عربي21:
2025-04-27@19:59:31 GMT

لعبة جر الحبل بين بايدن ونتنياهو!

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

بعد أقل من 48 ساعة من صدور الحكم بإدانة الرئيس الأمريكي ترامب المتقدم حسب أغلب استطلاعات الرأي على بايدن في السباق الرئاسي المقبل، باغت بايدن نتنياهو بخطاب معلن للجميع ، طرح فيه مشروع صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس ضمن خريطة طريق تتضمن اتفاقا حدوديا مع لبنان ينهي المواجهات الممتدة ، وتطبيعا مع السعودية ، ويتضمن مراحل ثلاث تفضي الى وقف مستدام للنارفي غزة ، مع عودة للنازحين ، وانسحاب إسرائيلي ، مع إدخال كلي للمساعدات ، والشروع بإعادة الإعمار!

توقيت الصفقة
قال بايدن في مدخل خطابه المتعدد الاهداف ، آن الآوان لهذه الحرب أن تنتهي ، وقال أيضا إذا لم توافق حماس على هذه الصفقة فإن الحرب ستتواصل ، وطالب نتنياهو بعدم الخضوع لضغوط الوزراء الرافضين لفكرة الصفقة.



وما عرضه بايدن من خطوط عريضة سبق وأن وافق عليها نتنياهو، وتملص منها باقتدار، وبذلك هي صورة منقحة جرى التوافق عليها في اجتماع مجلس الحرب بحضورالوفد المفاوض ، لكن التشديد على الانخراط في تبني تطبيقها فورا هو اجتهاد بايديني يريد به تفويت الفرصة على لعبة كسب الوقت.
وعليه فإن مقترح الصفقة وبهذه الصيغة المعلنة ليس إسرائيليا خالصا، ومضامين حرص بايدن البين على تجاوب نتنياهو معه يشي بأكثر من ذلك ، إلى حيث تأليب المعارضين على مماطلاته لانتزاع تصديقه الفعلي عليها.

أثبتت المقاومة طيلة جولات المفاوضات السابقة على أنها تتمتع بدرجة عالية من الحرفيةليس هذا وحسب بل دعوة كل الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة للسعي باتجاه تحقيق الصفقة ، وتداعيات إعلان الخطة تؤكد ما يسعى إليه بايدن ، فالوسطاء مجتمعين، أعلنوا ترحيبهم بخطة بايدن وطالبوا إسرئيل وحماس الموافقة عليها دون تأخير ، وانهالت رسائل الترحيب من داعمي إسرائيل، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ، والاتحاد الأوروبي، وأعلنت الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها العام ترحيبها مع ضرورة الشروع بتنفيذها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، مجموعة الدول السبع .

حرج الوسطاء
المضامين الخاصة بغزة والتي تناولها خطاب بايدن سبق وأن تداولها الوسطاء مع إسرائيل وحماس ، وسبق للأخيرة أن وافقت على خطوطها العامة ، وبصيغة مشابهة ، وأنكرتها إسرائيل ، مما شكل حرجا للوسطاء ، وبعد أن تأكد لإدارة بايدن خاصة بعد مداولات ، جيك سلوفيان ، الأخيرة مع الفرقاء في تل أبيب ، وبعد تقارير، وليام بيرز، المرفقة بشكاوى وفد التفاوض الإسرائيلي من العبثية التي يفصل بها نتنياهو شروطه لإفراغ الصفقة من مضمونها ، وبعد تهديد بيني غانتس وغادي آيزنكوت بالاستقالة من مجلس الحرب في حالة استمرار نتنياهو بالمماطلة ، ذهب نتنياهو إلى القول بإمكانية العودة للحرب بعد المرحلة الأولى من الصفقة إذا وجد الفرصة مؤاتية لتحقيق الهدف الذي يسعى إليه منذ البداية ، النصر الحاسم ، تأكد لإدارة بايدن أن نتنياهو يراهن على الوقت حتى نهاية السباق الرئاسي الأمريكي ، وهنا مربط الفرس ، حيث ابتزاز نتنياهو لوضع بايدن الانتخابي أمام ترامب ، إن مارس بايدن مزيدا من الضغط عليه فإنه سيفقد دعم أنصار إسرئيل المتشددين في أمريكا، وهم كثر ومؤثرون انتخابيا ، وإن أطلق العنان له فإنه يكون قد أخفق كرئيس في معالجة أزمة عالمية هزت كل أركان الأرض حتى وصل بها الأمر لشبهة الإبادة الجماعية ، وهو كحليف لإسرئيل شريك بها ، تسليحا وتمويلا وتغطية سياسية ودبلوماسية ، وهذا أيضا يقلل من حظوظه أمام ترامب ، لذلك حاول بايدن بخطابه قول ما لم يقله لنتياهو مباشرة ، رهانك على ترامب خاسر بدلالة حكم الإدانة في 34 تهمة مخلة ، وهو بذلك يمد يد العون له في مشروع الصفقة الذي أعلنه ، ويريد رد الجميل بالموافقة !
في إناء نتنياهو لا نجد ما ينضحه غير الأنا وبعدي الطوفان ، فهو لا يريد للحرب أن تتوقف ، ويريد من بايدن أن يستمر بدعمه دون شروط حتى اليوم المنتظر يوم تربع ترامب على كرسي البيت الابيض لأنه إن لم يفعل سيخسر المزيد من النقاط الانتخابية ، نتنياهو يعلم بحكم تجربته الطويلة بمطابخ ودهاليز صنع القرار في إسرائيل أن خروجه هذه المرة من الحكم نهائي، وهو على كف عفريت، فالسجن أمامه وحلف المهووسين بالتطهير العرقي في متناول يده ، وغزة تحت ناره ، إذن ما العمل ؟


حتى لو كان الثمن مقتل كل الأسرى ، ومقتل مئات الجنود بحرب استنزاف في الشمال والجنوب ، وتدهور متدحرج في الاقتصاد ، لابد من الذهاب للحرب حتى تحقيق نصره المزعوم ، أو على أقل تقدير حتى ظهور ما يقيه تبعات النهاية التي تنتظره ، وبكل الأحوال هناك من يغطي على العيوب وإن على مضض ، هو يعرف أن بايدن لن يتخلى عنه حتى لو اختلف معه لأنه يمثل إسرائيل التي يتبارى الحزبان الجمهوري والديمقراطي على رضاها!

بايدن والتذاكي الخائب
ينطبق على محاولة بايدن لانتزاع موافقة من نتنياهو على مشروعه الذي فيه تخريجة تعود بالفوائد على أمريكا وإسرائيل ، من ضمنها التطبيع وفك العزلة الدولية وتحجيم حماس ، المثل القائل “تمخض الجبل فولد فأرا” ، حيث تجنب ولو من بعيد مجرد الإشارة الى حل الدولتين الذي صدعوا الرؤوس به ، ولم تجر الإشارة، ولو من باب العتب للانسحاب من معبر رفح شريان الحياة الوحيد لغزة خاصة ، ولم يجر التطرق للحرب غير المعلنة في الضفة الغربية، عكس ذلك كله تجري الضغوط من بايدن وجوقته على حماس للموافقة الفورية على الصفقة ، أما إسرائيل فهي معفية من أي إجابات فورية ، رغم تأكيدات قادتها أنهم لا يتفقون إلا بشروطهم ، لو كان بايدن جادا بوضع نتنياهو بالزاوية فعليه الذهاب الى مجلس الأمن وبقرار إلزامي منه يتم مطالبة الطرفين بتنفيذ الصفقة التي ادعى بايدن أنها مقدمة من إسرائيل !

رد نتنياهو على تذاكي بايدن سيكون قاسيا ولذلك في كلمته التي سيلقيها في الكونغرس الأمريكي بطلب من الجمهوريين !

رد المقاومة
سيد الردود في الميدان ، والمفاوضات تجل من تجلياته ، وأثبتت المقاومة طيلة جولات المفاوضات السابقة على أنها تتمتع بدرجة عالية من الحرفية ، وصبر الثوار المؤمنين بقضية شعبهم الذي زكاهم بروحه ودمه قبل المطالب، الآن معركة الحذر الأكبر والحصاد الأكبر ، والمقاومة لها خير الحاصدين!

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بايدن نتنياهو المقاومة نتنياهو الاحتلال المقاومة بايدن مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع

"إذ نؤمن بضرورة رفع المعاناة عن كاهل شعبنا والتوصل إلى حلول للأزمة السودانية، تنهي الحرب التي بدأت في الخامس عشر من إبريل 2023، والتي يستلزم وقفُها تكاتف أبناء الشعب السوداني بمختلف مكوناته وانتماءاته. وإذ نقرّ بأن الأزمة السودانية منذ الاستقلال هي أزمة سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية شاملة يجب الاعتراف بها وحلّها حلاً جذرياً. وإذ ندرك أنّ الحرب الحالية قد سبّبت خسائر مروّعة في الأرواح ومعاناة إنسانية لم يسبق لها مثيل، من حيث اتّساع النطاق الجغرافي، وأنها دمّرت البنيات التحتية للبلاد، وأهدرت مواردها الاقتصادية، لا سيّما في الخرطوم ودارفور وكردفان. وإذ نؤكد رغبتنا الصادقة في تسوية النزاع المستمر على نحوٍ عادل ومستدام عبر حوار سوداني/ سوداني، يُنهي جميع الحروب والنزاعات في السودان بمعالجة أسبابها الجذرية، والاتفاق على إطار للحكم يضمن لكل المناطق اقتسام السلطة والثروة بعدالة، ويعزّز الحقوق الجماعية والفردية لكل السودانيين" ... بهذه الديباجة، وأكثر، تبدأ اتفاقية المنامة الموقّعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 20 يناير/ كانون الثاني 2024، وجاءت بعد خمسة أيام من رفض قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتأكيده أنه لا حاجة لأيّ تفاوض جديد، بل يجب تنفيذ نتائج قمة "الإيقاد"، التي عُقدت في جيبوتي في ديسمبر/ كانون الأول 2023، على نحوٍ طارئ لمناقشة حرب السودان. وخلصت إلى التزام من قائد الجيش وقائد "الدعم السريع" بالاجتماع الفوري ووقف الأعمال العدائية.

في خطابه إلى القمة العربية الطارئة، أكد البرهان أن أولوليات حل الأزمة (الحرب) هي الالتزام بإعلان جدّة للمبادئ الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإزالة معوقات تقديم المعونات الإنسانية، وتعقب ذلك عملية سياسية شاملة للتوصل إلى توافق وطني لإدارة المرحلة الانتقالية ثم الانتخابات، لكن في 20 يناير 2024، وفي يوم توقيع اتفاق المنامة الذي وقّعه عن القوات المسلّحة الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش، وعن الدعم السريع "الفريق"(!) عبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي، الذي حصل مثله ومثل غيره من قادة المليشيات على رتب عسكرية من الجيش السوداني، في اليوم نفسه، جمّد السودان عضويته في منظمة الإيقاد! وتحوّلت المنظمة التي كانت قبل أيام "صاحبة دور مهم في الوصول إلى السّلام" إلى "منظمة الجراد" في الخطابات الشعبوية التي تطلقها السلطة العسكرية.

مرّ اتفاق المنامة من دون ضجيج. وربما لو لم يتسرّب خبر التفاوض الذي أكده بعد ذلك تصريح أميركي، لظلّ الأمر في دائرة الشائعات. رغم الحضور الدولي والمخابراتي في التفاوض.

اتفق الطرفان، في البند السابع من وثيقة المنامة، على "بناء وتأسيس جيش واحد مهني وقومي، يتكوّن من جميع القوات العسكرية (القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وحركات الكفاح المسلح)، ولا يكون له انتماء سياسي أو أيديولوجيّ، يراعي التنوع والتعدّد، ويمثل جميع السودانيين في مستوياته كافّة بعدالة، وينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي"، واتفق الطرفان في البند 11 على "تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 في مؤسسات الدولة كافّة"، أما البند 19 فقد نصّ على "حوار وطني شامل للوصول إلى حل سياسي، بمشاركة جميع الفاعلين (مدنيين وعسكريين)، دون إقصاء لأحد، عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية التابعة له وواجهاته، بما يؤدي إلى انتقال سلمي ديمقراطي".

بمقارنة اتفاق المنامة بين الجيش و"الدعم السريع" مع إعلان أديس أبابا الموقّع بين تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية و"الدعم السريع" في 2 يناير 2024 (قبل 18 يوم من توقيع اتفاق المنامة) يصعب فهم إدانة الجيش إعلان أديس أبابا! فالإعلان نصّ على أن التفاهمات الواردة فيه "ستطرح بواسطة تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية لقيادة القوات المسلحة لتكون أساساً للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب"، وهو الحل السلمي نفسه الذي نصّت عليه اتفاقية المنامة قائلة: "نجدّد قناعتنا بأن التفاوض هو السبيل الأفضل والأوحد للتوصل إلى تسوية سياسية، سلمية شاملة للنزاعات والحروب في السودان"، وهو ما أكده قائد الجيش في خطابه إلى قمة "الإيقاد"، قبل أن ينقلب على المنظمة ويجمّد عضوية السودان فيها، مدّة قاربت العام.

... سيبقى ما حدث لغزاً للسودانيين فترة طويلة، ضمن ألغاز أخرى تحيط بهذه الحرب. كيف دار هذا التفاوض؟ لماذا لم يجرِ الإعلان عنه، لماذا وقّع عليه نائبا البرهان وحميدتي ثم تجاهله الجميع؟

نقلا عن العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • هآرتس: خسائر الجيش تكشف مأزق إسرائيل عسكريا وسياسيا
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (6) وصايا الجد
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • وفد حماس يصل القاهرة ويتمسك بـ"الصفقة الشاملة"
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
  • باراك: نتنياهو يقود “إسرائيل” نحو الهاوية.. وحربنا في غزة عبثية 
  • أخبار العالم | أوكرانيا تطرح عرضا بشأن إنهاء الحرب مع روسيا .. زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية مشابهة لـ إسرائيل.. ترامب يشترط تنازلات من الصين حتى يلغى الرسوم الجمركية
  • خلافا لسلفه بايدن.. ترامب يمتنع عن مصطلح خاص بمأساة الأرمن
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع