لو فيجارو: فى باريس.. بايدن وماكرون يحاولان الاتفاق بشأن أوكرانيا وغزة
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، اليوم السبت، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل نظيره الأمريكي جو بايدن،الذي وصل الأربعاء الماضي إلى باريس في زيارة دولة وذلك بعد إحياء ذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية.
ولن تغيب عن قمة ماكرون وبايدن القضايا الدولية الكبرى حيث تتطابق مواقف باريس وواشنطن إلى حد كبير،رغم بعض التباينات، ومنها على سبيل المثال الحرب على غزة، وفي المقابل، تبقى مواقف البلدين متطابقة بشأن الحرب التي اندلعت في أوكرانيا مع بدء الغزو الروسي في أواخر فبراير 2022، خصوصا لجهة تكثيف الدعم الغربي لكييف، بحسب لوفيجارو.
ويناقش الرئيسان سلسلة من القضايا المتعلقة بالأمن، قبل قمة مجموعة السبع في إيطاليا، تليها قمة الناتو في واشنطن في يوليو المقبل.
وتتفق كل من الولايات المتحدة وفرنسا على غالبية المواضيع، وهو ما لا يمنع الخلافات ونجح الرئيسان في إقامة علاقة ثقة تعززت بفضل تعاونهما منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
ووفقا للجانب الفرنسي فإن موافقة جو بايدن على القيام بزيارة دولة،وهي الوحيدة له هذا العام،تعكس العلاقات الجيدة بين الطرفين.
وأوضح ماتيو دروين،الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أنه لدى بايدن وماكرون أهداف متشابهة بشكل عام،حتى لو كانت هناك اختلافات حول كيفية تحقيقها.
وتابع قائلا:"من الواضح أن أوكرانيا ستكون في قلب الاجتماع،ويناقش رئيسا الدولتين بشكل خاص تمويل المجهود الحربي وتدفع الولايات المتحدة بخطة تستخدم الفوائد المكتسبة من الأصول الروسية المجمدة في البنوك الخارجية للحصول على قرض لتمويل الإنفاق العسكري فى حين تؤيد فرنسا إصدار سندات الدفاع الأوروبية.
وأشار ماتيو دروين أن "الاختلاف الرئيسي هو إدارة تصعيد الصراع"،فبعد أن قادت الولايات المتحدة دعمها لكييف في بداية الحرب، تبنت موقفا أكثر تحفظا،ورفضت منذ فترة طويلة شن ضربات على الأراضي الروسية بأسلحة أميركية أوانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي خوفًا من التصعيد.
من جانبه،انتهز إيمانويل ماكرون الفرصة لتقديم نفسه كزعيم أوروبي،فقد شدد لهجته تجاه موسكو،بعد أن أعطى الضوء الأخضر لتوجيه ضربات ضد أهداف عسكرية في روسيا،ويتحدث الآن عن إرسال مدربين إلى أوكرانيا وهى مبادرات تتجاوز تلك التي أوصت بها واشنطن ويمكن أن تكون مصدر احتكاك،وقد أعلن جو بايدن أنه ضد إرسال قوات إلى أوكرانيا.
وعلى العكس من ذلك،فإن الرئيس الفرنسي أكثر اعتدالا بشأن الصين، وهو موضوع رئيسي آخر على جدول أعمال قمة ماكرون- بايدن،ويضغط الأمريكيون على الأوروبيين لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بكين بشأن دعمها لموسكو في أوكرانيا وممارساتها التجارية.
وقال ليوني ألارد،من المجلس الأطلسي أن هذه الزيارة ستكون أيضا فرصة لـ إيمانويل ماكرون "لحشد دعم بايدن لدفاع أوروبي قوي والتعاون المؤسسي الوثيق بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي"،مشيرا إلى أن ماكرون يطالب بتقليص اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة أمنيا،وهو ما يسميه "الاستقلال الاستراتيجي" وهو ضرورة بالنسبة له،خاصة في حال إعادة انتخاب دونالد ترامب.
لكن موضوع التوتر الأكبر يظل هو قانون خفض التضخم (IRA)،وهو خطة الإدارة الأمريكية التي تمنح مليارات الدولارات من الدعم خاصة لمنتجي السيارات الكهربائية،بشرط أن يتم تصنيعها في الولايات المتحدة،وتدين باريس هذه النزعة الحمائية وتخشى، مثلها في ذلك كمثل دول أوروبية أخرى،أن تنتقل قطاعات كاملة من اقتصادها عبر المحيط الأطلسي،ووافقت واشنطن على بعض التنازلات. أخيرا، وفقا لـ جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، يجب على الزعيمين مناقشة "التعاون الفرنسي الأمريكي لضمان أن تكون الألعاب الأولمبية الصيفية آمنة ومأمونة".
تأتي هذه الزيارة الطويلة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأمريكي - حيث أمضى خمسة أيام في فرنسا -في الوقت المناسب لـ إيمانويل ماكرون،ومن ثم يأمل في زيادة شعبيته عشية الانتخابات الأوروبية يوم الأحد،أما جو بايدن،وهو في منتصف الحملة الانتخابية، فهو يعول أيضًا على هذه الرحلة لـ إبراز مكانته كزعيم دولي والحصول على دفعة في استطلاعات الرأي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: باريس الولايات المتحدة أوكرانيا بايدن النورماندي الولایات المتحدة إیمانویل ماکرون جو بایدن
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قلقة للغاية بشأن حملة الحرب الهجينة الروسية ضد الغرب، وسط مخاوف من تصعيدها بعد استخدام أوكرانيا للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع ضد أهداف داخل روسيا، بعد أن رفعت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن القيود على استخدامها، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتشتمل استراتيجية الحرب الهجينة التى تتبناها روسيا على مزيج من العمليات التخريبية ضد البنية التحتية الرئيسية، والهجمات الإلكترونية، والتدخل فى الانتخابات، إلى جانب وسائل سرية لتقويض الدول الغربية، ما يؤدى إلى زعزعة التضامن مع أوكرانيا.
وقد حلت "الحرب الهجينة" محل الحرب الباردة بعدما تبنت موسكو عقيدة جديدة فى السياسة الخارجية تصنف الغرب كـ"تهديد وجودي" لها، ويجب "مواجهته".
ووعدت روسيا برد "مناسب" على السياسة الجديدة، وقامت بتغيير عقيدتها النووية فى الأيام الأخيرة. ومع ذلك، يعتقد المسئولون الغربيون أن زخم الرد الروسى قد لا يأتى فى ساحة المعركة فى أوكرانيا ولكن فى أماكن أخرى من العالم.
ويمكن أن تشمل الهجمات الهجينة المحتملة قائمة واسعة من الخيارات، بما فى ذلك توسيع روسيا حملتها للتخريب والاغتيالات فى أوروبا أو زيادة تسليح خصوم الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ، وفقا لمسئولين مطلعين على المناقشات حول رد روسى محتمل.
وناقش الوزراء الأوروبيون الحرب الروسية الأوكرانية غير المتكافئة خلال اجتماع فى بروكسيل يوم الثلاثاء الماضي، حيث اتهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة، روسيا فى بيان مشترك بـ"مهاجمة هيكل الأمن الأوروبى بشكل منهجي".
فى حديثه فى العاصمة الأمريكية واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "بشكل عام، نحن قلقون للغاية بشأن الحرب الهجينة التى تشنها روسيا فى كل من أوروبا وحول العالم، ونحن على تنسيق وثيق مع حلفائنا الأوروبيين وغيرهم من الحلفاء والشركاء حول العالم".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا قد تختار تأجيل مزيد من التصعيد قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والذى هدد بقطع المساعدات عن أوكرانيا والتوسط فى اتفاق سلام من المتوقع بشدة أن يكون فى صالح روسيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوكرانيين، أن الهجوم الأوكرانى الأول بالصواريخ بعيدة المدى الأمريكية ضرب مستودعا للذخيرة فى منطقة بريانسك الروسية، وتقع المنطقة شمال غرب منطقة كورسك التى تشهد توغلا أوكرانيا منذ أوائل أغسطس الماضي.
ولم يؤكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بشكل مباشر هجوم بريانسك، لكنه قال إن بلاده لديها صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع، مضيفا: "أصبح لدى أوكرانيا قدرات بعيدة المدى، وسنستخدمها".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن خمسة من الصواريخ أسقطت وتضرر آخر. وأضافت الوزارة أن حطام الصواريخ تسبب فى اندلاع حريق فى منشأة عسكرية لم تذكر اسمها. بينما قال مسئول أمريكي، فى تصريحات نشرتها وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه تم اعتراض صاروخين فقط.
ووعد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، برد "مناسب" على الاستخدام الأول للصواريخ بعيدة المدى الأمريكية الصنع، والتى قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، عنها فى وقت سابق، إنها ستكون بمثابة دخول واشنطن وحلفائها فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى صراع مباشر مع روسيا.
وقامت روسيا بتعديلات على العقيدة النووية الخاصة بها. ولكن قلل المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى من شأن هذا القرار، قائلا إن المراجعة كانت مخططة لأسابيع وأنه "لا يوجد تغييرات كبيرة فى الموقف النووى لروسيا، لذلك لم نر أى سبب لتعديل موقفنا النووى أو عقيدتنا ردا على روسيا".
وقال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، إنه لن تردعه العقيدة الجديدة لروسيا عن دعم أوكرانيا. وأضاف، فى تصريحات للصحفيين خلال قمة مجموعة العشرين فى البرازيل، إنه: "هناك خطابا غير مسئول من روسيا وهذا لن يردع دعمنا لأوكرانيا".
ووراء الكواليس، ناقش المسئولون الأمريكيون والأوروبيون أيضا إمكانية تصعيد روسيا لحملة متنامية من الهجمات على البنية التحتية الأمريكية والأوروبية التى تصاعدت بشكل كبير منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا عام ٢٠٢٢، بحسب ما ذكرت "الجارديان".
وفى البيان المشترك، قال وزراء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى إن الهجمات الهجينة الروسية "تتصاعد" وأنها "غير مسبوقة فى تنوعها وحجمها، ما يخلق مخاطر أمنية كبيرة".
لذلك فمن المتوقع، أن تزود بريطانيا، أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو" البريطانية، لاستخدامها ضد أهداف داخل روسيا، خاصة بعد موافقة الولايات المتحدة على استخدام صواريخها بعيدة المدى ضد أهداف فى الأراضى الروسية.
وبينما تعهدت موسكو بالانتقام، أشار بعض المحللين إلى أن خيارات روسيا فى ساحة المعركة محدودة، ومن غير المرجح أن تلجأ البلاد إلى الخيار النووي.