تزداد المخاوف الإسرائيلية يوما بعد يوم من تنامي هجمات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتزداد مخاوفه أكثر فأكثر في ضوء ما تشكله هذه الهجمات من تهديد حقيقي وجاد للمستوطنات القريبة من السياج الحدودي مع المدن والبلدات الفلسطينية، حتى أن أحدهم زعم أنه "لا ينقص ماسورة المتفجرات سوى عود ثقاب صغير"، حتى يكون المستوطنون في الضفة على موعد قريب مع هجوم جديد مشابه للسابع من أكتوبر في مستوطنات غلاف غزة.



ألبير ألتيب رئيس بلدية مدينة كفار يونا، هاجم حكومة الاحتلال لأنها "لا تسمح للسلطات المحلية في منطقة "شارون" وسط دولة الاحتلال بتسليح نفسها، رغم أن هؤلاء المسلحين هم من منعوا المقاومين الفلسطينيين من التوجه شمالاً إبان تنفيذ هجوم أكتوبر، وكانوا ينوون الذهاب إلى مستوطنات على حدود قطاع غزة الشمالية، وعدم الاكتفاء باستهداف مستوطنات شرق وجنوب قطاع غزة".


وأضاف في مقال نشره موقع "والا"، وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل لم تتعلم شيئاً منذ ذلك الحين، رغم أن هجوم السابع من أكتوبر حدث حاسم وخطير، ويتطلب تأملاً إسرائيلياً ذاتياً، بل أبعد من ذلك، يستدعي إعدادا متجددا ووجهة نظر مختلفة فيما يتعلق بخط التماس بالقرب من مدينة طولكرم، لأننا نجد أنفسنا عند تقاطع جغرافي مهم للغاية، سيحدد ما إذا كنا تعلمنا شيئًا من أحداث يوم السبت، أم بقينا في نفس المكان".

ودعا الكاتب "المسؤولين الإسرائيليين، في شتى القطاعات الأمنية والسياسية والعسكرية، لأن يسألوا أنفسهم: هل هناك احتمال لحدث آخر مماثل للسابع من أكتوبر، ولكن هذه المرة في طولكرم، وأنا أقول إن الاحتمال موجود، وقائم، ويكفي أن نرى ما ينشره الجيش عن نشاطه في الضفة الغربية لندرك أنه برميل متفجر، وهو على وشك الانفجار في أي لحظة، والانطباع السائد بين الإسرائيليين أننا على وشك حدوث الكارثة القادمة".

وطالب بضرورة "الاعتراف بمدينة مثل كفار يونا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 30 ألف إسرائيلي، والقريبة من السياج مع مدن الضفة الغربية، باعتبارها "مستوطنة مؤهلة" لتلقي الأسلحة النارية، فهذه حالة من الفوضى العقلية التي تقع فيها أجهزة أمن الاحتلال، وإثبات جديد على أنها لم تتعلم شيئاً من هجوم أكتوبر، بل إن الحكومة تترك السلطات المحلية تتعامل مع التحديات الأمنية الجديدة بمفردها، وعلى نفقتها الخاصة، وهو أمر غير معقول، لكن ذلك يحصل في ضوء عدم وجود استجابة أمنية مناسبة في خط التماس من قبل أجهزة الأمن والجيش".

وأشار أن "المدينة تطالب بمنحها الأدوات اللازمة للتعامل مع الوضع الأمني المتفجر بشكل مستقل، بحيث يكون لديها أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين الذين يحملون أسلحة في الأماكن العامة، لزيادة فرص التصدي لوقوع أي حادث أمني أو عملية مقاومة فلسطينية، وهنا نطالب من وزارة الأمن الوطني أن تعترف بـ"كفار يونا كمستوطنة شرعية، قبل وقوع هجوم جديد مشابه للسابع من أكتوبر".


تتزامن هذه الدعوات الإسرائيلية مع ما تقوم به البلديات الحدودية مع المدن الفلسطينية في الضفة الغربية من تشكيل فرق إنذار، وقوات تطوعية محلية لمراقبة الحي، لكنهم غير مسلحين، وتزداد المطالبات لضمّهم إلى الحرس الوطني، بزعم أنه بدون دعم من الأجهزة الحكومية، سيكون من الصعب جدًا الحفاظ على القوات وإدارة المتطوعين، مما يستدعي إحداث تغيير جوهري في مفهوم الأمن الإسرائيلي، يتضمن أن يقوم جيش الاحتلال بإنشاء "منطقة عازلة" على طول الجانب الشرقي من خط التماس، قبل انتظار السابع من أكتوبر المقبل، وفق المخاوف الإسرائيلية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الفلسطينية الضفة الغربية مستوطنات فلسطين مستوطنات الضفة الغربية 7 اكتوبر صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة من أکتوبر فی الضفة

إقرأ أيضاً:

أحدثُه اعتقال السمودي .. الاحتلال يوسّع استهدافه للصحفيين في الضفة الغربية

"اقتحموا المنزل مع ساعات الفجر، بطريقة همجية، فتشوا كل شيء، وحطموا كثيرا من محتوياته، ثم اقتادوا والدي ووضعوه في آلية بوز النمر وغادروا"، كلمات وصف بها محمد لحظات اعتقال الجيش الإسرائيلي لوالده الصحفي علي السمودي من منزله في حي الزهراء في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت منزل السمودي في الخامسة من فجر اليوم الثلاثاء، بعد تفجير مدخله، وأخضعته للتحقيق الميداني لمدة 20 دقيقة، كما حاولوا تفتيش زوجة نجله الأكبر رغم أنها حامل في الأشهر الأخيرة، ورفعوا الأسلحة الرشاشة على ابنته البالغة من العمر 20 عاما. 

السمودي أصيب برصاص الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر بالتزامن مع استهداف الزميلة شيرين أبو عاقلة (وكالات) تنكيل

وبحسب العائلة، لم يبلّغ جنود الاحتلال عن سبب اعتقال الأب، كما لم يحمل الاستجواب في منزله تفسيرا، حيث ركز الجنود على طبيعة عمل السمودي، ووضع منزله وكيف جهّزه وبناه.

يقول محمد (28 عاما) للجزيرة نت "كان والدي موجودا في المنزل مع أختي وزوجة أخي فقط، ولم يوجد أحد منا نحن الشباب في المنزل، لكن تصرف الجنود كان همجيا جدا، حيث دمروا مقتنيات المنزل بشكل كامل وأرهبوا الموجودين، الأهم من ذلك أنهم جردوا والدي من ملابسه في الشارع، وأدخلوه الآلية العسكرية من دونها".

إعلان

ويضيف "والدي يعاني من أمراض مزمنة، حيث يعاني من قرحة في المعدة، والسكري والضغط، ويحتاج لعلاج يومي يُؤخذ مرتين في اليوم، كما أنه يحتاج إلى حقنة أنسولين لتنظيم السكري تؤخذ كل يومين، وللأسف لم يُسمح له بأخذ علاجه معه وهذا ما يستدعي القلق على حالته الصحية".

ولم تبلَّغ العائلة عن الوجهة التي اقتاد الاحتلال السمودي إليها، وهو ما صعّب من تواصلهم مع محامي لمتابعة قضيته، وأكد محمد "لا معلومات لدينا، المحامي قال لي يجب أن نعرف على الأقل أين هو للمباشرة بالقضية، لكن نادي الأسير وعدني بعد اتصال أجراه معي أن يتولى محامٍ من النادي قضية الوالد وحالته الصحية"، وهو ما أكده النادي أيضا للجزيرة نت.

ويحمّل محمد جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أي تدهور في وضع والده الصحي، خاصة وأنه عانى قبل 3 أشهر من سكتة قلبية، ويوضح "والدي يحتاج لنظام غذائي صحي لأنه مريض سكري، ولا يناسبه الطعام العادي ولا حتى الجاهز، كما أنه يحتاج أدوية يومية، وحالته الصحية غير مستقرة أبدا، ونحن في العائلة نخشى أن يصيبه أي أذى، أو أن تتدهور صحته".

 

استهداف متكرر

منذ بدء عملية "السور الحديدي" العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، عرقل الاحتلال الاسرائيلي عمل الصحفيين الفلسطينيين في المخيم ومنعَهم من التغطية واحتجز عددا منهم.

وكان من بينهم السمودي، الذي احتجز لأكثر من مرة في محيط المخيم، كان آخرها عندما تم احتجازه على مدخل مخيم جنين القريب من مستشفى جنين الحكومي قبل أسبوعين، وسُحب هاتفه المحمول لعدة ساعات، وتم تهديده إن وُجد في محيط المخيم مستقبلا.

وسبق أن تعرض السمودي -الذي يبلغ من العمر 58 عاما- لإصابة مباشرة برصاص الاحتلال في الجزء العلوي من الصدر وخرجت من الظهر، بالتزامن مع استهداف الزميلة شيرين أبو عاقلة واغتيالها عند مدخل مخيم جنين الغربي، المعروف باسم "دوار العودة"، كما أصيب عام 2023 بشظايا رصاص حي في الرأس داخل مخيم جنين أثناء تغطيته لاقتحام قوات الاحتلال للمخيم.

إعلان

وتعتبِر العائلة أن اعتقال علي السمودي قد يكون مقدمة لاستهداف الصحفيين في جنين واعتقالهم، إثر محاولتهم تغطية عمليات الجيش الإسرائيلي في المخيم، فقد سبق أن اعتقلت قوات الاحتلال 3 صحفيين آخرين من جنين، هم مجاهد السعدي، وحمزة زيود، وحمزة علاونة، وتعرضت الطواقم الصحفية لاعتداءات كثيرة خلال تغطيتها لاقتحامات الاحتلال المتكررة لمخيم جنين وبلدات المحافظة.

ويعمل علي السمودي حاليا مراسلا لصحيفة القدس الفلسطينية، إضافة لتعاونه مع عدد من الوكالات الإخبارية المحلية، كراديو البلد في جنين، وهو أب لـ4 أبناء، ويعمل صحفيا منذ نهاية التسعينيات.

 

تضييق على الصحفيين

سجلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ارتفاعا بعدد الاعتداءات الإسرائيلية خلال الربع الأول من العام الجاري بحق الطواقم الصحفية في الضفة، ووثقت 343 واقعة انتهاك واعتداء وجريمة، من بينها اعتداءات لفظية وتهديد وغرامات مالية وحذف مواد صحفية.

وجاء في التقرير الذي نشر السبت الماضي أن "الارتفاع المرعب كان في وقائع الاستهداف المباشر بالرصاص الحي، حيث تم تسجيل 49 واقعة، كان الموت فيها قريبا جدا من الصحفيين، بحجة تحذيرهم من الاقتراب أو إبعادهم عن المكان، في منهجية إرهابية لا مثيل لها بالعالم".

كما تعرض نحو 117 صحفيا لقمع واحتجاز، وتمت ملاحقة الطواقم الصحفية ومنعها من التغطية، وسجلت أغلب الحالات في القدس وجنين، حيث تعرض نحو 14 صحفيا لاعتداءات جسدية مثل الضرب بأعقاب البنادق والركل بالأقدام، فيما سُجلت 16 حالة مصادرة معدات للعمل وتحطيمها.

وبحسب نادي الأسير، فإن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال 49 صحفيا منذ بدء الحرب على قطاع غزة، مؤكدا أنّ سلطات الاحتلال في الضّفة تستهدف الصحفيين عبر عمليات الاعتقال الإداري، أي تحت ذريعة وجود "ملف سري"، حيث يصل إجمالي الصحفيين المعتقلين إداريا إلى 19 صحفيا، كان آخرهم الصحفيان سامر خويرة، وإبراهيم أبو صفية.

إعلان

كما تعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين على خلفية ما يسمى بـ"التحريض"، حيث تحوّلت منصات التواصل الاجتماعيّ إلى أداة لقمع الصحفيين، وفرض المزيد من السيطرة والرّقابة على عملهم وعلى حرية الرأي والتعبير.

مقالات مشابهة

  • 26 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 48 ساعة
  • أكثر من 100 منزل بالضفة على وشك الهدم.. والخارجية الفلسطينية تحذر
  • عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
  • شهيد وإصابات والاحتلال يقرر هدم 106 منازل بالضفة الغربية
  • حماس تحذر من مخطط الاحتلال لتغيير معالم شمال الضفة الغربية
  • الضفة الغربية.. استمرار الاقتحامات الإسرائيلية وحملات الاعتقال
  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة
  • اعتقالات واسعة بالضفة ومستوطنون يقتحمون بلدة قرب القدس
  • جيش الاحتلال يقتحم بلدة حجة شرق قلقيلية في الضفة الغربية
  • أحدثُه اعتقال السمودي .. الاحتلال يوسّع استهدافه للصحفيين في الضفة الغربية