يدرس في الجامعات.. خبير عسكري يكشف تفاصيل كمين بيت حانون
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
كمين بيت حانون.. استطاعت عملية كمين بيت حانون، التي قامت بها المقاومة الفلسطينية، توقيع العديد من الخسائر لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي اعتبرها الكثير من المحللين والخبراء العسكريين بإنها أمراً يحمل رمزية ودلالات كثيرة.
كمين بيت حانونوصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، «كمين بيت حانون»، والذي نفذته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس»، في بيت حانون شمالي قطاع غزة، بأنه يفوق الخيال وسوف يدرس لاحقًا بالكليات العليا العسكرية، والوحدات الخاصة الأميركية والصينية وغيرها.
وأشار الدويري، إلى أن ما جرى من تخطيط قسامي، وما فيه من صبر ورؤية استشرافية للخطوة القادمة أمر يفوق الخيال، وتحدّث عن رمزية المكان، حيث بيت حانون هو الزاوية الشرقية الشمالية لقطاع غزة، والتي تعرضت للقصف المكثف، منذ يوم مساء 7 أكتوبر الماضي، ودخلتها قوات الاحتلال بريًا، أواخر الشهر ذاته.
ولفت إلى أنه لا تزال كتيبة بيت حانون، بعد 232 يوما من التوغل البري الإسرائيلي، فاعلة وقادرة على ضبط إيقاع المعركة، ولديها قدرة استشرافية لتحديد الخطوات اللاحقة، كما تقرأ كيف يفكر جيش الاحتلال ودائمًا تسبقه بخطوة وأكثر.
مراحل كمين بيت حانونوأوضح الخبير العسكري، مراحل كمين بيت حانون المركب بدءًا من توقع طريق التقدم وتفجير العبوات ضد قوات الاحتلال عند فتحة أحد الأنفاق، ثم فترة الترقب والانتظار لقدوم قوة الإنقاذ واستهدافها بعبوة شواظ، وصولًا لإرسال ضابط كبير ومساعديه واستهدافهم قنصًا.
وتابع: «لقد توقّع المجاهدون عودة قوات الاحتلال لفتحة النفق مجددًا، حيث تم تفخيخها ومن ثم تفجيرها»، واصفًا إياها بخطوات متلاحقة متتالية، كأن المخطط هو من يقود معركة العدو، ويفكر بعقلية قائد العدو.
كمين بيت حانونومن جانبه أوضح قيادي بالقسام لقناة الجزيرة، إن الكمين نفذ على 3 مراحل، واستمر 26 ساعة متواصلة، مؤكدا أن قوات الاحتلال تقدمت نحو بيت حانون وفق المسار الذي توقعه مقاتلو القسام مسبقاً، مشيراً إلى أن الكمين المركب دفع جيش الاحتلال لوقف تقدمه في محور بيت حانون بشكل كامل.
وكان جيش الاحتلال قد عاد إلى بيت حانون الحدودي يوم 22 مايو الماضي، ممثلاً في لواء «كفير»، وفي مقدمته كتيبة «نتساح يهودا»، وهي كتيبة لها تاريخ طويل في المجازر والإعدامات بحق الفلسطينيين.
وأعلنت القسام في اليوم ذاته تنفيذ كمين مركب استهدف جنودا إسرائيليين على مرحلتين، الأولى تفجير عبوة رعدية وإلقاء قنابل يدوية على قوة راجلة، ثم تفجير عبوة شواظ بقوة الإنقاذ، وصولاً إلى قنص 3 جنود إسرائيليين في المنطقة نفسها، ونشرت صورا لعملية القنص.
وكانت عملية كمين بيت حانون قد بدأت فجر يوم الثلاثاء 21 مايو الماضي، حين رصد مقاتلو القسام القوات الخاصة الإسرائيلية من كتيبة نتساح يهودا التابعة للواء كفير أثناء تسللهم إلى بيت حانون، ووصولها إلى محيط مدرسة الزراعة شمالي المدينة، متقدمة مسافة تتجاوز 1300 متر.
وفقًا لحديث قيادي في القسام للجزيرة، فقد «تقدمت قوات العدو تحت أعيننا من المحور الشمالي والشرقي لبيت حانون فجر الثلاثاء، وتمت متابعتها من طرفنا، حيث تم تقدمت القوة باتجاه المدينة وفق المسار الذي توقعناه مسبقا».
وخلال المرحلة الأولى من كمين بيت حانون، فجر مقاتلو القسام عبوات ضد الأفراد في عين نفق قرب جنود الاحتلال، ثم أطلقوا قنابل يدوية على القوة الإسرائيلية المستهدفة.
وقال القيادي بالقسام للجزيرة: «تم استدعاء قوة الإنقاذ في الليل للمكان، وعند قيامهم بمحاولة الإسعاف تم استهدافهم بعبوة شواظ، وإيقاع باقي القوة بين قتيل وجريح».
لم ينتهِ الهجوم عند هذا فقط، بل أرسل الجيش الإسرائيلي ضابطا كبيرا للإشراف على موقع العملية لتعزيز التحرك العسكري في المنطقة.
وفي هذا السياق، يقول القيادي القسامي للجزيرة إنه «تم رصد الضابط المسؤول عن المهمة، فقام المجاهدون باستهدافه ومساعديه في عملية قنص فريدة من نوعها، حيث تمت إصابة جنديين بطلق واحد وألحقهما مجاهدونا بالثالث، فأردي قتيلا، فخرجت القوة عن الخدمة وللحديث بقية».
وبعد ساعات من هذه العملية، تم إجلاء القوات العاملة في المحور، لكن قوات الاحتلال عادت إلى المكان مرة أخرى بعد عدة ساعات، وهو ما علق عليه القيادي بالقسام قائلاً: "توقعنا قدوم قوات للعمل في عين النفق، التي استخدمناها لتنفيذ الكمين، فقام المجاهدون بتفخيخ عين النفق".
وبثت الجزيرة مشاهد خاصة بالمرحلة الثالثة من الكمين، إذ تظهر عملية تفخيخ عين النفق استعدادا لعودة القوات الإسرائيلية، وهو ما حدث بالفعل ليلة الثلاثاء، إذ وصل جنود الاحتلال إلى عين النفق المفخخ.
وأنزلت القوات الإسرائيلية روبوتا مع كاميرا ودخل الجنود إلى عين النفق لتدميره، وفق مشاهد حصرية بثتها الجزيرة، حيث تم تفجير النفق بمن فيه، ليسحب جيش الاحتلال بعد وقت قليل قواته كافة من كامل محور التقدم ببيت حانون، والانسحاب إلى داخل السياج الحدودي، وفق حديث القيادي بالقسام للجزيرة.
كما بثت الجزيرة، صورا خاصة بعملية إجلاء الجنود القتلى والجرحى من مكان العملية، التي استمرت 26 ساعة متواصلة من الرصد والتفخيخ والاشتباك، وشهدت عمليتي تفجير لعبوات وقنصا لضابط وجنود.
اقرأ أيضاً«شهداء الأقصى» تقصف تجمع الاحتلال في محور «نتساريم»
الخارجية الفلسطينية ترحب بإعلان إسبانيا التدخل في قضية الإبادة الجماعية أمام العدل الدولية
بعد استخدام حماس له لأول مرة.. ما هو الطوربيد العاصف؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بيت حانون بيت حانون بقطاع غزة بيت حانون بمدينة غزة بيت حانون شمال قطاع غزة بيت حانون شمالي غزة بيت حانون قطاع غزة شرق بيت حانون شمال بيت حانون بقطاع غزة في بيت حانون كمائن القسام كمين القسام كمين النفق القسام كمين النفق كتائب القسام كمين بيت حانون كمين جباليا كمين سابق قوات الاحتلال جیش الاحتلال عین النفق حیث تم
إقرأ أيضاً:
لحظة بلحظة.. هكذا تمكن مقاومو نخبة القسام من قتل وأسر كل جنود وضباط “ناحل عوز”
#سواليف
أكمل #جيش_الاحتلال الإسرائيلي التحقيق العملياتي بشأن #الهجوم و #المعركة التي وقعت في قاعدة ” #ناحل_عوز ” العسكرية، وجرى عرضه أمام #عائلات_الجنود القتلى، والجنود الذين كانوا في القاعدة خلال الهجوم. التحقيق، الذي أشرف عليه رئيس أركان #جيش_الاحتلال هليفي، قُدّم أيضًا إلى وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل #كاتس.
وأسفر الهجوم عن مقتل 53 جنديًا وضابطًا، فيما أسر 10 آخرون إلى قطاع #غزة، ولا يزال ثلاثة منهم في قبضة حركة ” #حماس “. وأظهر التحقيق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في حماية القاعدة بشكل مناسب، ما كشف عن ثغرات كبيرة في استعدادات الجيش لمواجهة هجوم بري واسع النطاق، لا سيما في ظل القصف الصاروخي الكثيف.
#خسائر_فادحة وواقع صادم
مقالات ذات صلة أردوغان: لن نسمح بتقسيم آخر لسوريا وسنكون بجانبها دائما 2025/03/03أشار التحقيق إلى أن حماس بدأت تنظيم القادة وبعض المقاومين لعملية السابع من أكتوبر يوم الجمعة في الساعة 18:30، ولم يتم رصده من قبل أي جهة استخباراتية إسرائيلية، لا من قبل وحدة 8200، ولا الشاباك، ولا فرقة غزة المسؤولة عن جمع المعلومات في الكيلومتر أو الكيلومترين القريبين من الحدود.
وكانت عملية حماس سريعة ومنسقة، حيث كان العشرات من المسلحين في القوة الأولى في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود حوالي الساعة 6:00، منتظرين الإشارة الخضراء – وابل منسق من 960 صاروخًا وقذائف هاون أُطلق في الساعة 6:29 باتجاه مواقع جيش الاحتلال في غلاف غزة، بهدف شلّها.
وبحسب التحقيق فإن إطلاق الصواريخ كان الإشارة لمقاتلي حماس لاقتحام السياج الأمني، الذي تم اختراقه في المنطقة المقابلة لكيبوتس “كفار عزة” عبر ثلاثة مواقع تسلل في الساعة 6:35، 6:41 و6:43. بالتزامن، أنزلت حماس ستة من عناصر وحدة النخبة داخل الكيبوتس باستخدام المظلات.
وفوجئ ضباط جيش الاحتلال بحجم الهجوم وشدته، وأدى مقتل العديد منهم في الدقائق الأولى إلى خلل في منظومة القيادة، ما ترك الوحدات تقاتل دون تنسيق أو توجيه واضح.
وأوصى التحقيق بمراجعة جذرية لاستعدادات جيش الاحتلال لمواجهة سيناريوهات اقتحام بري، لتعزيز قدرة الوحدات على حماية المواقع الأمامية.
وأكد التحقيق أن حماس سيطرت على منطقة “كفار عزة” بغلاف غزة في السابع من أكتوبر خلال ساعة واحدة بينما استغرق إعادة السيطرة عليها من الجيش الإسرائيلي 3 أيام.
وكشف التحقيق أن القاعدة لم تكن مجهّزة للتصدي لهجوم بري بهذا الحجم، إذ صُمّمت التحصينات لمواجهة الصواريخ وليس تسلل المقاتلين. كما أن نظام الإنذار لم يرصد التحركات المشبوهة بشكل كافٍ، ولم تكن هناك خطط دفاعية فعالة لحماية الجنود غير المقاتلين، مثل المراقِبات اللواتي كنّ عرضة للخطر المباشر.
تفاصيل الهجوم: لحظات حاسمة
بدأ الهجوم الساعة 06:29 صباحًا بإطلاق مكثف للصواريخ فيما نجحت مجموعات من المقاومة باختراق السياج الفاصل عبر عشرات المحاور، مستخدمة سيارات، ودراجات نارية، وأحيانًا سيرًا على الأقدام. في غضون دقائق، وُجد الجنود في معركة شرسة، يواجهون قوة منظمة تفوقهم عددًا وتسليحًا.
المرحلة الأولى: اقتحام القاعدة (06:29 – 08:20)
06:29: رصدت المجندات المراقِبات اقتراب عناصر المقاومة من السياج، وأُعلن عن “حدث معقد”.
06:45: وصلت مجموعات المقاومة إلى القاعدة، واندلعت اشتباكات عنيفة.
07:05: تمكن المقاومون من اختراق القاعدة، فيما أصدر قائد فصيل أوامر بالقتال المباشر.
07:30: سقطت نقطة الحراسة الرئيسية بعد معركة قُتل فيها جميع الجنود المتمركزين.
08:04: ساعدت غارة جوية في إنقاذ حياة 11 مجندة كنّ محاصرات في أحد الملاجئ.
المرحلة الثانية: استمرار المعركة (08:20 – 12:00)
09:00: دبابة تصدّت لموجة جديدة من المقاومين قبل أن تُصاب بصاروخ مضاد للدروع.
10:00: بدأ أسر الجنود، بينهم ثلاثة من طاقم دبابة أُعطبت في المعركة.
10:20: أسر سبع مجندات ونقلهن إلى غزة.
12:00: أشعل المقاومون غرفة القيادة بعد محاصرتها، ما دفع بعض الجنود للهرب تحت النيران.
المرحلة الثالثة: وصول قوات الإنقاذ (12:00 – 20:00)
12:00: وصلت تعزيزات من وحدة المظليين ووحدات النخبة في جيش الاحتلال.
17:00: أُعلن عن إعادة سيطرة جيش الاحتلال على القاعدة بعد معارك ضارية شارك فيها سلاح الجو.
فشل استخباراتي وقرارات “غبية”
عثر الجيش خلال حربه البرية على غزة على كتيب يتضمن أمر حماس لمقاتليها بمهاجمة قاعدة “ناحال عوز” يوم السابع من أكتوبر، لافتًا إلى أن المعركة في “ناحل عوز” تعبر عن فشل منهجي خطير ومؤلم يمسّ جوهر قيم حيش الاحتلال، فقدت فيه مبادئ أساسية في الدفاع، وكان هناك أيضاً جنود وقادة لم يسعوا إلى القتال وهربوا.
وبحسب مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الملف لا يقل عن ملف عملياتي لوحدة النخبة في جيش الاحتلال، وهو يفصل جميع نقاط الضعف وخصائص القاعدة: الثغرات في السياج التي اخترقها 60 مقاومًا من النخبة القسامية في الموجة الأولى، واجتاحوا المكان فعلياً في غضون نصف ساعة؛ والثغرات في الجدار الغربي التي كانت بمثابة فتحات للمقاومين لإطلاق النار على الجنود في الداخل.
وأضاف أن حماس حصلت على معلومات عن إجراء متهور من جانب جيش الاحتلال وافق على تقليص حوالي نصف القوة المقاتلة في عطلات نهاية الأسبوع حتى يتمكن الجنود من الاستمتاع بالإجازة في منازلهم.
وأكد أن حماس كانت تعلم الموقع الدقيق لكل غرفة ومركز قيادة ومكاتب ومبنى داخل أسوار المعسكر؛ الحياة اليومية داخله؛ عدد الأسلحة؛ الموقع الدقيق للمستودعات، وأين تقع غرفة الطعام، وأي جزء من الطرق الزراعية المؤدية من السياج إلى القاعدة يمكن أن يؤخرها، واشترطت في الخطة أن تقوم النخبة القسامية التي اقتحمت القاعدة بذلك خلال 15 دقيقة كشرط لضمان السيطرة عليها.
لقد توصلت حماس إلى نتيجة مفادها أن وصول دبابة مجاورة إلى “ناحال عوز” سيستغرق 15 دقيقة في حال وقوع حادث، وقد راقبت حماس مسبقًا التدريبات لمعرفة المدة التي قد تستغرقها القوات المجاورة لتعزيز صفوفها.
وأدركت حماس أنها لابد وأن تعمل على تحييد موقع “بيجا” القريب، لأنه كان يحتوي على موقع هاون للجنود في اتجاه ناحال عوز، وقد نجحت في ذلك.
ووفق التحقيق، ففي صباح يوم 7 أكتوبر، كان في “ناحل عوز” 162 جنديًا -حوالي نصف العدد في أيام الأسبوع- وفقًا للإجراءات التي بدأت هيئة الأركان العامة في تنفيذها قبل خمس سنوات لإرضاء الجنود وعلى افتراض أن المقاومين الفلسطينيين سيضربون فقط في أيام الأسبوع.
ولقد وصلت قوة حماس مجهزة تجهيزا جيدا، وبالإضافة إلى الميزة البشرية والعددية، فقد تمتعت أيضا بقدرة أكثر فتكاً: ففي حين لم يجد الجيش الإسرائيلي ضرورة لتوزيع القنابل اليدوية بشكل روتيني على جنوده، وكانت المدافع الرشاشة مقفلة في المستودعات، وصلت حماس ومعها عدد كبير من صواريخ آر بي جي، وأنواع مختلفة من القنابل المتفجرة.
وقال التحقيق إن جيش الاحتلال أجرى قبل السابع من أكتوبر تدريبات شملت عدة سيناريوهات، بما في ذلك غارة للنخبة القسامية على موقع بيجا المجاور، وهجوم على مجموعة قتالية بواسطة طائرة بدون طيار تابعة لحماس. ولكن ما لم يتم التدرب عليه على الإطلاق، حتى من قبل الكتائب السابقة في “ناحال عوز”، هو سيناريو الهجوم على المعسكر، رغم أنه يقع، على مسافة 15 دقيقة سيراً على الأقدام من حي الشجاعية.
وقال التحقيق إن جيش الاحتلال توصل إلى بعض المصادر التي استقت منها حماس معلوماتها عن موقع “ناحل عوز”، ولم تكن هذه فقط طائرات بدون طيار أطلقتها في الهواء بشكل دوري، بل أيضا مئات الصور ومقاطع الفيديو التي رفعها الجنود على الإنترنت من داخل القاعدة نفسها، ومنشورات بادر بها الجيش الإسرائيلي في وسائل الإعلام حول التغييرات المتكررة في مفاهيم الدفاع في القطاع.