وصفت الفنانة السودانية فدوى فريد من يدعون للحرب بأنهم مرضى نفسيون، وقالت إن من يتمنى الموت للناس ويدعو لحزنهم عليه أن يراجع نفسه، وذكرت فريد في حوارها مع «التغيير» أن مشروعها قائم على الغناء المسؤول، وتحدثت فدوى عن زياراتها لمعسكرات اللاجئين ومحاربة الإعلام لها في بداياتها وغيرها من المواضيع في مساحة من الحوار الصريح.


حوار ــ عبد الله برير

_ من هي فدوى التي ظهرت وغنت لنبذ الحرب اكثر من 12 اغنية ؟

أنا فدوى فريد، بنت سودانية عادية من طبقة متوسطة، خريجة محاسبة، في فتره الحرب غنيت بالفعل كثيرا لوجع الحرب الذي يلازمني منذ الصغر، أنا من الذين لم يروا جزءا كبيراً من أهلهم بسبب الحرب التي لا تعطينا أي خير وحرمتنا من الكثيرين ولسنا على استعداد لنُحرم من اناس نحبهم.

_ هل يحتاج الفنان ل ( كتالوج ) ونماذج ومرشدين ليشق طريقه؟

الفنان منذ البداية يجب أن يرسم بنفسه خط سيره ويحدد ما يريد أن يغنيه ويختار ذلك بعناية وهذا يعود إلى احساسه ومسؤوليته، أي فنان لديه قضية وهذه القضايا تختلف فهنالك من يريد أن يحسن وضعه مالياً مثلا، لكنني دائما ما أردد في المنابر والمنصات بأنني احلم بأن اتغنى بمسرح به 1000 شخص وكلهم يغنون معي ولكن لا احلم بأن يكون (عدادي) أكبر عداد في السودان أو العالم، أغني الغناء الجميل الذي يخفف علينا وجعنا سواء كان كاتب النص شاعراً كبيراً أو صغيراً فالإبداع ليس له سن محدد.

_ كيف كان شعورك وأنت تزورين والمعسكرات وتغنين للاجئين ؟

وجع كبير أحس به عندما أزور المعسكرات، صراحة أشعر أن كل شخص سوداني هو قريبي، كلنا أسرة واحدة والوجع كبير جداً، كلما زرت معسكراً اعتذر لهم في النهاية و أقول لهم إنني جئت كي أفرحكم ولكنني بكيت أكثر منكم، أناشد كل الفنانين ان يتفقدوا مثل هؤلاء، رسالتي للفنانين أن نتفقد حتى العازفين الذين لا يعملون معنا، موجع جدا أن نجد أحد المنتمين للحقل الفني يعاني، بعض الفنانين يعطون العازفين فتافيت من عائدات الحفلات لذلك أكثر المتازمين في هذه الحرب هم العازفون وبعض الفنانين اصحاب القضية.

_ كونك من أم من غرب السودان و أب جنوبي، هل حدث لك ( انفصام ) بعد انفصال جنوب السودان ؟

 

نعم معظم الناس فقدوا الكثير ممن يعرفونهم لكنني أرى السودان بعين واحدة وهو مليون ميل مربع وسودان واحد والحمد لله أن بعض الناس لجأوا للجنوب مثل ما كان يحدث السابق حينما نزح الجنوبيون من الحرب، هنالك بعض الشماليين الآن لم يرجعوا بعد الانفصال لأنهم يشعرون أن الجنوب بلدهم وهي دولة واحدة واتمنى ان تعود كذلك.

أما آن الأوان لفدوى أن تترك أغنيات الحزن وتغني للناس عن الأمل والتفاؤل؟

جزء كبير من الأغنيات به حزن ونبرة صوتي يعتريها الحزن وهو موجود حتى في اغنيات الفرح، اتمنى أن اغني للفرح ويُطلب مني ذلك دائما لكن كل يوم تتزايد الأوجاع والمجازر مستمرة، أتمنى أن ان يوضع السلاح في الأرض ونفكر في الأجيال القادمة وننظر لفقدان الأرواح والممتلكات والوضع النفسي والثقه التي انعدمت.

_ما هو سر الثنائية مع الشاعر الأستاذ مدني والملحن حمدتو؟

الأستاذين النخلي حمدتو كانا من أوائل الداعمين الذين تنبأوا لي بمستقبل جيد وانا سعيدة بهما وممتنة، النخلي تحديدا كان يساعدني في اختيار القصائد والأغنيات وهو معروف بالقلب الكبير وحبه للفن الملتزم ،تعاونت معه في البداية في اغنيه (دنيا ساكة الناس) و امتدت التعاون ب( سوداني تكفينا) و(أهلنا قولوا سلام) وغيرها وبيننا أعمال قادمة تدعو إلى الوحدة وحب السودانيين لبعضهم البعض و لبلادهم ،ونبذ العنصرية.

_ هل وقف الإعلام معك في البدايات؟

أنا لا اخاف من شيء وكنت أخطط لطريقي جيدا وأعلم أن مثل هذه العقبات متوقعة، ولكن هنالك عصابة في الإعلام لا تقدم أي شخص بل تحصر الفرص لأشخاص معينيين لذلك حاربت الإعلام، في فترة ما إذا تقدمت محطة تلفزيونية للتصوير كنت أرفض ذلك، لا أنكر أن راديو البيت السوداني وراديو الرابعة فتحا لي أبوابها ثم بعدت عن الإعلام كثيرا وطورت نفسي و أصبحت انتج عمل خاصا وشاركت في ليالي المنتديات وكانت من أسباب الإنتشار، وقدمت أغاني الطنبور وغنائي الخاص والحقيبة والتراث وعربي جوبا ومضيت في مشروعي وراضية عما أقدمه من رسالة للسلام.

_ ما هو الدور الذي قام به الموسيقار يوسف الموصلي في مشوارك؟

الدكتور يوسف الموصلي أحبه جدا وأحب اغنياته، قبل الحرب التقينا في استديوهات البروف وتحدثنا كثيرا وقدم لي الوصايا والنصائح، فكرنا في تقديم واحدة من أغنياته المعروفة في دويتو مشترك ولكن شاءت الأقدار أن قامت الحرب، لكن لحن لي عمل بعنوان شدة وبتزول وهي من كلمات الاستاذ مدني النخلي ولدينا تعاون قادم.

_ هل تتخوفين من تنمر البلابسة دعاة الحرب عليك وأنت فنانة سلام؟

لا اعرف الخوف و نحن بشر والتنمر لا يعنيني، لا يوجد أحد منا اختار قدره، لو خيروني 1000 مره سأختار أن أكون فدوى إبنة فاطمة المرأة الدارفورية ووالدي فريد الرجل الجنوبي، كل من كان عقله صغيرا وغير مكتمل فهو يتنمر، أي محتوى لا يعجبك يمكن أن تتجاوزه، من يجرحون الناس يعانون المشاكل النفسية وكل من يدعم الحق يصنف أنه غير طبيعي، نحن نرى الخراب باعيننا ويجب أن نحس بالناس، حينما تفقد أم أبنائها وحينما يفقد رجل زوجته أو إخوته، يجب أن نشعر به، من يحب الناس يتمنى لهم السعاده، الداعون للحرب ( ناس بل بس) غير طبيعيين وهم مرضى نفسيون يتمنون الحزن والموت للآخرين .

_ كيف تنظرين لمشوارك الفني في المستقبل؟

مواصلهةمشروع الأغنيات والكلمات الجميلة التي يمكن أن يسمعها الإنسان في أي مكان وأي زمان ،في هذه المرحله أقاتل من أجل السلام والسودان، الأعمال المستقبليه موجودة بإذن الله .

_ لمن توجهين رسائلك في ختام هذا الحوار ؟

رسالتي للشعب السوداني الصابر القوي الصامد: ليس أمامنا سوى الدعاء والصبر ، علينا أن نشعر ببعضنا البعض ونتفقد الآخرين، شعبنا معروف بالكرامة وأن الواحد منا من الممكن أن يجوع بدون أن يطلب المساعدة، رسالة لتجار الأزمات با٨ن يحسوا بالناس و ( بلاش ناكل بعض)،، نعم للحياة نعم للسلام.

الوسومالبلابسة السلام فدوي فريد فنانة لا الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البلابسة السلام فنانة لا الحرب

إقرأ أيضاً:

الأمة يعلّق على استراتيجية السعودية تّجاه السودان

تاق برس –  قال حزب الأمة في السودن، إنّ منبر جدّة يعدّ الأكثر تأهيلا وتأثيرًا لوقف الحرب، لجهة أنّه يلامس قضايا جوهرية تخصّ المدنيين.

 

وطالب الحزب الوسطاء تقيم أسباب فشل من أسماهم المليشيا تنفيذ الاتفاقيات السابقة وتوسيع عدوانها على الشعب السوداني في المدن والقرى وإجبارها الآلاف السودانين على النزوح.

 

وامتدح حزب الأمة السوداني استراتيجية المملكة العربية السعودية تجاه السودان والتي تقوم على استقراره والحفاظ على مؤسساته الوطنية،وجهودها الحثيثة التي بذلتها في سبيل تعزيز السلام ووقف الحرب.

 

وقال الحزب في تعميمٍ صحفي اليوم الثلاثاء، إنّ تسيير المملكة العربية السعودية لجسرّ جويّ إغاثي يحمل مساعدات إنسانية وإغاثية،لتلبية الحاجات الطارئة للشعب السوداني عبر اكثر من عشرة دفعات للمساهمة في تخفيف آثار الحرب يؤكّد الدور الذي تضطلع به المملكة في مدّ يد العون للشعب السوداني خلال مختلف الأزمات.

 

وأضاف” هذا دليل على عمق العلاقات المتينة التي تربط بين البلدين الشقيقين”

مقالات مشابهة

  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه
  • معاناة مرضى السرطان تتفاقم بسبب الحرب في السودان
  • السودان: إنقاذ ما لم يمكن إنقاذه
  • بإطلالة مبهجة.. رانيا فريد شوقي تبهر جمهورها
  • السودان: إنقطاع التيار الكهربائي لأكثر من «40» يوماً يضاعف معاناة سكان مدينة الأبيض
  • الأمة يعلّق على استراتيجية السعودية تّجاه السودان
  • أسباب فشل جهود الأمم المتحدة في السودان
  • بكري الجاك لـ «التغيير»: إتصال البرهان بتقدم ليس صحيحًا
  • ممثلة يونسيف في السودان لـ «التغيير»: الأوضاع مروعة وتدفع البلاد نحو كارثة إنسانية
  • بكلمات مليئة بالحب.. رانيا فريد شوقي تهنئ زوجها بعيد ميلاده