عربي21:
2025-03-05@01:55:58 GMT

وعي أيرلندا تجاه الإبادة الجماعية في غزة

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

خلال الأشهر السبعة الماضية، ارتكبت إسرائيل جريمة إبادة جماعية في غزة تفوق في وحشيتها ما فعله المسيحيون في العصور الوسطى وهتلر ضد اليهود. وأمام هذه الوحشية، واجه كل إنسان حي على وجه الأرض اختبارا. فكان هذا الاختبار اختبارا للإنسانية بأكملها.

وأظهرت الدول هويتها في مواجهة هذا الاختبار. وبصرف النظر عن الدول، أظهر السياسيون أيضا هوياتهم وشخصياتهم.

واتضح مدى حرية وسائل الإعلام. واتخذت بعض الشعوب موقفا موحدا.
لقد بات واضحا أن العديد من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، تقع تحت حصار الصهيونية. لقد رأينا أن رؤساء الدول والبرلمانيين ليسوا أحرارا. وأدركنا من ردود فعل بعض الأشخاص في بلادنا أن الصهيونية قد وصلت إلى كل بقعة على وجه الأرض.

أدركنا مجددا أن الدول العربية، باستثناء مصر وقطر، لم تعد تمتلك القدرة على التأثير. واختبرنا بشكل خاص مدى ضعف تأثير المملكة العربية السعودية في السياسة الخارجية. اتخذت الصين وروسيا مواقف حذرة للغاية، مع أن مقارنة الحرب الأوكرانية والقضية الفلسطينية قد تمنح روسيا فرصة لالتقاط أنفاسها. وأما الصين فقد رجحت التزام الصمت إزاء هذه الإبادة الجماعية لضمان عدم تصاعد قضية تركستان الشرقية إلى الساحة العالمية. ولكن ستواجه الصين الغرب بشأن تايوان، ولن يفلت هذا الموقف المتناقض من انتباه الرأي العام العالمي.

أدرك الجميع، سواء كانوا أصدقاء أو أعداء، مدى قوة وسيطرة الصهيونية على العالمماغيرته إبادة غزة في العالم
من الآن فصاعدا، لن يتمكن أي يهودي أو صهيوني من ذرف دموع التماسيح والحديث عن المحرقة، لقد سقطت أقنعتهم وكشفت مدى سوء قلوبهم وتعطشها للدماء، ناهيك عن وجوههم. قبل الحرب لم يكن هناك أي نقاش حول وجود قيم الإنسانية والشعور بالعدالة والضمير. لقد أصبحت القضية الفلسطينية ومقاومة جيش القسام وصمود شعب غزة في مواجهة الدمار الكبير والإجراءات القاسية رمزا جديدا للأمل في سعي الإنسانية للعدالة والضمير في الكون.

في جامعات الولايات المتحدة وشوارع أوروبا والعديد من الأماكن الأخرى، تعرض الناس للضرب والاعتقال وواجهوا تهديدات كبيرة من أجل أشخاص لم يسبق لهم رؤيتهم. ورغم ذلك لم يتراجعوا عن تحديهم النظام العالمي. يمكننا أن نطلق على هذا الوضع صحوة إنسانية جديدة.

لقد أدرك الجميع، سواء كانوا أصدقاء أو أعداء، مدى قوة وسيطرة الصهيونية على العالم. وتحولت هذه السيطرة إلى حالة أكثر خطورة من سيطرة المافيا، حيث تحولت نظريات المؤامرة إلى حقيقة.

ورغم حصار وسائل الإعلام التقليدية، ومساعي فيسبوك وإنستغرام لإخفاء الإبادة الجماعية في غزة من خلال برامج خاصة، إلا أن شعوب العالم شهدت الوحشية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وتمكنت من إبقاء الموضوع على جدول الأعمال من خلال سلسلة من الاحتجاجات. وأصبح من الواضح مدى اتساع الفجوة بين كبار صانعي القرار في النظام العالمي وبين الشعوب. وبدأ علماء السياسة وعلم الاجتماع يتحدثون عن هذه الفجوة. كما أظهرت الولايات المتحدة التي تروج للديمقراطية والليبرالية الجديدة للعالم، كيف يمكن أن تتخذ موقفا قمعيا تجاه مجموعات النخبة من الطلاب والأكاديميين الذين يمثلون مستقبلها.


يعتقد العديد من الأكاديميين والزعماء الفكريين الأمريكيين أن الولايات المتحدة ليست دولة كهذه، وأن هذا الوضع قد تسبب في صدمات عميقة في المجتمع، ستفهم تداعياتها مع مرور الوقت.
باختصار، انقسمت البشرية إلى قسمين: قسم يقف إلى جانب فلسطين - وبالتالي إلى جانب العدل والضمير - وقسم يقف إلى جانب الظلم والاستعمار، وخاصة الصهيونية.

الأيرلنديون والجامعات الأمريكية
تقدمت دولة جنوب أفريقيا بطلب إلى المحكمة الجنائية الدولية. ووقفت تركيا في صفها في هذه القضية. وأكد أردوغان، الذي يعتبر قائد المظلومين في العالم، في كل فرصة أن إسرائيل دولة ترتكب الإبادة الجماعية. ولا تزال هذه الموجة آخذة في الارتفاع، ولم تواجه إسرائيل منذ تأسيسها مثل هذه العزلة.

تستحق أيرلندا وجامعات الولايات المتحدة مكانة متميزة لموقفها خلال هذه العملية. كما اتخذ نادي سلتيك، أحد أهم مؤسسات أيرلندا، موقفا جماعيا لدعم غزة، معتبرا أن كل ممتلكاته كمباراة بين فلسطين وإسرائيل. لقد أبدى الشعب الإيرلندي حساسية كبيرة تجاه القضية، وشهدت برلماناتهم خطابات من شأنها أن توقظ الضمير. وأوضح رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار، وهو ينظر إلى وجه بايدن، سبب وقوف الأيرلنديين إلى جانب فلسطين، قائلا: "عندما أسافر حول العالم، يسألني القادة غالبا "لماذا يشعر الأيرلنديون بمثل هذه التعاطف مع الشعب الفلسطيني؟". والجواب بسيط؛ نرى تاريخنا في أعينهم. قصة النزوح، ومصادرة الممتلكات، وعدم الاعتراف بالهوية الوطنية، والهجرة القسرية، والتمييز والجوع..."

أما طلاب الجامعات الأمريكية، الذين يمثلون مستقبل هذا البلد، فقد أظهروا وعيا كبيرا بقضية غزة. وأصبحوا نموذجا يحتذى به في الجامعات حول العالم. يمكن لمنظمات المجتمع المدني في الدول المسلمة، وللأشخاص الذين يشعرون بالمسؤولية، أن يتخذوا من الإيرلنديين كشعب ومن الجامعات الأمريكية، قدوة ونموذجا.

أصبحت هذه التضامنات والوعي رمزا يمثل ضمير الإنسانية وسعيها للعدالة. وأبرزت المواقف المساندة لغزة ضد هذه الإبادة، صحوة إنسانية جديدة وقوة التضامن العالمي.

المصدر: يني شفق

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينية فلسطين غزة الاحتلال ايرلندا مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة إلى جانب

إقرأ أيضاً:

القضاء الإسباني يرفض منح اللجوء إلى شاب مغربي شارك في الهجرة الجماعية الشهيرة عام 2021

رفضت المحكمة الوطنية الإسبانية منح الحماية لأحد آلاف الشبان المغاربة الذين عبروا الحاجز الحدودي في عام 2021، مشيرة إلى أن المغرب لا يشهد « نزاعًا دوليًا أو داخليًا » يستدعي هذه الحماية.

ودخل المهاجر المغربي إلى سبتة سباحةً خلال أزمة الهجرة الجماعية في 17 مايو 2021، تاركًا خلفه أسرة فقدت مصدر رزقها بسبب إغلاق الحدود بين سبتة والمغرب.

حاول لاحقًا الحصول على اللجوء أو الإقامة في إسبانيا لأسباب إنسانية، لكن المحكمة الوطنية، من خلال غرفة المنازعات الإدارية، رفضت طلبه. ووفقًا للقرار الذي نشرته « الفارو دي سبتة »، لم يتم إثبات « ضعف خاص » في حالة المهاجر لتبرير منحه إقامة إنسانية في إسبانيا.

كما أكدت المحكمة أنه لا يوجد نزاع داخلي أو دولي في المغرب يبرر منح الحماية الدولية.

كان هذا المهاجر واحدًا من آلاف المغاربة الذين عبروا الحاجز الحدودي في مايو 2021، وقدم طلبه للحماية الدولية في أكتوبر، مستندًا إلى أسباب اقتصادية. هدفه كان الوصول إلى إسبانيا القارية للعمل وإعالة أسرته التي كانت تعتمد على الحركة التجارية عبر الحدود.

في طلبه، أكد أنه لا يواجه أي ديون أو مشاكل قانونية في المغرب، ولا يتعرض للاضطهاد بسبب الجنس أو العرق أو الدين.

المحكمة الوطنية رفضت طلبه، مؤكدةً أنه، كما سبق أن قررت وزارة الداخلية، لم يقدم أي أسباب تثبت تعرضه للاضطهاد في المغرب، وهو الشرط الأساسي لمنح الحماية الدولية.

وجاء في نص القرار: « لا يوجد أي دليل على أن مقدم الطلب لديه خوف مبرر من الاضطهاد بسبب آرائه السياسية، أو معتقداته الدينية، أو انتمائه العرقي أو الوطني، أو لأي سبب اجتماعي أو جنسي. »

كذلك، لم تر المحكمة مبررًا لمنحه الحماية الفرعية، لأن الأسباب المقدمة لا تندرج ضمن الحالات التي تستدعي الاعتراف بحق اللجوء، وبالتالي لم تجد المحكمة أي سبب للخروج عن قرار الإدارة الإسبانية برفض الطلب.

أوضحت المحكمة أنه « في حالة المغرب، لا يوجد نزاع دولي أو داخلي يبرر منح الحماية الفرعية ». كما أكدت أن مقدم الطلب « لا يواجه أي خطر حقيقي أو أضرار جسيمة » تستدعي منحه الحماية.

في النهاية، خلصت المحكمة إلى أنه لا توجد حالة ضعف خاصة تبرر السماح له بالبقاء في إسبانيا لأسباب إنسانية.

كلمات دلالية إسبانيا المغرب سبتة قضاء لاجئون هجرة

مقالات مشابهة

  • ربط سياسات ترامب تجاه أوكرانيا بالتعريفات الجمركية
  • بين السرقة والتدمير.. مواقع أثرية من ضحايا إبادة إسرائيل لغزة
  • القضاء الإسباني يرفض منح اللجوء إلى شاب مغربي شارك في الهجرة الجماعية الشهيرة عام 2021
  • متظاهرون يغلقون الطريق المؤدي لحفل “الأوسكار” احتجاجاً على الإبادة الجماعية بغزة
  • تُعادل مساحتها 4 أوراق فقط..هذه أصغر حديقة في العالم باليابان
  • مصابو الأهلي.. اقتراب يحيى عطية الله من العودة للتدريبات الجماعية
  • سياسات ترامب تجاه اليمن والشرق الأوسط وفق “مشروع 2025..وعد المحافظين”
  • تصفيات مونديال 2026: تحكيم مغربي لمباراة رواندا ونيجيريا
  • الأمم المتحدة: تخفيض التمويل الأمريكي للمنظمات الأممية سيكون له عواقب مدمرة
  • الأمين العام للأمم المتحدة يهنئ المسلمين بحلول شهر رمضان