لماذا فشلت إيران في استيراد السيارات؟
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
لسنوات ومسألة استيراد السيارات تشغل حديث الشارع الإيراني، إذ كان من المفترض بعد 5 سنوات من حظر واردات السيارات الأجنبية، أن يتم مجددا السماح باستيرادها إلى البلاد، لكن منذ صدور قانون يجيز الاستيراد، لم يتم استيراد سوى عدد محدود من السيارات، حيث أعلن مصطفى طاهري، رئيس لجنة الصناعات والمناجم بالبرلمان الإيراني في أبريل من العام الماضي 2023 أن “الهدف هو استيراد 200 ألف مركبة إلى البلاد”.
لكن ما حدث على أرض الواقع بعيد كل البعد عن وعود المسؤولين والسلطات الحكومية، ففي عام 2022 لم تدخل إيران سوى 411 سيارة بقيمة 13 مليونا و384 ألف دولار، وفي عام 2023 وصل هذا الرقم إلى 11 ألف و263 سيارة بقيمة 223 مليون و861 ألف دولار، أما في العام الجاري فقد دخل إلى الآن من السيارات الأجنبية إلى إيران ما لا يقل عن 3100 سيارة بقيمة 69.4 مليون دولار، ما يعني أن جميع تلك الأرقام لا تتجاوز 15 ألف سيارة.
وحول محدودية واردات السيارات خلال العامين ونصف الماضيين، قال إبراهيم شجاعت، الخبير في مجال السيارات لصحيفة اعتماد: لا شك أن مجال استيراد السيارات يواجهه بعض التحديات، إذ لا يجب أن ننسى أن استيراد السيارات قد تم استئنافه بعد 6 سنوات من الحظر، وبعد هذه الفترة بالتأكيد هناك مشاكل تحتاج إلى مزيد من الوقت لحلها.
وأضاف: الأمر الآخر هو تحويل الأموال وعدم مقدرة مستوردي السيارات على الدخول في مفاوضات مع شركات تصنيع السيارات الرئيسية بسبب العقوبات، فالشركات الصينية فقط هي التي تتواصل مع المستوردين الإيرانيين، وتسبب هذا الأمر بعدم مقدرة إيران بالقيام بأي عملية استيراد، باستثناء إذا كانت من الصين أو من دول الخليج مثل الإمارات.
وفي معرض الإشارة إلى خدمات ما بعد البيع، قال هذا الخبير في مجال السيارات: تم ضخ العديد من موديلات السيارات في أسواق البلاد، لكن حتى العلامات التجارية الشهيرة ليس لديها عملاء، والسبب هو أن هذه السيارات تم طرحها من قبل سلسلة من المستوردين الذين يدخلون هذا المجال لأول مرة، في حين يثق المشتري الإيراني بشركات تصنيع السيارات ومصنعي قطع الغيار الذين لهم تاريخ في هذا السوق والخدمات التي يقدمونها ما بعد بيع السيارة.
وأكد شجاعت أن الأهم وقبل كل شيء هو موضوع تحويل الأموال، موضحا: هذه مسألة مهمة للغاية، والأهم لمن ستعطي الحكومة العملة الأجنبية، ناهيك عن توفير العملة لسلسلة من السيارات التي لم يتم بيعها بعد. لا يستطيع الناس ركوب سيارات مستوردة بهذا الثمن، وليس من الواضح ما إذا كانت هذه السيارات ستظل قادرة على التحرك خلال عامين أم لا، وما إذا كان بإمكانها تقديم خدمات ما بعد البيع أم لا.
وقال هذا الخبير: بالطبع، بالنسبة لبعض السيارات الصينية أو الماركات الأوروبية من الدرجة الثانية نواجه مشاكل خدمات ما بعد البيع، وتوفير قطع الغيار لها ليس بالمهمة السهلة، علما أننا نقوم بتوفير بعض قطع غيار السيارات من الدول العربية.
وقال شجاعت عن استيراد السيارات المستعملة: في نفس الوقت الذي كان من المقرر فيه الإعلان عن لوائح استيراد السيارات المستعملة، تم نشر رسالة من قبل نائب وزير معايير النقل بوزارة الصناعة، والتي كانت تحتوي على حجج صحيحة وتم التأكيد فيها على أن استيراد السيارات المستعملةغير ممكنة في ظل هذه الأوضاع.
وواصل: بصرف النظر عن مسألة خدمات ما بعد البيع، فإن هذه السيارات (ويقصد المستعملة) التي تجاوز عمرها الافتراضي، تحتاج إلى المزيد من خدمات ما بعد البيع، كما تواجه عملية معاييرها وتصنيع الألواح مشاكل أيضًا، كما أنها تحتاج إلى 85 معيارًا، وأن الاختبار والتحليل لها يتطلب الكثير من الأموال.
وأشار شجاعت إلى أن سيارات الدول العربية لها معايير خليجية، وأضاف: يعتمد أصل وأساس معيار السيارات الإيرانية على المعايير الأوروبية، ولهذا السبب قد يكون بسيطًا أن بعض العناصر غير متوفرة في سيارات دول منطقة الخليج، لكن اختبارها يواجه مشاكل وبالتالي لا يوجد استعداد لاستيراد السيارات المستعملة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار استیراد السیارات المستعملة
إقرأ أيضاً:
كاتبة الدولة في الصيد تتعهد بـ"تقليص عدد الوسطاء" في بيع السمك بعد إقرار "إجراءات لتنظيم مهنة البيع بالجملة"
قالت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، زكية الدريوش، « إن الحكومة اتخذت إجراءات لتنظيم مهنة بائع السمك بالجملة، من أجل تقليص عدد الوسطاء وتعزيز مهنية بائع السمك بالجملة ومواكبته ».
وأوضحت المسؤولة الحكومية في جوابها على سؤال كتابي للبرلماني نبيل الدخش (الحركة الشعبية)، أن « تنظيم هذه المهنة مكن من محاربة البيع غير المنظم وتتبع مسار المنتجات وضمان شروط السلامة الصحية للمنتجات البحرية ».
وتحدثت الدريوش عن « أهمية إفراغات منتجات الصيد البحري ببلادنا والتي بلغت العام الماضي 1.42 مليون طن بمعدل زيادة سنوية 1.7% خلال الفترة 2010- 2024 ».
وأضافت « نسعى من خلال تنزيل مقتضيات استراتيجية اليوتيس إلى إعطاء دينامية جديدة للسوق المحلي للمنتجات البحرية وتشجيع الاستهلاك وضمان جودة مثالية من التفريغ إلى التسويق لجعل هذا القطاع مساهما بشكل كبير في تعزيز الأمن الغذائي لبلادنا ».
وشددت كاتبة الدولة على الحرص مع الشركاء على « تأمين تزويد الأسواق الوطنية بالسمك وتمكين الأسر المغربية من منتجات الصيد البحري وبأسعار تنافسية مقبولة وذلك من خلال برامج تهدف إلى تحسين ظروف تسويق وتثمين منتجات الصيد البحري »، مشيرة إلى أن المغرب يتوفر اليوم على 70 سوقاً للبيع الأولى بالجملة داخل الموانئ، وعلى مستوى نقط التفريغ المجهزة وقرى الصيادين، تضيف كاتبة الدولة، منها 14 سوقاً للسمك من الجيل الجديد كلف استثماراً بلغ نحو 635 مليون درهم ».
ووفق الدريوش، « دأبت إدارة الصيد البحري منذ 6 سنين، في إطار تحسين العرض السمكي خلال شهر رمضان، على تنظيم مبادرة « الحوت بثمن معقول » حيث لقيت هذه المبادرة نجاحا كبيرا، وساهمت في تحسيس المستهلك المغربي على أهمية استهلاك السمك المجمد ».
وشددت كاتبة الدولة، على أن « الأسعار المتداولة على مستوى أسواق البيع بالجملة تخضع لمنطق العرض والطلب وتتأثر بتكلفة رحلات سفن الصيد كما يمكن أن تتأثر بالحالة الجوية السائدة التي تؤثر بدورها على نشاط هذه السفن وبالتالي الإستجابة للطلب على هذه المنتجات ».
.
كلمات دلالية المغرب بيع حكومة سمك صيد