«الشباب والذكاء الاصطناعي».. دراسة يناقشها مجلس الشيوخ غداً
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
يناقش مجلس الشيوخ برئاسة المسشتار عبد الوهاب عبد الرازق، خلال جلسته العامة المقررة، غدا الأحد، تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشباب والرياضة ومكاتب لجان التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الطاقة والبيئة والقوى العاملةـ الصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر عن موضوع الدراسة "الشباب والذكاء الاصطناعي «الفرص والتحديات».
ومن المقرر أن يستعرض النائب احمد أبو هشيمة رئيس اللجنة المشتركة، التقرير أمام المجلس، حيث تشير إلى أن العالم يشهد في وقتنا الراهن موجات تحول هائلة في مجالات التحول الرقمي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فتصاعد الحديث عن الاتجاه إلى «أنسنة الآلة» و«ميكنة البشرية»، وذلك مع تحول عديد الأفكار الخيالية التي كانت تطرحها الأعمال السينمائية في إطار ما كان يعرف بأفلام الفانتازيا أو الخيال العلمي، إلى واقع نشاهده ونلمسه في حياتنا اليوم، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد بدءا من الصعود إلى القمر والسيارات الطائرة والإنسان الآلي الذي يقوم بعديد الأعمال في المجالات المختلفة، الطبية والزراعية والهندسية وغيرها.
ومن ثم شهدت موجات التحول التكنولوجي طفرات متسارعة على نحو أوجد تباينات ضخمة في مستويات التقدم بين الدول، وبات مؤشر التطور التكنولوجي أحد مؤشرات القدرة التي يقاس بها قزة الدول ومكانتها، خاصة في ظل تصاعد التطور في مجال الـأجيال المتتالية لشبكات الاتصالات، إذ رغم أن العالم لا يزال في طور الجيل الخامس من الشبكات، فإن بروز الجيل السادس وفقا لما أشار إليه تقرير "10 توجهات تصمم مستقبل العالم في 2024" الصادر عن مؤسسة دبي للمستقبل، والذي كشف عن أن ثمة تطورا سريعا يشهده عالم الاتصال من حيث الشرعة والقوة والموثوقية، إذ من المتوقع أن تصل سرعة البيانات في هذه الشبكات إلى 1تيرابايت في الثانية، أي ما يعادل 100 ضعف السرعة القصوى الحالية التي توفرها شبكات الجيل الخامس، وتتيح هذه الشرعة الاستفادة من التطبيقات التي تشمل كميات ضخمة من البيانات مثل الواقع الممتد والبث عالي الدقة.
وفي هذا الصدد، يبرز مفهومان رئيسيان في عالم اليوم هما: التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث ساهما في إضفاء عديد التغيرات على الحياة اليومية للبشر في المجالات كافة، إذ أنه مع التطور المتسارع للتكنولوجيا أضحى الإنسان يستخدم تقنيات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي بشكل شبه يومي، وهو ما يجعل من الاهمية يمكان التعرف على المفهومين وأهميتهما وتطوراتهما وأبعادهما المختلفة، بما يتيح لنا التعرف على أثارهما، لاسيما ما يتعلق منها بسوق العمل.
تهدف هذه الدراسة إلى فهم عميق لتأثيرات الذكاء الاصطناعي على مستقبل العمل، خاصة فيما يتعلق بفرص الشباب وحاجاتهم. ففي ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العصر الرقمي، بات من الضروري امتلاك مهارات فريدة تتجاوز مجرد التعامل مع التقنيات الذكية، لتشمل القدرة على التكيف والتطور الدائم لمواكبة متطلبات بيئات العمل المستقبلية.
تؤكد الدراسة، على دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة من خلال رفع مستويات الكفاءة وتحقيق العديد من الآثار الإيجابية. وعليه، يصبح من الواضح أن فهم هذه التقنيات والاستفادة منها بذكاء يُعدّ ضرورة ملحة لضمان مستقبل واعد للشباب في عالم يتغير بوتيرة متسارعة.
ويهدف مجلس الشيوخ من النقاش التأكيد علي أهمية امتلاك الشباب لمهارات فريدة تتجاوز مجرد التعامل مع التقنيات الذكية، لتمكينهم من مواكبة التغيرات المتسارعة في بيئات العمل المستقبلية. ففي عالم يُهيمن عليه الذكاء الاصطناعي، تُصبح مهارات مثل الإبداع والتفكير النقدي وحل المشكلات ضرورية للنجاح.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مجلس الشيوخ الذكاء الاصطناعي الشيوخ والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
خلوة الذكاء الاصطناعي ترسم خارطة طريق بمبادرات ومشاريع تكاملية لترسيخ ريادة الإمارات عالمياً في المجالات التكنولوجية
ناقشت “خلوة الذكاء الاصطناعي”، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي تنظم بحضور أكثر من 500 من قيادات الدولة والمسؤولين في الجهات الاتحادية والمحلية، وبمشاركة واسعة من فرق العمل في حكومة دولة الإمارات ومختلف الجهات المحلية، مستقبل القطاع وتأثيراته المتنامية في تنمية مختلف القطاعات، وأبرز توجهاته العالمية خلال المرحلة القادمة، وسبل الاستفادة منها وتوظيف إمكاناتها في تعزيز ريادة الإمارات ودورها القيادي في تطوير مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات ومواكبة التطورات الناشئة عن هذا المجال.
وشهدت الخلوة التي قاد نقاشاتها معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد المنان العور وزير الموارد البشرية والتوطين، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ومعالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عقد 3 طاولات مستديرة غطت مواضيع تعزيز جودة تبنّي الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية على مستوى الدولة، والاستعداد لسوق العمل من خلال تحديد المهارات الأساسية لمواكبة الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة، واستكشاف فرص وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات عالية المخاطر.
– خارطة طريق واضحة..
وعمل المشاركون في أعمال الخلوة على رسم خارطة طريق واضحة بمبادرات ومشاريع تكاملية ضمن أجندة عام 2025، تستند إلى 3 محاور رئيسية تشمل محور البنية التحتية والبيانات، ومحور المواهب الرقمية، ومحور السياسات والتشريعات، وذلك بهدف تعزيز التبني الآمن للذكاء الاصطناعي على المستوى الحكومي وفي مختلف القطاعات، من خلال مواكبة التبني السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بأطر تنظيمية متكاملة على مستوى دولة الإمارات، إذ أكدت 59% من الجهات في أحدث استطلاعات الرأي أنها تتبنى مستويات متوسطة إلى عالية في الذكاء الاصطناعي، وما يحتاجه هذا التسارع من أطر شاملة لإدارة البيانات وتعزيز أمن البيانات وخصوصيتها، وإنشاء بيئات تجريبية لتعزيز الابتكار والسلامة، وزيادة الفوائد المجتمعية من هذه التقنيات مع الحد من أي أضرار محتملة.
وناقشت الطاولات المستديرة متطلبات تهيئة بنية تحتية عالية الأداء في الحوسبة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق تكامل سلس وفعال للبيانات، إضافة إلى خطوات حوكمة البيانات للاستخدام والتبني الأمثل للذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي.
وفي جانب الاستعداد لسوق العمل، ناقشت الخلوة مبادرات بناء المهارات الأساسية لمواكبة الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة، وأكد المشاركون في الخلوة أن دولة الإمارات حققت تقدماً كبيراً في بناء القدرات الوطنية وتمكين قوتها العاملة من خلال مبادرات التعليم المتخصص وبرنامج نافس، والشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، حيث زادت أعداد المتخصصين والخبراء في الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات 4 مرات لتصل إلى 120,000 متخصص بين عامي 2021 و2023. مشددين على أهمية تكثيف الجهود في هذا المجال لمضاعفة الإنجاز في بناء الكوادر الوطنية اللازمة للمحافظة على ريادة القطاع.
وهدفت مبادرات خارطة الطريق إلى تعزيز التوجه نحو الاعتماد على التقنيات الحديثة في تطوير الخدمات الحكومية وتحليل البيانات بنسبة 100%، وزيادة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في قطاعات التعليم والصحة والنقل والطاقة والمؤسسات الصناعية وشركات القطاع الخاص بما يضاعف الإنجازات التنموية والنمو الاقتصادي، حيث ترجح التوقعات أن يرفد الذكاء الاصطناعي ناتج الدولة الإجمالي بنحو 352 مليار درهم عام 2030 بما يعادل زيادة بنسبة 26%.
وأكدت مخرجات الخلوة أهمية مواصلة تطوير البنية التشريعية، والبنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي، ودعم البيئة المحفزة على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يساهم في خلق فرص لاستقطاب وتأسيس شركات جديدة قادرة على تطوير منتجات وخدمات ريادية، واستقطاب وتدريب المواهب والكفاءات على الوظائف المستقبلية والاستثمار في قدرات البحث والتطوير في هذا المجال.
– دور عالمي ناشط للإمارات..
وأكد المشاركون في الخلوة الدور المهم والناشط الذي تلعبه الإمارات على المستوى العالمي في تطوير هذا القطاع وصياغة أطره وسياساته الدولية وحوكمته، ودعم تبني مجالاته وتطبيقاته في مختلف القطاعات ذات التأثير الإيجابي على تنمية المجتمعات الإنسانية، مشيرين إلى أهمية الشراكات الدولية التي ترسخها دولة الإمارات لتحقيق هذه الأهداف.
وتطرق المشاركون إلى استثمار دولة الإمارات المبكر في تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي وتبنيها لتطبيقاته في مختلف مجالات العمل حيث تشهد الدولة اليوم تسارعاً كبيراً في مشاركة هذا المجال في مختلف قطاعات التنمية ومساهمته في الاقتصاد الوطني، في استباقية للتوجهات العالمية والتطورات التكنولوجية التي يشهدها الذكاء الاصطناعي بكل تطبيقاته.
– مبادرات متواصلة لتعزيز القدرات الذاتية..
وسلطت جلسات الخلوة الضوء على الاستراتيجيات والمبادرات المتواصلة لدولة الإمارات والتي عززت قدراتها في الحوسبة الفائقة ومكنتها عبر مراكز البحث والتطوير التي أنشأتها من تدريب نماذج اللغات الكبيرة الخاصة بها وجذب شراكات عالمية فاعلة في هذا المجال مع عمالقة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ومنها استثمار مايكروسوفت في شركة G42. كما ناقش المشاركون المبادرات المتواصلة التي تركز على بناء القدرات الوطنية والكوادر المؤهلة في الذكاء الاصطناعي، لتوظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات التنمية.