ما هي تجربة رش السحب بملح البحر؟.. تقنية ثورية لتبريد كوكب الأرض
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
درجات حرارة غير مسبوقة تصاعدت معها التحذيرات من «جحيم مناخي» يهدد مستقبل كوكب الأرض، وازداد معها البحث عن حلول لتخفيف حدة الاحتباس الحراري، وهو ما دفع الباحثون لإجراء تجربة علمية ثورية تهدف إلى تبريد الأرض من خلال رش السحب بملح البحر، وذلك حسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ما هي تجربة رش السحب بملح البحر؟الدكتور محمود القياتي عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، شرح في حديثه لـ«الوطن»، تفاصيل تجربة رش السحب بملح البحر، التي أجراها باحثون في جامعة واشنطن، لإبطاء تغير المناخ، إذ تساعد جزيئات الملح على تكوين قطرات ماء صغيرة ولامعة في السحب، وتعمل السحب الكثيفة في السماء على تلطيف الأجواء خاصة أنّها تحجب أشعة الشمس، فوجود السحب معناه تبريد طبقات الجو العليا، وهو ما يعمل على تبريد درجة حرارة سطح الأرض، أما وجود السحب ليلًا يعمل على حبس الحرارة التي تفقدها الأرض نهارًا فترتفع درجات الحرارة في فترات الليل.
وأضاف عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أنّ رش السحب بملح البحر أحد المقترحات التي جرى مناقشتها قبل عشرات السنين للتخفيف من ارتفاع درجة حرارة سطح الكرة الأرضية من خلال تقليل الانبعاثات المُتسببة في هذه الارتفاعات والبُعد عن الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة، واعتمدت معظم الأفكار المقترحة في الأساس على تقليل كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض، وكان من بينها طلاء قمم الجبال باللون الأبيض باعتبار أنّ الأسطح البيضاء تعكس أشعة الشمس بشكل أكبر، مثل الجليد القطبي الذي يعكس نحو 30% من أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض نحو الفضاء.
ومن بين المقترحات أيضًا التي طرحها الباحثون ضمن تقنية هندسة المناخ، وضع مرآة كبيرة في الفضاء تدور حول الأرض لعكس أشعة الشمس، إضافة إلى استخدام محاكاة للبراكين لإطلاق كمية كبيرة من الغبار إلى طبقات الجو العليا، وأيضًا زيادة بياض السحب أو انعكاسية السحب لأشعة الشمس من خلال رش السحب بملح البحر، بهدف زيادة سطوع السحب لحجب أشعة الشمس، وبدأت التجارب بالفعل من عشرات السنين باختلاف التقنيات.
وقال «القياتي» إنّه على الرغم من كثرة المقترحات التي تهدف إلى التخفيف من حرارة سطح الأرض، ظهر بعض المعارضين لهذه التجارب بسبب آثارها الجانبية التي قد تصل إلى موجات من الجفاف، أو زيادة كميات الأمطار في مناطق أخرى وبالتالي تتسبب في الغرق أو الفيضانات: «لحد دلوقتي الأضرار الجانبية لمسألة هندسة المناخ مش واضحة، وده بيخلي كتير متخوف ومعارض ليها، لأن قبل ما نعملها لازم يحصل تجارب كتير، وده بيخلي العالم بدل ما يتجه لتقليل الانبعاثات يقول خلاص أنا عندي طرق تانية، ويحصل نوع من الاستسهال فيرجع تاني يستخدم الوقود الأحفوري ويحصل خلل لنظام الأرض وعدم التوازن».
«رش السحب بملح البحر» بدأت منذ 1990وتجربة رش جزيئات ملح البحر على السحب، كان قد اقترحها عالم الغلاف الجوي البريطاني جون لاثان عام 1990 واستعان بستيفن سالتر لتصميم هذا النظام، الذي نجح في تصميم سفينة ترتفع عن سطح الماء بتقنية «الهايدروفويل»، ويمكن التحكم بها من خلال الكمبيوتر، وتُدار بطاقة الرياح، ومن خلال هذه السفن يتم ضح ملح البحر على هيئة رذاذ بالغ الدقة نحو طبقة السحب، وتتراوح تكلفة تشغيل هذه السفن بين 100 إلى 200 مليون دولار سنويًا.
وبحسب عالم الغلاف الجوي، فإنّ أسطولًا من 300 سفينة ذاتية القيادة، من شأنها أن تعمل على خفض متوسط درجات الحرارة العالمية بواقع 1.5 درجة مئوية، كما يُجرى استخدامها أيضًا لتخفيف حدة الكوارث الطبيعية، إذ تساهم تقنيات تبييض السحب في تخفيف شدة الأعاصير المدارية وظاهرة النينو، وكلاهما يتفاقم بفعل ارتفاع درجات حرارة البحار، كما تعمل هذه السفن على حماية الشعاب المرجانية وتبريد المناطق القطبية تمهيدًا لعودة الغطاء الجليدي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري تغير المناخ التغيرات المناخية الأرصاد الطقس اخبار الطقس الطقس في مصر أشعة الشمس من خلال
إقرأ أيضاً:
الجمعية الفلكية بجدة: السبت بداية فصل الشتاء فلكيًا
يحدث الانقلاب الشتوي يوم السبت 21 ديسمبر عند الساعة 12:20 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة وستكون الشمس ساطعة مباشرة على مدار الجدي وهي علامة على بداية فصل الشتاء فلكيًا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية (الذي يستمر قرابة 89 يومًا) والانقلاب الصيفي في النصف الجنوبي.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن الانقلاب الشتوي يحدث بسبب ميلان محور الأرض وحركتها حول الشمس ولأن الأرض أثناء دورانها حول الشمس ليست عمودية ولكن مائلة بمقدار 23.5 درجة.
أخبار متعلقة الطقس في المملكة.. هطول أمطار متوسطة على مكة المكرمةالمرور السعودي يعلن أبرز 3 أسباب للحوادث المرورية في مكة المكرمةمكة المكرمة.. إنقاذ حياة زائر أمريكي بعد تدخل طبيلذلك فإن النصف الشمالي والنصف الجنوبي يتبادلان الأماكن في استقبال ضوء الشمس وعليه فإن ميلان الأرض وليست المسافة التي تفصلها عن الشمس هي السبب في حدوث الفصول الأربعة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }بداية الشتاءوبين أن القطب الشمالي يكون مائلًا بعيدًا عن الشمس في يوم الانقلاب الشتوي وتصل الشمس ظاهريًا إلى أقصى نقطة جنوب السماء ، لذلك فإن جميع المواقع شمال خط الاستواء يكون طول النهار أقل من 12 ساعة في حين أن المناطق جنوب خط الاستواء يكون النهار أطول من 12 ساعة.
وأفاد أبو زاهرة أنه ليس كل الأماكن حول العالم لها شروق وغروب في يوم الانقلاب الشتوي فشمال الدائرة القطبية عند خط العرض 66.5 درجة شمال لا يوجد شروق أو غروب للشمس في هذا اليوم لأن الشمس تبقى تحت الأفق طوال اليوم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الجمعية الفلكية بجدة: السبت بداية فصل الشتاء فلكيًا
في حين أن الدائرة القطبية الجنوبية عند خط العرض 66.5 درجة جنوب لن يرصد شروق أو غروب للشمس أيضًا ، لأن الشمس تظل فوق الأفق طوال اليوم وهي ظاهرة تعرف بشمس منتصف الليل وهي من أدلة كروية الأرض.
ويلاحظ في يوم الانقلاب الشتوي تأخر الفجر والشمس تشرق من أقصى الجنوب الشرقي وقوس المسار الظاهري للشمس في قبة السماء يكون منخفضًا وعند الظهر " الزوال " تكون ظلال الأشياء في أقصى طول لها خلال السنة ومن ثم يأتي غروب الشمس مبكرًا.
وأشار إلى أن بعد وصول الشمس أقصى نقطة جنوب السماء" ظاهريا" في الانقلاب الشتوي سيلاحظ وكأنها تشرق من نقطة واحدة جنوب السماء لبضع الأيام قبل أن تبدأ مسارها الظاهري باتجاه الشمال من جديد نتيجة لحركة الأرض في مدارها حول الشمس، وستبدأ بعد ذلك زيادة ساعات النهار حتى تتساوى مع ساعات الليل بحدوث الاعتدال الربيعي في 20 مارس 2025.