"نيويورك تايمز": تهديد جانتس بالاستقالة يكشف الانقسامات داخل القيادة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت، أن تهديد الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، بتقديم الاستقالة يكشف مجددا الانقسامات والخلافات داخل القيادة الإسرائيلية مع تزايد الإحباط في الداخل بسبب الفشل في هزيمة حماس أو إعادة جميع المحتجزين في غزة أو حتى الاتفاق على وقف الحرب التي بدأتها إسرائيل منذ منتصف أكتوبر الماضي.
وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير بهذا الشأن - أن قرار جانتس بالمغادرة وسط خلافات جدية حول الحرب في غزة، يزيد الضغوط على نتنياهو لإنهاء الحرب وطرح خطة مفصلة لحكم المنطقة عندما ينتهي القتال.
وأضافت أن جانتس، زعيم المعارضة الوسطية، أعلن إنه سيستقيل ما لم يعالج نتنياهو، مخاوفه بشأن كيفية انتهاء الحرب وما سيتبعها، وحدد موعدًا لعقد مؤتمر صحفي مساء اليوم.
وتابعت أنه إذا رحل، فمن غير المرجح أن يجبر ذلك نتنياهو على ترك منصبه خاصة أن جانتس وحزبه ليسوا جزءًا من الائتلاف الحاكم اليميني لرئيس الوزراء، والذي يتمتع بأغلبية 64 مقعدًا في البرلمان الإسرائيلي المؤلف من 120 عضوًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن جانتس انضم إلى حكومة الحرب، التي تتخذ العديد من القرارات بشأن الصراع في غزة، بعد الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر الماضي على إسرائيل، في إظهار للوحدة في الأزمة، كما أنه أضفى مكانة كبيرة على منصبه لكونه رئيس سابق لأركان الجيش، ووزير دفاع سابق وشخصية معارضة شعبية، يُنظر إليه على أنه المنافس السياسي الرئيسي لنتنياهو.
ونقلت الصحيفة عن عدد من النقاد قولهم: إن نتنياهو فشل في صياغة خطة متماسكة لما أصبح يعرف باسم "اليوم التالي" - كيف ستتم إدارة غزة بعد تخفيف القتال، ومن سيديرها - خاصة أنه رفض وجهة نظر الإدارة الأمريكية بأن السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، يجب أن تساعد في إدارة غزة بشكل ما.
كما رفض تبني اقتراح وقف إطلاق النار الذي أقره الرئيس الأمريكي جو بايدن علنًا، وهو الاقتراح الذي قال المسؤولون الإسرائيليون إنه يطابق اقتراحًا من قبل حكومة الحرب بينما قال نتنياهو، الذي يحاول تهدئة ضجة أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، إنه لن يوافق على أي صفقة تنهي الحرب دون التدمير الكامل لقدرات حماس كما أن الأخيرة لم تدعم الاقتراح علنًا.
وتابعت الصحيفة أنه مثل نتنياهو، استبعد جانتس الموافقة على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة أو تسليم السيطرة على غزة بعد الحرب إلى السلطة الفلسطينية، مما يثير بعض التساؤلات حول مدى اختلافه الأيديولوجي عن رئيس الوزراء.. لكنه كان من بين أبرز الأصوات التي تطالب بوقف إطلاق النار، حيث قال محللون إن رحيل جانتس قد يشجع وزراء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو، بقيادة إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريش، بتنفيذ تهديدهما بإسقاط الحكومة إذا مضى قدمًا في أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار.
وكان جانتس، وهو منافس قد يحل محل نتنياهو إذا أجريت انتخابات، قد قال الشهر الماضي إنه سيستقيل بحلول 8 يونيو إي اليوم السبت ما لم يتوصل رئيس الوزراء إلى اتفاق مع حكومة الحرب بشأن غزة.
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة إنه في خضم الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية المضي قدمًا، استمرت الحرب واستمر عدد القتلى في غزة في الارتفاع بعدما عادت القوات الإسرائيلية إلى أجزاء من وسط وشمال غزة للقضاء على ما تقول إنه قتال متجدد لحماس هناك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نتنياهو جانتس غزة حماس إسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
"فاينانشيال تايمز": المكسيك وكندا تنحيان خلافاتهما للتوحد ضد رسوم ترامب الجمركية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نحّت المكسيك وكندا الخلافات بينهما جانبًا لتشكيل جبهة موحدة للوقوف ضد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية عليهما في أقرب وقت ممكن بحلول الأسبوع المقبل.
وفي تقرير لها من العواصم الثلاث، لفتت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إلى أن ترامب، منذ فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي، هدد مرارًا وتكرارًا بأن بلاده ستفرض رسومًا جمركية على أكبر شريكين تجاريين لواشنطن، بنسبة 25 % على كافة صادراتهما إلى الولايات المتحدة، في تصعيد منه للرد على ما يقول إنه ارتفاع في مستويات الهجرة غير الشرعية وتهريب مخدرات وعقاقير "الفنتانيل" وقد حذر ترامب بأن الرسوم يمكن تطبيقها اعتبارًا من الأول من فبراير المقبل.
وترسل المكسيك وكندا ثلاثة أرباع صادراتهما إلى الولايات المتحدة، مدعومة بالاتفاقية التجارية الثلاثية التي تجمعهم الدول الثلاث، "يو إس إم سي إيه"، التي أبرمت أثناء نهايات العهدة الأولى لترامب، وهو ما يجعل نيومكسيكو وتورونتو رهنًا لمطالب واشنطن.
وتعتمد المكسيك على الولايات المتحدة في الحصول على 70 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ولطالما انتقدها ترامب وحملها مسؤولية دخول المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات داخل الولايات المتحدة.
من جانبها، تتوقع غرفة التجارة الكندية انكماش الناتج المحلي الإجمالي الكندي بنسبة 2.6 % أو بواقع 78 مليار دولار كندي (بما يعادل 54 مليار دولار أمريكي)، فإذا نفذ ترامب تهديداته، فإن ذلك ذلك سيكلف الكنديين نحو 1900 دولار كندي لكل مواطن سنويًا.
ورغم تشاركهما في "تهديدات ترامب"، فإن علاقات المكسيك وكندا تضررت بشدة العام الماضي، لاسيما بعد أن أعرب السفير الكندي عن قلقه حيال النظام القضائي المكسيكي بأكمله.
كما ساءت العلاقات بين البلدين بصورة أشد في نوفمبر الماضي، حينما ألمح رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو بأنه سيكون أكثر انفتاحًا لفكرة خروج المكسيك من اتفاق "يو إس إم سي إيه"، وأيد ترامب في رأيه بأن الاستثمارات الصينية في المكسيك تشكل معضلة، في محاولة واضحة لمداهنة الرئيس المنتخب الجديد آنذاك.
وقال مسؤولون إن مثل تلك المواقف، إضافة إلى غيرها من التعلقيات، تسببت في إشعال الغضب داخل مكسيكو سيتي، لكن الدولتين اجتمعتا في مواجهة تحذير الرسوم الجمركية من ترامب، بموجة صاخبة من الدعوات من الوزراء في الجانبين للوقوف في وجه التهديد.
ويقول الباحث في مركز "ويلسون" البحثي، دييجو ماروكوين بيتار، "إن الضجيج السياسي ربما تسبب في تأجيل وتشويش طريقة أوتاوا للحكم على الأمور، لكن الكنديين ربما أدركوا أخيرًا أن تنسيقًا أفضل مع المكسيك يعد أمرًا حيويًا."
ويضيف، لعل الهدف الجوهري للتقارب يتمثل في توافق الدولتين بأن الرسوم الأمريكية ستكون بمنزلة مقترح "خسارة أمام خسارة"، والتي ستدفع الأسعار إلى الارتفاع بالنسبة للمستهلكين في الدول الثلاث كلها.
من جانبه، قال ترودو هذا الأسبوع: إن "ترامب أعلن أنه يريد "عصرًا ذهبيًا" للاقتصاد الأمريكي. وهذا يعني أنهم سيحتاجون المزيد من الطاقة، والمعادن، والصلب والألومنيوم، والأخشاب، وكثير من الأشياء تقوم كندا بالفعل بإرسالها إليهم."
وكشفت مصادر عليمة بما يدور في البلدان الثلاثة أنه بينما تلوح أوتاوا ومكسيكو سيتي، على المستوى العام والخاص، بأغصان الزيتون لفريق ترامب بشأن أمن الحدود، فإنهما قد أعدا بالفعل قوائم منفصلة برسوم جمركية انتقامية للرد على رسوم ترامب.
فالمسكيك أعدت عدتها برسوم يطلق عليها محليًا "كاروسيل"، أي الحلقة الدوارة، من المنتجات التي ستتقلص لبضعة أشهر قبيل أن يتم تحويل مسارها إلى ولايات أخرى مستهدفة مشرعين جمهوريين رئيسيين.
بدورها، لوحت كندا أيضًا بأنها تعد عقوبات مضادة والتي ستخلق، حسب وصف وزير الطاقة والموارد الطبيعية الكندي، جوناثان ويلكينسون، "قدرًا هائلًا من الضغط والقلق داخل الولايات المتحدة مقابل القليل من الألم بالنسبة لكندا."
وترى مصادر قريبة من خطط البيت الأبيض أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد إجراء تغييرات للحد من المكون الأجنبي في السيارات بهدف تحجيم الروابط المتنمامية للصين داخل الاقتصاد المكسيكي.
وأعاد ترامب أقواله على مسامع الحضور في "منتدى دافوس الاقتصادي العالمي" يوم الخميس، قائلًا إن كندا "يمكن أن تكون ولاية، وإذا أصبحت ولاية، لن يكون هناك عجز (تجاري)."
واستطرد الرئيس الأمريكي قائلًا "لا نحتاج أخشابهم، لأن لدينا غاباتنا الخاصة. ولا نحتاج إلى نفطهم وغازهم. فلدينا منهما أكثر من أي طرف آخر."
وتقول الصحيفة البريطانية إن واقع الأمر يؤكد أن الولايات المتحدة تستورد نحو 40 في المائة من النفط الخام الذي تقوم بتكريره، و60 في المائة منه يأتي من كندا، و11 في المائة من المكسيك.
وقد هدد ترامب بنشر قوات خاصة أمريكية في المكسيك للقضاء على عصابات المخدرات هناك، وقال في منتدى دافوس إن الولايات المتحدة كانت "تتعامل مع المكسيك بصورة جيدة جدًا" أيضًا في هذا السياق.