الجزيرة:
2024-12-16@06:56:35 GMT

موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر

الثقافة وأماكنها إحدى ضحايا الحروب والنزاعات الداخلية في العراق، وما يزيد من معاناة الجانب الثقافي بالموصل هو الإهمال الذي امتد منذ سنوات موشحا شارع النجفي ملتقى المثقفين ومركز المعلومة العلمية والأدبية في نينوى بالدمار، حتى حوله لأشبه بالخربة المهجورة، ولم يعد في المكان سوى 5 محال يحوطها الصمت والسكون بسبب انعدام حركة البيع.

كان الشارع -الذي أنشئ في العهد الملكي يمتاز باكتظاظه بالزوار من داخل الموصل والمدن القريبة الأخرى- وعلى مدى عقود طويلة نقطة الاستقطاب للباحثين عن المعلومة بمختلف العلوم، ويقول الصحفي محمد الصراف إن "الشارع له تأثيره الأزلي في نشر الوعي لكنه اليوم بسبب الحرب الداخلية بالمحافظة وعمليات التحرير شهد خرابا تاما".

محلات مغلقة بشارع النجفي بالموصل (الجزيرة)

وأضاف الصراف "ما يزيد الطين بلة انعدام جهود الحكومتين المحلية والاتحادية في إعماره، رغم وجود مهرجانات تقام بشكل مستمر من قبل متطوعين ومنظمات مدنية وبدعم ذاتي".

صورة تظهر دخول السيارات لشارع النجفي كظاهرة دخيلة عليه (الجزيرة) الطارئ المذموم

لم يكتف ملتقى الثقافة بالخراب لتغيير ملامحه وخارطة طلبة العلم فيه، فالطوارئ صنعت فروقات مذمومة ينبذها المثقفون، فقد بين ممتاز محمود -صاحب إحدى المكتبات- أن ما يطرأ على بؤرة الثقافة الموصلية لم يكن بالحسبان حيث كان يمنع دخول السيارات والدراجات بين المكتبات ويحق للداخل الترجل كسياحة ثقافية يفرضها المكان.

وتابع حديثه بالقول "هذه التغييرات ضاعفت الركود في المبيعات مؤازرة غياب تعويضات المتضررين التي مضت سنوات طويلة على الوعود الحكومية لصرفها ولم تصرف وهو ما يفاقم مأساة انتظار أصحاب المكتبات لإعادة البناء، أو الترميم على أقل احتمال لاغتراف جرعة أمل في استعادة الشارع رونقه الأدبي".

شارع النجفي بالموصل مكتظ بالباعة (الجزيرة) رافد أزلي

ولم يذهب الناشط المدني داوود بالقول بعيدا عما تحدث به الصراف عن أزلية الشارع، إذ بين أنه وأقرانه منذ الصبا يجوبون النجفي بحثا عن أي مصدر أو معلومة يحتاجونها وكان رافدهم الوحيد خلال مسيرتهم الدراسية وما بعدها، مبينا أن أغلب العلماء والخطباء والكتاب اغترفوا من نبعه وارتوت أقلامهم ومؤلفاتهم من علومه.

الناشط المدني داود السنجري: نجوب الشارع منذ الصبا بحثا عن أي مصدر أو معلومة نحتاجها (الجزيرة) استعادة رونقه

لم يقف سرد الناشطين والمثقفين عند ذكر تاريخ البؤرة الثقافية، فقد طالب الصراف الجهات المسؤولة وبمقدمتها وزارة الثقافة بإيلاء الشارع اهتماما وإعادة إعماره، موضحا أن افتتاحه مجددا سيسهم في انتشال الواقع الأدبي مما أسماه بالنكبة الثقافية، وهو ذات المطلب الذي ذكره محمود مضيفا "يجب إرجاع الصفة الأصلية للمكان وإبعاد الدخيلات من محال الغذائية والسلع المنزلية التي أذهبت نكهة الكتاب والقراءة وعبق المعلومة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الخط التركي

منذ الأمس الميديا تحلل في اتصال أردوغان بالبرهان. وقد وجدت تقزم ضالتها في ذلك. وضربت في شجر البوادي طرحا وجمعا لذلك الاتصال. حسنا فعلت تقزم ذلك. ونعتبر ما أقدمت عليه نقطة إلتقاء مع الشارع السوداني. ولطالما تقدمت تقزم شبرا نحو الحل فإن البرهان يخطو ذراعا في ذلك. وهو مأمور بأمر رباني (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها). ولتعلم تقزم بأن المبادرة التركية مازالت في طور التكوين. وهي محتاجة لوقت لكي تتبلور. ومن ثم تناقش الأزمة. وتضع الحلول. ولكن قبل ذلك لتمتلك تقزم الشجاعة والجرأة لتطالب المرتزقة بتنفيذ منبر جدة. ومناشدة الكفيل (الأمارات) بإيقاف الدعم. هذا هو أقصر الطرق لنجاح المبادرة. لأن التمهيد ضروري في الوقت الراهن. لكن أن يتم تكبيل البرهان ورميه في يم الأزمة وتحذيره بأن يبتل بالماء. فهذا غير مقبول ولا يصب في خانة الحل. وخلاصة الأمر نرحب بالمبادرة التركية وغيرها من المبادرات لطالما تساعد في إيقاف الحرب. نحن دعاة سلام. وما خوضنا للحرب إلا من باب (مجبر أخاك لا بطل). لأن تقزم فرضتها على الشارع. فأصبحت خطى كتبت عليه. ولابد له من مشيها.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٤/١٢/١٥

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • إقامة 14 بؤرة استيطانية إسرائيلية جنوبي الخليل منذ السابع من أكتوبر
  • الإعلان عن لائحة جديدة لاستخدام أجهزة الصراف الآلي!
  • التحقيق مع المتهمة بسرقة كروت الفيزا من المواطنين بمدينة نصر
  • الخط التركي
  • موعد وأماكن صرف مرتبات شهر ديسمبر
  • الكتلة الثقافية الحرجة
  • دور البشمركة في الإنتصار على داعش
  • أين «بؤرة» التسنين؟.. أماكن تغيير أعمار اللاعبين بـ5 آلاف جنيه للشهادة
  • رحلة شادي عبد السلام الفنية تتصدر فعاليات المواقع الثقافية بالغربية