التيار يختار موقعاً سياسياً جديداً؟
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
يعمل "التيار الوطني الحرّ" ورئيسه جبران باسيل منذ فترة على الإنفتاح على مختلف القوى السياسية، حتى أنه عزز علاقته بالحزب "التقدمي الإشتراكي" وبدأ لقاءات رسمية وغير رسمية مع بعض نواب وقوى التغيير، كذلك فإن علاقته بحزب "الكتائب اللبنانية" ورئيسه النائب سامي الجميل باتت إيجابية جداً في المرحلة الأخيرة، وهذا التوجه بدأ بالتوازي مع التوترات التي سيطرت على علاقة التيار مع "حزب الله" حليفه الاساسي والأكبر والتي دفعت بالمحللين للحديث عن طلاق نهائي بين الطرفين.
وحده حزب "القوات اللبنانية" رفض التقارب مع "التيار" ورفض إستقبال باسيل أو اي من نوابه في معراب، وبإستثناء التقاطع الذي جمع العونيين مع قوى المعارضة بما فيهم "القوات" فإن العلاقة بين ميرنا الشالوحي ومعراب سيئة للغاية ولم يحصل اي تقارب بينهما بالرغم من كل المحاولات المستمرة من قبل قياديين عونيين. من وجهة نظر قواتية، فإن التحاور مع "التيار" يعني أن إعطاء باسيل شرعية مسيحية وشعبية فقدها في المرحلة السابقة. في كل الأحوال يعمل باسيل على توسيع دائرة القوى السياسية التي يتعاطى معها بإيجابية تمهيداً للمرحلة المقبلة.
يضع "التيار" في حساباته إمكانية عدم تحسن العلاقة السياسية مع "حزب الله"، وعليه فإن واقعه الإنتخابي سيكون سيئاً بكل ما للكلمة من معنى، وعليه فإن جزءا من تعديل موقعه السياسي وتغيير اسلوبه في التعامل مع القوى السياسية والزعامات المناطقية يعود إلى حاجته إلى التحالف معهم في الإتسحقاق المقبل، من هنا يصبح بحث "التيار" عن شكل جديد لصورته السياسية أمراً ضرورياً يبدأ بإظهار تمايز لا محدود ومن دون سقوف مع حارة حريك. ومن هنا يمكن فهم سبب تصريحات باسيل المعارضة لحراك الحزب ونشاطه العسكري في الجنوب بالرغم من التفاهم السابق بين الطرفين على فكرة سلاح "حزب الله".
يطمح "التيار" لكي يكون قادراً على التحالف مع اي طرف سياسي داخلي على القطعة، في محاولة لتكرار تجربة الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه السابق وليد جنبلاط، حيث سيتمكن باسيل من البحث عن مصالحه الإنتخابية وتحقيقها من دون ان يكون مقيداً بتحالفات سياسية ذات طابع إستراتيجي، لذلك فإن إمكانية التفاهم مثلاً مع حركة "أمل" سيبقى ممكناً مقابل التفاهم مع الكتائب في إستحقاقات أخرى. يريد باسيل تحرير نفسه بالكامل للحفاظ على قدرة تأثير مقبولة في المرحلة المقبلة، على اعتبار أنه غير مستعد لتقديم تنازلات فعلية لحارة حريك اذا لم يحصل في المقابل على نفوذ داخلي وازن.
يحاول باسيل الإلتفاف على تراجع قدراته الشعبية وتشتته الحزبي الداخلي من خلال الإقتراب نحو المساحة الوسطية في الحيز السياسي اللبناني، لكن كل هذه الإستراتيجية قد تتعرض لإنتكاسة كبرى في حالتين، الاولى هي مواجهة "التيار" رفضاً شاملاً من قبل القوى السياسية التي خاصمها في الماضي، وحصرها التقارب معه في الاطار العام وبالتالي عدم الذهاب الى اي تحالف سياسي او انتخابي معه، والثانية هي موافقة الحزب على شروط ميرنا الشالوحي وعودة التحالف الى سابق عهده، وعندها لن يكون باسيل بحاجة الى اي تفاهمات سياسية اخرى.
خلال المرحلة التي تلي الحرب المندلعة جنوب لبنان، سيكون من الصعب على "التيار الوطني الحر" المناورة سياسيا بحرية كبيرة، وسيكون عليه الاختيار بسرعة المسار والموقع السياسي الذي يريد ان يستقر فيه خلال السنوات المقبلة، وهذا ما يتيح لخصومه وحلفائه قدرة اكبر على التفاوض معه وتحصيل مكاسب اضافية.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوى السیاسیة
إقرأ أيضاً:
العراق.. إدراج 14 موقعاً على لائحة التراث العالمي
أعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث، عن “إدراج 14 موقعا أثريا عراقيا على لائحة التراث العالمي”.
وقال، مدير دائرة التراث العالمي، مثنى عبد داود، لموقع “إرم نيوز”: “العراق تمتلك سبعة مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وتتمثل في مدن أور وبابل وسامراء والوركاء والحضر، فضلاً عن قلعة أربيل والأهوار في جنوب البلاد”.
وأضاف: “دائرة التراث تسعى إلى إدراج مجموعة جديدة من المواقع الأثرية والتي سيبلغ عددها، 14 موقعا أثريا، حيث نعمل على إعادة ترميم تلك المواقع وتأهيلها بحسب المحددات اللازمة لإدراجها على قائمة اليونسكو”.
وبين مدير الدائرة أن: “هناك 10 معايير يجب أن تتوفر في المواقع الأثرية لإدراجها على لائحة التراث العالمي، أهمها أن تتعلق بتطور الهندسة المعمارية أو التكنولوجيا أو الصروح الفنية أو تخطيط المدن، وأن تمثل إحدى روائع العقل البشري المبدع”.
وأكد: “العراق استفادت كثيرا من إدراج المواقع السابقة على لائحة التراث العالمي، حيث شجع ذلك آلاف السياح الأجانب من زيارة العراق، والتعرف على تلك المواقع التي تمثل تاريخ وحضارة العراق القديم، والفنون التي كان يتقنها أبناء أرض بلاد الرافدين”.
وأشار مثنى عبد داود، إلى أن “زيادة المواقع الأثرية على اللائحة العالمية سيعزز من حضور العراق بين دول العالم، وسيؤدي إلى زيادة إقبال السائحين لزيارة البلاد، لا سيما مع اهتمام الحكومة بتلك المواقع وتوفير متطلبات الوصول إليها من تعبيد الطرق وإنشاء الفنادق القريبة من تلك المواقع”.
ها وتشير الإحصائيات إلى امتلاك العراق أكثر من 150 ألف موقع أثري موزعة على عموم البلاد من شماله حتى جنوبه، وتتركز غالبية تلك المواقع في مناطق الوسط والجنوب حيث قامت حضارات بابل وسومر.
وفي أبريل الفائت، أعلنت وزارة الثقافة، أن “العراق تمكن من إدراج 13 موقعاً أثرياً على القائمة التمهيدية، مؤكدة وجود خطط كبيرة لتأهيل المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي”.
وقال رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث، علي عبيد شلغم، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “هنالك تنسيقاً كبيراً مع المنظمات العالمية لإدراج المواقع الأثرية التي تحتوي على قيم استثنائية على لائحة التراث العالمي”.
وأضاف، أن “الهيئة لديها خطط كبيرة لتأهيل المواقع التي أدرجت على لائحة التراث العالمي، وأصبحت محط اهتمام العالم”، مؤكداً “وجود خطوات كبيرة حقيقية لتأهيل المواقع الأثرية كبنى تحتية”.
وأشار إلى، أن “هنالك بعثات تنقيبية من مؤسسات عالمية وجنسيات مختلفة تعمل في أغلب محافظات العراق، حيث تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية، واستلمت من قبل الهيئة العامة للآثار”.
وأوضح، أن “المتحف العراقي هو مدرسة كبيرة ويعتبر خامس متحف بالعالم بما يحتويه من نفائس وكنوز كبيرة تمتد لآلاف السنين”.