"الجارديان": الحرب في غزة يجب أن تنتهي مع ارتفاع أعداد الضحايا وزيادة حدة التصعيد
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه يجب أن تضع الحرب في قطاع غزة أوزارها بعد ما يزيد على ثمانية أشهر من معاناة الفلسطينيين في القطاع، مشيرة الى أن الحرب حصدت العديد من الأرواح مع زيادة حدة التصعيد وغياب أي بارقة أمل في التوصل الى إتفاق وقف إطلاق نار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقالت الجارديان، في مقال إفتتاحي اليوم، " على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار في الوقت الحالي لا يزال بعيد المنال إلا أنه يمثل ضرورة قصوى لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مشيرة الى أن هذه الحرب تسببت في مقتل ما يزيد على 36 ألف فلسطيني حتى الآن، طبقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وتطرقت إلى الممارسات الإسرائيلية خلال هذه الحرب، وسلطت الضوء على قصف القوات الإسرائيلية مدرسة تابعة للأمم المتحدة في وسط قطاع غزة مما تسبب في مقتل 33 فلسطينيا من ضمن آلاف النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى المدرسة فرارا من القصف الإسرائيلي في جميع أرجاء القطاع.
وأضافت الصحيفة " بات من الواضح أن القوات الإسرائيلية تستهدف مناطق في قطاع غزة من المفترض أنها أنهت وجود حركة حماس فيها، مما دفع النازحين الفلسطينيين إلى اللجوء إليها هربا من القصف الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب القطاع"، ولفتت إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أن الحرب في غزة سوف تستمر حتي العام القادم، وهو ما تراه العديد من الأوساط داخل إسرائيل أمرا كارثيا.
وتناولت الجارديان، في مقالها الإفتتاحي، التداعيات الدولية لتلك الحرب وعواقبها على الجانب الإسرائيلي، وأشارت إلى أن إسرائيل بدأت تخسر الكثير من التأييد الدولي جراء هذه الحرب، لافتة إلى أن أسبانيا أعلنت أول أمس الخميس عزمها الإنضمام إلى دولة جنوب إفريقيا في دعواها المنظورة أمام محكمة العدل الدولية والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
ونوهت، في هذا الخصوص، إلى زيادة عدد الدول التي أعلنت إعترافها بدولة فلسطينية، في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل تخسر نصيبا كبيرا من تأييد الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها الكبرى بسبب ممارساتها في قطاع غزة.
واستشهدت الصحيفة، في ختام افتتاحيتها، بتقارير صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة منذ بضعة أيام تحذر فيها من أن ما يربو على مليون فلسطيني في قطاع غزة، أي ما يقرب من نصف سكان القطاع، سوف يواجهون خطر الموت جوعا بحلول منتصف الشهر القادم في ظل استمرار الأوضاع المأساوية الحالية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة إسرائيل رفح فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل قتلت كل شيء
غزة (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب":
يروي فلسطينيان كانا معتقلين في سجون إسرائيلية وخرجا بموجب اتفاق الهدنة الأخير أنهما لا يزالان تحت وقع الصدمة بعد أن واجها بمرارة الواقع في قطاع غزة حيث، بالنسبة الى كثيرين، قتل كل أفراد عائلاتهم، ودّمّرت منازلهم خلال الحرب الدامية بين إسرائيل وحركة حماس.
بين هؤلاء، ياسر أبو دقة الذي يقول إنه لم يتبق من عائلته الكبيرة سوى شقيقته وابنة أخيه، ويتحدّث عن "مشاعر صعبة جدا جدا".
ثم يقول "لكنه قضاء الله عز وجل".
قضى أبو دقة الذي كان ناشطا في حركة الجهاد الإسلامي، 18 عاما داخل سجن إسرائيلي دخله وعمره 20 عاما بعد اعتقاله في العام 2006 أثناء المواجهة التي حصلت بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وخلال عملية إسرائيلية في المناطق الشرقية من خان يونس في جنوب القطاع.
ووفقا لمعطيات وزارة العدل الإسرائيلية، أدين أبو دقة بتهم باطلة عدّة بينها المشاركة في تدريبات عسكرية والتجسس وحيازة سلاح وإطلاق نار والعضوية في تنظيم مسلّح والتواصل مع منظمة معادية ومحاولة القتل. وحُكم عليه بالسجن لمدة 27 عاما.
في الحرب المتواصلة في غزة منذ 18 شهرا، فقد المعتقل والدته وشقيقه حسين الذي قتل مع زوجته وأبنائهما الخمسة، وشقيقه حسن وعددا من أبناء عمومته. أما منزل العائلة فدمّره القصف الإسرائيلي في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس وحوّله إلى ركام. وقد علم بالغارة في اليوم من الأول من الحرب التي اندلعت بعد هجوم مباغت لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
- "قتلوا الفرح" -
في المقبرة التي توجّه إليها مباشرة بعد الإفراج عنه في مطلع فبراير ووصوله الى قطاع غزة، يستذكر أبو دقة، وقد لفّ جبينه براية سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، أمه التي "كانت تنتظر لحظة الإفراج عني واحتضاني".
ويضيف "عندما زارتني قبل الحرب بأسبوع كانت عائدة من الحج، قالت لي: ستخرج من السجن.. سنزوّجك ونبني لك منزلا، والمرة القادمة سنحجّ معا".
أما ابنة أخيه تالا التي استقبلته بفرح مرتدية ثوبا فلسطينيا مطرزا باللونين الأسود والأحمر، فيقول عنها أبو دقة "تذكّرني برائحة أهلي.. بنت ذكية وجميلة مثل إخوتها الذين استشهدوا".
ويتابع "قالت لي: لم يعد لي غيرُك، أريد أن تنتبه لنفسك وأن تبقى بجانبي".ثم يضيف وهو يحدّق في الفراغ "إسرائيل قتلت الفرحة، قتلت كل شيء".
يعيش أبو دقة اليوم في منزل أحد أقاربه، بعد أن صار منزل عائلته كومة من الحجارة التي علقت بينها مقتنيات العائلة وأثاثها واختلطت بأنابيب الصرف الصحي الملتوية والأسلاك المقطعة.
وأدّت الحرب المدمرة في قطاع غزة إلى مقتل 50695 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وحصلت هدنة أولى لمدة أسبوع، في الحرب، بعد شهر على اندلاعها في نوفمبر 2023. وأتاحت المرحلة الأولى من هدنة ثانية استمرت حوالى الشهرين وانتهت في الأول من مارس، عودة 33 رهينة إلى إسرائيل بينهم 8 قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني من سجونها بينهم المئات من قطاع غزة.
ووفقا لمكتب إعلام الأسرى التابع لحماس، يبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة في السجون الإسرائيلية منذ بدء الحرب وحتى مطلع مارس، 1555.
ويقول المكتب إن هذا الرقم "المعترف به من مصلحة السجون الإسرائيلية، لا يشمل كافة معتقلي غزة" في إسرائيل.
بين العائدين أيضا، المهندس الميكانيكي مصطفى قنديل الذي اعتقل بعد شهرين من اندلاع الحرب. ويقول قنديل إن ابنه القاصر محمد وشقيقه درويش اللذين اعتُقلا معه أُفرج عنهما بعد نحو شهر، في حين قضى هو سنة وشهرين تقريبا وأفرج عنه في الثامن من فبراير 2025 في إطار صفقة التبادل الأخيرة.
في الخامس من فبراير الماضي، أخبر محامي هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قنديل (43 عاما) بمقتل زوجته وأربعة من أبنائه الخمسة أصغرهم ابنته غنى التي كان عمرها سبعة أشهر.ويقول "كانت صدمة. لم أصدّق الخبر.. حتى أنني لا أستطيع تذكّر ماذا فعلتُ حينها من هول الصدمة".
- "قبر جماعي" -
كما فقد قنديل والدته وعائلة شقيقه درويش المؤلفة من سبعة أفراد وشقيقا آخر له، بعد قصف منازلهم في دير البلح في وسط قطاع غزة.ويقول "فقدت كلّ شي، لم يتبق لي شيء أخسره.. العائلة والبيت وتعب 20 سنة وضعته في بنائه، وعملي".ويضيف "كم تمنيت لو كان حلما أصحو وأجده قد انتهى".ويقول قنديل إنه يعمل حاليا على بسطة لبيع المواد الغذائية مع ابنه، الوحيد من أفراد العائلة الذي بقي حيا لأنه كان معتقلا عندما قُصف البيت.
ويعيش قنديل الذي يقول إنه فقد 60 كيلوغراما من وزنه خلال الاعتقال، مع ابنه في خيمة نصباها في أرض خلاء في دير البلح.
ويروي الابن محمد البالغ من العمر 16 عاما أنه قضى أربعة أشهر في البحث عن والدته وأشقائه. "كنت أتصل بهاتف والدتي، لكن أحدا لم يكن يجيب". وتمكّن من الوصول إلى موقع المنزل بعد انسحاب للجيش الإسرائيلي من المنطقة. ويضيف "استخرجناهم في أبريل 2024.. كانوا أشلاء ودفنناهم في قبر جماعي".