#سواليف

يا حافِيَ القدمينِ مِثْلُكَ ثائرٌ… فوقَ الرِّمالِ تجولُ نَصْلُكَ عابرُ… يا سَيِّدي ويا تاج راسي أبهَرْتَ جُنْداً دُجِّجوا… بعظيمِ صُنْعِكَ والرِّجالُ ضمائرُ.

بهذه الأبيات الشعرية، وما يشبه “الغزل الحربيّ” والافتخار والمديح، هيّج مجاهدٌ قساميٌ “قرائح الشعراء” وحيّر عقول روّاد التواصل الاجتماعي بقدميه الحافيتين اللتين وطأتا أرض الشوك جريحتين في طريقه نحو دبابات العدوّ الصهيوني، فيحرق آليات الاحتلال وجنوده، ويشعل مواقع التواصل الاجتماعي بصنيعه وجرأته وتضحيته وجهاده.

قدمان تلطختا بالدماء والغبار في سبيل الله ونالهما ما نالهما من الجراح والإصابات في جولاتٍ وصولاتٍ دفاعًا عن المسجد الأقصى وشرف الأمّة، في الوقت الذي نام فيه من يرتدون البصاطير الحربية من الجيوش العربية والإسلامية ملء عيونهم، وتركوا فلسطين وغزة لهذا العدوّ الفاشيّ المجرم يسومها سوء العذاب.

مقالات ذات صلة ما هي قائمة العار التي أدرجت إسرائيل عليها؟ وماذا يترتب عن ذلك؟ 2024/06/08

وقال أحد المدونين في وصفه: “حافي القدمين فوق الأشواك والحجارة ولكنه شجاع القلب وقوي الإيمان وراسخ العقيد، نقبل الأرض تحت ارجلكم يا أسيادنا الأطهار.. لله دركم”.

المعجزة

يقول أستاذ العلاقات الدولية علي أبو رزق في وصفه: من جديد، أقدام حافية، ولكنها هذه المرة مصابة ومتورّمة، فلعلها الجولة الثامنة أو حتى العاشرة من القتال.

ويتابع أبو رزق بالقول: لن نكرر حديثنا عنهم أنهم معجزة، ولا أن هذه الأقدام توازي الجيوش الكرتونية، ولا عن قهرهم وألمهم من خذلان القريب والبعيد، فمن لم تحركه المجازر لثمانية أشهر لن تستفزه البطولات.

ويضيف: كل ما نقوله أن هؤلاء الشباب، اختاروا طواعية وفي لحظة اختيار حر أن يكونوا سبباً في دفع الظلم والمعاناة عن أبناء شعبهم، ووجدوا أنفسهم يسوؤون وجه عدوهم ويصنعون التاريخ، وهم حفاة، عراة، جوعى، ومعدومي الذخيرة، وكان قرارهم ألا رجعة إلى الوراء، فإما أنهم سيكتبون التاريخ أبطالا منتصرين، وإما أنهم سيكتبون التاريخ أبطالا شهداء…!

جيل الصحابة

يحار رواد التواصل في وصف صنيعه، فيقول أحدهم إنه يذكرنا بالصحابة رضوان الله عليهم، ويتابع آخر بالآية الكريمة: (إنّهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى)، مؤكدين على أمنية “ليتنا ننال شرف غسل قدميه”.

ويتابع المدونون مديحهم لقدمي هذا المجاهد بالقول: أكرم الله أرضاً وقفت عليها.. عَزّ جهادك وتقدّست أقدامك.. والله لرباطها يوم خيرٌ من الدنيا وما عليها.. والله لموقفها ساعة خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود.. ولو علم الناس فضلها لتمنوا أن يكونوا لها نعلا!

وقال المدون محمد: حَافي القَدمين وَ عَلى كَتفِه وَسَّدَ عِزَّنَا، خَرج مُدَافِعاً عَن أرضِه وَ شَعبِه مُذِلاً لـ “إسرَائِيل” وَ فَخر صنَاعتهَا، هُو تَلبية نِدَاء {انفِروا}..

وتقول مدونة في مدحه: حافي القدمين ويعد بألف جندي لقوة إيمانه وشجاعته ودقته في التصويب رجل ذو همة، يحيي أمة.. نحتاج أن نتعرف على سيرتهم العطرة؛ حتى نرفع هممنا الضعيفة.

ويشدد المدونون على أنّ “الايمان سلاح فتاك .. وصاحبه لا يهزم” حتى وإن كان أمام أعتى وأقوى جيوش الأرض المدججين بكل أنواع السلاح.

وتستذكر إحدى المدونات المعركة الفاصلة، فتقول: “وكأنني استمع لصوت الشجر في هذا الفيديو وهو ينطق ويقول يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

معاذ بلال أسير قسامي خطط لعمليات استشهادية لتحرير أخيه

معاذ سعيد بلال معتقل قسامي فلسطيني، ولد عام 1971 في نابلس لأسرة اعتقل جميع أفرادها، وتأثر باعتقال أخيه عثمان، فقرر إنشاء مجموعة تابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من أجل تنفيذ عمليات استشهادية لتحرير الأسرى، قبل أن يعتقله الاحتلال في كمين قرب مدينة الخليل، ويحكم عليه بالسجن المؤبد 26 مرة مع 25 سنة إضافية.

المولد والنشأة

ولد معاذ سعيد بلال عام 1971 في مدينة نابلس لأسرة متدينة معروفة بالتزامها وجهادها، والده سعيد بلال من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، واعتقله الاحتلال في ثمانينيات القرن الـ20 بسبب نشاطه الجهادي.

ومعظم عائلته عانت الاعتقال، فأخوه عثمان اعتقل معه، وأخوه عبادة أفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" وأبعد إلى غزة، كما اعتقل أخواه بكر وعمر، وحتى والدته اعتقلها الاحتلال في الثمانينيات بهدف الضغط على زوجها، ثم أعاد اعتقالها عام 2009 يومين للضغط على أبنائها.

وتعلق معاذ بالمساجد، وكبر في ساحات المواجهة مع الاحتلال منذ نعومة أظافره، متأثرا بنهج والده.

ففي طفولته، خاض معاذ أولى مواجهاته مع الاحتلال عندما عرقل جنديا أثناء اقتحامه منزل عائلته بعصا وضعها بين قدميه، مما أدى إلى سقوطه أرضا، فرد الجندي بصفع معاذ على وجهه.

وفي أوائل الثمانينيات من القرن الـ20، اعتُقل والد معاذ عقب اكتشاف خلية مسلحة تابعة للحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة. ولم تمض سنوات حتى وجد معاذ نفسه أسيرا وهو في الصف الرابع، عندما اعتقله الاحتلال مع والدته للضغط على والده وإجباره على الاعتراف.

وداخل غرفة التحقيق، دفع المحقق بمعاذ إلى حضن والده المقيّد بالأغلال، وأمره أن يحدّق في عينيه، ويقبّل وجنتيه، ويداعب لحيته، ويطلب من والده الاعتراف، لكن معاذ وعلى الرغم من صغر سنه، التقط رسالة الرفض الواضحة في نظرات والده.

إعلان

ولم يكتف المحقق بذلك، بل انتزع الطفل من حضن أبيه، وأودعه بزنزانة انفرادية قريبة، ليصل صوت بكائه إلى والده، في محاولة لتعميق الألم النفسي وزيادة الضغوط على الوالد.

الدراسة والتكوين العلمي

التحق معاذ بجامعة النجاح الوطنية لدراسة الشريعة الإسلامية، على خطى والده في طلب العلم الشرعي، وفي أثناء دراسته الجامعية، انضم إلى صفوف الكتلة الإسلامية، وشغل فيها مناصب قيادية بارزة.

وعند اعتقاله، كان معاذ قد أنهى متطلبات تخرجه من كلية الشريعة، لكنه لم يستطع استلام شهادته، فاستلمتها والدته نيابة عنه. وأثناء سنوات اعتقاله، واصل مسيرته الأكاديمية، وحصل على الماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس عام 2016.

يصفه شقيقه عمر بأنه خطيب مفوّه ويمتلك مهارة الكتابة والشعر، وأضاف "صرّحت المخابرات الفلسطينية بعد اعتقال معاذ أنه أكثر من خدعها"، وأن الاحتلال رفض بشكل مطلق الإفراج عن معاذ لأنه يعتبره من أخطر الأسرى.

التجربة النضالية

مع انتقال عائلته للسكن في مخيم بلاطة والتحاقه بالمدرسة الثانوية، ورث معاذ المسؤولية الدعوية عن والده، وأسس مع زملائه في المدرسة مجموعة "الشباب المسلم"، التي لعبت دورا بارزا أثناء الانتفاضة الأولى، وانخرط أفرادها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي عام 1994، التحق معاذ بكتائب القسام ضمن مجموعة ضمّت قادة بارزين أمثال الشهيد يحيى عياش وعلي عاصي وعدنان مرعي، واعتقل عامها على إثر ارتباطه بها لأول مرة، وقضى 11 شهرا في السجن قبل أن يُفرج عنه.

واعتقل معاذ مجددا عام 1995 مدة 17 شهرا، عقب أسبوع واحد من اعتقال شقيقه عثمان بسبب نشاطه في الكتلة الإسلامية، وبعد الإفراج عنه عزم العمل على تحرير الأسرى، بمن فيهم شقيقه عثمان المحكوم بالمؤبد، فشكل بعد 3 أيام فقط مجموعة عسكرية تابعة للقسام.

دمجت مجموعته لاحقا ضمن مجموعة "شهداء من أجل الأسرى"، التي ضمّت قادة ميدانيين بارزين أمثال خليل الشريف ومحمود أبو هنود ويوسف السركجي.

إعلان

وفي عام 1997، أعيد تشكيل الجهاز العسكري لكتائب القسام في خان يونس، وهدفت مجموعة معاذ إلى تنفيذ سلسلة عمليات استشهادية للمطالبة بتحرير الأسرى والضغط على الاحتلال.

وفي 31 يوليو/تموز 1997، خطط معاذ ورفاقه لاستهداف سوق "محانيه يهودا" في القدس المحتلة، وأسفرت عمليتهم عن مقتل 15 إسرائيليا وإصابة 170 آخرين، وجاءت العملية ردا على نشر صور مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وللمطالبة بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين وبقية الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد.

ونفّذت مجموعة معاذ العملية الاستشهادية الثانية بعد أيام من العملية الأولى، في شارع "بن يهودا" بالقدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 200 آخرين.

الأسير عثمان بلال مع والدته أثناء زيارتها له في السجن 2008 (الجزيرة) الاعتقال

في 19 أغسطس/آب 1995، اعتقل الاحتلال معاذ بلال برفقة شقيقه عثمان على خلفية اتهامهما بالمشاركة في سلسلة عمليات استشهادية أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين.

وحكم على عثمان بالسجن المؤبد 27 مرة، في حين صدر حكم بالسجن المؤبد مرة واحدة بحق معاذ. واحتجز معاذ في سجن نفحة، بينما أودع شقيقه عثمان في سجن جلبوع.

وفي 11 يناير/كانون الثاني 1998، وقَع معاذ في قبضة الاحتلال مجددا بعد كمين محكم نُصب له عند مخيم العروب في الخليل، أثناء عودته إلى نابلس، وخضع لتحقيق استمر 3 أشهر، انتهى بإصدار حكم بالسجن المؤبد 26 مرة، إضافة إلى 27 سنة.

تلقى معاذ خبر وفاة أبيه في السجن عام 2005، وذلك بعد زيارته وأخيه بشهرين فقط، كما تلقى خبر وفاة شقيقه الأكبر بكر عام 2016، وقد تأثر بفقده كثيرا، خاصة أنه حرم من لقائه منذ اعتقاله.

مقالات مشابهة

  • 3 من أبواب الخير فضلها عظيم في شهر رجب.. احرص عليها
  • «عملت اللي عليها ومقصرتش».. شقيق ياسمين عبد العزيز يكشف سبب غيابها عن عزاء والدها
  • بالفيديو... دبابات وآليات إسرائيليّة تتوغل في بلدة جنوبيّة
  • معاذ بلال أسير قسامي خطط لعمليات استشهادية لتحرير أخيه
  • أفضل وقت لصلاة الضحى في رجب.. احرص عليها بهذا التوقيت
  • «ابن صفية».. رواية تجمع بين التاريخ والمجتمع في معرض القاهرة للكتاب
  • آفة المقارنات
  • عضو «الأزهر العالمي للفتوى»: مساعدة المرأة لزوجها في بر والدته تؤجر عليها
  • رئيس جهاز العاشر من رمضان يتفقد المناطق الصناعية والميناء الجاف ويتابع مشروعات التطوير
  • استحضار التاريخ رفدا للمستقبل في خطاب جلالة السلطان