تقارير صادمة: اليمن يشهد موجات حر وتغير مناخي غير مسبوق
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
وخلافا عن بقية الأعوام الماضية التي شهدت فيضانات وأمطار غزيرة، مثل صيف هذا العام انتكاسة كبيرة للمزارعين في عموم مناطق البلاد الذين يعتمدون بشكل رئيسي على مياه الأمطار؛ حيث شهدت تراجعًا كبيرًا في هطول الأمطار وارتفاعًا في درجات الحرارة وصلت لـ40 درجة مئوية في بعض المناطق، وسط توقعات بفترة جفاف تدمر سبل العيش من محاصيل ومرعى الماشية.
وتشهد عدة مناطق يمنية موجات جفاف وشح في تساقط الأمطار التي يعتمد عليها نسبة كبيرة من المزارعين، بالإضافة إلى ضعف مصادر المياه الجوفية، والتي يعتمد عليها المزارعين في تغذية زراعتهم غير الموسمية.
يأتي ذلك إثر وقوع اليمن ضمن مناخ جاف وشبه جاف باعتباره أبرز الأسباب التي تؤدي إلى شحة مصادر المياه، وانخفاض كبير في كميات مياه الأمطار المتساقطة.
وتتصف تلك الكميات المتساقطة على عموم محافظات البلاد بالندرة، والتي تؤثر على إنتاجية القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه نحو 70% من سكان اليمن.
المزارع الأكثر تضرراً
يشكو المزارع اليمني زيد إبراهيم (65 عاما)، من تراجع هطول الأمطار خلال هذا الموسم، قائلاً إن موجات جفاف ضربت أراضيه الزراعية ما جعلها تفقد حياتها، بعد أن عمل طوال الفترة السابقة في إصلاحها وتهيئتها لاستقبال بذور الذُرة.
ويضيف المزارع اليمني في حديثه لـ “العين الإخبارية”، أنه قام بزراعة أرضه قبل شهر ونصف بعد أن شهدت منطقته الواقعة في مديرية المعافر ريف تعز الجنوبي، أمطاراً متفاوتة، دفعته لحراثتها.
وأشار إلى أن الأمطار تراجعت يوم بعد آخر، حتى أصاب أرضه الجفاف، ولحق زرعه الضرر وتوقفه عن النمو، مؤكداً أن ذلك عرضه لخسارة كبيرة وحرمانه من جني محاصيله الزراعية من الحبوب، والتي يعتمد عليها بشكل كبير في معيشته، وتربية المواشي.
وأوضح أنه في حال عودة تساقط الأمطار، سوف يقوم بزراعة أرضه بمحاصيل زراعية أخرى، والتي لا تتطلب لفترة زمنية طويلة للنمو والحصاد.
تأثيرات على سبل العيش
في السياق يقول الخبير اليمني في التغيرات المناخية منير قائد لـ”العين الإخبارية”، إن لتقلبات المناخ آثار كبيرة وسلبية على سبل العيش في مختلف محافظات اليمن، سيما العاملين في القطاع الزراعي والذي يعتمد عليه شريحة واسعة من المواطنين.
ويضيف الخبير اليمني إن من أبرز تلك الآثار انخفاض هطول الأمطار، وارتفاع في درجة الحرارة، وموجات الجفاف، حيث تعتمد الزراعة في اليمن بشكل كبير على الأمطار الموسمية وانخفاض هطول الأمطار يعني نقص المياه اللازمة لري المحاصيل، ومع نقص المياه، تتراجع إنتاجية المحاصيل الزراعية بشكل كبير.
وأكد قائد أن قلة الأمطار تؤدي إلى تدهور خصوبة التربة وتعمل على زيادة ملوحتها، مما يجعلها أقل كفاءة في دعم الزراعة، والذي يتسبب بانخفاض العائد الاقتصادي للمزارع.
وبحسب منير، فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة معدلات التبخر، مما يقلل من كمية المياه المتاحة للنباتات، إذ تتسبب درجات الحرارة المرتفعة بإجهاد المحاصيل الزراعية؛ مما يقلل من قدرتها على النمو والإنتاج.
كما أن الظروف المناخية الحارة -وفق الخبير البيئي- يمكن أن تزيد من انتشار الآفات الزراعية والأمراض التي تضر بالمحاصيل، والذي ينعكس سلباً على حياة المزارع المعيشية، من خلال نقص الغذاء وتضرر الأمن الغذائي للسكان.
وتابع : “بما أن الكثير من سكان اليمن يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل فان تراجع المحاصيل يعني فقدان مصدر الدخل الأساسي للكثيرين، ومع تدهور الظروف الزراعية، يضطر العديد من المزارعين إلى النزوح إلى المدن أو حتى الهجرة إلى دول أخرى بحثًا عن فرص العمل”.
تحديات تقلبات المناخ
ويرى مختصون زراعيون أن الانخفاض في الإنتاج الزراعي الناتج عن ندرة الأمطار، سوف يؤدي إلى نقص في توفر الأغذية المحلية، مما يزيد من الاعتماد على الواردات وزيادة الأسعار.
وأشار المختصون إلى أن المزارعين في اليمن خلال هذا العام، سيتعرضون لخسائر مالية كبيرة بسبب عدم قدرتهم على حصاد كميات كافية من المنتجات الزراعية.
وأكدوا أن تقلبات المناخ تشكل تحديًا كبيراً للدولة بشكل عام، وللمزارعين بشكل خاص، حيث تتطلب هذه التحديات حلولاً مبتكرة ومستدامة للتكيف مع الظروف المتغيرة وضمان استدامة سبل العيش.
بيئة مليئة بالتحديات
في آخر نشرة إنذار مبكر، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” إن الانخفاض المتوقع في هطول الأمطار بحلول أوائل يونيو يشير إلى انتهاء موسم الأمطار في الصيف في اليمن، وسط توقعات بمستويات منخفضة من الأمطار في بعض المناطق، تصل فيها التقديرات التراكمية إلى 40 ملم في محافظات إب وتعز وذمار وسقطرى.
وأكدت أن هذه “هذه المرحلة تتميز بارتفاع درجات الحرارة، وظروف الجفاف، ونقص ملحوظ في هطول الأمطار، مما يخلق بيئة مليئة بالتحديات للزراعة وأنشطة كسب العيش المرتبطة بها”.
وحثت المنظمة الأممية “المزارعين والرعاة على وضع استراتيجيات للحفاظ على أنشطتهم خلال فترة الجفاف القادمة”، وتوقعت أن ترتفع درجة الحرارة خلال فترة العشرة أيام القادمة بشكل ملحوظ، لتصل إلى مستويات قصوى في جميع أنحاء البلاد، إذ من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى ذروتها عند حوالي 40 درجة مئوية أو أكثر، خاصة في محافظات حضرموت والمهرة ولحج.
ونصحت المنظمة المجتمعات المحلية بحماية نفسها من خلال تقليل التعرض لفترات طويلة في الهواء الطلق للحفاظ على آليات التبريد الطبيعية، وتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، خاصة بين الفئات الضعيفة مثل النساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن، والأطفال الصغار، والأفراد الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.
ويشكل الجمع بين الحرارة الشديدة ومحدودية هطول الأمطار عقبات كبيرة أمام الممارسات الزراعية وسبل العيش في المناطق المعرضة للخطر، ووفقا للمنظمة فأن ذلك قد يؤدي “إلى انخفاض غلة المحاصيل أو انخفاض كبير في الأداء، وبالتالي التأثير على مستويات الأمن الغذائي والتغذية”.
وأشارت إلى أن التعرض لفترات طويلة لدرجات الحرارة المرتفعة يؤثر ايضا على الجودة الغذائية للمحاصيل، في حين أن موارد الري والمياه قد لا تكون متاحة باستمرار في المناطق الريفية.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: درجات الحرارة هطول الأمطار سبل العیش
إقرأ أيضاً:
صنعاء صفر درجة مئوية.. الطقس المتوقع في اليمن خلال الـ24 ساعة القادمة
توقع مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر في الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، اليوم الثلاثاء، استمرار الطقس الجاف والبارد إلى شديد البرودة خصوصاً أثناء الليل والصباح الباكر في المرتفعات الجبلية، مع احتمال تكوّن الضباب والصقيع على أجزاء منها، وذلك وفقاً لمختلف خرائط الطقس وصور الأقمار الاصطناعية ومخرجات النماذج العددية العالمية.
كما توقع المركز في نشرة الطقس الجوية اليومية الصادرة عنه، أن يكون الطقس في المناطق الساحلية معتدل الحرارة بشكل عام، وصحو إلى غائم جزئياً مع احتمال هطول أمطار متفرقة على أرخبيل سقطرى والسواحل الشرقية والجنوبية، ورياح خفيفة إلى معتدلة تنشط على باب المندب وجزيرة ميون وأجزاء من السواحل الجنوبية والجنوبية الغربية وأرخبيل سقطرى، وكذا أن تشهد المناطق الصحراوية والهضاب الداخلية طقس صحو بشكل عام ومعتدل الحرارة نهاراً وبارد إلى بارد جداً ليلاً والصباح الباكر، ورياح خفيفة إلى معتدلة.
ووفقاً لنشرة الطقس الجوية، فانه من المتوقع أن تكون درجات الحرارة العظمى والصغرى في عدد من المحافظات، اليوم الثلاثاء، كالتالي: عدن 30 / 22 - صنعاء 20 / 00 - المكلا 29 / 19 - سقطرى 28 / 18 - الغيضة 30 / 16 - سيئون 25 / 09 - تعز 25 / 09 - الضالع 22 / 09 - مأرب 24 / 07 - عتق 23 / 06 - لحج 30 / 21 - الحديدة 31 / 23 - زنجبار 30 / 21.
وحذر مركز التنبؤات الجوية، المواطنين في المناطق الجبلية المرتفعة من درجات الحرارة المنخفضة .. مهيباً بالمواطنين أخذ الاحتياطات اللازمة خصوصاً الأطفال وكبار السن، كما حذر المركز، الأخوة المزارعين في المناطق الجبلية المرتفعة من احتمال تأثر محاصيلهم الزراعية بسبب درجات الحرارة المنخفضة جداً وتشكّل الصقيع.
فيما توقع المركز في نشرته البحرية اليومية، اليوم الثلاثاء، أن تكون حالة البحر في سواحل المهرة خفيف الموج، وفي سواحل حضرموت وشبوة وأبين وعدن خفيف إلى معتدل الموج، وفي سواحل باب المندب وأرخبيل سقطرى والسواحل الغربية معتدل الموج، بينما تكون حالة البحر لمياهنا الإقليمية في خليج عدن معتدل الموج، وفي بحر العرب والبحر الأحمر معتدل إلى مضطرب الموج، كما وجه المركز، تحذيراً للأخوة الصيادين ورواد البحر حول أرخبيل سقطرى وفي السواحل الجنوبية والجنوبية الغربية وباب المندب وجزيرة ميون ومياهنا الإقليمية في خليج عدن وبحر العرب والبحر الأحمر من اضطراب البحر ونشاط الرياح.