8 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: يكشف نواب عراقيون وخبراء نفط عن حقائق صادمة تتعلق بتداعيات مشروع أنبوب النفط الممتد من البصرة إلى العقبة، اذ تبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 28 مليار دولار، وهي كلفة سيتحملها العراق بالكامل دون أن يساهم الأردن بدولار واحد.

وعند اكتمال المشروع، سيصبح الأنبوب ملكاً للأردن، وكذلك الميناء النفطي في العقبة الذي سيتحمل العراق تكاليف بنائه.

أكثر من ذلك، سيقوم العراق ببناء مدينة صناعية في الأردن ستوظف عشرة آلاف عامل أردني، وتصبح ملكًا للأردن عند اكتمال المشروع.
وفيما يمر النفط العراقي عبر الأنابيب في الأراضي الأردنية، سيتحمل العراق رسوماً مرتفعة على كل برميل نفط.

يصف الخبراء هذا المشروع بأنه مشروع لتمويل الخزينة الأردنية وجعل الشعب الأردني يعيش بالكامل على نفقة الشعب العراقي.
يبقى السؤال المحير: لماذا قررت حكومة العراق انتزاع مليارات الدولارات من ميزانية الشعب العراقي لأجل الأردن؟ ولماذا تسكت القوى السياسية عن هذا المشروع الخطير الذي لا يقدم أي منفعة للعراق؟.

 

تفاصيل:

وصوت البرلمان العراقي مؤخراً على تمويل مشروع أنبوب العقبة ضمن موازنة عام 2024، وهو قرار يثير العديد من التساؤلات والتناقضات السياسية في المشهد العراقي. بموجب هذا القرار، ستحصل الأردن على النفط العراقي بالإضافة إلى أنبوب مجاني، مما يعزز من مواردها الطاقوية والمالية.

وفقاً لمصدر سياسي مطلع، فإن القرار بتمويل أنبوب العقبة لا يأتي من الداخل العراقي، بل من ضغوطات خارجية، وتحديداً من الولايات المتحدة.

وأشار  الكاتب سالم مشكور إلى أن المشروع يُسمى رسمياً “مشروع أنبوب نفط البصرة-حديثة”، لكنه في الحقيقة يمثل المرحلة الأولى من مشروع أنبوب البصرة-العقبة. ويرى مشكور أن هذا المشروع هو تطبيع قسري مع إسرائيل ودعم اقتصادي مباشر للأردن ومصر، و يتحمل العراق تكاليفه بشكل كامل، وهي تكاليف يصفها الخبراء بأنها مبالغ فيها جداً.

وفي تصريح هام يعكس المخاوف الاقتصادية والسياسية، حذّر الخبير النفطي حمزة الجواهري من مشروع خط أنابيب البصرة-العقبة، معتبراً إياه خطوة قد تلتف على معارضة الشعب للمشروع وتسبب أضراراً كبيرة للعراق.

و يتضمن المشروع بناء خط أنابيب لنقل النفط من البصرة إلى العقبة، بتكلفة تبلغ 28 مليار دولار. يشمل المشروع أيضاً بناء مصفاة نفط في العقبة، وخط آخر يمتد إلى مصر لتزويدها وإسرائيل بالنفط.

ويتحمل العراق جميع تكاليف بناء وتشغيل الخط، بالإضافة إلى تكلفة مرور النفط عبر الأردن بمعدل 2.70 دولار لكل برميل، كما يلتزم العراق ببيع النفط للأردن ومصر بأسعار مخفضة، مما يزيد العبء الاقتصادي عليه.

المخاطر الأمنية والسياسية

يشير الجواهري إلى أن الخط يمر عبر وادي حوران، وهو منطقة آمنة لآلاف المقاتلين من داعش، مما يعرض الخط لهجمات محتملة.
يعبر الجواهري عن مخاوفه من أن المشروع يمثل جزءاً من “صفقة القرن”، ويشكل وسيلة للتطبيع مع إسرائيل. ويعتقد أن سيطرة إسرائيل على مياه ميناء العقبة ومضايق تيران تجعل العراق عرضة لضغوط سياسية قد تضطره إلى التطبيع.

الجواهري يشكك في ضرورة وجود منفذ تصدير بديل عن الخليج العربي. ويذكر أن تصدير النفط عبر الخليج لم يتوقف أبداً رغم التوترات، وأن تكلفة نقل النفط عبر الخليج هي الأرخص والأكثر أماناً.
ويستدل الجواهري على ذلك بتجربة الخط العراقي عبر السعودية والخط الآخر عبر تركيا، مؤكداً أن الخليج العربي لا يزال الخيار الأفضل.

استنتاجات وتحذيرات

يبرز الجواهري التأثير الاقتصادي السلبي على العراق، مشيراً إلى أن المشروع لن يكون مجدياً من الناحية الاقتصادية، حيث ستتحمل بغداد جميع التكاليف مع مردود محدود.
ويدعو الجواهري النواب العراقيين إلى التدخل لوقف المشروع، نظراً لتأثيراته الكارثية المحتملة.

وتعكس تصريحات حمزة الجواهري قلقاً كبيراً من المشروع من جوانب مختلفة، داعياً إلى إعادة النظر في جدواه الاقتصادية والأمنية والسياسية، والاستمرار في متابعة مستجداته لمنع وقوع أي أضرار على العراق.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: مشروع أنبوب إلى أن

إقرأ أيضاً:

اكتشاف كنز معدني ضخم بالمغرب تفوق قيمته 60 مليار دولار

في تطور لافت قد يغيّر خارطة الثروات المعدنية في شمال إفريقيا، أعلنت شركة Catalyst Metals Inc الكندية عن اكتشاف معدني ضخم في منطقة سيروا بإقليم ورزازات، جنوب المغرب، ضمن مشروعها الاستكشافي المعروف باسم "أماسّين".

ووفق التقديرات الأولية، تبلغ القيمة السوقية للمعادن المكتشفة أكثر من 60 مليار دولار، ما يضع المغرب في موقع متقدم ضمن خريطة المعادن الحيوية عالمياً.

تركيزات "ضخمة" من الكروم ومعادن استراتيجية أخرى

ووفق بيان رسمي صادر عن الشركة، أظهرت عمليات الحفر السطحي تركيزات غير مسبوقة من معدن الكروم وصلت في أقصاها إلى نحو 270 ألف جزء في المليون (ppm)، بينما بلغ المتوسط العام نحو 10 آلاف جزء في المليون.

كما رُصدت تركيزات معتبرة من النيكل (بمتوسط 1481 جزءاً في المليون) والكوبالت (102 جزء في المليون)، وهي معادن حيوية تدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وتقنيات الطاقة المتجددة، فضلاً عن الاستخدامات الدفاعية المتقدمة.

الرئيس التنفيذي للشركة، تايلر بوربي، وصف الاكتشاف بـ"الاستثنائي"، مشيرًا إلى أنه يمنح مشروع "أماسّين" مكانة تنافسية على الساحة العالمية، خاصة في ظل تسارع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، الذي يشهد ارتفاعاً في الطلب على المعادن النادرة والحيوية.

مشروع تعدين ضخم على الطريق

المعطيات الجيولوجية تشير إلى أن الموقع يحتوي على حوالي 609 ملايين طن من الصخور الغنية بهذه المعادن الثلاثة، مما يعزز فرص تطوير مشروع تعدين متكامل على المدى الطويل، قد يُسهم في تحفيز التنمية الاقتصادية والبنية التحتية بالمنطقة.

وتخطط الشركة حالياً لتنفيذ المرحلة الثانية من الحفر، عبر إنشاء 20 بئرًا استكشافيًا بعمق إجمالي يبلغ 4000 متر، تمهيداً لإعداد تقرير موارد معدنية وفق معايير NI 43-101 الدولية المعتمدة في قطاع التعدين.

أهمية الاكتشاف في السياق الدولي

يتزامن هذا الاكتشاف مع سباق عالمي محموم لتأمين إمدادات مستقرة من المعادن الاستراتيجية التي تعتبر أساسية للانتقال الطاقي والتكنولوجي.

وفق بيانات المفوضية الأوروبية والبنك الدولي، فإن الطلب العالمي على الكوبالت والنيكل والكروميت يتوقع أن يتضاعف بحلول 2040، مدفوعاً بارتفاع إنتاج السيارات الكهربائية ومشاريع الطاقة الخضراء.

كما شددت الوكالة الدولية للطاقة (IEA) في تقريرها لعام 2023 على أن نقص هذه المعادن قد يعرقل تحقيق أهداف الحياد الكربوني عالميًا، ما يجعل الاكتشاف المغربي حدثاً ذا أهمية إستراتيجية ليس فقط على المستوى المحلي، بل الدولي أيضًا.

المغرب في قلب سوق المعادن المستقبلية

يجدر الذكر أن المغرب بدأ بالفعل في السنوات الأخيرة تعزيز دوره كمركز ناشئ للمعادن الحيوية، خاصة مع امتلاكه أكبر احتياطي عالمي للفوسفات، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي القريب من أوروبا.

ويعزز هذا الاكتشاف الجديد موقع المملكة في سلاسل الإمداد العالمية للمواد الخام، خاصة في ظل سعي الدول الأوروبية لتقليل اعتمادها على الصين في مجال المعادن الحيوية.

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: إن أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أ
  • المغرب: إكتشاف كنز تفوق قيمته 60 مليار دولار
  • اكتشاف كنز معدني ضخم بالمغرب تفوق قيمته 60 مليار دولار
  • مدينة الجواهري السكنية: نقلة نوعية في سياسة الإسكان بالعراق
  • «فينسنت وو»: تحقيق رؤية مصر للطاقة المتجددة 2035 بنسبة 42%
  • بتحالف سعودي – صيني .. 4.2 مليار ريال لتطوير شرق الدرعية
  • بعد ساويرس.. طلعت مصطفى تستهدف 17 مليار دولار في مشروع ضخم بالعراق
  • العراق يعتزم رفع التبادل التجاري مع إيران إلى 25 مليار دولار
  • أرقام قياسية لمشروع طلعت مصطفى الجديد في العراق.. 17 مليار دولار مبيعات متوقعة ودخل سنوي 1.5 مليار دولار
  • مجموعة مصرية تتفاوض على مشروع عمراني ضخم في العراق بمبيعات متوقعة 17 مليار دولار