في السادس من يونيو/حزيران الحالي أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تنفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل بين غزة ودولة الاحتلال، وقالت في بيان مقتضب: "في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مقاومو القسام من اختراق السياج العازل ومهاجمة مقر قيادة فرقة جيش الاحتلال العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

هذه هي المرة الأولى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، التي تعلن فيها القسام عن اختراقها السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة. أما هذا التطور فله دلالة مهمة من حيث التوقيت، إذ كانت سياسة جيش الاحتلال منذ بداية الحرب تمضي في اتجاه واحد وهدف رئيسي، تدمير قدرات كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية، وظن الإسرائيليون أن ذلك سيتم في أسابيع قليلة، لكن المدة طالت لتصل إلى 8 أشهر، ويبدو أن المقاومة لا تزال تحتفظ بالكثير من حيويتها وبناها التحتية من خطوط اتصالات وأنفاق وقدرة على الرصد واتخاذ القرارات الميدانية المؤثرة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2برلين تطفئ أنوارها.. لماذا انتكست الحريات في ألمانيا وتعثر اقتصادها؟برلين تطفئ أنوارها.. لماذا انتكست ...list 2 of 2الأعصاب الفولاذية.. لماذا لا يعرف المقاومون الاكتئاب؟الأعصاب الفولاذية.. لماذا لا يعرف ...end of list تكتيكات المقاومة والإستراتيجية غير المباشرة

الأهم في هذا السياق أن المقاومة الفلسطينية نجحت خلال تلك المدة في فتح عدة جبهات مع جيش الاحتلال، بل قتل وأسر المزيد من جنوده، وعند هذه النقطة تحديدًا تظهر عملية الاختراق الأخيرة، التي تحمل رسالة تؤكد استمرار قدرة المقاومة ليس فقط على صد الهجمات الإسرائيلي بنمط قتالي دفاعي، بل وقدرتها على تنفيذ هجمات تظهر مرونة تكتيكية عالية.

عند هذه النقطة تأتي "الإستراتيجية غير المباشرة" في الحرب، وهي تلك الخطوات التي تتخذها قوة ما لتحقيق أهدافها بطرق أخرى غير "الحسم العسكري". بحسب جونيلا إيريكسون وأولريكا باتيرسون من قسم الدراسات العسكرية في الجامعة الوطنية السويدية لعلوم الدفاع العسكري في كتابهما "العمليات الخاصة من منظور القوى الصغيرة"، فإن مفهوم الإستراتيجية غير المباشرة مبنيّ على عدة مناورات تهدف إلى إيجاد أقصى قدر من الحرية للجيش الأضعف من ناحية العدد والعتاد (المقاومة الفلسطينية في هذه الحالة)، مع حرمان الخصم (دولة الاحتلال) من هذا الامتياز بما يشمله من قوة مادية ومعنوية ومضافا إليهما عامل الزمن.

من الطرق الفعالة في هذا السياق "طريقة التآكل"، التي لا تعتمد على تحقيق النصر العسكري الحاسم، بل على جعل الصراع مكلفًا للغاية -مع مرور الوقت- بالنسبة للعدو من النواحي العسكرية والاقتصادية والسياسية. ويرى المتخصصون في هذا النطاق أن الإستراتيجية العسكرية غير المباشرة يجب أن تعتمد مزيجًا من الأساليب الدفاعية (لمنع تقدم الخصم) والهجومية (لتحقيق التفوق النفسي)، التي تقوم على سرعة الحركة والإغارة وهجمات الكر والفر.

اتبعت كتائب القسام هذه الإستراتيجية في الحرب الحالية عبر مهاجمة نقاط تمركز جنود الاحتلال، وكان اختراق السياج العازل أحد التجليات الواضحة لهذه الإستراتيجية، وعلى جانب آخر تعيد المقاومة ترتيب قواتها لاتخاذ مراكز دفاعية تصعّب تقدم جيش الاحتلال وتطيل أمد المعركة بما يكفي لتنقل أفرادها بسهولة أكبر بين شمال وجنوب القطاع عبر الأنفاق المستخدمة في الحرب.

ليس مجرد سياج عازل

يمتد الأمر إلى ما هو أعمق من ذلك، فهذه الاختراقات المتكررة تضع خطة إسرائيل المعتمدة بشكل مفرط على التكنولوجيا في أزمة كبرى. ولفهم ذلك دعنا نرجع إلى عام 2016 حين وصف نتنياهو مشروع السياج بأنه جزء من "خطة طويلة الأمد لتطويق إسرائيل بأسوار أمنية لحماية أنفسنا في الشرق الأوسط الحالي والمستقبلي"، مضيفًا أنه في هذه المنطقة "نحتاج إلى حماية أنفسنا من الوحوش البرية"، ومنذ ذلك الحين تفاخر الإسرائيليون وعلى رأسهم نتنياهو بقوة هذا السياج وقدراته التقنية ومناعته في مواجهة أي هجوم محتمل قادم من غزة، فهو (السياج) كما يقولون دائما ليس مجرد صخر وفولاذ، بل "سياج ذكي".

يتألف الحاجز من طبقات متعددة من التكنولوجيا والدفاعات المادية لتعزيز الأمن والمراقبة، حيث يتكون من السياج الأساسي (سور طويل محصن مزود بأسلاك شائكة)، والسياج الثانوي (سياج إضافي وضع خلف السياج الأساسي لإضافة طبقة أخرى من الأمان)، والجدران الخرسانية في أقسام معينة، وخاصة المناطق الحضرية، حيث تحل الجدران الخرسانية الطويلة محل الأسوار لمنع الهجمات المباشرة على خط البصر. إلى جانب ذلك يمتلك السياج حاجزا مضادًّا للأنفاق، وهو حاجز عميق تحت الأرض يمتد تحت السطح لكشف ومنع بناء الأنفاق من غزة إلى دولة الاحتلال.

لا يقف الأمر عند هذا الحد، حيث دُعم السياج بأجهزة استشعار متنوعة شملت أجهزة استشعار زلزالية تهدف للكشف عن أي تحركات تحت الأرض بما فيها عمليات حفر وإنشاء الأنفاق، إضافة إلى أنظمة الرادار المعنية برصد وكشف أي تحركات قريبة من الحاجز، وإرسال تنبيهات دقيقة إلى القوات القائمة على السياج. كما يعمل السياج بكاميرات مراقبة نهارية وأخرى ليلية عالية الدقة مثبتة على طول الحاجز لتوفير مراقبة مصورة مستمرة، وتشمل كاميرات المراقبة هذه أيضا كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لاكتشاف البصمات الحرارية، تتيح المراقبة في ظروف الرؤية المنخفضة كالليل أو الضباب، إلى جانب المسيّرات المستخدمة في المراقبة الجوية. كل هذه التكنولوجيا توفر رؤية يُفترض أن تكون شاملة ودقيقة ومستمرة للمنطقة الحدودية وتتيح الاستجابة السريعة لأي تهديدات. ومؤخرا، بدأت دولة الاحتلال بدمج الذكاء الاصطناعي في التقنيات المُشكّلة للسياج سعيا لاكتشاف التهديدات بشكل أفضل، ولمعالجة نقاط الضعف لأنظمة المراقبة والاستجابة.

يأتي كل ذلك مصحوبا بمرافق مركزية لتحليل البيانات المرسلة من جميع أنظمة المراقبة؛ وذلك لتنسيق الاستجابة تجاه أي تهديدات مكتشفة. وهذه الاستجابة تكون عن طريق آليات عسكرية يتحكم فيها عن بعد، كما وتقوم وحدات جيش الاحتلال بتنفيذ دوريات منتظمة على طول الجدار لضمان الحضور المادي والقدرة على الاستجابة الفورية.

ومع ذلك.. سقط

كل تلك التقنيات والسيطرة العسكرية الظاهرة لم تمنع كتائب القسام (التي لا تمتلك القدر ذاته من التقنيات المتقدمة، ولا حتى مروحية عسكرية أو دبابة أو مدفعًا متقدمًا واحدًا) من اختراق هذا السياج. ورغم أننا لا نعرف الكيفية التفصيلية التي مكّنت المقاومة من تنفيذ عمليتها الأخيرة، فإننا نعرف كيف حصل ذلك يوم السابع من أكتوبر الذي يوصف بأنه أخطر اختراق عسكري في تاريخ دولة الاحتلال؛ مما دفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت كتائب القسام استخدمت أي أسلحة ذات تقنيات استثنائية في هجومها ذاك؟

كانت الإجابة التي أدهشت الخبراء وعرفها الجميع لاحقا هي "لا"! لقد تم الأمر بوسائل يمكن وصفها بالبدائية إذا ما قورنت بتقنيات السوق اليوم، حيث لم تتجاوز بعض الأسلحة الخفيفة والمسيّرات والقذائف والصواريخ التي تستخدمها المقاومة عادة، إضافة إلى المظلات الطائرة. الخبراء أكدوا أيضا أن نجاح الاختراق لم يكن مرتبطا بالعتاد العسكري للمقاومة، بل بالتخطيط المحكم بين مختلف أطرافها لتنفيذ الهجوم الذي مكنهم من تجاوز السياج الفاصل بأكثر من 20 كيلومترا، وعاد المقاومون بعدد من الأسرى يتجاوز ما كان مخططا له مسبقا.

انطلقت عملية طوفان الأقصى باختراق 17 نقطة في السياج الأمني محددة سلفا، بالتزامن مع غطاء نيراني شمل إطلاق 5000 صاروخ، واختراق المسيّرات أهدافا إستراتيجية وضربها لعدد من أجهزة الرصد والإنذار المبكر. أعقب ذلك هجوم الطيران المظلي الذي نجح في تفادي الرادار بسهولة أكبر، قبل أن ينتقل رجال المقاومة إلى الميدان، بعضهم عبر اختراق السور بتفجير نقاط ضعيفة فيه وبعض آخر بالسيارات. هذا التكتيك المتكامل بين مختلف الفرق حقق أهداف العملية وأسفر عن صدمة غير مسبوقة ولا متوقعة من الإسرائيليين الذين طالما ظنوا أن المقاومة الفلسطينية تعمل فقط في مجموعات صغيرة منعزلة بخطط محدودة.

فشل خطة التكنولوجيا

أثار هذا الفشل تساؤلات بشأن فاعلية اعتماد إسرائيل على التكنولوجيا العسكرية، وُوجهت انتقادات إلى الحكومة الإسرائيلية التي اتهمت بـ"عبادة التكنولوجيا"؛ مما أسفر عن ضعف الأداء داخل جيشها، حيث أوهمتها "ثقتها المفرطة" في تفوقها التكنولوجي بأنها لن تهزم أبدا، وهو تصور أدى إلى وجود عدد محدود من جنود الاحتلال على السياج الأمني.

لطالما تفاخر الإسرائيليون بقدراتهم التكنولوجية المتقدمة التي لا يشق لها غبار. تزعم إسرائيل منذ حربها على غزة عام 2012 أن كفاءة منظومتها للدفاع الصاروخي -مثلا- تتجاوز 90%. لكن بحسب الأستاذ بمعهد ماساتشوستس العالي للتكنولوجيا في الولايات المتحدة ثيودور بوستول، المختص في الأبعاد الهندسية للأمن القومي، فإن هذه النسبة التي تروجها إسرائيل غير صحيحة، لأن اعتراضا سليما لهدف قادم إلى إسرائيل يفترض ضرب الصاروخ الإسرائيلي للرأس الحربي للصاروخ القادم من القسام، وهذا أمر من النادر حدوثه، مع وجود فرضية سقوط الصاروخ وبقاء رأسه الحربي سليما وقادرا على الانفجار.

ولا يُعَدُّ بوستول المُشكِّك الوحيد في فاعلية المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، إذ يؤيده في ذلك العديد من الخبراء مثل ريتشارد إم لويد، خبير الرؤوس الحربية سابقا في شركة ريثيون، وآخرون من داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مثل روفين بيداتسور، الطيار المقاتل السابق في جيش الاحتلال وأحد مؤيدي الأنظمة الدفاعية القائمة على الليزر، وموردخاي شيفر الحائز على جائزة الدفاع الإسرائيلي، اللذين أجمعا على تقدير فاعلية المنظومة بنسبة تراوح بين 5 و40 في المئة كحد أقصى، وأن نجاحها يعتمد بالأساس على دقة صواريخ المهاجم (المقاومة).

لا يتوقع باحثو هذا النطاق أن تستمر الأمور على هذا النحو، ويرجحون تطوير الفصائل الفلسطينية لتقنيات صاروخية أكثر دقة، سواء باتباع الصواريخ مسارات معقدة لا يمكن التنبؤ بها أو أن تكون صواريخ قادرة على المناورة مما يمكنها من اختراق القبة الحديدية بفاعلية كبيرة.

وهذه هي طبيعة الأشياء، ففي كل تقنية تظهر ثغرة، ويساعد اكتشاف المقاومة للثغرات العسكرية الإسرائيلية على تغيير شكل عملها، وضمان ألا يكون تفوق الاحتلال التكنولوجي عنصر الحسم في هذه الحرب الطويلة، والعودة إلى أنماط المعارك غير المفضلة لدى الإسرائيليين؛ جندي في مواجهة مقاوم، وهو أمر طالما حاولت إسرائيل تجنّبه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبعاد المقاومة الفلسطینیة دولة الاحتلال جیش الاحتلال کتائب القسام غیر المباشرة

إقرأ أيضاً:

لحظة بلحظة.. هكذا تمكن مقاومو نخبة القسام من قتل وأسر كل جنود وضباط “ناحل عوز”

#سواليف

أكمل #جيش_الاحتلال الإسرائيلي التحقيق العملياتي بشأن #الهجوم و #المعركة التي وقعت في قاعدة ” #ناحل_عوز ” العسكرية، وجرى عرضه أمام #عائلات_الجنود القتلى، والجنود الذين كانوا في القاعدة خلال الهجوم. التحقيق، الذي أشرف عليه رئيس أركان #جيش_الاحتلال هليفي، قُدّم أيضًا إلى وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل #كاتس.

وأسفر الهجوم عن مقتل 53 جنديًا وضابطًا، فيما أسر 10 آخرون إلى قطاع #غزة، ولا يزال ثلاثة منهم في قبضة حركة ” #حماس “. وأظهر التحقيق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في حماية القاعدة بشكل مناسب، ما كشف عن ثغرات كبيرة في استعدادات الجيش لمواجهة هجوم بري واسع النطاق، لا سيما في ظل القصف الصاروخي الكثيف.

#خسائر_فادحة وواقع صادم

مقالات ذات صلة أردوغان: لن نسمح بتقسيم آخر لسوريا وسنكون بجانبها دائما 2025/03/03

أشار التحقيق إلى أن حماس بدأت تنظيم القادة وبعض المقاومين لعملية السابع من أكتوبر يوم الجمعة في الساعة 18:30، ولم يتم رصده من قبل أي جهة استخباراتية إسرائيلية، لا من قبل وحدة 8200، ولا الشاباك، ولا فرقة غزة المسؤولة عن جمع المعلومات في الكيلومتر أو الكيلومترين القريبين من الحدود.

وكانت عملية حماس سريعة ومنسقة، حيث كان العشرات من المسلحين في القوة الأولى في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود حوالي الساعة 6:00، منتظرين الإشارة الخضراء – وابل منسق من 960 صاروخًا وقذائف هاون أُطلق في الساعة 6:29 باتجاه مواقع جيش الاحتلال في غلاف غزة، بهدف شلّها.

وبحسب التحقيق فإن إطلاق الصواريخ كان الإشارة لمقاتلي حماس لاقتحام السياج الأمني، الذي تم اختراقه في المنطقة المقابلة لكيبوتس “كفار عزة” عبر ثلاثة مواقع تسلل في الساعة 6:35، 6:41 و6:43. بالتزامن، أنزلت حماس ستة من عناصر وحدة النخبة داخل الكيبوتس باستخدام المظلات.

وفوجئ ضباط جيش الاحتلال بحجم الهجوم وشدته، وأدى مقتل العديد منهم في الدقائق الأولى إلى خلل في منظومة القيادة، ما ترك الوحدات تقاتل دون تنسيق أو توجيه واضح.

وأوصى التحقيق بمراجعة جذرية لاستعدادات جيش الاحتلال لمواجهة سيناريوهات اقتحام بري، لتعزيز قدرة الوحدات على حماية المواقع الأمامية.

وأكد التحقيق أن حماس سيطرت على منطقة “كفار عزة” بغلاف غزة في السابع من أكتوبر خلال ساعة واحدة بينما استغرق إعادة السيطرة عليها من الجيش الإسرائيلي 3 أيام.

وكشف التحقيق أن القاعدة لم تكن مجهّزة للتصدي لهجوم بري بهذا الحجم، إذ صُمّمت التحصينات لمواجهة الصواريخ وليس تسلل المقاتلين. كما أن نظام الإنذار لم يرصد التحركات المشبوهة بشكل كافٍ، ولم تكن هناك خطط دفاعية فعالة لحماية الجنود غير المقاتلين، مثل المراقِبات اللواتي كنّ عرضة للخطر المباشر.

تفاصيل الهجوم: لحظات حاسمة

بدأ الهجوم الساعة 06:29 صباحًا بإطلاق مكثف للصواريخ فيما نجحت مجموعات من المقاومة باختراق السياج الفاصل عبر عشرات المحاور، مستخدمة سيارات، ودراجات نارية، وأحيانًا سيرًا على الأقدام. في غضون دقائق، وُجد الجنود في معركة شرسة، يواجهون قوة منظمة تفوقهم عددًا وتسليحًا.

المرحلة الأولى: اقتحام القاعدة (06:29 – 08:20)

06:29: رصدت المجندات المراقِبات اقتراب عناصر المقاومة من السياج، وأُعلن عن “حدث معقد”.

06:45: وصلت مجموعات المقاومة إلى القاعدة، واندلعت اشتباكات عنيفة.

07:05: تمكن المقاومون من اختراق القاعدة، فيما أصدر قائد فصيل أوامر بالقتال المباشر.

07:30: سقطت نقطة الحراسة الرئيسية بعد معركة قُتل فيها جميع الجنود المتمركزين.

08:04: ساعدت غارة جوية في إنقاذ حياة 11 مجندة كنّ محاصرات في أحد الملاجئ.

المرحلة الثانية: استمرار المعركة (08:20 – 12:00)

09:00: دبابة تصدّت لموجة جديدة من المقاومين قبل أن تُصاب بصاروخ مضاد للدروع.

10:00: بدأ أسر الجنود، بينهم ثلاثة من طاقم دبابة أُعطبت في المعركة.

10:20: أسر سبع مجندات ونقلهن إلى غزة.

12:00: أشعل المقاومون غرفة القيادة بعد محاصرتها، ما دفع بعض الجنود للهرب تحت النيران.

المرحلة الثالثة: وصول قوات الإنقاذ (12:00 – 20:00)

12:00: وصلت تعزيزات من وحدة المظليين ووحدات النخبة في جيش الاحتلال.

17:00: أُعلن عن إعادة سيطرة جيش الاحتلال على القاعدة بعد معارك ضارية شارك فيها سلاح الجو.

فشل استخباراتي وقرارات “غبية”

عثر الجيش خلال حربه البرية على غزة على كتيب يتضمن أمر حماس لمقاتليها بمهاجمة قاعدة “ناحال عوز” يوم السابع من أكتوبر، لافتًا إلى أن المعركة في “ناحل عوز” تعبر عن فشل منهجي خطير ومؤلم يمسّ جوهر قيم حيش الاحتلال، فقدت فيه مبادئ أساسية في الدفاع، وكان هناك أيضاً جنود وقادة لم يسعوا إلى القتال وهربوا.

وبحسب مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الملف لا يقل عن ملف عملياتي لوحدة النخبة في جيش الاحتلال، وهو يفصل جميع نقاط الضعف وخصائص القاعدة: الثغرات في السياج التي اخترقها 60 مقاومًا من النخبة القسامية في الموجة الأولى، واجتاحوا المكان فعلياً في غضون نصف ساعة؛ والثغرات في الجدار الغربي التي كانت بمثابة فتحات للمقاومين لإطلاق النار على الجنود في الداخل.

وأضاف أن حماس حصلت على معلومات عن إجراء متهور من جانب جيش الاحتلال وافق على تقليص حوالي نصف القوة المقاتلة في عطلات نهاية الأسبوع حتى يتمكن الجنود من الاستمتاع بالإجازة في منازلهم.

وأكد أن حماس كانت تعلم الموقع الدقيق لكل غرفة ومركز قيادة ومكاتب ومبنى داخل أسوار المعسكر؛ الحياة اليومية داخله؛ عدد الأسلحة؛ الموقع الدقيق للمستودعات، وأين تقع غرفة الطعام، وأي جزء من الطرق الزراعية المؤدية من السياج إلى القاعدة يمكن أن يؤخرها، واشترطت في الخطة أن تقوم النخبة القسامية التي اقتحمت القاعدة بذلك خلال 15 دقيقة كشرط لضمان السيطرة عليها.

لقد توصلت حماس إلى نتيجة مفادها أن وصول دبابة مجاورة إلى “ناحال عوز” سيستغرق 15 دقيقة في حال وقوع حادث، وقد راقبت حماس مسبقًا التدريبات لمعرفة المدة التي قد تستغرقها القوات المجاورة لتعزيز صفوفها.

وأدركت حماس أنها لابد وأن تعمل على تحييد موقع “بيجا” القريب، لأنه كان يحتوي على موقع هاون للجنود في اتجاه ناحال عوز، وقد نجحت في ذلك.

ووفق التحقيق، ففي صباح يوم 7 أكتوبر، كان في “ناحل عوز” 162 جنديًا -حوالي نصف العدد في أيام الأسبوع- وفقًا للإجراءات التي بدأت هيئة الأركان العامة في تنفيذها قبل خمس سنوات لإرضاء الجنود وعلى افتراض أن المقاومين الفلسطينيين سيضربون فقط في أيام الأسبوع.

ولقد وصلت قوة حماس مجهزة تجهيزا جيدا، وبالإضافة إلى الميزة البشرية والعددية، فقد تمتعت أيضا بقدرة أكثر فتكاً: ففي حين لم يجد الجيش الإسرائيلي ضرورة لتوزيع القنابل اليدوية بشكل روتيني على جنوده، وكانت المدافع الرشاشة مقفلة في المستودعات، وصلت حماس ومعها عدد كبير من صواريخ آر بي جي، وأنواع مختلفة من القنابل المتفجرة.

وقال التحقيق إن جيش الاحتلال أجرى قبل السابع من أكتوبر تدريبات شملت عدة سيناريوهات، بما في ذلك غارة للنخبة القسامية على موقع بيجا المجاور، وهجوم على مجموعة قتالية بواسطة طائرة بدون طيار تابعة لحماس. ولكن ما لم يتم التدرب عليه على الإطلاق، حتى من قبل الكتائب السابقة في “ناحال عوز”، هو سيناريو الهجوم على المعسكر، رغم أنه يقع، على مسافة 15 دقيقة سيراً على الأقدام من حي الشجاعية.

وقال التحقيق إن جيش الاحتلال توصل إلى بعض المصادر التي استقت منها حماس معلوماتها عن موقع “ناحل عوز”، ولم تكن هذه فقط طائرات بدون طيار أطلقتها في الهواء بشكل دوري، بل أيضا مئات الصور ومقاطع الفيديو التي رفعها الجنود على الإنترنت من داخل القاعدة نفسها، ومنشورات بادر بها الجيش الإسرائيلي في وسائل الإعلام حول التغييرات المتكررة في مفاهيم الدفاع في القطاع.

مقالات مشابهة

  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • لحظة بلحظة.. هكذا تمكن مقاومو نخبة القسام من قتل وأسر كل جنود وضباط “ناحل عوز”
  • فيما القسام تنشر فيديو “الوقت ينفد”.. حكومة نتنياهو تتقدّم خطوة وتتراجع خطوتين
  • تحقيق : هكذا سيطرت كتائب القسام على موقع ناحل عوز
  • القسام تنشر فيديو لـ أسير إسرائيلي يطلب من نتنياهو إتمام اتفاق غزة
  • فيديو نشره القسام .. أسير صهيوني يطلب من “نتنياهو” إتمام اتفاق غزة
  • مكتب نتنياهو يرد على فيديو نشرته القسام
  • القسام تعرض رسالة لأسرى الاحتلال في غزة.. ونتنياهو يعلق (شاهد)
  • كتائب القسام تنشر فيديو لأسيرين يوجهون رسائل إلى قيادة الاحتلال
  • رسالة لأسرى الاحتلال في غزة.. لا تفرقوا بين العائلات (شاهد)