أوضحت دراسة ميدانية وجود تأثير بليغ للصيد عبر الشباك الكيسية على أسماك الدلافين في البحر الأبيض المتوسط قبالة المغرب، الأمر الذي يدفعها إلى "تعلّم الهجوم".

وبينت الدراسة التي لخصتها منصة "the conversation" أن عمليات الصيد دفعت الدلافين قارورية الأنف (Bottlenose dolphin) إلى مهاجمة شباك قوارب الصيد، مخلفة خسائر كبيرة، الأمر الذي يدفع الصيادين بهذه المنطقة في المقابل إلى تعمد صيدها، وفي بعض الأحيان قتلها أو إصابتها.

وبحسب المصدر ذاته فإن "تكاليف إصلاح شباك الصيد الكيسية باهظة الثمن؛ فبالاعتماد على ما تقوله منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تصل خسائر الصيادين بالمغرب إلى نسبة 36 في المائة".

وتؤكد الورقة البحثية، التي حملت عنوان الدلافين مقابل الصيادين: كلاهما خاسر في البحر الأبيض المتوسط قبالة المغرب، وأعدها الباحث في الدكتوراه الطالب محمد كزنين عن جامعة عبد المالك السعدي،  أن تقدير الخسائر الناجمة عن هجمات الدلافين بالبحر الأبيض المتوسط قبالة المغرب صعب للغاية.

وأورد المصدر ذاته أن المغرب يحمي الثدييات المائية عبر مجموعة من الاتفاقيات الدولية، وقوانين محلية، وأخرى إقليمية تربطه مع الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط.

وواجه واضع الدراسة تحديات في الحصول على معلومات كافية عن أعداد هجمات الدلافين على شباك الصيادين، ووجد فقط كميات محدودة من الدراسات العلمية التي تطرقت لهذا الموضوع.

ويقول الباحث محمد كزنين، ضمن الورقة البحثية التي نشرت في عدد المجلة الأخير، إن الدراسة تم إجراؤها سنة 2020، تحديدا بسواحل الحسيمة، على بعد حوالي 150 كلم عن شرق مضيق جبل طارق، باستخدام جمعت معطيات عن عدد الوفيات في صفوف الدلافين التي تم تسجيلها أثناء البحث.

وكشفت الدراسة أنه تم اصطياد ما مجموعه 121 دلفينا في الشباك خلال 48 رحلة صيد (أربع رحلات شهريا طوال سنة 2020)، وتم تسجيل وفاة 11 من الدلافين المصطادة، كما تضمنت كل رحلة عملية صيد واحدة إلى ثلاث، موضحة أن عدد عمليات الصيد التي تمت ملاحظتها مباشرة خلال عملية البحث وصلت إلى 94 عملية.

وإثر ذلك أوضح المصدر ذاته أن كلفة إصلاح الأضرار التي لحقت بالشباك وصلت إلى 179 دولارا أمريكيا عن كل حادثة (حوالي 1770 درهما)، مردفا بأنه في بعض الأحيان تصل الخسائر إلى عشرة آلاف درهم، ما دفع الصيادين إلى البحث عن أماكن محددة منذ سنة 2010.

وأكد بعض الصيادين المغاربة خلال الدراسة إحساسهم بالإحباط نتيجة الخسائر التي تخلفها الدلافين بشِباك صيدهم، خاصة أن عملهم يلعب دورا مهما في الاقتصاد المحلي للمدن المغربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

وتدعو الورقة البحثية إلى تعميق البحث في سلوكات الدلافين بالبحر الأبيض المتوسط، والبحث عن تقنيات جديدة للصيد غير الشِباك الكيسية.

المصدر: هسبريس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: البحر الأبيض المتوسط مؤشرات اقتصادية البحر الأبیض المتوسط

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تكشف عن أسلوب مبتكر لتطوير الأجسام المضادة

توصل باحثون في دراسة حديثة إلى طريقة مبتكرة لتوليد الأجسام المضادة (Antibodies) من خلال دمج بروتينين مناعيين، مما يفتح آفاقا جديدة لفهم البروتينات المرتبطة بالأمراض، وقد يسهم ذلك في تطوير علاجات جديدة.

وأجرى الدراسة باحثون من المركز البحثي بيرنهام بريبيس في الولايات المتحدة وشركة الأدوية العالمية إيلي ليلي، ونشرت في مجلة علم المناعة، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

وتعد هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو تحسين طريقة تطوير الأجسام المضادة، التي تُستخدم في علاج العديد من الأمراض مثل السرطان، بالإضافة إلى استخدامها في التشخيص الطبي.

ما البروتينات المناعية؟

تلعب البروتينات المناعية دورا في وظائف الجهاز المناعي، سواء في التعرف على المستضدات أو تنسيق الاستجابة المناعية أو تنظيم التفاعلات بين الخلايا المناعية. والأجسام المضادة هي أحد الأمثلة البارزة لهذه البروتينات.

ويُنتج جهاز المناعة الأجسام المضادة استجابة لوجود المستضدات (Antigens)، وهي أي مواد يعتبرها الجسم غريبة أو ضارة، مثل الفيروسات، البكتيريا، أو المواد الغريبة. وتعمل الأجسام المضادة على التعرف على المستضدات والارتباط بها لتعطيلها أو تسهيل القضاء عليها بواسطة الخلايا المناعية الأخرى.

البروتينات المناعية هي بروتينات تلعب دورا في وظائف الجهاز المناعي (دويتشه فيله)

وفي المجال الطبي والبحثي، تُستخدم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (Monoclonal Antibodies) على نطاق واسع في علاج الأمراض المناعية والسرطانية، وكذلك في تشخيص الأمراض ودراسة التفاعلات البيولوجية داخل الجسم.

إعلان

والأجسام المضادة وحيدة النسيلة هي نوع خاص من الأجسام المضادة التي تُنتج في المختبر، والتي تأتي من خلية مناعية واحدة، وتكون موجهة ضد نوع واحد من المستضدات، وتستخدم في علاج العديد من الأمراض مثل السرطان والأمراض المناعية، كما تُستخدم أيضا في تشخيص الأمراض ودراسة العمليات البيولوجية في الجسم.

الابتكار الجديد

ركزت الدراسة على بروتينين يظهران على سطح الخلايا المناعية. عندما يتفاعلان معا، يشكلان مركبا بروتينيا معقدا يؤثر على قوة استجابة جهاز المناعة.

واكتشف العلماء أن النسبة بين البروتينات الحرة (الموجودة بشكل منفصل) والمركب المدمج (المعقّد البروتيني) قد تكون مهمة في أمراض مثل الذئبة، ولكن كان من الصعب قياس كميتها.

لتجاوز هذه الصعوبة، طوّر الباحثون حلًّا جديدا من خلال إنشاء بروتين مُدمج يجمع بين بروتينين. هذا الدمج جعل البروتينات أكثر استقرارا، مما سمح لهم بتوليد أجسام مضادة وحيدة النسيلة بنجاح. ثم حددوا أي الأجسام المضادة كانت الأفضل في الارتباط بالبروتين المُدمج، واستخدموا هذه الأجسام المضادة لمقارنة كميات البروتينات الحرة والمعقّد البروتيني في خلايا مناعية مختلفة.

وكانت هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تظهر القياس المباشر للمركب البروتيني على الخلايا الحية باستخدام جسم مضاد مخصص لهذا المعقد البروتيني.

وتُعتبر هذه النتائج مفيدة في تشخيص ومتابعة أمراض مثل الذئبة وبعض أنواع السرطان، مثل الليمفوما.

مقالات مشابهة

  • دراسة طبية: الرمان يُكافح أمراض الشيخوخة
  • الأندر والأغلى في العالم.. جوهرة البحر الأبيض المتوسط في أبو ظبي (فيديو)
  • استمرارُ تأثيرات الحصار البحري اليمني على العدوّ وتراكم خسائر ميناء أم الرشراش
  • دراسة جديدة تكشف عن أسلوب مبتكر لتطوير الأجسام المضادة
  • الأندر والأغلى في العالم.. جوهرة البحر الأبيض المتوسط في أبو ظبي
  • المغرب يروّج لوجهته السياحية بأمريكا الشمالية عبر جولة استراتيجية في ثلاث مدن كبرى
  • دراسة: خسائر الاتحاد الأوروبي جراء تخليه عن موارد الطاقة الروسية بلغت 1.3 تريليون يورو
  • دراسة: قصور القلب يسرّع شيخوخة الدماغ
  • دراسة: قصور القلب يعجل من شيخوخة الدماغ
  • دراسة: العلاج المبكر لسرطان الثدي يجنب الجراحة