أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية استهداف سفينتين في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ، وذلك في إطار ما وصفوه بـ"المرحلة الرابعة من التصعيد"، في حين أكدت واشنطن تدمير مسيرات وزورق وصاروخين للحوثيين.

وقال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين يحيى سريع في بيان بثه التلفزيون أمس الجمعة "نفذت القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عمليتين مشتركتين في البحر الأحمر ضد سفينتين تابعتين لشركات انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة وهما سفينة إلبيلا وسفينة أُول جنوة".

ورفضت شركة شرق البحر المتوسط للملاحة "إيسترن مديتيرينيان ماريتايم"، التي تدير سفينة الحاويات إلبيلا التي ترفع علم مالطا، التعليق على هذه التقارير.

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين مشتركتين في البحر الأحمر ضد سفينتين تابعتين لشركات انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/aRYL0EZslD

— العميد يحيى سريع (@army21ye) June 7, 2024

تدمير مسيرات وصاروخين

من جهة أخرى، أكدت القيادة العسكرية المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أمس الجمعة أن الحوثيين أطلقوا على مدى الـ24 ساعة الماضية 4 صواريخ باليستية مضادة للسفن فوق البحر الأحمر، لكن لم تقع إصابات أو أضرار.

وقالت سنتكوم في بيان على منصة إكس إن القوات الأميركية "تمكنت من تدمير 4 طائرات من دون طيار وصاروخين باليستيين مضادين للسفن في مناطق اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون".

وأضافت أن القوات الأميركية دمرت أيضا طائرة من دون طيار "أطلقت من منطقة باليمن يسيطر عليها الحوثيون باتجاه مضيق باب المندب" بالإضافة إلى "زورق دورية" لمن وصفتهم بالمتمردين في البحر الأحمر.

وأشارت سنتكوم إلى أن هذه المعدات العسكرية كانت تشكل "تهديدا وشيكا" للولايات المتحدة والسفن التجارية في المنطقة.

وقالت وسائل إعلام تابعة لأنصار الله في اليمن إن التحالف الأميركي البريطاني استهدف بـ4 غارات معسكر الصيانة شمالي العاصمة اليمنية صنعاء.

كما أفادت وسائل إعلام تابعة للجماعة بشن 4 غارات على مطار الحديدة، وغارة على مرسى الجاد في ميناء الصَّليف استهدفت زوارق الصيادين.

احتجاز موظفين أمميين

من جهة أخرى، أكّدت الأمم المتحدة الجمعة أن 11 من موظفيها "محتجزون" لدى الحوثيين في اليمن وطالبت بالإفراج "غير المشروط" عنهم.

وأعلنت منظمة ميون لحقوق الإنسان أن الحوثيين قاموا الخميس بـ"مداهمة منازل واختطاف موظفين في الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى عاملة" في 4 مناطق خاضعة لسيطرتهم.

وأشارت إلى أن التوقيفات، التي جرت في محافظات صنعاء والحديدة وصعدة وعمران، طالت 10 موظفين لدى هيئات تابعة للأمم المتحدة، و8 عاملين مع منظمات غير حكومية محلية ودولية.

وفي نيويورك، قال ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لصحفيين "يمكنني أن أؤكد لكم أن سلطات الحوثيين أوقفت 11 موظفا محليا يعملون في اليمن"، لافتا إلى أن المنظمة طالبت الحوثيين بـ"توضيحات".

وأضاف "نحن نستطلع كل القنوات الممكنة للتوصل إلى إفراج غير مشروط عن جميع هؤلاء الأشخاص في أسرع وقت".

وبحسب قوله، فإن هؤلاء هم امرأتان و9 رجال، احتُجزوا خلال الأيام الثلاثة الماضية في محافظات حجة والحديدة وصعدة وصنعاء، ويعمل 6 منهم لصالح مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والـ5 الآخرون لخمس وكالات مختلفة هي اليونسكو، واليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن.

ويشن الحوثيون، الذين يسيطرون على المناطق السكانية الرئيسية في اليمن، هجمات على السفن المبحرة قبالة سواحل البلاد منذ نوفمبر/تشرين الثاني تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأدت هجمات الحوثيين إلى تعطيل حركة الشحن العالمية مما أجبر شركات على تغيير مسار سفنها واتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

كما تسببت الهجمات في إثارة مخاوف غربية من اتساع رقعة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وزعزعة استقرار الشرق الأوسط.

وتنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف للحوثيين ردا على الهجمات على السفن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی البحر الأحمر الأمم المتحدة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

إلى متى تستمر الهجمات الأميركية على اليمن؟ إجابات من واشنطن

واشنطن- قبل 3 أسابيع من انتهاء فترة حكمه الأولى أدرج دونالد ترامب جماعة الحوثيين اليمنية في قائمة الجماعات الإرهابية، وأخرجتها إدارة جو بايدن من هذه القائمة، وما لبث أن عاد ترامب مع بداية فترة حكمه الثانية لإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية.

وعكس هذه الإدراج تشدد ترامب تجاه الجماعة التي يعتبرها إحدى أذرع إيران في المنطقة، وهو ما ظهر واضحا مع بدء هجمات أميركية قوية ضد أهداف تابعة للجماعة وبعض قياداتها، وسط تعهد باستمرار هذه الهجمات حتى يتوقف تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

وكانت جماعة الحوثي قد اختارت دعم سكان غزة بتعطيل الملاحة البحرية المارة بمضيق باب المندب من أو إلى إسرائيل.

وفي حديث متلفز أول أمس الأحد أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن جماعة الحوثي قد "هاجمت 174 سفينة عسكرية تابعة للولايات المتحدة، وهاجمت 145 مرة السفن التجارية"، وأكد أن "هذه الهجمات لا يمكن لها أن تستمر".

هدف ترامب

ووفقا لتقديرات وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، أثرت هجمات الحوثي على مصالح 65 دولة على الأقل وما لا يقل عن 29 شركة دولية للطاقة والشحن.

وأشار تقدير صدر مؤخرا عن خدمة أبحاث الكونغرس إلى أنه "في الوقت الذي يدعي فيه الحوثيون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل إلا أنهم استهدفوا سفنا لعديد البلدان، مما أدى إلى تحويل حركة المرور البحرية وزيادة تكاليف شركات الشحن العالمية وأقساط التأمين وأسعار الشحن البحري".

إعلان

وفي بيان إعلانه بدء الهجمات بتغريدة على منصة تروث سوشيال قال ترامب "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين: وقتكم قد انتهى، ويجب أن تتوقف هجماتكم بدءا من اليوم، وإذا لم تفعلوا فسينهال عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل، إلى إيران: يجب أن ينتهي دعمكم للإرهابيين الحوثيين فورا".

وسبق بدء الهجمات إعادة تصنيف جماعة الحوثي بالإرهاب، ووفقا للبيان الصادر من البيت الأبيض، فإن تصنيف الجماعة إرهابية هو جزء من جهد أوسع للإدارة "للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم، وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم على الأفراد والمدنيين الأميركيين وشركائنا، والشحن البحري في البحر الأحمر".

ويمّكن هذا التصنيف الحكومة الأميركية من زيادة العقوبات الجنائية على تقديم الدعم المادي للجماعة، ويسمح للضحايا بمقاضاة أي جهة تدعم الحوثيين.

كما يتيح هذه التصنيف حظر المعاملات المالية والتجارية بين المواطنين والجهات الأميركية والجماعة، وهو ما يزيد عزلة الحوثيين عن المجتمع الدولي.

ويتطلب الإدراج من منظمات الإغاثة الحكومية وغير الحكومية الأميركية مراجعة أنشطتها في اليمن لضمان عدم استفادة الحوثيين من المشاريع الإنسانية.

تصعيد ترامب

ولا تزال إيران أكبر تحدٍ إستراتيجي يواجه أميركا في الشرق الأوسط، حتى في الوقت الذي يواجه فيه النظام الإيراني موقفا صعبا بعد الضربات التي تلقاها حليفه اللبناني حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

وقد أرسلت إدارة ترامب رسائل مختلطة حتى الآن، إذ ضاعفت سياسة الضغط، في حين تبحث أيضا عن طرق لإجراء محادثة مباشرة مع طهران من خلال رسالة بعث بها ترامب إلى المرشد الأعلى في إيران.

وردّت إيران برسائل مختلطة خاصة بها، إذ أشار علي خامنئي إلى الولايات المتحدة على أنها "حكومة متنمرة" خلال اجتماع مع مسؤولين حكوميين وعسكريين، وفي الوقت نفسه، أشارت إيران إلى بعض الانفتاح على المحادثات.

إعلان

من ناحيته، يقول ديفيد دي روش أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون والمسؤول السابق بحلف شمال الأطلسي (ناتو) ووزارة الدفاع إن "ترامب سيقول إن هذا تصعيد لوقف التصعيد، إنه بالتأكيد لا يريد نشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط، إنه يريد تدمير قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن، وبالتالي إنهاء وجود مجموعة ضاربة في البحر الأحمر".

اماكن ضربات الولايات المتحدة على اليمن (الجزيرة)

وأضاف دي روش "كانت إدارة بايدن مقيدة في ردها على العدوان البحري الحوثي بالرغبة في تجنب جدال داخلي في الحزب الديمقراطي بشأن قانون سلطات الحرب، ولا سيما في الوقت الذي احتاج فيه بايدن إلى موافقة الحزب لتأمين ترشيحه للرئاسة دون إجراء انتخابات أولية".

ورأى أن ترامب يسعى إلى توسيع الهجمات ضد الحوثيين، بما في ذلك ضرب مقرهم الرئيسي، مما يجعله في وضع أقوى لحماية النقل البحري والتفاوض مع إيران، حسب كلامه.

وأشار الخبير العسكري في حديث للجزيرة نت إلى أن "عبء مرافقة السفن المدنية في البحر الأحمر غير مستدام، والتأثير على التجارة كبير جدا، أحد الاعتبارات التي تم التغاضي عنها هو عدم تحرك مصر، الدولة التي خسرت ما يصل إلى 7 مليارات دولار من رسوم عبور قناة السويس التي تحتاجها بشدة، وفي الوقت ذاته لا يمكن للولايات المتحدة والدول البحرية الأخرى السماح لمجموعة غير حكومية بإغلاق مثل هذا الممر البحري الرئيسي".

ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية، فإن "إيران لا تسيطر على الحوثيين"، ولكن بدون مساعدة إيران "سيعاني الحوثيون لتعقب السفن التي تبحر في ممرات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن وضربها بشكل فعال".

دعوات لعدم التدخل

ووسط الاحتفاء العام بالهجمات الأميركية على الحوثيين خرج تيار يعارض هذه الهجمات.

ويرى هذا التيار أنه يجب على واشنطن أن تنهي فورا نشاطها العسكري ضد الحوثيين، وأن تضغط على الدول الأوروبية والآسيوية للقيام بدور أكثر استباقية في حماية سفن الشحن الخاصة بها، والتوقف عن دعم واشنطن الحرب الإسرائيلية في غزة على أمل تهدئة التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

إعلان

ويأتي النائب الجمهوري توماس ماسي على رأس هؤلاء المطالبين بعدم تدخل بلاده في الدول الأجنبية، وتقليص استخدام الجيش الأميركي في الخارج.

وبعد تعرّض اليمن لهجمات جوية وصاروخية أميركية على مدار الأيام الماضي من سفنها وقواعدها بالبجر الأحمر غرد ماسي على منصة إكس قائلا "ما لن تخبرك به وسائل الإعلام هو أن طريق الشحن هذا يستخدم بشكل أساسي لإيصال الصادرات من آسيا إلى أوروبا، وتكمن قيمتها الاقتصادية بالنسبة للولايات المتحدة في المقام الأول في استيراد النفط من الشرق الأوسط، والذي لا نحتاجه ويمكننا التنقيب عن نفطنا في أراضينا، كما تأتي معظم الواردات الأميركية من آسيا عبر المحيط الهادي".

وينتمي ماسي إلى تيار الأحرار في الحزب، وهو تيار لا يؤمن بوجود مصالح لواشنطن في التدخل في حروب لا تنتهي بالشرق الأوسط.

What the media won’t tell you is this shipping route is mainly used to get exports from Asia to Europe.

Its economic value to the United States is primarily in importing oil from the Middle East, but we can drill our own oil.

Most U.S. imports from Asia come via the Pacific.

— Thomas Massie (@RepThomasMassie) March 16, 2025

وفي تغريدة أخرى أشار ماسي إلى أن الولايات المتحدة ليست ضمن الدول التي تتأثر تجارتها باضطراب الملاحة في البحر الأحمر.

وقال إن أكثر دول تخسر من اضطراب الملاحة في البحر الأحمر هي الصين فقد خسرت 9.6 مليارات دولار، والسعودية 5.8 مليارات، وألمانيا 3.4 مليارات، واليابان 3.1 مليارات، ثم كوريا الجنوبية 2.7 مليار دولار.

بالمقابل، رأى جون هوفمان محلل السياسة الخارجية في معهد كاتو في تحليل له على موقع المركز أن نهج واشنطن تجاه الحوثيين هو مثال لسوء التصرف الإستراتيجي.

وقال هوفمان "إنها حملة عسكرية مفتوحة -وغير مصرح بها من قبل الكونغرس– ولديها مشكلة كبيرة، إنها لا تعمل ولن يكون لها تأثير".

إعلان

وأضاف "لن تنجح إستراتيجية واشنطن، فهي ذات تكلفة كبيرة وتعرّض حياة الجنود الأميركيين المتمركزين في المنطقة لحماية السفن الأجنبية للخطر، وتخاطر بزعزعة استقرار اليمن وكذلك استقرار المنطقة الأوسع".

وأكد هوفمان أنه "لا توجد مصالح وطنية حيوية للولايات المتحدة على المحك في اليمن تبرر هذا المستوى من التدخل العسكري الأميركي، أو تبديد مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين".

مقالات مشابهة

  • إلى متى تستمر الهجمات الأميركية على اليمن؟ إجابات من واشنطن
  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • الأمم المتحدة تُعرب عن قلقها بشأن تهديدات السفن التجارية في البحر الأحمر
  • للمرة الثالثة.. الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"
  • وسائل إعلام يمنية: الحوثيون أطلقوا صاروخا باليستيا من منطقة مجزر
  • تكلفة الشحن عبر البحر الأحمر ترتفع مع استمرار هجمات الحوثيين
  • شاهد: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة قرب حاملة طائرات أمريكية بالبحر الأحمر (فيديو)
  • للمرة الثانية في يوم.. أنصار الله الحوثيون يعلنون استهداف حاملة طائرات أمريكية
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستواصل استهداف الحوثيين في اليمن
  • البنتاجون: العمليات العسكرية ضد الحوثيين ستستمر