عربي21:
2024-06-29@23:46:33 GMT

لعبة جر الحبل بين بايدن ونتنياهو!

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

بعد أقل من 48 ساعة من صدور الحكم بإدانة الرئيس الأمريكي ترامب المتقدم حسب أغلب استطلاعات الرأي على بايدن في السباق الرئاسي المقبل، باغت بايدن نتنياهو بخطاب معلن للجميع ، طرح فيه مشروع صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس ضمن خريطة طريق تتضمن اتفاقا حدوديا مع لبنان ينهي المواجهات الممتدة ، وتطبيعا مع السعودية ، ويتضمن مراحل ثلاث تفضي الى وقف مستدام للنارفي غزة ، مع عودة للنازحين ، وانسحاب إسرائيلي ، مع إدخال كلي للمساعدات ، والشروع بإعادة الإعمار!

توقيت الصفقة
قال بايدن في مدخل خطابه المتعدد الاهداف ، آن الآوان لهذه الحرب أن تنتهي ، وقال أيضا إذا لم توافق حماس على هذه الصفقة فإن الحرب ستتواصل ، وطالب نتنياهو بعدم الخضوع لضغوط الوزراء الرافضين لفكرة الصفقة.



وما عرضه بايدن من خطوط عريضة سبق وأن وافق عليها نتنياهو، وتملص منها باقتدار، وبذلك هي صورة منقحة جرى التوافق عليها في اجتماع مجلس الحرب بحضورالوفد المفاوض ، لكن التشديد على الانخراط في تبني تطبيقها فورا هو اجتهاد بايديني يريد به تفويت الفرصة على لعبة كسب الوقت.
وعليه فإن مقترح الصفقة وبهذه الصيغة المعلنة ليس إسرائيليا خالصا، ومضامين حرص بايدن البين على تجاوب نتنياهو معه يشي بأكثر من ذلك ، إلى حيث تأليب المعارضين على مماطلاته لانتزاع تصديقه الفعلي عليها.

أثبتت المقاومة طيلة جولات المفاوضات السابقة على أنها تتمتع بدرجة عالية من الحرفيةليس هذا وحسب بل دعوة كل الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة للسعي باتجاه تحقيق الصفقة ، وتداعيات إعلان الخطة تؤكد ما يسعى إليه بايدن ، فالوسطاء مجتمعين، أعلنوا ترحيبهم بخطة بايدن وطالبوا إسرئيل وحماس الموافقة عليها دون تأخير ، وانهالت رسائل الترحيب من داعمي إسرائيل، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ، والاتحاد الأوروبي، وأعلنت الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها العام ترحيبها مع ضرورة الشروع بتنفيذها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، مجموعة الدول السبع .

حرج الوسطاء
المضامين الخاصة بغزة والتي تناولها خطاب بايدن سبق وأن تداولها الوسطاء مع إسرائيل وحماس ، وسبق للأخيرة أن وافقت على خطوطها العامة ، وبصيغة مشابهة ، وأنكرتها إسرائيل ، مما شكل حرجا للوسطاء ، وبعد أن تأكد لإدارة بايدن خاصة بعد مداولات ، جيك سلوفيان ، الأخيرة مع الفرقاء في تل أبيب ، وبعد تقارير، وليام بيرز، المرفقة بشكاوى وفد التفاوض الإسرائيلي من العبثية التي يفصل بها نتنياهو شروطه لإفراغ الصفقة من مضمونها ، وبعد تهديد بيني غانتس وغادي آيزنكوت بالاستقالة من مجلس الحرب في حالة استمرار نتنياهو بالمماطلة ، ذهب نتنياهو إلى القول بإمكانية العودة للحرب بعد المرحلة الأولى من الصفقة إذا وجد الفرصة مؤاتية لتحقيق الهدف الذي يسعى إليه منذ البداية ، النصر الحاسم ، تأكد لإدارة بايدن أن نتنياهو يراهن على الوقت حتى نهاية السباق الرئاسي الأمريكي ، وهنا مربط الفرس ، حيث ابتزاز نتنياهو لوضع بايدن الانتخابي أمام ترامب ، إن مارس بايدن مزيدا من الضغط عليه فإنه سيفقد دعم أنصار إسرئيل المتشددين في أمريكا، وهم كثر ومؤثرون انتخابيا ، وإن أطلق العنان له فإنه يكون قد أخفق كرئيس في معالجة أزمة عالمية هزت كل أركان الأرض حتى وصل بها الأمر لشبهة الإبادة الجماعية ، وهو كحليف لإسرئيل شريك بها ، تسليحا وتمويلا وتغطية سياسية ودبلوماسية ، وهذا أيضا يقلل من حظوظه أمام ترامب ، لذلك حاول بايدن بخطابه قول ما لم يقله لنتياهو مباشرة ، رهانك على ترامب خاسر بدلالة حكم الإدانة في 34 تهمة مخلة ، وهو بذلك يمد يد العون له في مشروع الصفقة الذي أعلنه ، ويريد رد الجميل بالموافقة !
في إناء نتنياهو لا نجد ما ينضحه غير الأنا وبعدي الطوفان ، فهو لا يريد للحرب أن تتوقف ، ويريد من بايدن أن يستمر بدعمه دون شروط حتى اليوم المنتظر يوم تربع ترامب على كرسي البيت الابيض لأنه إن لم يفعل سيخسر المزيد من النقاط الانتخابية ، نتنياهو يعلم بحكم تجربته الطويلة بمطابخ ودهاليز صنع القرار في إسرائيل أن خروجه هذه المرة من الحكم نهائي، وهو على كف عفريت، فالسجن أمامه وحلف المهووسين بالتطهير العرقي في متناول يده ، وغزة تحت ناره ، إذن ما العمل ؟


حتى لو كان الثمن مقتل كل الأسرى ، ومقتل مئات الجنود بحرب استنزاف في الشمال والجنوب ، وتدهور متدحرج في الاقتصاد ، لابد من الذهاب للحرب حتى تحقيق نصره المزعوم ، أو على أقل تقدير حتى ظهور ما يقيه تبعات النهاية التي تنتظره ، وبكل الأحوال هناك من يغطي على العيوب وإن على مضض ، هو يعرف أن بايدن لن يتخلى عنه حتى لو اختلف معه لأنه يمثل إسرائيل التي يتبارى الحزبان الجمهوري والديمقراطي على رضاها!

بايدن والتذاكي الخائب
ينطبق على محاولة بايدن لانتزاع موافقة من نتنياهو على مشروعه الذي فيه تخريجة تعود بالفوائد على أمريكا وإسرائيل ، من ضمنها التطبيع وفك العزلة الدولية وتحجيم حماس ، المثل القائل “تمخض الجبل فولد فأرا” ، حيث تجنب ولو من بعيد مجرد الإشارة الى حل الدولتين الذي صدعوا الرؤوس به ، ولم تجر الإشارة، ولو من باب العتب للانسحاب من معبر رفح شريان الحياة الوحيد لغزة خاصة ، ولم يجر التطرق للحرب غير المعلنة في الضفة الغربية، عكس ذلك كله تجري الضغوط من بايدن وجوقته على حماس للموافقة الفورية على الصفقة ، أما إسرائيل فهي معفية من أي إجابات فورية ، رغم تأكيدات قادتها أنهم لا يتفقون إلا بشروطهم ، لو كان بايدن جادا بوضع نتنياهو بالزاوية فعليه الذهاب الى مجلس الأمن وبقرار إلزامي منه يتم مطالبة الطرفين بتنفيذ الصفقة التي ادعى بايدن أنها مقدمة من إسرائيل !

رد نتنياهو على تذاكي بايدن سيكون قاسيا ولذلك في كلمته التي سيلقيها في الكونغرس الأمريكي بطلب من الجمهوريين !

رد المقاومة
سيد الردود في الميدان ، والمفاوضات تجل من تجلياته ، وأثبتت المقاومة طيلة جولات المفاوضات السابقة على أنها تتمتع بدرجة عالية من الحرفية ، وصبر الثوار المؤمنين بقضية شعبهم الذي زكاهم بروحه ودمه قبل المطالب، الآن معركة الحذر الأكبر والحصاد الأكبر ، والمقاومة لها خير الحاصدين!

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بايدن نتنياهو المقاومة نتنياهو الاحتلال المقاومة بايدن مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب وبايدن يتنافسان في دعم إسرائيل بأول مناظرة انتخابية

تنافس الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب، في أول مناظرة انتخابية لرئاسيات 2024 مساء أمس الخميس، على إظاهر الدعم الكامل لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.

وتهرب ترامب -مرشح الحزب الجمهوري-، من إبداء موقفه إزاء الاعتراف بدولة فلسطين لدعم تحقيق السلام في المنطقة.

فعندما سُئل ترامب عما إذا كان يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة من أجل دعم السلام في المنطقة، فأجاب "سأنظر في الموضوع".

وبشأن الحرب في غزة، قال ترامب إنه ما كان لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تهاجم إسرائيل لو كان هو في الرئاسة، مؤكدا أن إسرائيل هي التي تريد مواصلة الحرب ويجب أن نتركها تفعل ذلك حتى تتمكن من إنجاز مهمتها.

واتهم بايدن بأنه أصبح يتحدث كالفلسطينيين قائلا إنه "فلسطيني سيئ".

أكبر داعم

في المقابل، قال بايدن -مرشح الحزب الديمقراطي– إن حماس هي الوحيدة التي تريد استمرار الحرب في غزة، وإنه يجب عدم السماح لها بالاستمرار في ذلك.

وروج بايدن لمقترح طرحه سابقا يشمل تبادل الأسرى في غزة مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في إسرائيل ووقف إطلاق النار بـ"شروط إضافية"، دون الكشف عن ماهية تلك الشروط.

وأضاف ما زلنا نضغط بقوة على حماس للقبول بخطة إنهاء الحرب في غزة.

ورفض اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن واشنطن لم تدعم إسرائيل بما فيه الكفاية، من خلال التأكيد على أن الأسلحة الوحيدة التي رفض بايدن إرسالها لإسرائيل هي القنابل التي تزن 2000 رطل، والتي لا ينبغي استخدامها في المناطق المأهولة بالسكان.

ووصف بايدن إدارته بأنها أكبر داعم لتل أبيب، مشيرا إلى أنه أنقذها وقام بتوحيد العالم ضد إيران عندما هاجمت إسرائيل.

وتحدث بايدن عن ما سماه تمكّن إسرائيل من إضعاف حماس، ودعا تل أبيب إلى أخذ المدنيين في الحسبان عند القيام بعمليات عسكرية في مناطق مدنية.

المناظرة الأولى

جدير بالذكر أن هذه أول مواجهة شخصية بين ترامب وبايدن في دورة انتخابات 2024، وأول مناظرة في التاريخ الأميركي بين رئيس في السلطة ورئيس سابق.

وستُجرى انتخابات الرئاسة الأميركية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حيث سيتقلد الفائز فيها رئاسة البلاد لأربع سنوات ابتداء من يناير/كانون الثاني 2025.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 124 ألف ضحية فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها "فورا"، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح جنوبي القطاع واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

مقالات مشابهة

  • التقسيم والفقاعات.. تعرف على سيناريوهات إسرائيل لإدارة غزة بعد الحرب
  • الصراع الأمريكي على الإخلاص لإسرائيل
  • خبراء إسرائيليون يستشرفون تأثير مناظرة بايدن- ترامب على حرب غزة
  • ترامب وبايدن يتنافسان في دعم إسرائيل بأول مناظرة انتخابية
  • آيزنكوت: حرنا على حماس لن تنتهي ونتنياهو فاشل
  • خبير: الانتخابات الأمريكية لن تعوق عمليات "نتنياهو" في غزة
  • خبير: نتنياهو هو المستفيد من المناظرة بين بايدن وترامب
  • خبير: الانتخابات الأمريكية لن تعيق عمليات «نتنياهو» في غزة
  • عن الحرب في غزة والدولة الفلسطينية.. ماذا قال ترامب وبايدن في مناظرتهما التاريخية؟
  • جنرال إسرائيلي: الحرب على غزة بلا هدف وتستنزفنا.. نتنياهو ضلّ الطريق