التحديات والأهمية الجيوسياسية لاتفاق السودان ومالي: التعاون الأمني ومواجهة تدفق المقاتلين
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
زهير عثمان حمد
من قلب تمبكتو العتيقة، ينبع نغمي
حنينٌ وشوقٌ، يملأ قلبي
أهيمُ في صحراءِ الذكرياتِ
أبحثُ عنِكمْ، يا عربَ الصحراءِ)
الاتفاق بين السودان ومالي وأهمية الغموض في التفاصيل: الغموض في تفاصيل الاتفاق بين الحكومة السودانية والحاكم العسكري في مالي أثار قلق الكثيرين، حيث يمكن أن يؤدي إلى سوء الفهم والنزاعات المستقبلية.
التفاوض المستمر ويمكن أن تكون بعض التفاصيل متروكة لمفاوضات لاحقة بين الأطراف المعنية، حيث قد يتفق الأطراف على المبادئ العامة ويؤجلون التفاصيل الدقيقة للنقاش في المستقبل.
الحساسيات السياسية و قد تتجنب الأطراف الكشف عن بعض التفاصيل الحساسة لأسباب سياسية، خصوصاً إذا كانت تلك التفاصيل قد تثير معارضة داخلية أو دولية.
النوايا المتعددة قد يكون لدى الأطراف المختلفة نوايا وأهداف متعددة وراء التوقيع على الاتفاق، مما يؤدي إلى ترك بعض البنود غامضة لتسمح لكل طرف بتفسيرها بما يتناسب مع مصالحه.
التفاهم الضمني: في بعض الأحيان، يعتمد القادة السياسيون والعسكريون على تفاهمات ضمنية وغير مكتوبة لحل القضايا الحساسة، مما يجعل بعض جوانب الاتفاق غامضة وغير واضحة.
التحديات المحتملة بسبب الغموض: - سوء الفهم الغموض قد يؤدي إلى تفسيرات متضاربة لبنود الاتفاق، مما يمكن أن يسبب نزاعات وخلافات مستقبلية بين الأطراف الموقعة.
تأخير التنفيذ عدم وضوح التفاصيل يمكن أن يؤدي إلى تأخير في تنفيذ بعض البنود، حيث تحتاج الأطراف إلى وقت إضافي للتفاوض والتوصل إلى تفاهمات حول كيفية التطبيق.
استغلال البنود الغامضة قد تستغل بعض الأطراف الغموض في الاتفاق لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية على حساب الطرف الآخر، مما يمكن أن يقوض الثقة بين الأطراف ويهدد استدامة الاتفاق.
الحلول الممكنة: ,و وضع آليات واضحة لحل النزاعات: يمكن أن يتضمن الاتفاق آليات واضحة وفعالة لحل النزاعات التي قد تنشأ بسبب تفسير البنود الغامضة.
التفاوض المستمر يمكن أن تستمر الأطراف في التفاوض بشأن التفاصيل الغامضة حتى بعد التوقيع على الاتفاق، لضمان فهم مشترك ومتفق عليه لجميع البنود.
التواصل المستمر الحفاظ على قنوات مفتوحة للتواصل والتشاور بين الأطراف يمكن أن يساعد في حل أي سوء فهم أو غموض بشكل سريع وفعال.
الأهمية الجيوسياسية للاتفاق: الاتفاق يعكس تحركات دبلوماسية استراتيجية مهمة لكلا البلدين في السياق الجيوسياسي الحالي. الأهمية الجيوسياسية تتجلى في:
التعاون الأمني والعسكري الاتفاق يمكن أن يعزز التعاون الأمني بين السودان ومالي، خصوصاً في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة مثل الإرهاب والجماعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء.
دعم الاستقرار الإقليمي يسعى الاتفاق لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة، مما يمكن أن يسهم في تقليل التوترات وتعزيز الأمن في مناطق النزاع.
الأبعاد الاقتصادية الاتفاق قد يشمل جوانب اقتصادية تهدف إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، مما يمكن أن يفتح أسواق جديدة ويعزز النمو الاقتصادي.
الدور السياسي في الساحة الأفريقية الاتفاق يمكن أن يعزز من مكانة السودان ومالي كفاعلين أساسيين في الساحة الأفريقية، مما يمنحهما نفوذاً أكبر في القضايا الإقليمية والدولية.
إدارة النزاعات الداخلية و الاتفاق يمكن أن يساهم في دعم جهود الحكومتين في إدارة النزاعات الداخلية وتحقيق السلام والاستقرار الداخلي، من خلال تبادل الخبرات والمساعدات الفنية والعسكرية.
و معالجة قضية تدفق المقاتلين: الاتفاق بين السودان ومالي قد يساعد في الحد من تدفق المقاتلين من عرب الصحراء إلى السودان، من خلال تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الجهود في مراقبة الحدود. ومع ذلك، حل مشكلة تدفق المقاتلين يتطلب جهوداً أكبر من مجرد اتفاق ثنائي، بما في ذلك تعاون إقليمي أوسع ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع مثل الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي.
ملخص الأوضاع في مالي الوضع السياسي والأمني في مالي معقد للغاية. البلاد شهدت العديد من الانقلابات العسكرية، وآخرها في أغسطس 2020. الوضع الأمني متدهور خاصة في المناطق الشمالية والوسطى، حيث تنشط الجماعات الإرهابية مثل "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" و"الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى". العاصمة باماكو تشهد أيضاً نشاطات متزايدة للجماعات المتطرفة ومحاولات لزعزعة الاستقرار. الوضع في مالي يتطلب جهوداً مكثفة من المجتمع الدولي والمحلي لتحقيق استقرار دائم.
باختصار، يمكن أن يساهم الاتفاق بين السودان ومالي في الحد من تدفق المقاتلين وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ولكنه لابد ويجب أن يكون جزءاً من استراتيجية شاملة ومتعددة الأطراف لتحقيق استقرار دائم. بالرغم من هذا الاتفاق ينادي شعراء الصحراء الشباب بهذه الاشعار
(من قلبِ الصحراءِ صوتي
كصدىً في الليلِ يضيعُ
أبحثُ عنكمْ يا عربَ
في التِّيهِ والسرابِ
أنتمْ زهورُ الصحراءِ
أنتمْ نجومُ الليالي
أنتمْ نسيمُ الدُّنايا
أنتمْ قلوبُ الرِّمالِ
رحلتمْ عن أرضِ الآباءِ
تركتمْ قلوبًا تذبلُ
تركتمْ رمالاً قاحلةً
وشعبًا يحنُّ الوصالِ
نحنُ هنا ننتظرُكمْ
منْ غربةِ الدِّيارِ
ننتظرُ إحياءَ صحراءِ
وننتظرُ عودتَكمْ
لا تتركوا أرضَنا جرداءَ
لا تتركوا شعبَنا حزينًا
لا تنسوا أصولَكمْ
وطنَكمْ الذي أنجبَكمْ
عودوا يا عربَ الصحراءِ
عودوا لإكمالِ الحياةِ
عودوا لإعادةِ البسمةِ
عودوا لإعمارِ الوطنْ #
هذه المقاطع من القصيدة طويلة من الادب المالي المعاصر تنادي بعودة عرب الصحراء لإحياء أرضهم، وتُعبر عن الشوق والأمل في لقاء الأحبة والوطن وهل ينتهي الصراع ما بين عرب الصحراء والرعاة في افريقيا ؟.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التعاون الأمنی بین الأطراف الاتفاق بین مما یمکن أن یؤدی إلى فی مالی
إقرأ أيضاً:
مبتورو الأطراف في غزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار والإبادة الإسرائيلية
الثورة / متابعات
يشهد قطاع غزة تصاعدًا كبيرًا في أعداد المصابين بحالات البتر نتيجة استمرار جريمة الإبادة الإسرائيلية المدمرة منذ 7 أكتوبر 2023، وسط نقص حاد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، بسبب الإغلاق المستمر للمعابر ومنع دخول المستلزمات الأساسية.
وسُجلت 4700 حالة بتر بسبب العدوان الإسرائيلي، ضمن قوائم برنامج «صحتي»، الذي تنفذه وزارة الصحة الفلسطينية بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومركز الأطراف الصناعية والشلل التابع لبلدية غزة، في كافة محافظات القطاع، وفق مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المركز حسني مهنا.
وشدد مهنا، على أن تضاعف أعداد حالات البتر المسجلة منذ بداية الحرب الإسرائيلية ناتج عن الاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة والاستهداف المباشر للمدنيين.
وقال: «إنّ مركز الأطراف الصناعية استقبل نحو 600 حالة من مبتوري الأطراف منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ويتم متابعتهم دوريًا عبر الأخصائيين والطواقم الفنية».
وأضاف أن مركز الأطراف تمكن منذ بداية العدوان من تركيب أطراف صناعية لنحو 100 مصاب، كما قام بتسليم عشرات الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة للمحتاجين، فيما تخضع 320 حالة حاليا للعلاج والتأهيل داخل المركز.
وحذر من أن استمرار جريمة الإبادة الجماعية من قبل إسرائيل سيؤدي إلى ارتفاع أعداد مبتوري الأطراف بشكل كارثي، مشيرا إلى أن 48 بالمئة من حالات البتر الجديدة هي لسيدات، و20 بالمئة لأطفال، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.
وأشار مسؤول الإعلام والعلاقات العامة إلى أن مركز الأطراف الصناعية في غزة يعاني من نقص في المواد الخام الأساسية لتصنيع الأطراف الصناعية، بالإضافة إلى حاجة ماسة للأجهزة والمعدات الطبية وقطع الغيار اللازمة للمعدات الموجودة، ما يعيق تقديم الخدمات بشكل فعال للمصابين.
وبين مهنا في حديث لوكالة «الأناضول» أن الطواقم العاملة في المركز – والتي تعمل تحت ضغط شديد وبإمكانيات محدودة – تكافح يوميًا لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المصابين، مع الحاجة إلى مضاعفة الكوادر البشرية لمواكبة هذه الزيادة الكبيرة.