قال الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، إن إدراج الأمم المتحدة لإسرائيل في القائمة السوداء للدول والمنظمات التي تلحق الأذى بالأطفال في مناطق النزاع، إلى جانب دول ومنظمات من بينها «داعش» و«القاعدة» و«بوكو حرام»، يأتي نتاجًا طبيعيا لما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم تقتنص الضحايا الفلسطينيين العزل كل يوم بلا هوادة وبلا إنسانية، مشيرا إلى أن بيانات الهيئات الصحية في غزة تؤكد أن الحرب الإسرائيلية أودت بحياة 15 ألفا و517 طفلاً في القطاع، إلى جانب عشرات الأطفال في الضفة الغربية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، إذ يواصل جيش الاحتلال انتهاكاته يوميا في حق الشعب الفلسطيني ويوجة آلة القتل دون رحمة أو مراعاة لأية أعمار كانت.

إدراج إسرائيل على القائمة السوداء يأتي على خلفية حرب غزة 

وأوضح عضو مجلس الشيوخ، في بيان، أن إدراج إسرائيل على القائمة السوداء يأتي على خلفية الحرب الدائرة فى قطاع غزة منذ 8 أشهر، والذي يعد بمثابة شهادة اعتراف أممي جديدة بسجل الجرائم الإٍسرائيلية، التي سيكون لهل أبعاد مهمة في زيادة الضغط الدولي على إسرائيل وتسير في اتجاه تطبيق قرارت الشرعية الدولية، التي لا يزال المجتمع الدولي حتى الآن عاجزا عن وقف تلك الحرب الشعواء، لافتا إلى أنها تبشر بإنهاء ثقافة ازدواجية المعايير والإفلات من العقاب وبدء النظر لضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها وفرض حظر على الأسلحة ضدها.

الجهود المصرية التي لا تتوقف لتكوين جبهة للدفاع عن الحق الفلسطيني

وأضاف أبو الفتوح أن القائمة التي ستنشر رسميا فى 18 يونيو الجاري، وتشمل انتهاكات حقوق الأطفال في حوالى 20 منطقة نزاع في العالم، بما فيها قطاع غزة، يبرز الجهود المصرية التي لا تتوقف في تكوين جبهة إقليمية ودولية تدافع عن الحق الفلسطيني وتسهم في تعريف العالم بحجم الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي لاسيما وأن صلابة الموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية ساعد فى الضغط على إسرائيل في الفترة الحالية، خاصة وأن إسرائيل تعاني من مرحلة شديدة الصعوبة على مستوى العلاقات الدولية وتشهد يوميا استنكار عالمي لما تمارسه من جرائم.

وقال عضو مجلس الشيوخ، إن قرار إدراج اسرائيل بالقائمة السوداء يأتي بالتزامن مع الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن إلى إسرائيل الاثنين،  الذي يسعى خلالها للتوصل لاتفاق بشأن التهدئة والإفراج عن المحتجزين وإنهاء الحرب على غزة، وهو ما يبشر بدلائل إيجابية قد تؤدي لمسار تهدئة قادم، مشددا على أن المجتمع الدولي عليه أن يضطلع بمسئولياته لإنهاء تلك المأساة الإنسانية غير المسبوقة للشعب الفلسطيني والاستجابة لنداءات مصر الرامية إلى حفظ السلام الإقليمي وحقن دماء الشعب الفلسطيني بالوقف الفوري لإطلاق النار على غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة العدوان على غزة الاحتلال الإسرائيلي القائمة السوداء

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تضمّ الضفة: غياب الفعل الفلسطيني

أصبح الأمر واضحاً، بصورة لا تقبل الشك، أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في عملية ضم رسمية صامتة للضفة الغربية وللمناطق المصنفة (ج) كبداية. هذا كان معلوماً منذ تشكيل الحكومة، ومنذ انضمام حزبَي الصهيونية الدينية إليها، وقد تحدثنا في مقالات سابقة عن شروط بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير للمشاركة في الحكومة، والاتفاقات الائتلافية التي وقعها «الليكود» برئاسة بنيامين نتنياهو مع هذين الحزبين. ومن بين الأمور الكثيرة التي اتفقوا عليها نقل المسؤولية عن الإدارة المدنية في الضفة الغربية من الجيش إلى الحكومة المدنية، وإلى وزارة سموتريتش نفسه، حيث أنه وزير مدني في وزارة الدفاع. طبعاً الجيش رفض أن يتولى شخص مدني الصلاحية على الجنود والضباط في الإدارة المدنية، ولهذا السبب تم عقد اتفاق بين وزير الدفاع يوآف غالانت وسموتريتش على تقسيم الصلاحيات. وفي إطار هذا الاتفاق ينشئ سموتريتش قسم الاستيطان في الإدارة المدنية ويعين مستوطناً مسؤولاً عنه. ويضع سموتريتش نائباً مدنياً لرئيس الإدارة المدنية يكون مسؤولاً عن كل ما يتعلق بشؤون الاستيطان والمستوطنين يتبع لرئيس قسم الاستيطان. وتبقى المسؤولية عن الشؤون الأمنية، بما فيها التنسيق مع السلطة الفلسطينية، بيد الجيش.

سموتريتش كان يخطط منذ البداية لمنع قيام دولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد حصل على اتفاق ائتلافي يضمن له تنفيذ مخططه. وقد منحه هذا الاتفاق القدرة على إصدار قرارات وتشريعات لتسريع وتيرة الاستيطان. وقد كانت خطوة إلغاء قانون «فك الارتباط»، الذي بموجبه أخلى جيش الاحتلال قطاع غزة وأربع مستوطنات في منطقة جنين، أولى نتائج هذا التغيير الكبير في السياسة الإسرائيلية، بالإضافة طبعاً إلى قرارات البناء في عدد كبير من المستوطنات. ولكن الأهم هو تغيير الواقع في الضفة الغربية بشكل يمنع تواصلها جغرافياً، والسيطرة التامة عليها وضمها لإسرائيل.

التسجيل الصوتي الذي حصلت عليه صحيفة «نيويورك تايمز» ونشر كذلك في وسائل الإعلام الإسرائيلية، والذي يتحدث فيه سموتريتش مع مجموعة من المستوطنين في التاسع من هذا الشهر، يكشف أن حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة التي تحكم فيها إسرائيل الضفة الغربية، وأن «الهدف هو منع الضفة من أن تصبح جزءاً من الدولة الفلسطينية»- حسب تعبير سموتريتش، الذي أضاف: «إنه أمر دراماتيكي ضخم. فمثل هذه الأمور تغير الحمض النووي للنظام». وما يجري على الأرض في الواقع هو تنفيذ متسارع لهذه الخطة. فالاستيطان يتكثّف بصورة غير مسبوقة، وعمليات هدم البيوت والمنشآت في مناطق (ج) متواصلة، وترحيل المواطنين من المناطق المراد السيطرة عليها كركائز لعملية الضم أيضاً يجري على قدم وساق، ومسافر يطا نموذجاً.

لقد تصاعد عنف المستوطنين الذين يستمدون التشجيع من الحكومة بصورة كبيرة منذ إنشاء الحكومة الحالية في إسرائيل، وازداد بشكل خطير بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحرب غزة، لدرجة أن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، يهودا فوكس، قدم استقالته من الجيش. وقد قدم فوكس لرؤسائه وثيقة توضح أسباب استقالته، وكان من الأشخاص المرشحين لرئاسة الأركان بعد رئيس الأركان الحالي هرتسي هاليفي، الذي سيغادر منصبه بعد انتهاء الحرب على الأغلب كجزء من تحمل المسؤولية عن الفشل العسكري في السابع من أكتوبر. ومن بين الأمور التي تحدث عنها فوكس أن إنفاذ القانون على البناء غير القانوني قد تضاءل «إلى الحد الذي اختفى فيه»، مسلطاً الضوء على دور سموتريتش وحلفائه الذين يعرقلون التدابير التي وعدت بها الحكومة المحاكم الإسرائيلية بتنفيذها لكبح البناء الإسرائيلي غير القانوني في الضفة الغربية، أيْ أن فوكس لم يعد يحتمل المخالفات التي يقوم بها المستوطنون بكل أشكالها والمدعومة من الحكومة. وهو يعتقد أن هذا السلوك يشكل خطراً على أمن إسرائيل.

كل هذا يحصل ونحن لا نفعل الكثير، وفي أحسن الأحوال نعبّر عن شجبنا للسياسة الإسرائيلية، ونتحدث عن الاستيطان والضم بالصورة المعتادة وكأنه لا يزال لدينا متسع كبير من الوقت، أو أننا نعتمد على تدخل طرف ما من الخارج لوقف هذه السياسة. وفي الواقع لا يبدو أن قياداتنا تتعامل مع المسألة باعتبارها خطراً وجودياً داهماً يتطلب ردود فعل مختلفة عن الشجب والاحتجاج اللفظي. وللأسف هذا يشجع الحكومة الإسرائيلية وسموتريتش على المضي قدماً في سياسة الضم الزاحف للضفة. نحن لم نظهر لإسرائيل أنها تجاوزت الخطوط الحمر، وأننا لا يمكننا المرور على ذلك والتعامل وكأن الأمور طبيعية. ولعظيم الأسف كذلك لم تخضع الإجراءات الإسرائيلية لدراسة معمقة على المستوى الفلسطيني، ولم توضع أيّ خطة للرد عليها بشكل يجعل إسرائيل تدرك أنها ستخسر نتيجة لهذه السياسة.

مقالات مشابهة

  • عشرات التونسيين يتظاهرون احتجاجا على جرائم "الإبادة" الإسرائيلية بغزة
  • إدراج حيوان جديد على "القائمة الحمراء" المهددة بالانقراض
  • السفير الفلسطيني بالقاهرة: انطلاق حرب عالمية من غزة ليس في مصلحتنا
  • قتلة الأطفال .. ما تداعيات إدراج إسرائيل على رأس قائمة العار؟
  • مسؤول أممي يدعو لوقف حرب غزة
  • قتلة الأطفال.. ما تداعيات إدراج إسرائيل على رأس قائمة العار؟
  • أبو مرزوق للجزيرة نت: دور روسيا سيختلف إذا توسعت الحرب والسلطة تُفشل المصالحة
  • أصبح مثل الفلسطيني.. ترامب ينتقد سياسات بايدن بحرب إسرائيل وحماس
  • إسرائيل تضمّ الضفة: غياب الفعل الفلسطيني
  • تقرير أممي: مقتل وإصابة 120 مدنياً في الحديدة بالألغام الحوثية خلال آخر 12 شهراً