غاب جسدا وحضر روحا... مناقشة دكتوراه بمراكش لطالب فلسطيني توفي قبل عام
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
داخل إحدى قاعات كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض في مراكش، كان كل شيء جاهزا لمنح الباحث الفلسطيني هاني دراوشة درجة الدكتوراه بعد سنوات من التعب والبحث الشاق.
إذ اكتظت القاعة، أمس الجمعة، بحشد غفير من الباحثين والطلاب، وكاميرات وسائل الإعلام، لمتابعة مجريات مناقشة أطروحة الدكتوراه التي أعدها دراوشة بعنوان « التهرب الضريبي وأثره على الخزينة العامة، فلسطين نموذجا ».
كما حضر على منصة المناقشة الأستاذان الجامعيان المشرفان على الأطروحة عبد اللطيف بكور ونجاة العماري، وكل أعضاء لجنة المناقشة التي ضمت 6 من أساتذة الجامعة، لكن كان هناك شخص واحد غائب عن هذا العُرس العلمي.
إنه دراوشة نفسه، الذي كان من المفترض أن يكون عريس الليلة، ويتوج في ختامها بدرجة الدكتوراه، لكن ما حضر منه كان مجرد صورة له، بعدما توفي قبل نحو عام في حادث سير بالضفة الغربية.
وفاة دراوشة لم تمنع الكلية من إجراءات حصوله على درجة الدكتوراة خاصة أنه أكمل أطروحته بالفعل، وكان قبل وفاته في إطار إنهاء الإجراءات الإدارية اللازمة لمناقشة هذه الأطروحة.
وبعد إجراءات المناقشة التي حضرها السفير الفلسطيني في المغرب جمال عبد اللطيف صالح الشوبكي، قررت اللجنة العلمية قبول أطروحة دراوشة، ومنحه درجة الدكتوراه في الحقوق بتقدير « مشرف جدا »، مع التوصية بالنشر.
تلك المبادرة لمناقشة أطروحة دكتوراه لباحث متوفى ومنحه الدرجة، اعتبرها عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بالكلية « شرفية ورمزية ».
وأضاف بلعمشي، في منشور عبر « فايسبوك »، أن هذه المناقشة « تعد تكريما لروح الباحث دراوشة رحمه الله، ولأسرته ولكل فلسطين، وللعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين ».
بدوره، أشاد الأكاديمي المغربي هشام المراكشي بهذة المبادرة من الكلية، وقال في منشور عبر « فايسبوك »: « قد يكون أمرا عاديا أن تتم مناقشة أطروحة دكتوراه لطالب توفي ».
وأضاف مستدركا: « لكن الجميل هو الحضور الغفير لجمهور الباحثين والطلبة لفعالية المناقشة، إنها القضية الفلسطينية التي تعيش في وجدان المغاربة ».
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
مهرجان نمشي ينطلق بمراكش بمشاركة فنانين من إفريقيا وأوروبا
انطلقت، مساء الاثنين بمدينة مراكش، فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي للرقص المعاصر “نمشي”، المنظم تحت شعار “الشباب، الجمهور، إفريقيا، والأمل”، وذلك بمشاركة فنانين من المغرب وعدد من الدول الإفريقية والأوروبية.
ويستمر هذا الحدث الثقافي والفني إلى غاية 12 أبريل الجاري، حيث يشكل منصة للقاء عشاق فنون الرقص المعاصر، وفضاء للتبادل الفني والتكويني، من خلال برمجة غنية ومتنوعة تضم عروضاً كوريغرافية وورشات تكوينية ومسابقات، إضافة إلى أنشطة موجهة للأطفال.
ويشارك في هذه الدورة فنانون من بلجيكا، فرنسا، تونس، بوركينا فاسو، كوت ديفوار، إسبانيا، ولبنان، إلى جانب حضور وازن لمبدعين من المشهد الكوريغرافي المغربي، في تأكيد على البعد الإفريقي والدولي للمهرجان.
وقال توفيق إزيديو، مؤسس والمدير الفني للمهرجان، إن “نمشي” بات يشكل موعداً قاريًا وعالميًا بارزًا في مجال الرقص المعاصر، وذلك بفضل الإنجازات التي حققها طيلة ثمانية عشر عامًا، سواء على مستوى التكوين أو العروض أو تنوع البرمجة.
وأوضح إزيديو أن المهرجان يعد المبادرة الوحيدة من نوعها على المستوى الوطني المتخصصة في فن الرقص المعاصر، مبرزًا أهمية الرقص كرافد من روافد الثقافة الإفريقية، ووسيلة للتعبير الجسدي من زوايا علمية وفنية.
من جانبه، أعرب الفنان الكوريغرافي التونسي، حفيز الضو، عن سعادته بالمشاركة مجددًا في هذه التظاهرة التي رافقها منذ دوراتها الأولى، معتبراً أن “نمشي” مشروع فني كبير مبني على “حديث الجسد ومنطقه”، ويسعى إلى مواكبة التحولات الثقافية الكبرى التي يشهدها المغرب.
ويتضمن برنامج هذه الدورة إطلاق برنامج تكوين يمتد على مدى ثلاث سنوات، بشراكة مع مؤسسة دار بلارج، ويستهدف ثلاثين شابًا وشابة سبق لهم أن استفادوا من ورشة تأطيرية أطرها الفنان الكوريغرافي العالمي بيرناردو مونتي. كما تشمل البرمجة مسابقة “تكليف” في نسختها الثالثة، وإطلاق أول دورة من “أوبرا الأطفال”، بشراكة مع دار بلارج.
ويأتي تنظيم هذه الفعاليات في إطار الانفتاح على القارة الإفريقية، وتعزيز التنوع الفني والثقافي بمدينة مراكش، التي تعتبر بدورها ملتقى للفنون المختلفة من مسرح وسينما وتشكيل وفولكلور.