فضل صيامه وسبب تسميته.. كل ما تريد معرفته عن يوم عرفة
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
السومرية نيوز – منوعات
يُعد يوم عرفة من أعظم الأيام عند المسلمين، لا سيما بسبب دوره المحوري في الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام. يبحث هذا التحليل في الجدل الفقهي المستمر حول ما إذا كانت أهمية يوم عرفة تكمن في زمانه أو مكانه، مستكشفاً الآراء المختلفة التي قدمها علماء الدين عبر العصور. ما هو يوم عرفة؟
حسب موقع "hespress" المغربي يوم عرفة، اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، يمثل أحد الأعمدة المركزية في فريضة الحج، إذ يُعتبر أبرز أركان الحج وأكثرها روحانية.
يبعد جبل عرفة حوالي 22 كيلومتراً شرق مكة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم المكي. هنا، يجتمع الحجاج من كل فج عميق، متحدين في نسيج من التكاتف والدعاء، متجردين من كل زينة، ليظهروا في أبهى صور التواضع والتقرب إلى الله. يستمر وقت الوقوف من زوال شمس يوم عرفة حتى طلوع فجر اليوم التالي، الذي يصادف بداية عيد الأضحى المبارك.
الوقوف بعرفات لا يقتصر على الحضور الجسدي، بل يشمل كل مكونات الروح والجسد، إذ يُعتبر الحاج غير مكتمل الحج إذا فاته هذا الركن، مما يعكس عمق أهمية هذه اللحظات. يُتاح للحجاج في هذا اليوم أن يدعوا ويصلوا صلاتي الظهر والعصر جمعاَ وقصراً، ويكثرون من الدعاء والتلبية، وفقاً لحديث النبي محمد الذي يقول: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة".
عند غروب شمس يوم عرفة، ينتقل الحجاج إلى مزدلفة، حيث يبيتون ويصلون المغرب والعشاء جمع تأخير ويجمعون الحصى استعداداً لرمي الجمرات في الأيام التالية، مما يعكس النمط الرحلي والتحدي الروحي لهذه الفريضة الغنية بالعبر والمعاني.
سبب تسميته بعرفة وفقاً للمصادر فإن "عرفات" هو الاسم الذي يُطلق على المنطقة المقدسة التي يجب على الحجاج الوقوف بها، وهذا اليوم المحدد يعرف بـ "يوم عرفة".
الأصول التاريخية لاسم "عرفة" تثير الفضول وتختلف الروايات حول سبب تسميتها. من القصص المتداولة، قيل إن الاسم نشأ من لقاء آدم وحواء في هذه النقطة بعد خروجهما من الجنة، ما يشير إلى أول "تعارف" في البشرية على الأرض.
رواية أخرى تشير إلى أن جبريل قام بتعليم إبراهيم مناسك الحج في هذه المنطقة، مستخدماً العبارة "أعرفت؟" للتأكيد على فهم إبراهيم للمناسك، وهكذا أطلق على المكان اسم "عرفة".
هذه الروايات تعكس الأهمية الروحية والتاريخية لعرفة، حيث تُعد من أقدس الأماكن في الإسلام وتعزز مفهوم التعارف والتقارب بين البشر، مما يرمز إلى الوحدة والتضامن بين المسلمين من جميع أنحاء العالم خلال أداء الحج. الطابع المقدس لعرفة يتجلى أيضاً في الأقوال التي تربط الكلمة بالعرف، أي الطيب، مما يشير إلى نقاء وطهارة هذا المكان.
الأسس الفقهية للاختلاف في يوم 9 ذي الحجة
حسب موقع "islamweb" في الإسلام، تعتبر رؤية الهلال طريقة أساسية لتحديد بداية الشهور القمرية، بما في ذلك شهر رمضان وشهر ذي الحجة. هذا التقليد ينبع من الحديث النبوي الشريف الذي يقول: "الصوم يوم تصومون، والإفطار يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون"، والذي يحث المسلمين على الوحدة والاتفاق في ممارساتهم الدينية داخل المجتمع الواحد.
الاختلافات في رؤية الهلال بين المناطق المختلفة يمكن أن تؤدي إلى اختلافات في تحديد تواريخ الأعياد الإسلامية، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وكذلك يوم عرفة. على سبيل المثال، قد يتم الإعلان عن يوم عرفة ويوم العيد في مكة بتاريخ مختلف عما هو عليه في مناطق أخرى مثل الشام أو بلدان المغرب العربي، إذا كانت رؤية الهلال تختلف بين هذه المناطق.
الفقه الإسلامي يعترف بأن هذه الاختلافات لا تعد عيباً أو خطأً، بل هي نتيجة طبيعية للمنهج المعتمد على الرؤية المحلية. لذلك، لا يُعتبر الصوم في يوم عرفة الموافق ليوم العيد في مكة خطأً بالنسبة لمن لم تدخل عليهم العيد بعد بناءً على رؤيتهم المحلية. هذا التمييز في التواريخ يسلط الضوء على أهمية المراعاة الجغرافية والمجتمعية في الفتاوى والممارسات الدينية.
حدد مكتب المرجع الديني الأعلى، السيد علي السيستاني، غرة شهر ذي الحجة الحرام وموعد عيد الأضحى. وذكر مكتب السيد السيستاني في بيان، ورد لـ السومرية نيوز، أن "يوم السبت 8 حزيران هو الأول من شهر ذي الحجة الحرام والاثنين 17 حزيران هو أول أيام عيد الأضحى".
كما أعلن ديوان الوقف السني، أن يوم الأحد الموافق 16 حزيران هو أول أيام عيد الاضحى المبارك.
فضل صيام يوم عرفة
يوم عرفة، الذي يُعتبر من أشرف الأيام في السنة الإسلامية، يحمل فضائل عظيمة ومعاني روحانية جوهرية في الدين الإسلامي. هذا اليوم، الذي يتزامن مع التاسع من ذي الحجة، يمثل ذروة موسم الحج، ويُنظر إليه على أنه فرصة للتطهير والتجديد الروحي للمسلمين حول العالم.
*إكمال الدين وإتمام نعمة الله:
يُعد يوم عرفة ذكرى لإكمال الله لدينه وإتمام نعمته على المؤمنين، كما ورد في سورة المائدة: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً". هذه الآية الكريمة نزلت في يوم عرفة، ما يعزز من قدسية هذا اليوم.
*يوم مشهود يقسم به الله:
ورد في الأحاديث النبوية أن يوم عرفة هو اليوم "المشهود" الذي يُقسم به الله في القرآن، مما يشير إلى عظمته ومكانته الرفيعة في الإسلام.
*عيد للمسلمين:
كما ورد في الحديث النبوي، يعتبر يوم عرفة، يوم النحر، وأيام التشريق أيام عيد للمسلمين، تُخصص للأكل والشرب والاحتفال بذكر الله.
*يوم عتق من النار:
النبي محمد (ص) بيّن أن الله يعتق في هذا اليوم أكبر عدد من العباد من النار، وهو ما يجعله فرصة لا مثيل لها للمسلمين للدعاء وطلب المغفرة.
*الدعاء المستجاب:
يُعتبر دعاء يوم عرفة من أفضل الأدعية، حيث يُقال إنه لا يوجد دعاء أفضل من دعاء هذا اليوم، وهو الوقت الذي يستجاب فيه الدعاء بأكبر قدر ممكن.
دعاء يوم عرفة يُعتبر ركيزة من ركائز العبادة في هذا اليوم المبارك. المسلمون يُشجعون على استغلال هذا اليوم للدعاء بكل خشوع وصدق، مستذكرين الدعاء النبوي الذي يُعد خير ما قال النبي والأنبياء من قبله: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: شهر ذی الحجة عید الأضحى هذا الیوم یوم عرفة ی عتبر الذی ی
إقرأ أيضاً:
الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
حينَ صرخَ الشهيد القائد السيدُ القائدُ حسين بدر الدين الحوثي ـ رضوانُ الله عليه ـ في وجهِ المستكبرين، لم تكنْ صرخةً عبثية، ولا شعارًا لحظيًّا، بل كانت استبصارًا قرآنيًّا عميقًا لطبائعِ الصراعِ، واستشرافًا استراتيجيًّا لمآلاتِ الهيمنةِ الأمريكية.
لم يكنْ مجردَ هتافٍ، بل إعلانُ تموضعٍ حضاريٍّ في معسكرِ المستضعفين، وبدايةُ مشروعٍ قرآنيٍّ متكاملٍ يواجهُ الهجمةَ العالميةَ بكلِّ أدواتِ المواجهةِ الممكنةِ: النفسيةِ، والعسكريةِ، والسياسيةِ، الاقتصاديةِ، والثقافيةِ.
الصرخةُ كفعلٍ عسكريٍّ ونفسيٍّ:
قال رضوان الله عليه: «دعوا الشعبَ يصرخْ في وجهِ الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم… هي الحكمة، ألسنا نقول: إن الإيمانَ يماني، والحكمةُ يمانية؟».
لقد وعى الإمامُ القائدُ طبيعةَ الصراعِ ومفاتيحَه النفسية والسياسية والعسكرية، فحوّل شعار
«الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» إلى سلاحٍ نفسيٍّ ووجدانيٍّ وميدانيٍّ، غيّر موازينَ الوعي في الأمة.
لقد أثبتتِ التجربةُ أنَّ الحربَ اليومَ لم تَعُدْ حربَ ميادينَ فقط، بل هي حربُ عقولٍ وأعصابٍ وإرادات.
ولأنّ أمريكا وحلفاءَها يدركونَ أن الهيمنةَ تبدأُ من كسرِ العزائمِ وتطويعِ النفوسِ، كانت الصرخةُ ـ بما تحملهُ من شحنةِ وعيٍ وعقيدةٍ وثبات ـ حربًا معاكسةً تضربُ في العمقِ النفسيّ للعدو، وتفكّكُ بنيتَهُ الإعلاميةَ والمعنويةَ.
فمنذ أن رفعت الصرخةُ، لم تستطعِ الدعايةُ الأمريكيةُ أن تُقنعَ الشعوبَ بعدالةِ مشاريعها، ولا أن تصِمَ أنصارَ الله بالإرهاب، رغمَ سيلِ التهمِ والتضليلِ، لأنها أمامَ جدارِ شعارٍ نقيٍّ، لا يشوبهُ تطرّفٌ ولا يَقبلُ مساومة.
أن بُنيةِ الشعارِ ومفاعيلهِ العسكريةِ والنفسيةِ على ساحةِ الصراعِ الكونيِّ، أهان الاستكبار العالمي في فضح هشاشة القبة الحديدية.
الصرخةُ ومعادلةُ الردعِ البحرية:
في خضمِّ معركةِ الفتحِ الموعود، تحوّل الشعارُ من هتافٍ إلى تكتيك، ومن صوتٍ إلى صاروخ.
أغلقتِ الموانئُ، توقّفَ ممرُّ إيلات، وارتبكتْ حاملاتُ الطائرات، وسُحقتِ الهيبةُ الأمريكيةُ في البحرِ الأحمرِ وخليجِ عدن. ولأولِ مرةٍ في التاريخ، تقفُ البوارجُ الأمريكيةُ عاجزةً عن حمايةِ السفنِ الإسرائيليةِ، وتضطرُّ لمواجهةِ طائراتٍ مسيّرةٍ يمنيةٍ وصواريخَ باليستيةٍ ومجنحةٍ، بعضها فرطُ صوتيّ، انطلقتْ باسمِ الشعارِ، وبروحِ المشروعِ القرآنيّ.
الصرخةُ ومنظومةُ الدفاعِ الجوّي والمعركةُ النفسية:
معركة الثقافة والمصطلحات:
حينَ تحوّلتْ المعركةُ إلى السماءِ، وإسقاط 18 طائرة “إم كيو 9” أمريكي،22 طائرة أمريكية نوع (MQ-9 ) والأف-١٥ والأف-١٦، وسجّلَ أرقامًا غيرَ مسبوقةٍ في التصدي لطيرانِ العدوّ، كانت الصرخةُ هي الموجهَ الأخلاقيّ والعقائديّ للمقاتلِ اليمنيّ. هذا المقاتلُ لا يقاتلُ بدافعِ الأجرِ أو الثأرِ، بل بدافعِ الإيمانِ بالله، والبراءةِ من أمريكا، والولاءِ لمحورِ الحقّ. ومن هنا، فإنّ شعارَ الصرخةِ ـ كما أشار السيد القائد عبد الملك الحوثي، يحفظه الله، أنّ “الشعار” ليس مجرّد هتاف، بل سلاحٌ ثقافيٌّ وسياسيٌّ وعسكريٌّ في وجه قوى الاستكبار.
فهو يفضح الهيمنة الأمريكية، ويُعبّئ الأمة وعيًا ورفضًا للتبعية، ويُمهِّد لموقف عمليٍّ يُثمرُ في ميادين التصنيع العسكري والمواجهة.
ومن الشعار بدأت المسيرة، وبالشعار تستمر حتى تحرير القدس.
مكاسبُ الصرخةِ:
وضوحُ العدوِّ، وكشفُ العملاء، لقد كشفتِ الصرخةُ زيفَ الديمقراطيةِ الغربية، وأظهرتْ أنظمةَ التطبيعِ على حقيقتِها، وأسقطتِ الأقنعةَ عن وجوهِ التبعيةِ السياسيةِ والثقافيةِ والاقتصادية.
فضحتْ الحركاتِ التكفيريةَ التي تحرّكت في سورية وصمتتْ في فلسطين، وعرّتْ العقيدةَ القتاليةَ الغربيةَ التي لا تعرفُ الشرفَ ولا تعرفُ القدس وعندما نقضت أمريكا الفيتو في مجلس الأمن، طبقت الصرخة الفيتو في البحر الأحمر.
الصرخةُ والبراءةُ:
من شعائرِ الحجِّ إلى شعائرِ الجهاد من رميِ الجمراتِ في منى، إلى قصفِ السفنِ في بابِ المندب، تتجلّى الحكمةُ اليمانيةُ في أوضحِ صورِها. فالصرخةُ ليستْ إلا امتدادًا لشعيرةِ البراءةِ التي أُمرنا بها في التوبةِ:
(براءةٌ من اللهِ ورسولِه إلى الذين عاهدتم من المشركين).
وكما نرمي الجمراتِ إعلانًا للعداءِ مع إبليس، نرمي الصواريخَ والمسيراتِ براءةً من الشيطانِ الأكبر، لقد جاءَ هذا الشعارُ متّصلًا بشعائرِ الله، تمامًا كالرجمِ في مِنى، حيثُ يرمي الحجيجُ الشيطانَ رمزًا للبراءة والمواجهة، وهكذا هي الصرخة، رجمٌ للشيطانِ الأكبرِ أمريكا، وقطعٌ لعهدِ التبعية، وإعلانُ سخطٍ دائمٍ في وجهِ الطغيان.
إنها صلةٌ إيمانيةٌ باللهِ تجعلنا أقوياء، وتجعلُ عدوَّ اللهِ ضعيفًا ومرتبكًا أمام ثباتنا.
الصرخةُ والقضيةُ المركزية:
حينَ ارتبطَ الشعارُ بفلسطين، دوَّى في أصقاع الكوكب لتصبح صرخة عالمية.
عندما ارتبطتِ الصرخةُ، شعارُ المشروعِ القرآني، بالقضيةِ المركزيةِ للأمةِ ـ فلسطين ـ تحوّلتْ من مجرّدِ شعارٍ يمنيٍّ إلى صرخةٍ أمميةٍ تتردّدُ في مساجدِ طهران، وساحاتِ بغداد، وجبالِ لبنان، وأزقةِ غزّة، ومدنِ الجنوبِ الأفريقي، وبلدانِ أميركا اللاتينية.
لقد أصبحتِ الصرخةُ رايةً تحتمي بها قلوبُ المحرومينَ، ويتسلّحُ بها كلُّ مستضعفٍ في وجهِ الطغاةِ والمحتلين.
فحيثُ وُجِدَ الظلمُ، يجبُ أن تُرفَعَ الصرخة، وحيثُ وُجِدَ الاستكبارُ، لا بدّ أن يُسمَعَ صوتُ البراءةِ في وجهِه.
وهكذا، لم تعُد الصرخةُ ملكًا لجغرافيا محددة، بل صارتِ الميثاقَ الثوريَّ للأحرار، والدستورَ الأخلاقيَّ للمقاومين، والبوصلةَ التي تُشيرُ دومًا إلى القدسِ، مهما حاولَ المطبّعونَ تشويهَ الطريق.