الواقع أن أزمة الثقة المستفحلة بين القيادات الحزبية، ورؤساء الكتل النيابية، تلعب دوراً أساسياً في تعطيل مساعي التقارب والتفاهم بين السياسيين اللبنانيين، وتجعل من النقاشات السياسية بينهم، ولو بالواسطة، أشبه بحوار الطرشان، لأن لا أحد يأخذ على محمل الجد تعهدات الآخر، ولا أحد يثق بإلتزامات الآخر في آليات الخطوات المقترحة، للولوج إلى الحلول المنشودة، والرد الفوري على إقتراحات الوسطاء لمعظم القيادات، غالباً ما يكون: لا تصدقوه!!
التقدم الذي أحرزه سفراء الخماسية في جولاتهم على الأفرقاء السياسيين والحزبيين، خاصة على مستوى لقاءات التشاور التي ستُفضي إلى جلسات الإنتخابات الرئاسية المستمرة، توقف عند نقطة الضمانات التي تؤكد عدم تطيير الجلسات النيابية، من قبل فريق الممانعة بعد إنتهاء اللقاءات التشاورية.
كما أن الحديث عن الخيار الثالث لم يتجاوز عقبة الثقة، حيث كانت الخطوات المطروحة تقضي بنزول الجميع إلى جلسات الإنتخابات الرئاسية، مع لائحة تضم المرشحين الذين يتم التوافق على ترشيحهم في نقاشات التشاور، على أن يتم تكريس الرئيس الذي يحصل على أكثرية الثلثين. ولكن غياب الثقة المفقودة أدّى إلى تجميد الخطوات التنفيذية لهذا المسار، وبالتالي عودة مساعي الخماسية إلى المربع الأول.
لم ينفع وجود ضمانات الخماسية للسير بهذه الآلية على طريقة الخطوة خطوة، لأن هواجس الأطراف المتنازعة تخشى نكوث كل طرف بما تعهد به للطرف الآخر.
وحتى كتابة هذه السطور لم يجد سفراء الخماسية، ولا بقية الوسطاء، الحل المناسب لأزمة الثقة التي تزيد التباعد في المواقف، وتعطل مساعي إنجاز الإنتخابات الرئاسية، اليوم قبل الغد!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب للرهائن: هناك فرصة حقيقية لاتفاق شامل والوصول لحل نهائي
كشف آدم بولر، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرهائن، لقناة "سي إن إن"، عن وجود فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق شامل يفضي إلى الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وقال بولر إن هناك تقدماً ملحوظاً في المفاوضات، وإنه يعمل جاهداً على إعطاء دفعة قوية للمفاوضات للوصول إلى الحل النهائي.
وأضاف بولر أنه على الرغم من القلق الإسرائيلي من بعض الخطوات المتخذة في المفاوضات، إلا أنه يرى أن الصفقة ممكنة وأن هناك آفاقاً لتحقيق النجاح.
وزعم بولر أن الولايات المتحدة ليست مجرد "عميل" لإسرائيل، بل لها مصالحها الخاصة التي تعمل على تحقيقها.
وعن موقف حكومة الاحتلال الإسرائيلية، أشار بولر إلى أنه يتفهم الاستياء الإسرائيلي من بعض الخطوات، ولكنه يعتقد أن الاتفاق في النهاية سيكون في مصلحة الجميع، بما في ذلك أمن المنطقة.