الخرطوم- ألحقت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي أضرارا بالغة بأهم منطقة في العاصمة السودانية، والتي شكلت تاريخها السياسي القديم والحديث، وظلت على الدوام مقصدا للمتظاهرين ضد الحكم العسكري، فالسير في شارع القصر ثم التجول داخل المنطقة الرئاسية يجعلانك تتلمس مدى الدمار الذي سببته حرب الخرطوم.

وتبلغ مساحة المنطقة الرئاسية حوالي 150 ألف متر مربع، وتضم القصرين الجمهوريين القديم والجديد بالإضافة إلى المتحف.

تم إنشاء حدائق القصر مع إنشائه إبان العهد التركي وتبلغ مساحتها حاليا 12 فدانا (الجزيرة) شارع القصر

يبلغ طول شارع القصر من منطقة المعمل المركزي للصحة العامة "معمل إستاك" وحتى النصب التذكاري عند مدخل القصر الجنوبي حوالي كيلومتر واحد.

وتحول إلى منطقة أشباح تخلو من الحركة تماما بعد أن كان أكثر الشوارع حيوية وازدحاما وسط الخرطوم، حيث تتناثر فيه سيارات لمواطنين يبدو أنها تعرضت لحوادث سير صباح 15 أبريل/نيسان الماضي لحظة اشتعال الحرب.

عند حدائق الشهداء المجاورة للقصر الرئاسي وبجوار النصب التذكاري ثمة مدرعات وسيارات عسكرية محترقة من مخلفات الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في أول يوم للحرب.

وفي الطرف الآخر من الشارع وعند معمل "إستاك" يتبدى حجم التدمير حول مبنى المعمل المشيد منذ 100 عام، والمبنى هو المقر الرئيسي للبرنامج الطوعي للتبرع بالدم في السودان، ويضم معامل الفيروسات والبكتيريا والأنسجة المريضة والطفيليات والمناعة والكيمياء السريرية والأحياء الدقيقة والحشرات الطبية، فضلا عن معمل ميكروبيولوجي للأغذية والمياه.

الدمار طال القصر الرئاسي الجديد الذي شُيد بدعم من الصين وافتتح في يناير/كانون الثاني 2015 (الجزيرة) مبنى القصر الجمهوري الجديد

شيد هذا المبنى بدعم من الصين وافتتح في يناير/كانون الثاني 2015، ومنذ ذلك الحين انتقل إليه مكتب رئيس الجمهورية وكبار القيادات الرئاسية، وتحول مبنى القصر الجمهوري القديم إلى متحف.

القصر الرئاسي الجديد المكون من 3 طوابق هو أكثر مباني المنطقة الرئاسية تضررا، إذ حولته الاشتباكات إلى أطلال، خاصة واجهتيه الشمالية والغربية، حيث الواجهات الزجاجية والأسمنتية.

ويبدو المدخل الشمالي للمبنى المطل على شارع النيل أكثر تضررا، فيما بدا المدخل الرئيسي للقصر في الاتجاه الشمالي سالما.

في البهو الداخلي للقصر الجديد ما زالت البسط الحمراء مفروشة، لكن آثار الدمار والإهمال كانت واضحة أيضا مع ذبول نباتات الزينة الظلية.

ويضم القصر الرئاسي الجديد 3 أجنحة رئاسية و10 قاعات ومكاتب إدارية ومرآبا للسيارات وفيه 14 مصعدا.

التجول داخل المنطقة الرئاسية يجعلك تتلمس مدى الدمار الذي سببته حرب الخرطوم (الجزيرة) متحف القصر "الكاتدرائية"

يشكل متحف القصر الواقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المنطقة الرئاسية بعمارته البيزنطية جزءا من القصر الجمهوري وشيد ليكون كنيسة عام 1912.

وهذا المبنى لم يتعرض لأضرار كبيرة جراء القصف، لكن تبادل النيران بين الجيش والدعم السريع هشم الواجهات الزجاجية لمعرض تقبع داخله سيارات أثرية قيمة استخدمها الحكام البريطانيون والوطنيون للسودان.

تبلغ مساحة المنطقة الرئاسية حوالي 150 ألف متر مربع وتضم القصرين الجمهوريين القديم والجديد والمتحف (الجزيرة) مبنى القصر الجمهوري القديم

يعتبر القصر الجمهوري القديم معلما أثريا يؤرخ لبداية اتخاذ الخرطوم عاصمة للسودان، وتم وضع حجر الأساس له سنة 1830 باستخدام الطين والطوب الذي جلب من آثار مدينة سوبا حاضرة مملكة علوة القديمة شرقي الخرطوم.

وتم تصميم القصر على غرار البنايات الكبيرة في أوروبا خلال القرن الـ17، مع لمسة شرق أوسطية لافتة تتمثل في الأبواب والنوافذ المقوسة والشرفات الرومانية والإغريقية.

وإلى حد كبير نجت الواجهة الرئيسية للقصر المطلة جنوبا من الدمار، لكن الواجهة الشمالية المطلة على النيل الأزرق تعرضت لدمار كبير، خاصة الجناح الشرقي، حيث اخترقت جدرانه العتيقة القذائف، مما تسبب في فتح كوّات وتدمير بعض الشرفات.

القصر الرئاسي الجديد يضم 3 أجنحة رئاسية و10 قاعات ومكاتب إدارية ومرآبا للسيارات وفيه 14 مصعدا (الجزيرة) حدائق القصر

تم إنشاء حدائق القصر مع إنشائه إبان العهد التركي، وأدخلت عليها عدة تحسينات، خاصة في عهد حاكم السودان الجنرال كتشنر حين جلب خبراء من أوروبا لتطويرها حتى غدت واحدة من أهم الحدائق في البلاد، وتبلغ مساحتها 12 فدانا.

تأثرت مساحات النجيلة الخضراء بالإهمال الذي طال مباني القصر الرئاسي، ولغياب الإدارة تيبس النجيل الأخضر وتحول إلى اللون الأصفر بسبب العطش.

وإلى حد كبير حافظت الأزهار القريبة من الواجهة الجنوبية للقصر على ألقها، حيث ما زالت يانعة رغم البؤس المحيط بالمكان.

القصر الرئاسي الجديد المكون من 3 طوابق هو أكثر مباني المنطقة الرئاسية تضررا (الجزيرة)

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

منتخب بتسوانا يلدغ منتخب مصر بالهدف الأول

تلقى منتخب مصر هدفاً مبكراً من نظيره البتسواني لتصبح النتيجة 1-0 في المباراة التي تجمع المنتخبين بملعب ستاد الدفاع الجوي في ختام التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية.

تصفيات أمم أفريقيا.. مرموش وطاهر يقودان منتخب مصر أمام بتسوانا

ونجح اوماتلا كيباسو مهاجم بتسوانا في هز شباك منتخب مصر بعد خطأ دفاعي من محمد ربيعة ليتابع الكرة ويودعها الشباك بسهولة.

منتخب مصر يتفوق تاريخياً على بتسوانا

وتعد مواجهة مصر وبوتسوانا هي الثامنة بينهما ، حيث سبق وان التقيا سويًا في 7 مواجهات سابقة بينهما، 5 مواجهات رسمية ومواجهتين وديتين .

ولم تشهد المواجهات الـ 7  أي فوز للمنتخب البتسواني حيث فاز الفراعنة في 5 مباريات بينما تعادل المنتخبين في مباراتين .

وكانت أولي المواجهات بين مصر وبوتسوانا يوم 7 أكتوبر 2006 بتصفيات كأس الأمم الإفريقية وتعادل المنتخبين سلبيًا .
بينما ترجع آخر المواجهات إلى 10 سبتمبر الماضي وشهدت فوز منتخب مصر برباعية نظيفة في عقر دار بوتسوانا .

وشهدت المواجهات تسجيل لاعبو منتخب مصر لـ 11 هدفًا مقابل هدف وحيد للاعبو بوتسوانا .

وكان منتخب مصر ضمن  العبور إلى منافسات مسابقة كأس أمم أفريقيا 2025، والتي من المقرر إقامتها على أراضي الدولة المغربية الشقيقة، بعدما تصدر الفراعنة جدول ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 13 نقطة، من 4 انتصارات متتالية وتعادل.


ونجح 9 لاعبين فى تسجيل الأهداف مع منتخب مصر منذ تولى حسام حسن مهمة تدريب المنتخب خلال 9 مباريات لعبها الفراعنة حتى الآن، 7 مواجهات رسمية ومباراتين وديتين.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع توسع هجماتها في ولاية الجزيرة.. ومستشفيات الخرطوم تكتظ بالجثث
  • ارتفاع في حالات الإصابة بمرض الكوليرا بالخرطوم
  • نيسان تكشف عن طرازها الجديد باترول 2025
  • لأول مرة.. إنتصار تكشف عن علاقتها بوالدتها
  • ولاية الخرطوم تتخذ ترتيبات بشأن التعليم والخدمات والناجين من مذابح الجزيرة
  • "الرزحة" العُمانية تتجول في أرجاء "مهرجان العين للكتاب 2024"
  • قصة 5 شقيقات يتيمات يواجهن مآسي الحرب على غزة بخيمة نزوح
  • ناسا تنشر صورا لحقل غامض على سطح المريخ!
  • منتخب بتسوانا يلدغ منتخب مصر بالهدف الأول
  • الجزيرة نت تكشف عن حصاد لقاءات المبعوث الأميركي ببورتسودان