موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
الثقافة وأماكنها إحدى ضحايا الحروب والنزاعات الداخلية في العراق، وما يزيد من معاناة الجانب الثقافي بالموصل هو الإهمال الذي امتد منذ سنوات موشحا شارع النجفي ملتقى المثقفين ومركز المعلومة العلمية والأدبية في نينوى بالدمار، حتى حوله لأشبه بالخربة المهجورة، ولم يعد في المكان سوى 5 محال يحوطها الصمت والسكون بسبب انعدام حركة البيع.
كان الشارع -الذي أنشئ في العهد الملكي يمتاز باكتظاظه بالزوار من داخل الموصل والمدن القريبة الأخرى- وعلى مدى عقود طويلة نقطة الاستقطاب للباحثين عن المعلومة بمختلف العلوم، ويقول الصحفي محمد الصراف إن "الشارع له تأثيره الأزلي في نشر الوعي لكنه اليوم بسبب الحرب الداخلية بالمحافظة وعمليات التحرير شهد خرابا تاما".
وأضاف الصراف "ما يزيد الطين بلة انعدام جهود الحكومتين المحلية والاتحادية في إعماره، رغم وجود مهرجانات تقام بشكل مستمر من قبل متطوعين ومنظمات مدنية وبدعم ذاتي".
لم يكتف ملتقى الثقافة بالخراب لتغيير ملامحه وخارطة طلبة العلم فيه، فالطوارئ صنعت فروقات مذمومة ينبذها المثقفون، فقد بين ممتاز محمود -صاحب إحدى المكتبات- أن ما يطرأ على بؤرة الثقافة الموصلية لم يكن بالحسبان حيث كان يمنع دخول السيارات والدراجات بين المكتبات ويحق للداخل الترجل كسياحة ثقافية يفرضها المكان.
وتابع حديثه بالقول "هذه التغييرات ضاعفت الركود في المبيعات مؤازرة غياب تعويضات المتضررين التي مضت سنوات طويلة على الوعود الحكومية لصرفها ولم تصرف وهو ما يفاقم مأساة انتظار أصحاب المكتبات لإعادة البناء، أو الترميم على أقل احتمال لاغتراف جرعة أمل في استعادة الشارع رونقه الأدبي".
ولم يذهب الناشط المدني داوود بالقول بعيدا عما تحدث به الصراف عن أزلية الشارع، إذ بين أنه وأقرانه منذ الصبا يجوبون النجفي بحثا عن أي مصدر أو معلومة يحتاجونها وكان رافدهم الوحيد خلال مسيرتهم الدراسية وما بعدها، مبينا أن أغلب العلماء والخطباء والكتاب اغترفوا من نبعه وارتوت أقلامهم ومؤلفاتهم من علومه.
لم يقف سرد الناشطين والمثقفين عند ذكر تاريخ البؤرة الثقافية، فقد طالب الصراف الجهات المسؤولة وبمقدمتها وزارة الثقافة بإيلاء الشارع اهتماما وإعادة إعماره، موضحا أن افتتاحه مجددا سيسهم في انتشال الواقع الأدبي مما أسماه بالنكبة الثقافية، وهو ذات المطلب الذي ذكره محمود مضيفا "يجب إرجاع الصفة الأصلية للمكان وإبعاد الدخيلات من محال الغذائية والسلع المنزلية التي أذهبت نكهة الكتاب والقراءة وعبق المعلومة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
اختتام البرامج والأنشطة الثقافية والعلمية بجوامع الحمراء
اختتمت مكتبة وقف الحمراء الأهلية، بالتعاون مع الوكلاء واللجان الثقافية بجوامع ولاية الحمراء، الدروس الدينية والعلمية التي أقيمت بعد كل صلاة جمعة بجوامع الولاية طوال شهر رمضان المبارك.
واستضاف جامع طوي سليم محاضرة بعنوان "صنائع المعروف" قدّمها خميس الصبحي، فيما أقيمت في جامع الصديق محاضرة بعنوان "مفاهيم الأرصاد الجوية" للمحاضر محمود بن راشد الخياري، وفي جامع عمر أُقيمت محاضرة عن "تدبر سورة الكهف" قدمها الدكتور محمود بن عبدالله العبري، أما جامع القلعة فاحتضن محاضرة بعنوان "مشاريع مضمونة الربح" قدمها أحمد الصبحي.
وقدم هويمل بن خميس الصبحي محاضرة بعنوان "قضايا معاصرة" في جامع الشيخ أبي الحواري، بينما نُفذت في جامع ذات خيل محاضرة بعنوان "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" من تقديم عبدالرحمن بن سعيد العبري، أما جامع المسفاة فقد استضاف محاضرة بعنوان "روائح الجنة" للدكتور عبدالله بن مبارك العبري، فيما نُفذت في جامع المنثار محاضرة بعنوان "ماذا بعد شهر رمضان؟" قدّمها الدكتور سعيد بن عبدالله العبري.
وفي جامع المصطفى، نُفذت محاضرة بعنوان "شربة من حوض النبي صلى الله عليه وسلم" قدّمها حمد الهاشمي، وقدمت في جامع الظويهر محاضرة بعنوان "مدارسة القرآن سبيل الوصول إلى مرضات الله" ألقاها حسام علي رمضان، أما جامع العيشي فقد احتضن محاضرة بعنوان "أكلها دائم وظلها" قدّمها ناصر الناعبي، وفي جامع حيل الشص أُقيمت محاضرة بعنوان "مكاسب شهر الصيام" قدّمها خالد الهطالي، واختُتمت السلسلة بمحاضرة في جامع الفردوس بعنوان "القيم الإيمانية" قدّمها محمد بن عبدالله العبري.