تركيا – أكد رئيس الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية بلال أردوغان، إنهم يرغبون في بعث رسائل سلام للعالم أجمع من خلال فعاليات النسخة السادسة لمهرجان الرياضات التقليدية.

جاء ذلك في كلمة خلال فعاليات النسخة السادسة من المهرجان الثقافي للرياضات التقليدية، الذي ينظّمه “الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية” في إسطنبول.

وأشار أردوغان إلى أهمية الرياضات التقليدية قائلا: “يسعدنا أن نقيم مهرجاننا الثقافي الذي ننتظره كل عام بفارغ الصبر. باعتبارنا الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية، فإننا نرى هذا المهرجان فرصة مهمة لقضاء بعض الوقت معًا والالتقاء والاستمتاع والتعلم”.

وأضاف: “في هذا المهرجان نمتد إلى جذورنا والثقافات المتنوعة في العالم، ونبني علاقة تقارب مع تقاليدنا. لا نرى الرياضات والألعاب التقليدية خارج حياتنا. على العكس، نريد أن يتمكن شعبنا وعائلاتنا وشبابنا من ممارسة هذه الألعاب الرياضية في حياتهم اليومية وأن يكبر أطفالنا عليها”.

وأردف: “لقد أظهرت لنا التطورات التي يشهدها العالم مرة أخرى، أن الإنسانية تحتاج إلى السلام أكثر من أي وقت مضى، والصراعات المستمرة في مختلف أنحاء العالم والإبادة الجماعية في فلسطين، تجبرنا على العمل بجدية أكبر من أجل السلام”.

وفي وقت سابق الخميس، انطلقت في إسطنبول فعاليات النسخة السادسة من المهرجان الثقافي للرياضات التقليدية، الذي ينظّمه “الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية”.

وحضر مراسم افتتاح المهرجان الذي يستمر 4 أيام، رئيس الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية بلال أردوغان، ووزير الشباب والرياضة عثمان أشكن باك، ومسؤولون آخرون من مختلف البلدان.

وسيكون في المهرجان قسم خاص بفلسطين التي تتعرض لهجوم إسرائيلي، وسيتم تقديم الثقافة الفلسطينية والتأكيد للعالم أجمع على حق أطفال فلسطين في اللعب.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

“نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي

” #نظام_التفاهة “: قراءة في #ملامح #الانحدار_الثقافي والسياسي
د #امل_نصير

يتناول كتاب “نظام التفاهة” للمفكر الكندي(آلان دونو) بنية المجتمعات الحديثة، وآليات عملها في ظل سيطرة منظومة التافهين على مفاصل الحياة السياسية، والثقافية، وهو عمل فكري جريء، مثير للجدل .
صدر الكتاب أول مرة باللغة الفرنسية عام 2015، وترجم إلى العربية، ليحظى بانتشار واسع في العالم العربي، اذ أثار كثيرا من النقاشات حول مفهوم التفاهة، وأثره على المجتمعات.
يرى مؤلف الكتاب أن النظام الاجتماعي والاقتصادي الحالي في العالم يشجع التفاهة، ويمنحها الأفضلية، حيث يتم تصعيد الأشخاص الأقل كفاءة، والأقل التزامًا بالقيم الأخلاقية والمهنية إلى مواقع السلطة والتأثير، فتصبح الجودة والاستحقاق في هذا النظام أمورًا ثانوية، بينما يتم تهميش الأفراد الذين يسعون لتحقيق الإبداع والجودة.
يشير المؤلف إلى أن النظام الرأسمالي الحديث يُكرّس “التفاهة” عبر آليات عدة، منها تهميش القيم الفكرية العميقة، وتقليص دور المثقفين والمبدعين الحقيقيين، وتحويل النجاح إلى مسألة تتعلق بالاتساق مع المعايير التجارية والاستهلاكية بدلاً من الإنجاز الحقيقي.
ولعل من اهم ملامح التفاهة كما يقدمها الكتاب سيطرة الرداءة على المجالات المهنية، ففي النظام التافه، لا يتم اختيار الأفراد بناءً على كفاءتهم أو قدرتهم، بل بناءً على قدرتهم على التماهي مع النظام القائم، بغض النظر عن قيمتهم الحقيقية، وتصبح المؤسسات خالية من العمق الفكري والمبادئ، فيسود من يفضلون إرضاء رؤسائهم بدلاً من تحديهم أو تقديم أفكار جديدة.
من ملامح التفاهة ايضا تهميش الثقافة والفكر اذ يوضح دونو أن الأنظمة الحديثة تعزز الإنتاج الثقافي السطحي الموجه للاستهلاك السريع، مع تهميش الإنتاج الثقافي العميق، فتصبح الثقافة مجرد أداة للتسلية بدلاً من أن تكون وسيلة لفهم العالم أو تغييره.
ومن ملامح التفاهة تحول القيم الإنسانية إلى سلع اذ يتم تسليع كل شيء، بما في ذلك القيم والأخلاق، فتصبح المعايير الأخلاقية والتفكير النقدي غير ذات قيمة إذا لم تترجم إلى ربح أو نفوذ.
ومن ملامحها ايضا صعود التافهين، فيقدم (دونو) مفهومًا صارخًا لصعود “التافهين”، وهم الأفراد الذين لا يتمتعون بأي مؤهلات حقيقية، لكنهم يتسلقون السلم الاجتماعي بسبب مهارتهم في مجاراة النظام القائم.
تكمن اهمية الكتاب في تشخيص الواقع المعاصر، فيقدم تشخيصًا دقيقًا للعديد من الظواهر التي نعاني منها اليوم، مثل انخفاض مستوى الحوار العام، وانتشار الأخبار المزيفة، وضعف المؤسسات الديمقراطية.
يعد كتاب نظام التفاهة دعوة للتغيير، فرغم سوداوية الطرح، يحمل الكتاب دعوة ضمنية لإعادة النظر في قيمنا المجتمعية ومؤسساتنا، والعمل على استعادة المبادئ الأساسية التي تجعل المجتمعات أكثر عدالة وكفاءة.
الكتاب مرآة للمجتمعات العربية أيضا اذ وجد صدى واسعًا في العالم العربي، حيث يرى كثيرون أنه يعكس واقعًا مألوفًا في العديد من الدول التي تعاني من تهميش الكفاءات وسيطرة الفساد والمحسوبية.
“لقد أصبحت التفاهة نظامًا عالميًا يستبعد الجودة والكفاءة، ويعلي من شأن الرداءة.
على الرغم من شعبية الكتاب، إلا أنه تعرض للنقد من بعض القراء والمفكرين، فراى هؤلاء أن (دونو ) قدم نظرة متشائمة دون تقديم حلول عملية لتجاوز “نظام التفاهة”. كما أن بعض النقاد رأوا أن الكتاب يفتقر إلى أدلة علمية واضحة تدعم أطروحاته، وانه يعتمد بشكل كبير على أسلوب الإنشاء الفكري.
“نظام التفاهة” ليس مجرد كتاب فكري، بل هو صرخة تحذير من أن النظام العالمي الحالي قد يؤدي إلى انهيار القيم الإنسانية الحقيقية لصالح تفاهة تملأ الفراغ. إنه دعوة لإعادة التفكير في مسار المجتمعات واستعادة المبادئ التي تجعل العالم مكانًا أفضل للعيش.
وأخيرا يبرز السؤال الآتي في ظل الانتشار الواسع للكتاب في العالم العربي: هل يمكن أن نواجه “نظام التفاهة” أم أننا سنظل عالقين فيه؟

مقالات مشابهة

  • عبد العزيز المسلم: الشارقة التراثية مهرجان ولد كبيرًا واستطاع تحقيق نجاح مبهر
  • مهرجان رياضي رمضاني في «إيطالية أبوظبي»
  • «الوثبة للتمور» يواصل فعالياته ومسابقاته
  • رسائل من لبنان إلى إيران.. مضمونها قاسٍ وتقرير اسرائيلي يكشفها
  • أختتام مهرجان الأفلام القصيرة الأول في تربية الرصافة الثالثة
  • أكثر من 12 ألف زائر في ختام مهرجان “منتجات المواشي الثاني” بمحافظة غامد الزناد
  • جامعة أسيوط تختتم فعاليات مهرجان الإبداع المسرحي الثالث عشر
  • “نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي
  • لبنان بغنية.. حفلان بتوقيع سمية بعلبكي في مهرجان البستان
  • محافظ دمشق السيد ماهر محمد مروان يرافق السيد بلال رجب طيب أردوغان في زيارة إلى قمة جبل قاسيون والتكية السليمانية