بعد خروج الولايات المتحدة وفرنسا.. الإرهاب ينتشر في غرب أفريقيا
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة تواجه تحديات في منطقة غرب أفريقيا مع انتشار الإرهاب، وذلك بالتزامن مع صدور أوامر للقوات الأميركية والفرنسية بالخروج من عدة دول بعد سلسلة من الانقلابات.
وأوضحت أنه بعد هجمات 11 سبتمبر، أرسلت الولايات المتحدة قواتها ومساعداتها العسكرية إلى منطقة غرب أفريقيا لمساعدة القوات الفرنسية على وقف انتشار تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية، لكن بعد مرور أكثر من عقد من الزمان، ومع إنفاق مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الأمنية، فشلت جهود مكافحة الإرهاب الإقليمية إلى حد كبير.
وأشارت إلى أن الجماعات التي أعلنت ولاءها لتنظيمي القاعدة و"داعش" بدأت في الزحف والتوغل. وأطاحت الانقلابات العسكرية بحكومات يقودها مدنيون في مالي وغينيا وبوركينا فاسو والنيجر. وأمر القادة الجدد لهذه الدول القوات الأميركية والفرنسية بالخروج، وفي بعض الحالات دعوا مرتزقة روس ليحلوا محلهم.
ووفقا للصحيفة، كانت مالي الدولة الأولى في منطقة الساحل التي يزعزع استقرارها الإرهابيون والمتمردون.
أما في النيجر، ذكرت الصحيفة أنه بعد الانقلاب العسكري، في يوليو الماضي، علقت الولايات المتحدة معظم المساعدات الأمنية وتبادل المعلومات. وكثفت الجماعات الإرهابية هجماتها على القوات النيجيرية. وفي أكتوبر الماضي، قُتل ما لا يقل عن 29 جنديًا نيجيريًا في هجوم نفذه مسلحون جهاديون في غرب البلاد. وقبل ذلك بأسبوع، توفي عشرة في الجنوب الغربي.
وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن قادة المجلس العسكري في النيجر بدأوا يتجهون نحو روسيا من أجل الأمن، وإلى إيران من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل بشأن احتياطياتها من اليورانيوم. واحتج الدبلوماسيون والمسؤولون العسكريون الأميركيون، هذا الربيع، وانتقدوا الحكومة العسكرية لفشلها في رسم طريق للعودة إلى الديمقراطية. واتهم المجلس العسكري الأميركيين بالتحدث معهم باستخفاف.
ويخشى المسؤولون الأميركيون والغانيون أن تكون غانا هي التالي، بحسب الصحيفة التي أوضحت أن الجماعات الإرهابية تتقدم جنوبا وتشن هجمات في الدول الساحلية المجاورة لغانا، مثل توجو وبنين وساحل العاج. وأغلبية سكان غانا البالغ عددهم 34 مليون نسمة هم من المسيحيين، ويشكل المسلمون نسبة كبيرة في شمال البلاد الفقير.
ولفتت الصحيفة إلي أنه مع قيام الولايات المتحدة بسحب 1000 من أفرادها العسكريين من النيجر وإغلاق قاعدة جوية تبلغ قيمتها 110 ملايين دولار هناك، بحلول سبتمبر، يسعى المسؤولون الأميركيون جاهدين للعمل مع مجموعة جديدة من البلدان في غرب أفريقيا الساحلية لمحاربة التمرد المتطرف العنيف الذي يرون أنه يتسرب بشكل مطرد إلى الجنوب.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأعلى في البنتاغون لشؤون سياسة العمليات الخاصة، كريستوفر بي ماير، قوله: "بالطبع، هذا أمر محبط، لأن رغبتنا في تعزيز الحكومات الديمقراطية والحكم الصحي هناك لم تسر بشكل جيد."
وأضاف ماير أن الجيش الأميركي حقق نجاحا أكبر في تدريب قوات مكافحة الإرهاب المحلية، رغم أن بعضهم شارك في الانقلابات العسكرية الأخيرة. لكنه تابع: "إنه أمر مخيب للآمال عندما نستثمر في تلك العلاقة ثم يُطلب منا المغادرة".
ووفقا للصحيفة، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم يعيدون حاليا صياغة أسلوبهم في مكافحة التمرد الذي ينتشر في منطقة غرب أفريقيا، حيث أدى التنافس على الأرض، والاستبعاد من السياسة والحكم المحلي، إلى تضخم صفوف المسلحين، أكثر من أي التزام خاص بالأيديولوجية المتطرفة.
ويرى المسؤولون أنه بدلا من الاعتماد على قواعد كبيرة ووجود عسكري دائم، يقولون للصحيفة إنهم يحاولون تطبيق استراتيجية ستركز بشكل أكبر على المبادرات الممولة جيدا والتي تشمل الأمن والحكم والتنمية، ودفع تكاليف تدريب الجنود وكذلك مشاريع الكهرباء أو المياه الجديدة.
وذكرت الصحيفة أنه تمت تجربة هذا النوع من النهج الشامل من قبل بنجاح محدود، ويقول المسؤولون الأميركيون والمتخصصون المستقلون في غرب إفريقيا إنه يواجه عقبات كبيرة الآن.
وأوضحت أنه بينما يقوم المسؤولون الأميركيون بتقييم الأخطاء وإعادة صياغة استراتيجيتهم، يراقبون أيضًا بحذر اثنين من المنافسين العالميين في المنطقة، وهما الصين وروسيا.
وأشارت إلى أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري ثنائي لأفريقيا منذ أكثر من عقد من الزمن، وتركزت استثماراتها إلى حد كبير على المعادن الأساسية لتحول الطاقة العالمي. كما أصبحت روسيا الشريك الأمنيالمفضل لعدد من الدول الأفريقية التي رحبت في السابق بالمساعدة الأميركية، ما أدى إلى خلق ما يعتبره العديد من الخبراء منافسة على طراز الحرب الباردة.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى منطقة الساحل، جيه بيتر فام، قوله: "لقد قمنا بالكثير من الأشياء بشكل جيد على المستوى التكتيكي، بما في ذلك تدريب القوات الخاصة، لكنها لم تكن مرتبطة باستراتيجية أكبر، خاصة أن غرب أفريقيا هي منطقة شاسعة وشبه قاحلة تقع جنوب الصحراء الكبرى حيث تركزت جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب".
وأشار فام إلى مشروع كهرباء أميركي طموح بقيمة 450 مليون دولار في بوركينا فاسو والذي تم إيقافه مؤقتًا في عام 2022 بعد أن قام الجيش في البلاد بانقلاب. وقال للصحيفة: "نحن بحاجة إلى استراتيجية متكاملة، وإلا فإننا سنبني قلاعاً رملية على حافة الشاطئ".
وترى الصحيفة أن تطوير هذه الاستراتيجية سيكون أمراً صعباً، لأن صناع القرار في واشنطن منشغلون بالأزمات، خاصة في غزة وأوكرانيا. وفي هذه الأثناء، تنتشر الجماعات التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش في جميع أنحاء المنطقة، وفقًا لتقييمات المخابرات التابعة للأمم المتحدة والولايات المتحدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة غرب أفریقیا فی غرب
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تطلب من تركيا الضغط على «حماس» لوقف النار في غزة
طالبت الولايات المتحدة تركيا باستخدام نفوذها لجعل حركة «حماس» الفلسطينية تقبل مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة.
وأكد البلدان اتفاقهما بشأن ضرورة العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، عقب ختام مباحثاتهما في أنقرة (الجمعة): «اتفقنا على تحقيق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت ممكن»، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها تركيا والولايات المتحدة والشركاء الآخرون في المنطقة من أجل وقف إطلاق النار.
قتل المدنيين في غزة
وأضاف فيدان أن «إسرائيل تواصل قتل المدنيين في غزة، وتعمل على استمرار دوامة العنف في المنطقة، وقد اتفقنا على أن تعمل تركيا وأميركا جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين للحد من العنف».
وتابع أن العنف المستمر في غزة، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وأعربت كل من تركيا وأميركا عن قلقهما إزاء الوضع.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه رأى خلال الفترة الأخيرة «مؤشرات مشجّعة» على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف: «ناقشنا الوضع في غزة، والفرصة التي أراها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو مزيد من المؤشرات المشجّعة».
مقترح لوقف إطلاق الناروطالب بلينكن تركيا باستخدام نفوذها كي ترد حركة «حماس» بالإيجاب على مقترح لوقف إطلاق النار، مضيفاً: «تحدثنا عن ضرورة أن ترد (حماس) بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار؛ للمساهمة في إنهاء هذا الوضع، ونُقدِّر جداً الدور الذي تستطيع تركيا أن تلعبه من خلال استخدام صوتها لدى (حماس) في محاولة لإنجاز ذلك».
وكان بلينكن وصل إلى أنقرة، مساء الخميس، والتقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مطار إسنبوغا بالعاصمة التركية، قبل أن يجري مباحثات مع نظيره هاكان فيدان استغرقت أكثر من ساعة بمقر وزارة الخارجية التركية، حيث ركّزت مباحثاته بشكل أساسي على الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والوضع في المنطقة وبشكل خاص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وجاءت زيارة بلينكن لتركيا بعدما زار الأردن، الخميس، لإجراء مباحثات تتعلق بسوريا والوضع في غزة أيضاً.
وتبدي أميركا قلقاً من أن تؤدي التطورات الجديدة إلى مخاطر على أمن إسرائيل، وأن تجد جماعات إرهابية فرصة في التغيير الحادث بسوريا من أجل تهديد إسرائيل، التي سارعت إلى التوغل في الأراضي السورية (في الجولان المحتل) في انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك الموقّعة عام 1974، وهو ما أدانته تركيا، في الوقت الذي عدّت فيه أميركا أن من حق إسرائيل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين نفسها ضد التهديدات المحتملة من سوريا.