شبكة اخبار العراق:
2024-12-29@03:10:49 GMT

عدوّان يتنافسان في كراهيتهما للعرب

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

عدوّان يتنافسان في كراهيتهما للعرب

آخر تحديث: 8 يونيو 2024 - 9:13 صبقلم:فاروق يوسف قُدر للعالم العربي أن يقع بين دولتيْ حرب. السلام بالنسبة إليهما لا يعني مطلقا تمتع الآخرين بسلام وأمن ثابتين، بل هو سلامهما المرفق بشروط لا يمكن لدولة تتمتع بسيادة غير منقوصة أن تقبل بها.إيران وإسرائيل دولتان، الحرب أقرب إليهما من السلام. دولتان طبعتا كراهية جيرانهما إلى الحد الذي أصبحت فيه تلك الكراهية تقليدا تراثيا.

وفي ذلك قدر هائل من العنصرية. تعادي إيران جيرانها بسبب عقد تاريخية خاصة بها، جاء نظام الملالي ليضفي عليها طابعا طائفيا. أما إسرائيل فلأنها كيان أُقيم على أساس اغتصاب أرض شعب آخر فإنها تغطي على خوفها من تلك الحقيقة على الاستمرار بالتلويح بالقوة واستعمالها بإفراط. وبغض النظر عن لجوء بعض الأطراف العربية إلى إظهار نوايا حسنة صادقة من أجل تصفير المشكلات في منطقة تعبت شعوبها من الحروب فإن الدولتين لم تتخليا عن سياساتهما العدوانية التي تفقد الطرف الآخر، وهو هنا لسوء الحظ عربي، كل وسيلة للوصول إلى حل وسط. ما من حل بديل يرضيهما سوى خضوع الآخر واستسلامه.هل سيتمكن العرب من ترويض دولتي الحرب اللتين لا تنظران إلى المنطقة إلا بعيني التشاؤم؟ لا بد أن يكون مستقبل المنطقة متفائلا بعينين عربيتين وليس العداء المعلن بين الدولتين سوى واجهة لتعاون مستتر. إيران تعادي إسرائيل التي تفعل الشيء نفسه. وكما يبدو فإن الإثنتين متفقتان على حدود حمراء، تخترقها إيران بين حين وآخر في سوريا أو في لبنان وهما الدولتان الجارتان لإسرائيل فتتلقى العقاب المناسب، وهو عقاب محدود لا يؤثر على الهيمنة الإيرانية في مناطق نفوذها. يخطئ البعض حين يعقد مقارنة بين الطرفين بحثا لجواب على سؤال من نوع “أيهما أكثر خطورة على العالم العربي، إيران أم إسرائيل؟”، لا الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل يمكنه أن يثبت أن واحدة منهما أقل خطرا من الثانية. فإذا كانت إيران قد تسللت إلى العالم العربي في إطار حملة أميركية لتدميره وإفساد هناءة العيش فيه فإن إسرائيل تستند في حروب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين على حائط أميركي لن ينهدم بها مهما فعلت. ولأن العقل السياسي الأميركي أغبى من أن يستوعب خطر السلوك الاستعماري على قدرته على إدارة ما يُسمى بالزمن الأميركي فإن الولايات المتحدة ماضية في دعم الدولتين وحمايتهما من أية عقوبات أو ملاحقة دولية، بل وتلطيف الأجواء أمامهما بما يساعدهما على القفز على القانون الدولي. أما كذبة العداء المتبادل بين إيران والولايات المتحدة فيمكن العثور على ما يفضحها بيسر في العراق. لقد تعاون الطرفان على أن يبقى العراق في الدرك الأسفل ويقيد بما يجعله غير قادر على العيش إن استغنى عن خدماتهما. فالمال العراقي موقوف في نيويورك وغذاء العراقيين يجب أن يأتي من إيران. ولكن العراق كان قد وضع تحت الهيمنة الإيرانية برعاية أميركية. كل الميليشيات الموالية لإيران التي تعمل في العراق وصارت لها اليد العليا في الدولة قد سُمح لها بالعمل يوم كان الاحتلال الأميركي قائما بشكل رسمي. أما حكاية المقاومة الإسلامية فهي عبارة عن لعبة إعلامية، تقوم على الدعاية التي تسرق الأنظار بعيدا عن رؤية الحقيقة. فها هي إسرائيل تفعل في غزة ما تشاء وفي المقابل اكتفت إيران بوضع عربها في مواجهتها. وهي مواجهة معروفة النتائج. ما يهم إسرائيل بالدرجة الأساس ألا تقوم دول حديثة من حولها لتبقى وحدها الدولة التي بُنيت وفق الأسس الأوروبية المتعارف عليها،ما يهم إسرائيل بالدرجة الأساس ألا تقوم دول حديثة من حولها لتبقى وحدها الدولة التي بُنيت وفق الأسس الأوروبية المتعارف عليها. ما يهمها أيضا أن تفتك الميليشيات بحياة المجتمعات العربية لتدفع بها إلى هاوية التخلف كي تظل هي الدولة التي يعيش مجتمعها في مستوى تعليمي ممتاز. كما يسرها أن تعمل تلك المجتمعات على تدمير نفسها بنفسها من خلال اشتباكها بالمرويات التاريخية التي لا قيمة لها على مستوى بناء الحياة المعاصرة. كل ذلك فعلته إيران وهي بطريقة أو بأخرى تخدم إسرائيل. ولا أحد في إمكانه أن يؤكد أو ينفي العلاقة بين الطرفين. ولكن العدو الواحد يمكن أن يسهل العثور على المعادلة. لا يمكن لإيران إلا أن تكون عدوة للعرب، ذلك هو قدرها الذي صنعته عقدها التاريخية، ولا يمكن لإسرائيل أن تحب العرب وهي تجد في قتلهم دعامة لبقاء دولتها التي صُنعت من حادثة اغتصاب أرضهم.هل سيتمكن العرب من ترويض دولتي الحرب اللتين لا تنظران إلى المنطقة إلا بعيني التشاؤم؟ لا بد أن يكون مستقبل المنطقة متفائلا بعينين عربيتين. ذلك ما يحتاج إلى إرادة وطنية عربية وهي من وجهة نظري قادرة على هزيمة المشروع الإيراني – الإسرائيلي. وهو الحلم الأميركي في المنطقة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

شيطنة إيران وروسيا في سوريا.. مُؤامرة على المقاومة

د. عبدالله الأشعل **
أخيرًا اعترفت إسرائيل رسميًا يوم 25 ديسمبر 2024 بأنَّها من أزاح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أنها هي التي اغتالت كلًا من القائد إسماعيل هنية زعيم حركة "حماس" في العاصمة الإيرانية طهران، وحسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، وقد قيل الكثير لدس السم في العسل ضد إيران، العدو اللدود لإسرائيل، من خلال استعداء قسم من الشعب السوري ضد إيران وروسيا.
وللإيضاح نُركِّز شرحنا في الملاحظات الآتية:
أولًا: أن الرئيس الأسد الابن والوالد ظهر أنهما ارتكبا جرائم فظيعة ضد أفراد الشعب السوري. صحيح أنَّ معظم النظم في الدول المُتخلِّفة تعتقد أن التنكيل بالمعارضين هو دفاع عن الوطن، ولو سُجن الشعب كله وقُطِّع إربًا؛ فهذه تضحية من الشعب في سبيل الوطن، وهذه قاعدة عامة رأيناها في العالم العربي!
ثانيًا: يبدو أن بشار الأسد اعتقد أنَّه يدافع عن الدولة السورية وأن تعذيب المواطن والمبالغة في ذلك فداءً للدولة السورية، وربما اعتقد أن المحافظة على الدولة بأي ثمن هو قمَّة الوطنية، خاصةً وأنه حدث تحول خطير جعل الأسد المتوحش على الثورة بطلًا في الدفاع عن الدولة التي تكالبت عليها عشرات الدول، وقد ركَّز ليس على كرامة المواطن، لكن ركَّز على دعم سوريا للمقاومة ضد إسرائيل، ولا شك أن دعم المقاومة شيء، والفُحش في التنكيل بالمعارضين أمر مختلف لغير المُنافقين للنظام. لا بُد من الإدانة الكاملة لكل نظام لا يُؤمن بأن المواطن الحُر هو أساس الدولة الحُرة، وليس كما قال الصحفي المصري محمد حسنين هيكل "حرية الوطن مُقدمة على حرية المواطن"، لأنه بذلك كأنما أجاز للحاكم أن يستعبد الشعب مقابل أن يكون هدفه حرية الدولة تجاه الدول الأخرى.
ثالثًا: لا دعم القومية ولا دعم المقاومة ولا التعصب ضد إسرائيل يُبرِّر مُطلقًا إهدار كرامة المواطن؛ بل بالعكس تأكيد كرامة المواطن مقدمة حتمًا للتصدي لإسرائيل ودعم المقاومة.
رابعًا: أن إيران وروسيا وحزب الله دعموا الجيش السوري في مرحلة الدفاع عن الدولة، ودعموه كحلفاء لهم عدو واحد هم المتطرفون المسلحون من جانب دول لها مصلحة في توظيفهم لتحقيق مصالحها وليس دفاعًا عن المصالح السورية.
والجيش السوري ليس وحده جيش النظام الذي تحوَّل من جيش للدولة إلى جيش للنظام شأنه شأن جيوش عربية أخرى؛ فما دام النظام مُستبدًا فهو يملك كل شيء ويُديره لصالحه. وقد رأى الجيش أن عشرات الدول تُصفِّي حساباتها على حساب الدولة السورية والشعب؛ فالحلفاء الإيرانيون والروس وحزب الله يدافعون عن الدولة السورية كما إن واشنطن تعادي هذه الأطراف.
رابعًا: هل كان الروس والإيرانيون يعلمون أنَّ أجهزة الأسد تُنكِّل بالمواطنين؟! نعلم أن العدو مشترك بين سوريا والحلفاء، وهو الجماعات المسلحة التي تحارب روسيا في الشيشان وتعادي إيران وتُكفِّر الشيعة، ولذلك فإنَّ علاقة إيران وروسيا تدخل في إطار مساعدة الجيش السوري على المحافظة على الدولة السورية، إضافة إلى مصلحتها ضد الجماعات، ولا تساعد النظام بالذات وتُعينه على الجرائم، وإلّا كان ذلك تدخلًا في الشؤون الداخلية السورية، ولا علاقة لها بجرائم النظام.
وهناك فارق بين تحالف روسيا وإيران مع سوريا، وتحالف الغرب مع إسرائيل؛ فإسرائيل تعتدي على الغير وتبيد الشعوب العربية، والغرب يُمدها بوسائل الإبادة ويتستر على جرائمها، وينتهك القانون الدولي، ويُغالط نفسه بالزعم أنَّ إبادة إسرائيل للمنطقة هو دفاع شرعي عن النظام!
خامسًا: التحالف الروسي والإيراني في صف سوريا الدولة، وليس النظام، ويتمنى الغرب أن يضر بالدولة السورية، حتى يحولها من مُسانِد للمقاومة إلى مُستسلم لإسرائيل. وعلاقات التحالف هذه تمنع الحلفاء من مراقبة سلوك النظام السوري مع مواطنيه؛ لأنها من وجهة نظرهم، خارجة عن التحالف، ويُعد الأمر تدخلًا في شؤون سوريا الداخلية.
إنَّ ممارسات نظام الأسد لا يُمكن تبريرها، وأن عداء الغرب لإيران وشن حملة كراهية ضدها في سوريا ولبنان، هدفه ليس مصلحة سوريا، وإنما لأنَّ إيران تُساند المقاومة وتقف ضد إسرائيل.
الخلاصة.. إنَ روسيا وإيران كانتا تدعمان في السابق الدولة السورية، وليستا مسؤولتين عن الجرائم التي ارتكبها النظام؛ لأنهما حليفان وليسا شركاء في الجرائم. ولا ريب أنَّ الهدف من حملة شيطنة إيران وروسيا يتمثل في خدمة إسرائيل، واستهداف المقاومة والحط من شأنها، بينما الغرب شريك لإسرائيل في حرب الإبادة.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
 

مقالات مشابهة

  • سمير فرج: عدو إسرائيل في المنطقة إيران
  • كيف يمكن أن يجعل ترامب من إسرائيل شريكا أفضل للولايات المتحدة؟
  • شيطنة إيران وروسيا في سوريا.. مُؤامرة على المقاومة
  • حزب المستقلين الجدد: الصراعات التي تشهدها المنطقة أثرت بالسلب على عوائد قناة السويس
  • السوداني والعامري: إيران تجمعنا
  • تركيا تحذر إيران من إثارة غضب إسرائيل!
  • ماهي التدابير التي تتخذها الدولة تجاه طالب اللجوء وفقا للقانون؟
  • خبير اقتصادى: لا يمكن المساس بمخصصات الدعم فى الموازنة العامة
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة
  • محلل إسرائيلي: إستراتيجية إسرائيل ضد حزب الله يمكن أن تغير موقف الحوثيين وتمنع هجماتهم