السبائك الذهبية التي لم يتمكن بشار على الأسد من نقلها إلى خارج البلاد عند هروبه” يقول سكوت لوكاس.
ثروة بملياري دولار.. على الأقل
هذه هو الرقم الذي حددته الحكومة الأمريكية في 2022 لثورة الأسد، على الرغم من إقرار واشنطن نفسها أن هذه الأرقام قد لا تكون دقيقة.
نجح آل الأسد في ملء خزائنهم خصوصا من خلال “السيطرة على قطاعات اقتصادية بالكامل مثل الاتصالات والمقاولات والبنوك والتجارة منذ استحواذ حافظ الأسد على السلطة في 1970” وفق لاين وبليس المحامي البريطاني في مكاتب “لايتيمر بارنتنرز” التي كانت أول طرف قانوني حاول تقدير ثروة الأسد في سنة 2012.
وبالنسبة إلى ويليس، فإن العقوبات التي أرخت بثقلها على سوريا لم تؤثر بالضرورة في دوائر السلطة العليا. “بل أنها ساهمت في إثراء المسؤولين لأن كل المعاملات التجارية التي لحقتها العقوبات أصبحت تمر بالضرورة عبر قنوات تسيطر عليها العائلة الحاكمة”.
نفس الشيء لاحظته السلطات الأمريكية التي كشفت عن المال الذي كدسته أسماء الأسد زوجة بشار. ووجهت لها اتهامات بأنها حولت وجهة ملايين الدولارات المخصصة للدعم الإنساني التي ضختها المنظمات الدولية على مدى سنوات لأعمال خيرية في سوريا، تسيطر أسماء الأسد على جزء منها.
مليارات الكبتاغون
استغل بشار الأسد أيضا ثمار تجارة المخدرات وأساسا أقراص الكبتاغون التي كانت تحت إشراف شقيقه ماهر الأسد. وكسب النظام السوري من تجارة الكبتاغون مليارات الدولارات ما جعل النظام السوري أشبه “بدولة مخدرات”.
بالنسبة للسلطات الأمريكية، ما هي إلا بضع أمثلة لكيفية اغتناء الأسد ومحيطه، والذي زاد من ثروته على حساب الاقتصاد المنهك من اندلاع الحرب الأهلية في 2011.
“تقديرات السلطات الأمريكية عليها تحفظات. والسبب في ذلك أنه من الصعب حصر أملاك الدائرة الأولى لبشار الأسد والعائلة الموسعة مثل أبناء العم الذين استفادوا من النظام السابق الذي قام بكل ما في وسعه لعدم معرفة من وماذا يملك” وفق قراءة لاين ويليس.
“التعقيد يعود إلى طريقة توزيع هذه الأملاك. في الحالة الفرنسية التي اشتغلنا عليها، تعلق الأمر بممتلكات لشركات قابضة في ملاذات ضريبية مختلفة من الصعب جدا تحديدا مالكيها بسبب عدم وجود تنسيق قضائي مع البلدان التي تقع فيها هكذا ملاذات” يلخص منسوس شانيز المسؤول عن النزاعات والشكاوى في منظمة “شيربا” غير الحكومية التي حققت انتصارا قضائيا في أيلول سبتمبر 2022 على رفعت الأسد، عم بشار، في قضية أملاك غير مشروعة.
أما في روسيا، تملك عائلة الأسد 18 شقة فخمة في أكبر ناطحات السحاب في القارة الأوروبية، ولكن ذلك ليس إلا الجزء الظاهر من الجبل الجليدي. إذ توجد شبهات بأن بشار الأسد يملك عدة حسابات بنكية في البلد الذي لجأ إليه. وهي “أصول من المرجح أنه يستحيل استرجاعها لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار” وفق سكوت لوكاس. باعتبار أن فلاديمير بوتين يقدم الحماية لصديقه الحاكم السابق في سوريا.
كما أن بشار الأسد لم يضع “بيض ثروته” في سلة واحدة. وقام بتوزيع ممتلكاته على عدة وجهات “انطلاقا من روسيا التي تواجه عقوبات دولية، إذ أنه يملك أصولا في دبي ودول خليجية أخرى إضافة إلى بلدان في أوروبا وآسيا”. وفق المحامي لاين ويليس. توجد أيضا شبهات بامتلاك بشار حسابات بنكية في هونغ كونغ كما يملك رفعت الأسد بناية في قلب لندن تصل قيمتها إلى أكثر من 31 مليون يورو.
استرجاع مستحيل لهذه الأصول؟
“ستكون مهمة حصر ممتلكات آل الأسد معقدة جدا، إضافة إلى صعوبة فتح ملفات قضائية وتنظيم التنسيق الدولي، ومن ثم إيجاد وسيلة مثلى لكي يستفيد الشعب السوري منها. ليس الأمر بالمستحيل، لكنه سيتطلب وقتا طويلا فيما تحتاج سوريا للمال بشكل عاجل” يقول سكوت لوكاس.
المثال الفرنسي يؤكد في كل الأحوال بأن أصول آل الأسد ليست في مأمن. حيث حكم على رفعت الأسد بإعادة ما قيمته 90 مليون يورو من الأملاك غير المشروعة في سابقة “ستشكل اختبارا أول لمعرفة كيف سيتم إرجاع هذه الأصول إلى سوريا” يقول منسوس شانيز. وهي مهمة شاقة وطويلة للمنظمات غير الحكومية ومنها “شيربا” التي ساهمت في سنة 2021 في إقرار قانون يسهل استرجاع الأموال غير المشروعة. إلا أن هذه العملية طويلة جدا وقد تستمر لعدة أعوام.
“هل سينعم بشار الأسد بحياة هادئة في موسكو؟ ليس الأمر بهذه السهولة وفق سكوت لوكاس الذي يخلص إلى القول: “الأمر مرتبط بموقف فلاديمير بوتين، هل سيسمح لبشار بالتواصل مع محاميه والوصول إلى حساباته، ستحصل عائلة الأسد على سكن وغذاء جيد، إلا أنها لن تحصل في المطلق على كل ما تريده”.