تحتدم المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم والفاشر، وولاية النيل الأبيض، في حين ارتفعت أعداد النازحين داخل السودان إلى نحو 10 ملايين شخص، مع استمرار النزاع في البلاد لأكثر من عام.

وقالت مصادر عسكرية ومدنية، إن طائرات الجيش السوداني قصفت مواقع قوات الدعم السريع شمالي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وكشفت المصادر عن تدمير مدرعة تابعة لقوات الدعم السريع، فضلا عن إسقاط مسيرة أخرى استهدفت مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش بالفاشر.

ومنذ العاشر من مايو/أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات متقطعة بين الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من تداعيات المعارك في تلك المدينة، التي تعد مركزا للعمليات الإنسانية في كل ولايات دارفور.

مجزرة ود النورة

وفي تداعيات الهجوم على بلدة ود النورة بولاية الجزيرة وسط السودان قبل يومين، أعرب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة، عن شعوره بالصدمة إزاء تقارير عن عمليات قتل وحشية لمدنيين في الهجوم، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل غير المشروع.

كما أدانت الولايات المتحدة هجوم قوات الدعم السريع على المدنيين العزل في قرية ود النورة، وطالبت بمحاسبتهم، واستئناف محادثات وقف إطلاق النار.

يأتي ذلك فيما قالت قوات الدعم السريع إنها هاجمت عناصر من الجيش والمخابرات ومتطوعين مساندين لهما، دون أن ترد بشكل واضح على اتهامها بارتكاب مجزرة راح ضحيتها عشرات الأطفال.

وفجر الخميس، اتهم مجلس السيادة السوداني، في بيان، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة في ود النورة، راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، قبل أن تتحدث الخارجية السودانية لاحقا عن ارتفاع عدد قتلى الـمجزرة إلى 180.

لكن قوات الدعم السريع ردت على ذلك قائلة إن قوات الجيش حشدت قوات كبيرة في 3 معسكرات في ود النورة بغرض الهجوم على الدعم السريع في بلدة جبل الأولياء جنوب العاصمة الخرطوم، فقامت على نحو استباقي بمهاجمة هذه المعسكرات الثلاثة، دون أن ترد بشكل واضح على اتهامها بقتل مدنيين.

وسيطرت قوات الدعم السريع، في ديسمبر/كانون الأول 2023، على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وتسيطر حاليا على نحو 75% من مساحة هذه الولاية، بينما لا يزال الجيش يسيطر على غرب الولاية وأكبر مدنها المناقل.

10 ملايين نازح

وفي سياق متصل، قالت المنظمة الدولية للهجرة -الجمعة- إن عدد النازحين داخليا في السودان بسبب الصراع قد يتجاوز قريبا 10 ملايين شخص، في أكبر أزمة نزوح في العالم.

واندلع القتال في العاصمة الخرطوم في أبريل/نيسان 2023 وما لبث أن انتشر سريعا في أرجاء السودان ليعيد من جديد عمليات سفك الدماء على أساس عرقي في إقليم دارفور بغرب البلاد ويجبر الملايين على الفرار.

ورصدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة هذا الأسبوع وجود 9.9 ملايين نازح داخليا في أنحاء السودان، وتقول إنه كان هناك بالفعل 2.8 مليون نازح داخليا قبل الحرب.

واضطر نحو 12 مليون شخص في المجمل إلى الفرار من منازلهم مع عبور أكثر من مليوني شخص إلى دول مجاورة من بينها مصر وتشاد.

وذكر محمد رفعت رئيس بعثة المنظمة للسودان أن أكثر من نصف النازحين داخليا في السودان من النساء، وربعهم من الأطفال دون سن الخامسة.

وأضاف أن وكالات الإغاثة تجد صعوبات في تلبية الاحتياجات المتزايدة، ونقصُ التمويل يعيق جهود توفير المأوى والغذاء والمساعدات الطبية بشكل كاف.

وتحذر وكالات الأمم المتحدة من أن السودان معرض لخطر مجاعة وشيكة في ظل معاناة حوالي 18 مليون شخص من الجوع الشديد، من بينهم 3.6 ملايين طفل يعانون من سوء تغذية حاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع ود النورة

إقرأ أيضاً:

السعودية توجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع

 

أعربت السعودية، الجمعة، عن رفضها أي خطوات أو إجراءات "غير شرعية" تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية في السودان.

 

جاء ذلك تعقيبا على توقيع "قوات الدعم السريع" وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، بالعاصمة الكينية نيروبي، في 22 فبراير/ شباط الجاري، ميثاقا سياسيا لتشكيل "حكومة موازية" للسلطات في الخرطوم، وسط احتجاج الأخيرة على استضافة كينيا "مؤامرة تأسيس حكومة" للدعم السريع.

 

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن "المملكة ترفض أي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية لجمهورية السودان، قد تمس وحدته ولا تعبر عن إرادة شعبه الشقيق، بما في ذلك الدعوة إلى تشكيل حكومة موازية".

 

وأكد البيان "موقف المملكة الثابت تجاه دعم السودان، وتجاه أمنه واستقراره ووحدة أراضيه"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

 

ودعت المملكة في البيان ذاته الأطراف السودانية إلى "تغليب مصلحة السودان على أي مصالح فئوية، والعمل على تجنيبه مخاطر الانقسام والفوضى".

 

كما جددت التزامها بـ"استمرار بذل كل الجهود لوقف الحرب في السودان وتحقيق السلام بما ينسجم مع إعلان جدة الموقع بتاريخ 11 مايو (أيار) 2023".

 

ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايات الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان.

 

وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرق المدينة وجنوبها.

 

ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا

 

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض
  • قوات الدعم السريع تسعى للحصول على الشرعية الدبلوماسية والأسلحة من خلال حكومة موازية
  • السعودية توجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع
  • طائرات مسيّرة للدعم السريع استهدفت مواقع مهمة بمدينة مروي شمال السودان
  • الجيش يقصف الدعم السريع قرب مطار الخرطوم واحتدام المعارك شرق الفاشر
  • الجيش والقوات المشتركة تكشف تفاصيل عملية عسكرية وتدمير قوات الدعم السريع والاستيلاء على عتاد حربي وتحذر وتترقب هجوم
  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بشن هجوم بمسيّرات على مطار وسد بالولاية الشمالية
  • مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: 12 مبعوثاً أممياً تجاهلوا مطالب دمج مليشيا الدعم السريع في الجيش
  • السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مطار وسد مروي
  • كينيا والدعم السريع.. تحركات تثير القلق في السودان