“الموجة الرابعة” من انتشار مُخدر الفنتانيل تضرب جميع مناطق الولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
تتسبب الجرعات الزائدة من مخدر الفنتانيل في موت عدد كبير من الأمريكيين أكثر من أي وقت مضى، وذلك مع اجتياح ما يعرف بـ “الموجة الرابعة” من المواد الأفيونية المخدرة كل مجتمع، في كل أركان البلاد تقريبا.
مرت ست سنوات منذ وفاة الشاب شون كيم بليك، الذي كان يبلغ عمره 27 عاماً، جراء تعاطي جرعة زائدة من الفينتانيل في بورلينغتون، فيرمونت.
وكتبت والدته السيدة بليك في مدونة خصصتها لابنها في عام 2021، “في كل مرة أسمع فيها عن فقدان حياة أحدهم بسبب تعاطي المخدرات، ينكسر قلبي أكثر”.
“لقد تحطمت عائلة أخرى، حزينة إلى الأبد على فقدان الأحلام والاحتفالات”.
شهدت الولايات المتحدة في ذلك العام علامة فارقة، فلأول مرة على الإطلاق، قتلت الجرعات الزائدة من المخدرات أكثر من 100 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد في عام واحد فقط.
كانت أكثر من 66 % من بين تلك الوفيات مرتبطة بمخدر الفنتانيل، وهو مادة أفيونية اصطناعية أقوى 50 مرة من الهيروين.
وهو ما يشكل فرقاً واضحاً عما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن. ففي عام 2010، توفي أقل من 40,000 شخص جراء جرعات زائدة من المخدرات في جميع أنحاء البلاد، وكان أقل من 10 في المئة من تلك الوفيات مرتبط بالفينتانيل.
في ذلك الوقت، كانت الوفيات في الغالب، ناجمة عن استخدام الهيروين أو المواد الأفيونية الموصوفة طبياً.
صدرت هذا الأسبوع دراسة من قبل باحثين في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، أوضحت هذا التناقض. وتستعرض الدراسة اتجاهات الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة في الفترة من 2010 إلى 2021م باستخدام البيانات التي جمعتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وكتب مؤلفو الدراسة: “إن ظهور الفنتانيل المصنّع بشكل غير مشروع أدى إلى أزمة جرعات زائدة في الولايات المتحدة بحجم غير مسبوق”.
كل مناطق في الولايات المتحدة تقريباً، من هاواي إلى ألاسكا إلى رود آيلاند، تأثرت بمخدر الفينتانيل.
وتشير البيانات إلى أن ارتفاع حالات الوفاة المرتبطة بالفينتانيل لأول مرة، لوحظ في عام 2015م.
منذ ذلك الحين، انتشرت المخدرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة وارتفعت معدلات الوفيات بشكل حاد.
وقالت تشيلسي شوفر، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، وهي المؤلفة المشاركة في الدراسة، لبي بي سي: “، وقعت حوالي 80 في المئة من جرعات الفنتانيل الزائدة شرق نهر المسيسيبي”.
حيث “أصبح الفنتانيل جزءاً من شحنات المخدرات المنتشرة في غرب الولايات المتحدة، وفجأة ظهر هذا بين السكان الذين كانوا محاطين به، وبدأت معدلات الوفيات في الارتفاع”، كما قالت شوفر.
وفي دراستهم، دق الباحثون ناقوس الخطر بشأن اتجاه آخر آخذ في النمو، وهو أن الوفيات مرتبطة باستخدام الفنتانيل وعقار منشط آخر، مثل الكوكايين أو الميثامفيتامين.
ويُلاحظ هذا الاتجاه في جميع أنحاء الولايات المتحدة، على الرغم من وجود اختلافات في أنماط استخدام المخدرات من منطقة إلى أخرى.
على سبيل المثال، اكتشف الباحثون معدلات وفاة أعلى مرتبطة باستخدام الفينتانيل والكوكايين في ولايات شمال شرق الولايات المتحدة، مثل فيرمونت وكونيتيكت، حيث كان الكوكايين متاحاً تقليدياً بشكل أكبر.
ولكن في معظم أنحاء البلاد الأخرى، من فرجينيا الغربية إلى كاليفورنيا، كانت الوفيات ناجمة في المقام الأول عن استخدام كل من الميثامفيتامين والفنتانيل.
السيدة بليك، التي تعمل أيضاً كطبيبة مُدرِبة، قالت إن ابنها كان يستخدم الكوكايين بشكل عرضي، على الرغم من أن تقرير السموم أظهر وجود الفينتانيل فقط في جسمه.
لقد علمت السيدة بليك أن الكثيرين يستخدمون الفنتانيل مع منشط آخر للحصول على مرحلة أعلى من النشوة لفترة طويلة.
وقالت السيدة بليك، لبي بي سي: “ليس من المفاجئ بالنسبة لي أن نشهد مثل هذه الزيادة في مجموعات المنشطات والأفيونيات”.
وقالت الأستاذة الجامعية شوفر إنه عندما وصل الفنتانيل لأول مرة إلى الولايات المتحدة كجزء من شحنات المخدرات غير المشروعة، “لم يكن الكثير من الناس يريدون ذلك”. لكن المواد الأفيونية الاصطناعية أصبحت متاحة على نطاق واسع لأن إنتاجها أرخص مقارنة بالمخدرات الأخرى.
كما أن هذه المادة تسبب الإدمان بدرجة كبيرة، مما يعني أن الأشخاص الذين يعانون من تعاطي المخدرات ويتعرضون لها، غالباً ما يبحثون عنها لتجنب أعراض الانسحاب المؤلمة.
وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة، حددت الدراسة ولايات مثل ألاسكا، ووست فيرجينيا، ورود آيلاند، وهاواي، وكاليفورنيا، ولايات ذات أعلى معدلات للوفيات جراء تعاطي جرعات زائدة من المخدرات، تشمل الفينتانيل وأنواع مخدرة أخرى.
هذه الولايات كانت تاريخياً لديها معدلات عالية من تعاطي المخدرات، وقالت الأستاذة الجامعية شوفر إنه مع وصول الفينتانيل إلى كثير من المناطق، أصبحت المخدرات في تلك المناطق أكثر فتكاً بمن يتعاطونها.
الموجة الرابعة”
قال باحثون إن الاستخدام المميت للفنتانيل مع أنواع أخرى من المخدرات يمثل “الموجة الرابعة” من أزمة الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة.
وحذر خبراء مثل شوفر من أن خيارات العلاج في الولايات المتحدة لم تواكب التطور في مجال استخدام المواد.
وقالت: “النظام العلاجي لاضطراب تعاطي المخدرات يركز في كثير من الأحيان على مخدر واحد في كل مرة”.
“لكن الواقع هو أن العديد من الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات يستخدمون أكثر من نوع واحد من المخدرات”.
وللحفاظ على ذكرى ابنها حية، تحدثت السيدة بليك بصراحة عن خسارتها وساعدت عائلات أخرى في التغلب على حزنها بسبب فقدان أحد أبنائها بسبب جرعة زائدة.
وقالت: “كل شخص لديه قصة، وبالنسبة للوالدين الذين فقدوا طفلاً، فإن قصتى تدوم إلى الأبد”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“اليونيفيل”: تم استهدافنا أكثر من 50 مرة خلال أكتوبر
#سواليف
أفاد المتحدث باسم القوة المؤقتة للأمم المتحدة العاملة في #جنوب_لبنان ( #اليونيفيل ) أندريا تيننتي بأن القوة الدولية تعرضت لأكثر من 50 استهدافا في أكتوبر الجاري.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اليوم الخميس عن تيننتي قوله إن القوة الدولية استهدفت أكثر من 50 مرة خلال الشهر الجاري “مرة من قبل الأطراف المتنازعة في جنوب #الليطاني وسبعة منها متعمدة من قبل #إسرائيل”.
وكشفت الوكالة عن تدمير مبنى اتحاد بلديات إقليم التفاح في غارة إسرائيلية على بلدة جباع ليلا، مشيرة إلى أن “الطيران الحربي المعادي أغار عند منتصف الليل على مبنى اتحاد بلديات اقليم التفاح الكائن وسط ساحة بلدة جباع ودمرته”.
مقالات ذات صلة السجن 5 أعوام لمحاسب اختلس 48 ألف دينار / تفاصيل 2024/10/31وأدت الغارة التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة دير الزهراني في النبطية بالجنوب منتصف الليل، إلى سقوط 3 قتلى وتدمير منزل وفق الوكالة اللبنانية.
إقرأ المزيد
“اليونيفيل”: الجيش الإسرائيلي دمر البوابة الرئيسية لموقعنا في بلدة رامية جنوبي لبنان
وحسب الوكالة يسود قرى القطاعين الغربي والأوسط هدوءا حذرا فيما يحلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي والمسير فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق وصولا حتى مشارف مدينة صور والساحل البحري.
ولفتت بأن الاعتداءات الاسرائيلية استمرت حتى الصباح على قرى قضاءي صور وبنت جبيل حيث أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مدخل بلدة معركة قرب مستشفى جبل عامل ما أدى الى تدمير المنزل وسقوط قتيلين و11 جريحا.
كما أغار الطيران الحربي على بلدات: البازورية، الصوانة، مجدل سلم، وفي صور حي الزراعة وأدت الغارة إلى مقتل طفل وإصابة خمسة آخرين بجروح، وفي بلدة البرغلية عثرت فرق الدفاع المدني على جثة شخص في المنزل الذي أغار عليه الطيران الحربي قبل أيام.
كما أطلقت البوارج الإسرائيلية قبالة مدينة صور قذائف مدفعية ما أدى إلى اشتعال النار في المكان المستهدف بسبب وجود قوارير الأوكسجين.
ويستمر تحليق الطيران الاستطلاعي والمسير والحربي الإسرائيلي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل وبكثافة وأطلقت ليلا قنابل ضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا حتى نهر الليطاني.