زهير عثمان حمد

من قلب تمبكتو العتيقة، ينبع نغمي
حنينٌ وشوقٌ، يملأ قلبي
أهيمُ في صحراءِ الذكرياتِ
أبحثُ عنِكمْ، يا عربَ الصحراءِ)

الاتفاق بين السودان ومالي وأهمية الغموض في التفاصيل: الغموض في تفاصيل الاتفاق بين الحكومة السودانية والحاكم العسكري في مالي أثار قلق الكثيرين، حيث يمكن أن يؤدي إلى سوء الفهم والنزاعات المستقبلية.

هذا الغموض يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب: الحفاظ على المرونة و تحرص الأطراف الموقعة على الاتفاقيات على الحفاظ على قدر من المرونة في تفسير بنود الاتفاق لتتمكن من التكيف مع التطورات المستقبلية غير المتوقعة، مما قد يؤدي إلى صياغة غير محددة لبعض البنود.

التفاوض المستمر ويمكن أن تكون بعض التفاصيل متروكة لمفاوضات لاحقة بين الأطراف المعنية، حيث قد يتفق الأطراف على المبادئ العامة ويؤجلون التفاصيل الدقيقة للنقاش في المستقبل.
الحساسيات السياسية و قد تتجنب الأطراف الكشف عن بعض التفاصيل الحساسة لأسباب سياسية، خصوصاً إذا كانت تلك التفاصيل قد تثير معارضة داخلية أو دولية.
النوايا المتعددة قد يكون لدى الأطراف المختلفة نوايا وأهداف متعددة وراء التوقيع على الاتفاق، مما يؤدي إلى ترك بعض البنود غامضة لتسمح لكل طرف بتفسيرها بما يتناسب مع مصالحه.
التفاهم الضمني: في بعض الأحيان، يعتمد القادة السياسيون والعسكريون على تفاهمات ضمنية وغير مكتوبة لحل القضايا الحساسة، مما يجعل بعض جوانب الاتفاق غامضة وغير واضحة.
التحديات المحتملة بسبب الغموض: - سوء الفهم الغموض قد يؤدي إلى تفسيرات متضاربة لبنود الاتفاق، مما يمكن أن يسبب نزاعات وخلافات مستقبلية بين الأطراف الموقعة.
تأخير التنفيذ عدم وضوح التفاصيل يمكن أن يؤدي إلى تأخير في تنفيذ بعض البنود، حيث تحتاج الأطراف إلى وقت إضافي للتفاوض والتوصل إلى تفاهمات حول كيفية التطبيق.
استغلال البنود الغامضة قد تستغل بعض الأطراف الغموض في الاتفاق لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية على حساب الطرف الآخر، مما يمكن أن يقوض الثقة بين الأطراف ويهدد استدامة الاتفاق.
الحلول الممكنة: ,و وضع آليات واضحة لحل النزاعات: يمكن أن يتضمن الاتفاق آليات واضحة وفعالة لحل النزاعات التي قد تنشأ بسبب تفسير البنود الغامضة.
التفاوض المستمر يمكن أن تستمر الأطراف في التفاوض بشأن التفاصيل الغامضة حتى بعد التوقيع على الاتفاق، لضمان فهم مشترك ومتفق عليه لجميع البنود.
التواصل المستمر الحفاظ على قنوات مفتوحة للتواصل والتشاور بين الأطراف يمكن أن يساعد في حل أي سوء فهم أو غموض بشكل سريع وفعال.
الأهمية الجيوسياسية للاتفاق: الاتفاق يعكس تحركات دبلوماسية استراتيجية مهمة لكلا البلدين في السياق الجيوسياسي الحالي. الأهمية الجيوسياسية تتجلى في:
التعاون الأمني والعسكري الاتفاق يمكن أن يعزز التعاون الأمني بين السودان ومالي، خصوصاً في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة مثل الإرهاب والجماعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء.
دعم الاستقرار الإقليمي يسعى الاتفاق لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة، مما يمكن أن يسهم في تقليل التوترات وتعزيز الأمن في مناطق النزاع.
الأبعاد الاقتصادية الاتفاق قد يشمل جوانب اقتصادية تهدف إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، مما يمكن أن يفتح أسواق جديدة ويعزز النمو الاقتصادي.
الدور السياسي في الساحة الأفريقية الاتفاق يمكن أن يعزز من مكانة السودان ومالي كفاعلين أساسيين في الساحة الأفريقية، مما يمنحهما نفوذاً أكبر في القضايا الإقليمية والدولية.
إدارة النزاعات الداخلية و الاتفاق يمكن أن يساهم في دعم جهود الحكومتين في إدارة النزاعات الداخلية وتحقيق السلام والاستقرار الداخلي، من خلال تبادل الخبرات والمساعدات الفنية والعسكرية.
و معالجة قضية تدفق المقاتلين: الاتفاق بين السودان ومالي قد يساعد في الحد من تدفق المقاتلين من عرب الصحراء إلى السودان، من خلال تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الجهود في مراقبة الحدود. ومع ذلك، حل مشكلة تدفق المقاتلين يتطلب جهوداً أكبر من مجرد اتفاق ثنائي، بما في ذلك تعاون إقليمي أوسع ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع مثل الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي.
ملخص الأوضاع في مالي الوضع السياسي والأمني في مالي معقد للغاية. البلاد شهدت العديد من الانقلابات العسكرية، وآخرها في أغسطس 2020. الوضع الأمني متدهور خاصة في المناطق الشمالية والوسطى، حيث تنشط الجماعات الإرهابية مثل "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" و"الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى". العاصمة باماكو تشهد أيضاً نشاطات متزايدة للجماعات المتطرفة ومحاولات لزعزعة الاستقرار. الوضع في مالي يتطلب جهوداً مكثفة من المجتمع الدولي والمحلي لتحقيق استقرار دائم.
باختصار، يمكن أن يساهم الاتفاق بين السودان ومالي في الحد من تدفق المقاتلين وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ولكنه لابد ويجب أن يكون جزءاً من استراتيجية شاملة ومتعددة الأطراف لتحقيق استقرار دائم. بالرغم من هذا الاتفاق ينادي شعراء الصحراء الشباب بهذه الاشعار
(من قلبِ الصحراءِ صوتي
كصدىً في الليلِ يضيعُ
أبحثُ عنكمْ يا عربَ
في التِّيهِ والسرابِ

أنتمْ زهورُ الصحراءِ
أنتمْ نجومُ الليالي
أنتمْ نسيمُ الدُّنايا
أنتمْ قلوبُ الرِّمالِ

رحلتمْ عن أرضِ الآباءِ
تركتمْ قلوبًا تذبلُ
تركتمْ رمالاً قاحلةً
وشعبًا يحنُّ الوصالِ

نحنُ هنا ننتظرُكمْ
منْ غربةِ الدِّيارِ
ننتظرُ إحياءَ صحراءِ
وننتظرُ عودتَكمْ

لا تتركوا أرضَنا جرداءَ
لا تتركوا شعبَنا حزينًا
لا تنسوا أصولَكمْ
وطنَكمْ الذي أنجبَكمْ

عودوا يا عربَ الصحراءِ
عودوا لإكمالِ الحياةِ
عودوا لإعادةِ البسمةِ
عودوا لإعمارِ الوطنْ #

هذه المقاطع من القصيدة طويلة من الادب المالي المعاصر تنادي بعودة عرب الصحراء لإحياء أرضهم، وتُعبر عن الشوق والأمل في لقاء الأحبة والوطن وهل ينتهي الصراع ما بين عرب الصحراء والرعاة في افريقيا ؟.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التعاون الأمنی بین الأطراف الاتفاق بین مما یمکن أن یؤدی إلى فی مالی

إقرأ أيضاً:

مصدر مطّلع: انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة سيؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة

أفاد مصدر مصري مطلع، اليوم الأربعاء، بأن استمرار وقف إطلاق النار في غزة يصب في مصلحة الجميع، محذرا من أن انهيار الاتفاق سيؤدي إلى موجة جديدة من العنف سيكون لها تداعيات إقليمية خطيرة.

وأوضح المصدر لقناة القاهرة الإخبارية: القاهرة والدوحة تعملان على حث الأطراف على الالتزام ببنود الاتفاق وسط تعقيدات سياسية وميدانية تزيد من صعوبة المهمة.

وكان المصدر المصري، أفاد قبل قليل، بأن مصر وقطر تكثفان جهودهما الدبلوماسية في محاولة، لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف المصدر لقناة القاهرة الإخبارية: الاتصالات مستمرة على أعلى مستوى مع الأطراف وسط ضغوط أمريكية وإسرائيلية متزايدة لاستئناف العمليات العسكرية إذا لم يتم تسليم الرهائن بحلول السبت.

وتابع: الوساطات المصرية والقطرية تسعى لإيجاد مخرج يضمن تنفيذ الاتفاق بشكل متوازن ويحافظ على التهدئة لتجنب تصعيد جديد قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر.

اقرأ أيضاًالتعاون الخليجي: موقف دول المجلس راسخ وثابت تجاه القضية الفلسطينية

«نيويورك تايمز» تصف تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين وضم الضفة بـ«الجريمة»

لقاء ترامب وملك الأردن.. عبد الله الثاني يؤكد رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين

مقالات مشابهة

  • مسؤول: مفاوضات الوسطاء نجحت بضمان التزام الأطراف باتفاق غزة
  • ظهور جديد لـ قائد حركة أنصار الله اليوم الخميس (التفاصيل)
  • مصر ومالي تبحثان آليات دعم التبادل الثقافي والتركيز على حفظ التراث
  • وزير الإعلام السوداني: المملكة دعمتنا في التحديات الراهنة
  • اتفاق على «كل التفاصيل» لإنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان يتيح للجانب الروسي الحق في نشر سفن مقابل دعم الجيش السوداني بالأسلحة والتدريب
  • مصدر مطّلع: انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة سيؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة
  • تحركات مصرية قطرية لمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • مصدر مصري مطلع: القاهرة والدوحة تسعيان لإيجاد مخرج يضمن تنفيذ اتفاق غزة
  • بن شمباس: الحرب في السودان أفرزت أسوأ أزمة إنسانية في العالم
  • شنقريحة:التحديات الأمنية التي تواجه عالمنا تتطلب تعزيز التعاون متعدد الأطراف