دراسة: خسائر فلكية بسبب حرب بين الصيادين والدلافين في سواحل المغرب الشمالية
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
أوضحت دراسة ميدانية وجود تأثير بليغ للصيد عبر الشباك الكيسية على أسماك الدلافين في البحر الأبيض المتوسط قبالة المغرب، الأمر الذي يدفعها إلى "تعلّم الهجوم".
وبينت الدراسة التي لخصتها منصة "the conversation" أن عمليات الصيد دفعت الدلافين قارورية الأنف (Bottlenose dolphin) إلى مهاجمة شباك قوارب الصيد، مخلفة خسائر كبيرة، الأمر الذي يدفع الصيادين بهذه المنطقة في المقابل إلى تعمد صيدها، وفي بعض الأحيان قتلها أو إصابتها.
وبحسب المصدر ذاته فإن "تكاليف إصلاح شباك الصيد الكيسية باهظة الثمن؛ فبالاعتماد على ما تقوله منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تصل خسائر الصيادين بالمغرب إلى نسبة 36 في المائة".
وتؤكد الورقة البحثية، التي حملت عنوان الدلافين مقابل الصيادين: كلاهما خاسر في البحر الأبيض المتوسط قبالة المغرب، وأعدها الباحث في الدكتوراه الطالب محمد كزنين عن جامعة عبد المالك السعدي، أن تقدير الخسائر الناجمة عن هجمات الدلافين بالبحر الأبيض المتوسط قبالة المغرب صعب للغاية.
وأورد المصدر ذاته أن المغرب يحمي الثدييات المائية عبر مجموعة من الاتفاقيات الدولية، وقوانين محلية، وأخرى إقليمية تربطه مع الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط.
وواجه واضع الدراسة تحديات في الحصول على معلومات كافية عن أعداد هجمات الدلافين على شباك الصيادين، ووجد فقط كميات محدودة من الدراسات العلمية التي تطرقت لهذا الموضوع.
ويقول الباحث محمد كزنين، ضمن الورقة البحثية التي نشرت في عدد المجلة الأخير، إن الدراسة تم إجراؤها سنة 2020، تحديدا بسواحل الحسيمة، على بعد حوالي 150 كلم عن شرق مضيق جبل طارق، باستخدام جمعت معطيات عن عدد الوفيات في صفوف الدلافين التي تم تسجيلها أثناء البحث.
وكشفت الدراسة أنه تم اصطياد ما مجموعه 121 دلفينا في الشباك خلال 48 رحلة صيد (أربع رحلات شهريا طوال سنة 2020)، وتم تسجيل وفاة 11 من الدلافين المصطادة، كما تضمنت كل رحلة عملية صيد واحدة إلى ثلاث، موضحة أن عدد عمليات الصيد التي تمت ملاحظتها مباشرة خلال عملية البحث وصلت إلى 94 عملية.
وإثر ذلك أوضح المصدر ذاته أن كلفة إصلاح الأضرار التي لحقت بالشباك وصلت إلى 179 دولارا أمريكيا عن كل حادثة (حوالي 1770 درهما)، مردفا بأنه في بعض الأحيان تصل الخسائر إلى عشرة آلاف درهم، ما دفع الصيادين إلى البحث عن أماكن محددة منذ سنة 2010.
وأكد بعض الصيادين المغاربة خلال الدراسة إحساسهم بالإحباط نتيجة الخسائر التي تخلفها الدلافين بشِباك صيدهم، خاصة أن عملهم يلعب دورا مهما في الاقتصاد المحلي للمدن المغربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وتدعو الورقة البحثية إلى تعميق البحث في سلوكات الدلافين بالبحر الأبيض المتوسط، والبحث عن تقنيات جديدة للصيد غير الشِباك الكيسية.
المصدر: هسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحر الأبيض المتوسط مؤشرات اقتصادية البحر الأبیض المتوسط
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف عن جين يزيد الشهية ويرفع خطر الإصابة بالسمنة
كشف فريق من علماء جامعة "كامبريدج" دور جين جديد في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة، وذلك خلال دراسة حديثة، نشرت في مجلة "Science".
وبحسب الدراسة، فإنّ العلماء قد توصّلوا إلى أنّ: "طفرة في جين DENND1B تقلّل من قدرة بعض الأفراد على مقاومة الطعام، ما يزيد من احتمالية إصابتهم بالسمنة".
وتابعت: "لم يقتصر هذا الاكتشاف على البشر فقط، إذ تم العثور على الطفرة الجينية نفسها لدى كلاب "لابرادور ريتريفر"، وهي سلالة معروفة بقابليتها الكبيرة لاكتساب الوزن".
وأكدت المعدة المشاركة في الدراسة، أليس ماكليلان، أنّ: "الجينات المرتبطة بالسمنة ليست أهدافا واضحة لأدوية فقدان الوزن، لأنها تتحكم أيضا في وظائف بيولوجية حيوية لا يمكن التدخل فيها دون عواقب. ومع ذلك، فإن الدراسة تسلط الضوء على دور مسارات الدماغ الأساسية في تنظيم الشهية ووزن الجسم".
وأوضح فريق البحث أنّ: "DENND1B يعمل كمفتاح يتحكم في استجابة الدماغ للطعام، ما يؤثر على الشهية والتمثيل الغذائي. وعلى الرغم من أن تأثيره في البشر يبدو طفيفا، إذ يرفع مؤشر كتلة الجسم (BMI) بنسبة 0.01 نقطة فقط، إلا أن تراكم عدة اختلافات جينية مشابهة يمكن أن يشكل عبئا وراثيا يزيد من خطر السمنة أو يمنح مقاومة لها".
وأشارت إلى أنّه من أجل: "التعمق أكثر في تأثير هذا الجين، درس العلماء 241 كلبا من سلالة "لابرادور"، تتراوح درجة حالة أجسامها (BCS لقياس السمنة) بين 3 (نقص الوزن قليلا) و9 (زيادة وزن مفرطة). وتعد الكلاب نموذجا مثاليا لدراسة السمنة البشرية، نظرا لتأثرها بعوامل بيئية مماثلة، مثل قلة التمارين الرياضية والإفراط في تناول الطعام".
وفي السياق نفسه، راقب فريق البحث مدى "جشع" الكلاب تجاه الطعام، وكذا تقييم مدى إلحاحها في طلب الطعام من أصحابها. ثم أخذوا بعد ذلك عينات لعاب من الكلاب لتحليل الجينات المرتبطة بالسمنة.
وأسفرت النتائج عن: "تحديد عدة جينات ذات صلة، لكن الطفرة في DENND1B كانت الأكثر تأثيرا، إذ ثبت ارتباطها بمسار "ليبتين-ميلانوكورتين" في الدماغ، وهو المسؤول عن تنظيم الشعور بالجوع".
واسترسلت الدراسة بأنّ: "الكلاب التي تحمل طفرة DENND1B لديها نسبة دهون أعلى بـ 8% مقارنة بغيرها، كما أظهرت علامات واضحة على زيادة الشهية"، فيما أكّد العلماء أنّ: "هذه الطفرة ليست العامل الوحيد المحدد للسمنة، لكنها تمتلك التأثير الأقوى مقارنة بالعوامل الجينية الأخرى".
وأردفت: "على الرغم من أن هذه الطفرة قد تزيد من خطر السمنة، إلا أن الدراسة وجدت أن التحكم في النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني يمكن أن يمنع زيادة الوزن حتى عند وجود استعداد وراثي".
إلى ذلك، أوضح العلماء أنّ: "الملاك الذين سيطروا على وجبات كلابهم وممارستها للتمارين الرياضية تمكنوا من الحفاظ على وزن صحي لكلابهم رغم وجود الطفرة الجينية".