صور تنشر لأول مرة تكشف جانبا من مآسي المواجهات.. الجزيرة نت تتجول في المنطقة الرئاسية بالخرطوم
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
الخرطوم- ألحقت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي أضرارا بالغة بأهم منطقة في العاصمة السودانية، والتي شكلت تاريخها السياسي القديم والحديث، وظلت على الدوام مقصدا للمتظاهرين ضد الحكم العسكري، فالسير في شارع القصر ثم التجول داخل المنطقة الرئاسية يجعلانك تتلمس مدى الدمار الذي سببته حرب الخرطوم.
وتبلغ مساحة المنطقة الرئاسية حوالي 150 ألف متر مربع، وتضم القصرين الجمهوريين القديم والجديد بالإضافة إلى المتحف.
يبلغ طول شارع القصر من منطقة المعمل المركزي للصحة العامة "معمل إستاك" وحتى النصب التذكاري عند مدخل القصر الجنوبي حوالي كيلومتر واحد.
وتحول إلى منطقة أشباح تخلو من الحركة تماما بعد أن كان أكثر الشوارع حيوية وازدحاما وسط الخرطوم، حيث تتناثر فيه سيارات لمواطنين يبدو أنها تعرضت لحوادث سير صباح 15 أبريل/نيسان الماضي لحظة اشتعال الحرب.
عند حدائق الشهداء المجاورة للقصر الرئاسي وبجوار النصب التذكاري ثمة مدرعات وسيارات عسكرية محترقة من مخلفات الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في أول يوم للحرب.
وفي الطرف الآخر من الشارع وعند معمل "إستاك" يتبدى حجم التدمير حول مبنى المعمل المشيد منذ 100 عام، والمبنى هو المقر الرئيسي للبرنامج الطوعي للتبرع بالدم في السودان، ويضم معامل الفيروسات والبكتيريا والأنسجة المريضة والطفيليات والمناعة والكيمياء السريرية والأحياء الدقيقة والحشرات الطبية، فضلا عن معمل ميكروبيولوجي للأغذية والمياه.
شيد هذا المبنى بدعم من الصين وافتتح في يناير/كانون الثاني 2015، ومنذ ذلك الحين انتقل إليه مكتب رئيس الجمهورية وكبار القيادات الرئاسية، وتحول مبنى القصر الجمهوري القديم إلى متحف.
القصر الرئاسي الجديد المكون من 3 طوابق هو أكثر مباني المنطقة الرئاسية تضررا، إذ حولته الاشتباكات إلى أطلال، خاصة واجهتيه الشمالية والغربية، حيث الواجهات الزجاجية والأسمنتية.
ويبدو المدخل الشمالي للمبنى المطل على شارع النيل أكثر تضررا، فيما بدا المدخل الرئيسي للقصر في الاتجاه الشمالي سالما.
في البهو الداخلي للقصر الجديد ما زالت البسط الحمراء مفروشة، لكن آثار الدمار والإهمال كانت واضحة أيضا مع ذبول نباتات الزينة الظلية.
ويضم القصر الرئاسي الجديد 3 أجنحة رئاسية و10 قاعات ومكاتب إدارية ومرآبا للسيارات وفيه 14 مصعدا.
يشكل متحف القصر الواقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المنطقة الرئاسية بعمارته البيزنطية جزءا من القصر الجمهوري وشيد ليكون كنيسة عام 1912.
وهذا المبنى لم يتعرض لأضرار كبيرة جراء القصف، لكن تبادل النيران بين الجيش والدعم السريع هشم الواجهات الزجاجية لمعرض تقبع داخله سيارات أثرية قيمة استخدمها الحكام البريطانيون والوطنيون للسودان.
يعتبر القصر الجمهوري القديم معلما أثريا يؤرخ لبداية اتخاذ الخرطوم عاصمة للسودان، وتم وضع حجر الأساس له سنة 1830 باستخدام الطين والطوب الذي جلب من آثار مدينة سوبا حاضرة مملكة علوة القديمة شرقي الخرطوم.
وتم تصميم القصر على غرار البنايات الكبيرة في أوروبا خلال القرن الـ17، مع لمسة شرق أوسطية لافتة تتمثل في الأبواب والنوافذ المقوسة والشرفات الرومانية والإغريقية.
وإلى حد كبير نجت الواجهة الرئيسية للقصر المطلة جنوبا من الدمار، لكن الواجهة الشمالية المطلة على النيل الأزرق تعرضت لدمار كبير، خاصة الجناح الشرقي، حيث اخترقت جدرانه العتيقة القذائف، مما تسبب في فتح كوّات وتدمير بعض الشرفات.
تم إنشاء حدائق القصر مع إنشائه إبان العهد التركي، وأدخلت عليها عدة تحسينات، خاصة في عهد حاكم السودان الجنرال كتشنر حين جلب خبراء من أوروبا لتطويرها حتى غدت واحدة من أهم الحدائق في البلاد، وتبلغ مساحتها 12 فدانا.
تأثرت مساحات النجيلة الخضراء بالإهمال الذي طال مباني القصر الرئاسي، ولغياب الإدارة تيبس النجيل الأخضر وتحول إلى اللون الأصفر بسبب العطش.
وإلى حد كبير حافظت الأزهار القريبة من الواجهة الجنوبية للقصر على ألقها، حيث ما زالت يانعة رغم البؤس المحيط بالمكان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت تكشف تفاصيل مشاركة قسد في هجمات فلول الأسد
علم موقع الجزيرة نت من مصدرين أمنيين أحدهما سوري والآخر عراقي أن ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" شاركت في الهجمات التي شنتها فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد على قوى الأمن والجيش السوري في مدن عديدة ضمن منطقة الساحل قبل عدة أيام.
وبحسب المصادر، فقد أجرى تنظيم قسد، بعيد سقوط الأسد، عدة اجتماعات مع ضباط في الحرس الثوري الإيراني بمحافظة السليمانية في كردستان العراق، وتم الاتفاق على العمل المشترك من أجل منع الاستقرار في سوريا، حيث تتقاطع مصالح طهران وقسد على استمرار الفوضى وإظهار ضعف الإدارة الجديدة.
وأكدت المصادر وجود غرفة عمليات لضباط الحرس الثوري الإيراني وضباط سابقين في نظام الأسد من الفرقة الرابعة الذين في الرقة التي تسيطر عليها قسد.
وترفض "قسد" -التي تسيطر على معظم مناطق حقول النفط والغاز وتعرف بأنها "سلة سوريا الغذائية"- الاندماج في وزارة الدفاع السورية التي شُكّلت ضمن الحكومة الجديدة بعد سقوط النظام السابق.
ووفقاً للمصادر فإن التنسيق الأمني بين قسد والحرس الثوري الإيراني ليس جديداً، لكنه ازداد كثافة في الأشهر الأخيرة، حيث باتت قسد تسهل تحركات ضباط نظام الأسد السابقين الذين التجأوا إلى مناطق سيطرة حزب العمال الكردستاني والفصائل الموالية لإيران في العراق، ويتنقلون من السليمانية ودهوك وسنجار وقنديل إلى الأراضي السورية.
إعلانوأكد المصدر الأمني السوري العثور على اشعارات لتحويلات مالية لدى بعض فلول نظام الأسد الذين تم اعتقالهم في عمليات تمشيط الساحل السوري، ومصدر هذه الحوالات مدينة الرقة.
وتستفيد فلول نظام الأسد من حالة الضعف الأمني وعدم استكمال بناء القدرات الأمنية السورية، وتتنقل من مناطق قسد إلى الساحل السوري بصفة مسافرين عاديين بوثائق غير حقيقية.
وتشير المعلومات إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة قسد احتضنت قرابة 2500 ضابط وعنصر فروا إلى الرقة ودير الزور عقب سقوط الأسد، والمئات منهم انخرط في القتال إلى جانب قسد ضد الجيش السوري الجديد على جبهات سد تشرين.
ولا تستبعد المصادر أن يشمل التعاون بين الحرس الثوري وقسد ضد الإدارة السورية الجديدة نطاقاً أوسع، يتضمن إطلاق سجناء من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ناقمين على هيئة تحرير الشام، وتوفير التسليح لهم من أجل تنفيذ هجمات في مختلف المحافظات السورية.
كما كشفت المصادر للجزيرة نت أنه أثناء اندلاع المواجهات في الساحل السوري مع فلول نظام الأسد، دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس مع المناطق الخاضعة لسيطرة قسد في الرقة وريف حلب، بسبب وجود مخاوف من إمكانية تنفيذ هجوم انطلاقاً من مواقع قسد باتجاه القوات الحكومية السورية.
وسبق أن تحالفت قسد مع الحرس الثوري الإيراني ضد فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا خلال عملية غصن الزيتون التي استهدفت السيطرة على مدينة عفرين شمال غرب حلب، حيث شكلت فصائل مدعومة من إيران وما يعرف بوحدات حماية عفرين التابعة لقسد غرفة عمليات أطلق عليها اسم "عاصفة الشمال".