«بلينكن» يزور الشرق الأوسط الأسبوع المقبل.. هل ينهي حرب غزة؟
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
للمرة الثامنة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يستعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لزيارة الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، وهذه المرة تأتي مُحملة بخطة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومحاولة إنجاح وقف إطلاق النار وإبرام صفقة جديدة في غزة، مع آمال في تهدئة الأوضاع المشتعلة في الشرق الأوسط.
وسيزور «بلينكن»، مصر والأردن وقطر والاحتلال الإسرائيلي، وسيجتمع مع كبار المسؤولين والدبلوماسيين هناك، لكن ومع الإخفاقات السابقة لزيارته إلى الشرق الأوسط، يبقى السؤال، هل ينجح هذه المرة؟
مقترح «بايدن» بشأن حرب غزةماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي، قال إن أنتوني بلينكن سيؤكد خلال زيارته إلى الشرق الأوسط أن مقترح الرئيس الأمريكي سيخفف المعاناة في قطاع غزة، كما سيتيح إدخال المساعدات الإنسانية، وسيسمح بعودة الفلسطينيين إلى منازلهم.
الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، علق على زيارة «بلينكن» الجديدة للشرق الأوسط، قائلًا إنه يسافر محملًا بمقترح جو بايدن والذي لم يوافق عليه الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن، لكن «بلينكن» يريد أن يرى إلى أين ستذهب الأمور في غزة، وزيارته لها دلالات متعددة وهامة.
وأشار «الرقب»، في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن زيارات أنتوني بلينكن إلى المنطقة تأتي، ومعها الخراب، فآخر مرة، تم بعدها مباشرة العملية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية.
محاولة لإنجاح مقترح «بايدن»وتأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي هذه المرة في محاولة لإنجاح مقترح «بايدن»، في وقت تشير التقارير داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنه قد ينهي عملياته في قطاع غزة خلال شهر يونيو، ويُعيد التموضع في مناطق مختلفة في غزة، ويُنشئ مناطق عازلة كما زعم وزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت، تكون بمثابة جذر إنسانية سيتم خلالها إدخال المساعدات، ثم يأمل مع الوقت أن تتحول إلى مناطق يعيش فيها الفلسطينيون بأمان، لكنه واهم، بحسب «الرقب».
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تبذل جهدًا كبيرًا لإنجاح المفاوضات، بالتزامن مع زيارة «بلينكن» في سياق تطبيق خارطة الطريق التي أعلن عنها «بايدن».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي مقترح بايدن الولايات المتحدة زيارة بلينكن غزة إسرائيل مصر أنتونی بلینکن الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد
تتردد شائعات حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا منذ سنوات في أجندة الرأي العام الدولي. وفي فبراير الماضي، كشفت تقارير استخباراتية أن واشنطن تعمل هذه المرة على تسريع العملية بشكل جاد. ورغم أن الانسحاب يتم بشكل تدريجي بحجة مخاوف أمنية تتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن السبب الحقيقي مرتبط مباشرة بالمخاطر والضغوط التي يمارسها الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في أمريكا. فالكيان الصهيوني يخشى من التزام قسد بالاتفاقيات مع حكومة دمشق، ويشعر بقلق بالغ من تزايد نفوذ تركيا، التي تُعتبر الفاعل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في سوريا.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان على دراية بالخطط القذرة، فقد كان مصمما على عدم الانجراف لهذه اللعبة. فاللوبي الصهيوني يسعى إلى تحريك مسلحي «داعش» والميليشيات الشيعية، وتنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) والأقليات الدرزية، أو العلوية في المنطقة، لتحويل سوريا إلى «لبنان جديدة»، ثم جر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى هذه الفوضى. لكن يبدو أن إدارة ترامب تقاوم هذا السيناريو بقوة.
حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع
فعندما أراد ترامب الانسحاب من سوريا في 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، تمت إعاقة هذه الخطوة من قبل المحافظين الجدد الموالين للكيان الصهيوني، واللوبي اليهودي المؤثرين في الدولة العميقة الأمريكية. وشملت الضغوط على ترامب حججا عدة مفادها، أن الانسحاب سيعود بالنفع على إيران وروسيا، ويعرض أمن الكيان الصهيوني للخطر، بالإضافة إلى مخاطر تدخل تركيا، ضد أي «دولة إرهاب» قد تقام في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. في ذلك الوقت، لم يكن ترامب يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة هذه الضغوط، فلم يستطع تنفيذ استراتيجية الانسحاب، لكن اليوم، اختفت معظم المبررات التي حالت دون الانسحاب، فقد تم احتواء تهديد «داعش»، وأقامت تركيا توازنا جديدا على الأرض عبر عملياتها العسكرية، كما أصبحت مكاسب إيران وروسيا في سوريا قابلة للتوقع، ولم يتبق سوى عامل واحد، وهو استراتيجيات الكيان الصهيوني المعطلة. حتى الآن، تشكلت خطة «الخروج من سوريا» لصالح ترامب سياسيا داخليا وخارجيا، وقد أضعف ترامب بشكل كبير نفوذ المحافظين الجدد، واللوبي الصهيوني مقارنة بفترته الأولى. كما أن مطالب الكيان الصهيوني المفرطة، يتم تحييدها بفضل الدور المتوازن الذي يلعبه الرئيس أردوغان.
وهكذا، حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع تتماشى مع الاستراتيجية العالمية الجديدة للولايات المتحدة. لأن «الاستراتيجية الكبرى» لأمريكا تغيرت: فالشرق الأوسط والكيان الصهيوني فقدا أهميتهما السابقة. يعتمد ترامب في سياسة الشرق الأوسط للعصر الجديد على نهج متعدد الأقطاب، لا يقتصر على الكيان الصهيوني فقط، بل يشمل دولا مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات ومصر وحتى إيران. وهذا النهج يمثل مؤشرا واضحا على تراجع تأثير اللوبي اليهودي، الذي ظل يوجه السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات طويلة. وإلا، لكانت الولايات المتحدة قد تخلت عن فكرة الانسحاب من سوريا، وعززت وجودها على الأرض لصالح الكيان الصهيوني، ما كان سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيتها إلى خمس دويلات فيدرالية على الأقل. لكن ترامب، خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض في 7 أبريل بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، أعلن للعالم أجمع أن تركيا والرئيس أردوغان هما فقط الطرفان المعتمدان في سوريا. كانت هذه الرسالة الواضحة بمثابة رسم لحدود للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في أمريكا.
ينبغي عدم الاستهانة بخطوات ترامب، ليس فقط في ما يتعلق بالانسحاب من سوريا، بل أيضا في تحسين العلاقات مع إيران بالتنسيق مع تركيا وروسيا. هذه الخطوات حاسمة، وقد تم اتخاذها، رغم الضغوط الشديدة من اللوبي اليهودي الذي لا يزال مؤثرا في السياسة الأمريكية. ولهذا السبب، يتعرض ترامب اليوم لانتقادات حادة من الأوساط الصهيونية والمحافظين الجدد، سواء داخل أمريكا أو خارجها.
المصدر: القدس العربي