تحذيرات إسرائيلية من انتفاضة ثالثة بالضفة بسبب التصعيد ضد الفلسطينيين
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية المحتلة بسبب سياساتها في قطع التمويل عن السلطة الفلسطينية، وفقا لما كشفت عنه هيئة البث الإسرائيلية.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات دهم واعتقالات واسعة في عموم مدن الضفة الغربية ما أسفر عن مئات الشهداء وأكثر من 8 آلاف أسير خلال الأشهر الثمانية الأخيرة.
ومنع الاحتلال الإسرائيلي العمال الفلسطينيين من الدخول من الضفة الغربية منذ أن عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول /أكتوبر، في حين تشير بيانات وزارة المالية الفلسطينية إلى أن "إسرائيل" تحتجز نحو ستة مليارات شيكل (1.61 مليار دولار) إجمالا من عائدات الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية.
ووفقا لوكالة رويترز، فإن سياسة الاحتلال في قطع التمويل عن السلطة الفلسطينية يفاقم الضغط المالي الكبير الذي يؤدى إلى صعوبات متزايدة مع انحسار أموال المانحين.
ويرى الخبير الاقتصادي المحاضر في الجامعة العربية الأميركية في رام الله، نصر عبد الكريم، إن السلطة الفلسطينية تمكنت من تعويض بعض النقص بالحصول على قروض خاصة لكن هذا لن يدوم على الأرجح على الأمد البعيد، حسب رويترز.
ويضيف أن "هذا الشهر كان لدى السلطة خيار لدفع نصف راتب من خلال أخذ قرض من البنوك أو أحد الصناديق كما ذكرت بعض وسائل الاعلام، هل سيكون هذا الخيار متاحا الشهر القادم أو الذي يليه؟".
وحتى قبل العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد غزة، أثار تصاعد العنف والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة المحتلة مخاو من اندلاع انتفاضة ثالثة على غرار الانتفاضتين السابقتين في ثمانينيات القرن الماضي وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مذكرة للجيش الاحتلال أن التوترات الناجمة عن القيود المالية تهدد بتحويل الضفة الغربية من مسرح ثانوي في الحرب إلى مسرح أساسي.
بحسب رويترز، فإن جيش الاحتلال أصبح يشعر بقلق متزايد بعد أن أذكت الصعوبات الاقتصادية غضب الفلسطينيين الذي تصاعد في أنحاء الضفة الغربية حيث استشهد المئات.
وعند سؤال جيش الاحتلال عن التقرير، أحال رويترز إلى جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) الذي أحجم عن التعليق. وذكرت متحدثة باسم وزارة حرب الاحتلال أنها لا علم لها بالوثيقة. لكن مسؤولا إسرائيليا طلب عدم نشر اسمه أكد للوكالة وجود المذكرة، قائلا إنه "جرى تداولها بين عدة وزارات حكومية والجيش ووكالات أمنية قبل أكثر من أسبوع".
وتشتبك السلطة الفلسطينية في مواجهة مريرة منذ أشهر مع المتطرف بتسلئيل سموتريتش وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المنتمي إلى اليمين المتطرف، والذي يرفض صرف عوائد الضرائب.
وقال الموظف بوزارة العمل بديع الدويك، إن موظفي القطاع العام كانوا بالفعل لا يتلقون أكثر مما بين 70 و80 بالمئة من رواتبهم قبل هجوم السابع من أكتوبر.
وأضاف لرويترز "بعد 7 أكتوبر صار إلي يعطونا إياه 50 في المئة وهذا طبعا صعب التكيف مع هذا الراتب والوضع مزري جدا، هناك كتير موظفين عليهم ديون كثيرة".
وأشارت راديو "كان" العبرية، إلى أن المذكرة التي أعدها مسؤولون من جيش الاحتلال و"شين بيت" ورد فيها أن تقليص الدخل من المرجح أن يدفع كثيرا من الفلسطينيين صوب "الجماعات المسلحة المدعومة بالمال من إيران".
وأوصت المذكرة حكومة نتنياهو بسلسلة من التدابير، منها فتح مزيد من المعابر بين والسماح للمواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بالتسوق بصورة أيسر بالإضافة إلى اختبار الدخول، لعدد محدود من العمال الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، محمد أبو الرب، إن عوائد الضرائب التي تحجبها دولة الاحتلال عن السلطة الفلسطينية تساوي 70 بالمئة من عوائد الميزانية العامة، ووصفها بأنها جزء من حملة عامة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف "هنالك حصار مالي شديد تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني وعلى القيادة الفلسطينية، كما هي الحال في الحرب في قطاع غزة"، حسب رويترز.
يأتي ذلك في ظل استمرار العدوان الوحشي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لليوم الـ246 على التوالي.
وارتفعت حصيلة ضحايا حرب الإبادة الجماعية المتواصلة ضد قطاع غزة إلى ما يزيد على 36 ألف شهيد،
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال الضفة غزة غزة الاحتلال الضفة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عن السلطة الفلسطینیة الاحتلال الإسرائیلی الضفة الغربیة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
هكذا يستبيح المستوطنون حقول الفلسطينيين بالضفة
ظهر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في مقطع فيديو متداول يوزع مركبات مخصصة للأراضي الوعرة، على مستوطنين في بؤر استيطانية رعوية أقيمت على أراضي فلسطينية بمحافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وفي مشهد يشبه الاحتفالية وعد الوزير الإسرائيلي، وإلى جانبه وزيرة الاستيطان المستوطنين أوريت ستروك، بمزيد من الدعم للمستوطنين، مشيرا إلى استحداث 5 بؤر رعوية مؤخرا على أراضي المحافظة تهيمن كل منها على مساحة تتراوح بين 5 آلاف و10 آلاف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع).
المساحات التي تحدث عنها سموتريتش، تعود إما لعائلات فلسطينية بدوية أو قروية وأغلبها جنوب وشرق الضفة الغربية، أصبحت محرمة على ملاكها الأصليين، ومباحة للمستوطنين.
يستخدم المستوطنون المركبات رباعية الدفع لاقتحام التجمعات الفلسطينية وملاحقة رعاة الأغنام، ولا يكاد يخلو يوم من اعتداء من هذا النوع ضد مزارعين فلسطينيين بالضفة يوثقها مواطنون أو منظمات حقوقية.
وتشكل حقول القمح والشعير عامل صمود أساسيا للمزارعين الفلسطينيين، كونها مصدر الغذاء الأول لماشيتهم. لكن مع دخول فصل الربيع ونموها واقتراب حصادها أصبحت تلك الحقول، وهي بمئات آلاف الدونمات، مرتعا لمواشي المستوطنين وأبقارهم، ليس على أعين ملاكها الأرض فحسب، إنما بحبسهم في بيوتهم ومنعهم من رعي أغنامهم وإخراجها من حظائرها.
ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة، تزايدت بشكل ملحوظ اعتداءات المستوطنين على الممتلكات الفلسطينية، إذ لم يعد الأمر مقتصرا على احتلال المراعي والجبال الفارغة، بل تجاوز ذلك مداهمة التجمعات وهو ما أسفر عن تهجير 28 تجمعا على الأقل، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
يعيل الفلسطيني فريد حمامدة أسرة مكونة من 12 فردا، يضاف إليهم شقيقه الذي يعاني من إعاقة، ويعتمد على تدبير أمور حياته على الزراعة وتربية الأغنام، لكن في الآونة الأخيرة تغيرت حياته.
إعلانواعتاد حمامدة، وهو من سكان تجمع صغير يدعى "سِدرة" بمسافر يطا جنوبي الخليل، أن يربي قطيعا يتراوح بين 120 و130 رأسا من الأغنام، معتمدا في تغذيتها على قطعة أرض تبلغ مساحتها نحو 350 دونما، ثم يبيع منتجاتها ومواليدها.
منذ أواخر 2023 اشتدت المضايقات على الشاب الفلسطيني وعائلة والتجمعات المجاورة نتيجة اعتداءات وملاحقات المستوطنين بهدف تهجيرهم.
ويضيف في حديثه للجزيرة نت أنه اعتاد على حراثة أرضه وزراعتها بالشعير أو القمح كمراع أو لإنتاج الأعلاف، لكن سلطات الاحتلال منعته هذا العام من حراثة أكثر من نصف قطعة الأرض، ثم تطور الأمر إلى إطلاق المستوطنين أغنامهم في الجزء الذي تمكن من زراعته والقضاء على المحاصيل وحرمانه من أعلاف أغنامه لعام قادم.
ويتابع "نحن فيما يشبه السجن، ونُمنع من إخراج الأغنام من حظيرتها، بينما مستوطن مراهق ينشر ماشيته على أعيننا بين بيوتنا وفي أرض زرعناها وتصببنا عرقا خلال زراعتها".
يوضح المزارع الفلسطيني، أن المستوطنين يستهدفون المزارعين الفلسطينيين بهدف الضغط عليهم لتهجيرهم "يخربون المحاصيل الحقلية ومزارع الزيتون ويصادرون معدات الحراثة، ويسرحون ويمرحون ويخربون من دون حسيب أو رقيب".
ومقابل الدعم الحكومي الإسرائيلي اللامحدود للمستوطنين والبؤر الرعوية، يشكو حمامدة تدني الدعم الحكومي الفلسطيني للمزارعين المضطهدين.
وتابع أن المزارعين ينتظرون الربيع لنشر أغنامهم بحثا عن الكلأ، لكنهم هذا العام اضطروا لحبسها والاعتماد على الأعلاف، ولا يستطيع إخراجها من بوابة المنزل، لافتا إلى أنه اضطر لتقليص قطيعه إلى نحو 40 رأسا، ليكون قادرا إطعامها وتوفير احتياجاتها.
وفي مسافر يطا أيضا، يواجه محمد جبارين من سكان تجمع "أم ظريف" تحديا وجوديا حقيقا، فعائلته تمتلك بوثائق رسمية أكثر من 300 دونم، ظل يفلحها ويزرعها حتى تصاعد اعتداءات المستوطنين مع بدء حرب الإبادة.
إعلانيقول جبارين للجزيرة نت إنه تمكن من زراعة 34 دونما فقط هذا الموسم بالقمح، وبعد نموها داهمها المستوطنون بأغنامهم ورعوها وأتلفوها، مشيرا إلى أنه اضطر لبيع قطيع أغنام كان يملكه لعدم قدرته على إطعامه.
صفحة المترجم عزام ابوالعدس.
سموتريتش يحتفي بتسليم سيارات ومعدات للمستوطنين ويعدهم بمزيد من الدعم الحكومي والاستثمار في المستوطنات وتعزيز صمود المستوطنين. pic.twitter.com/aNCnyVnjg3
— ???? Maram Mayed from Arabian Gulf (@MaramMayed) April 6, 2025
دعم مفتوحوتتلقى البؤر الرعوية دعما مفتوحا من قبل حكومة الاحتلال والجمعيات الاستيطانية مذ إقامتها حيث يُحضِر المستوطن ماشيته وأبقاره ويختار موقعا يكون قريبا من مصادر المياه، ليقيم عليه بيتا وحظيرة؛ وبالتالي يسيطر على المكان ويستغل المراعي المحيطة به لأبقاره ومواشيه؛ ثم يبدأ مسلسل طرد المزارعين والرعاة الفلسطينيين من المنطقة بقوة السلاح، وفق هيئة مقاومة الجدار الفلسطينية.
وتشير الهيئة في تقاريرها إلى تشارك جيش الاحتلال ووزارتي الزراعة والاستيطان والجمعيات الاستيطانية في توفير الأمن والهِبات المالية والمساعدات المتعلقة بالبُنى التحتية لهذه البؤر.
وتفيد معطيات نشرتها الهيئة في 30 مارس/آذار الماضي، بمناسبة يوم الأرض، بأن عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة قدر بنحو 770 ألفا نهاية 2024، يتوزعون على 180 مستوطنة و256 بؤرة استعمارية، منها 136 بؤرة زراعية رعوية تسيطر على أكثر من 480 ألف دونم.
وفق الهيئة فإن مساحة الأراضي الفلسطينية المسيطر عليها من قبل المستوطنين تقدر بنحو 2382 كيلومترا مربعا بما يعادل 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية و70% من مجمل المناطق المصنفة "ج"، وهي المناطق التي تخضع للسيطرة الأمنية الاحتلالية.
وتقول إن الأخطر هو أن إقامة البؤر لا تقتصر على المنطقة "ج"، إنما أقيمت 8 بؤر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من بين 60 في المنطقة المصنفة "ب".
إعلانوقسمت اتفاقية أوسلو 2 عام 1995 أراضي الضفة إلى "أ" وتشكل 21% وتخضع للسيطرة الفلسطينية بالكامل، و"ب" وتشكل 18% وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، والنسبة الباقية منطقة "ج" وتقع تحت سيطرة إسرائيلية.