القوات ترفض الحوار ... لو كلّفها الامر العزلة
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
كتبت ابتسام شديد في" الديار": ما لم يقله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بطريقة مباشرة تم تناقله في الصالونات السياسية والإعلام "جعجع هو العقبة امام الحوار او المعطل الوحيد "، فعلى الرغم من إصرار كل من التقاهم لودريان على عدم تبني نقل المعلومة إلا ان مكتوب لقاء لودريان مع القوات يمكن قراءته بسرعة، فرئيس حزب القوات يسير عكس ما تريد فرنسا وبخلاف الرياح الرئاسية للثنائي الشيعي.
ترفض القوات المساومة في ملف الرئاسة وترفض الحوار قبل الإنتخابات كي لا تكرس أعرافا لاحقا وترفض القوات ايضا ان يكون بري رئيسا او راعيا لأي تشاور رئاسي، بمنطق القوات فان الحوار كما هو مطروح يخرق الدستور ويخلق أعرافا لا يمكن الخروج عنها في المستقبل.
تتساءل مصادر القوات عن اتهامها بالعقبة إلا إذا كان التمسك بالمبادىء والمفاهيم الدستورية جريمة وتصر القوات بالمقابل على التمسك بمفاهيم الدستور والقانون ولو كان موقفها يضعها خارج اي تحالف رئاسي.
موقف معراب جعلها على تماس مع الجميع ولا سيما الثنائي الشيعي فيما تسربت أصداء عدم ارتياح من قبل اللقاء الديمقراطي والتيار الوطني الحر والطرفان في صدد تجهيز مبادرة رئاسية ويشكو الاثنان من السلبية لدى القوات في التعاطي مع مسألة الحوار، فالتيار يعمل على طرح وسطي يجمع بين الحوار وعدم تكريس أعراف من خلال ضمانات معينة اي يعتبر كل من التيار والحزب الإشتراكي ان موقف القوات لا يخدم مصلحة الرئاسة والتوافقات الوطنية وان لا حل إلا بالحوار لفتح أبواب المجلس النيابي.
لم يعد مخفيا الاختلاف الرئاسي بين بري وجعجع فرئيس القوات اقر مؤخرا بوقوع الخصومة السياسية مع عين التينة بشرط الحوار برئاسة بري لفتح المجلس ولم يعد مخفيا ايضا ان القوات رأس حربة فريق المعارضة في الملف الرئاسي وهذا ما عرض علاقتها مع رئيس المجلس لاهتزازات قوية مؤخرا لا يبدو انها سهلة على المعالجة في ظل الافتراق في الخيارات الكبرى حيث ترفض القوات بشدة الحوار فيما تبدو الأمور أكثر مرونة على جبهة عين التينة والشالوحي.
تفاهم عين التينة ومعراب في ما خص الملف الرئاسي بات مستحيلا بعد كل الكلام الذي قيل من الجهتين ومن الواضح ان القوات لن تتراجع وتتمركز في الطرف المعارض لخيارات عين التينة اليوم نتيجة الأحداث والتغيير الكبير في الأشهر الأخيرة الذي أطاح بعلاقتهما المميزة السابقة، فعلى الرغم من الإختلاف السياسي في ما مضى وعدم تصويت نواب الجمهورية القوية لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الدورات الإنتخابية فإن عين التينة لم تغلق أبوابها ابدا في وجه معراب وبقي رئيس القوات مصرا على وصف الرئيس بري "بالصديق العزيز" .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عین التینة
إقرأ أيضاً:
بعد التوجيه الرئاسي بإستلهام الدعاة لمسيرته.. من هو الإمام السيوطي؟
في إطار فعاليات حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، رسالة مهمة إلى الأئمة الجدد، حيث دعاهم إلى الاقتداء بالإمام جلال الدين السيوطي كنموذج يحتذى به في العلم والتفاني، مؤكدًا أن الإمام السيوطي قدم مساهمة استثنائية في مجال العلم والدين من خلال تأليف 1164 كتابًا في مختلف المجالات العلمية والدينية.
من هو الإمام السيوطي؟
وُلد الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، في القاهرة عام 849 هـ (1445م)، وكان واحدًا من أعظم العلماء في تاريخ الإسلام، حيث نشأ في أسرة علمية.
واشتهر والده بمكانته العلمية، ورغم فقدانه لوالده في سن مبكرة، فقد أظهر السيوطي تفوقًا ملحوظًا في العلوم الدينية والعلمية منذ طفولته.
مسيرة الإمام السيوطي العلمية
عُرف الإمام السيوطي بغزارة علمه وكثرة مؤلفاته، حيث تخصص في علوم القرآن والتفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والأدب.
ويقول السيوطي عن نفسه: «رُزقت التبحر في سبعة علوم.. التفسير، الحديث، الفقه، النحو، المعاني، البيان، والبديع»، وفضلاً عن ذلك، فقد كان له إسهامات بارزة في أصول الفقه، الجدال، والقراءات، مما جعله موسوعة علمية حية في عصره
أبرز مؤلفات الإمام السيوطي
ترك الإمام السيوطي، العديد من المؤلفات التي لا يزال الكثير منها مرجعًا أساسيًا في مختلف التخصصات، ومن أبرز مؤلفاته في مجال التفسير وعلوم القرآن: «الإتقان في علوم التفسير»، «مفاتح الغيب في التفسير»، «الإكليل في استنباط التنزيل»، بالإضافة إلى مؤلفاته في الحديث مثل «الجامع الصغير من حديث البشير النذير».
وقدم «السيوطي» دراسات معمقة في النحو والأدب من خلال مؤلفاته مثل «الأشباه والنظائر» في النحو وفي أصول الفقه.
منهج السيوطي في العلم والتعلم
كان للإمام السيوطي، نهجًا فريدًا في تعلم العلم، حيث كان يختار العلماء بعناية فائقة للجلوس إليهم وتلقي العلم، فقد تتلمذ على يد العديد من العلماء البارزين مثل محيي الدين الكافيجيش وشرف الدين المُنَاويّ و تقي الدين الشبلي وغيرهم من العلماء.
ولم يقتصر «السيوطي» على الرجال فقط في تعلمه، بل كان له أيضًا شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية في العلم مثل آسية بنت جار الله وخديجة بنت فرج الزيلعي.
إمام في العبادة والتصنيف
مع تقدم السيوطي في العمر، قرر اعتزال الناس والتفرغ للعبادة والتأليف، حيث عاش سنواته الأخيرة في منطقة «روضة المقياس» في القاهرة، مكتفيًا بتصنيف مؤلفاته وترك الإفتاء.
وتوفي السيوطي عن عمر ناهز 61 عامًا في 911 هـ (1505م)، ليترك وراءه إرثًا علميًا عظيمًا ما زال يشع في كافة فروع المعرفة الإسلامية.