الثورة / وكالات

ضاربًا عرض الحائط المبادرة الأمريكية ومقترحاتها لإجراء صفقة لوقف إطلاق النار في غزة، ومتجاهلاً كل قرارات المؤسسات الحقوقية الدولية وعلى رأسها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، ذهب الاحتلال بعيدًا في التمادي والغطرسة والإصرار على استمرار الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وأقدم الاحتلال بدمٍ باردٍ على ارتكاب مجزرةٍ جديدةٍ في النصيرات، مستهدفًا مدرسة تؤوي نازحين وجلهم من النساء والأطفال وكبار السنّ ليرتقي عشرات الشهداء.


ربما لن يكون أمرًا مستغربًا بالنسبة لحكومة إجرامية تواصل القتل بدمٍ باردٍ منذ ثمانية أشهر بعد إفلاسها في الوصول لأي هدف من أهداف العدوان المعلنة، لكنّ الرسائل من هذه المجزرة متعددة وفيها من الدلالات الواضحة ما يؤكد للمراقبين استمرار الاحتلال في أخذ الضوء الأخضر الأمريكي الذي سعى بدلاً من معاقبة الاحتلال على جرائمه والسعي بشكلٍ جديٍ لفرض أجواء تنجح التفاوض على صفقة لوقف إطلاق النار ليثبت مصداقيته، وذهب بعيدًا في دعم الكيان بإقرار تشريعٍ لفرض عقوباتٍ على المحكمة الجنائية الدولية.
فما الذي يدفع الاحتلال للاستمرار في جرائمه الوحشية، وما الذي يجعله لا يقيم اعتبارًا للرأي العالمي الذي أصبح ينحاز بشكلٍ لا يدع مجالاً للشك للدولة الفلسطينية والاعتراف بها وبعدالة حقوق الشعب الفلسطيني بوقف الإبادة وتوفير أبسط شروط الحياة الإنسانية.
يقول الكاتب الفلسطيني نهاد أبو غوش: إنّ وزير الحرب الصهيوني يوآف غالنت لخص هذا الموضوع حين قال إن إسرائيل تجري مفاوضات تحت النار.
وقال أبو غوش، في تصريحاتٍ رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: إنّ هذا الضغط العسكري المتواصل والمجازر اليومية كلها أدوات ضغط لإرغام ودفع المقاومة والشعب الفلسطيني إلى القبول بصفقة منقوصة،
وتابع بالقول: يتزامن الضغط السياسي الأمريكي على الوسطاء لدفعهم للضغط على حماس من جهة والضغط العسكري بهدف وصول نتنياهو لصفقة تمكنه من نقض الاتفاق وقت ما يشاء.
وأشار إلى أنّ حكومة الاحتلال تريد العودة للصيغة الأولى التي كانوا يطرحونها منذ بداية الحرب وأعادوا طرحها بعد كل فشل وكل مرحلة من مراحل التفاوض، وهو ما يلخصونه بعبارة “الصفقة الإنسانية”، أي إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل بضع تسهيلات إنسانية لدخول المساعدات ودون تحقيق أي شرط من الشروط الوطنية التي تطلبها المقاومة وخاصة الانسحاب الشامل بالإضافة لوقف الحرب وعودة النازحين لأماكن سكناهم وإدخال المساعدات وصفقة مجزية لتبادل الأسرى.
وعلق الصحفي إبراهيم المدهون على المجزرة بالقول: إنّ هذه المجزرة دليل على أننا نتعامل مع عدو مارق يتعامل بسياسة غرائزية وحشية، وأنه أفلس، فليس أمامه إلا القتل والدمار، وقد كُشف أمام نفسه أولا وأمام العالم انه لا يستحق البقاء، فهذه العمليات تشرعن مبررات زوال إسرائيل التي بات العالم يقتنع بضرورته.
بدوره وصف الإعلامي الفلسطيني راجي الهمص المشهد بالقول: إنّ الاحتلال تمادى في حرب الإبادة الجماعية خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، وحال القطاع يزداد سوءًا.
وأضاف بالقول: زاد العدو من إجرامه بشكل مفرط، ليقتل كما كان يقتل في الأيام الأولى، في المنطقة الوسطى خلال 24 ساعة، ما يزيد على مائة شهيد في مجازر مروعة منها مجزرة في استهداف مركز إيواء عدا عن استمرار القصف والقتل في غزة واستهداف متواصل في كل يوم لسيارات وبيوت، أما عن رفح فكما تشاهدون كل يوم يسجل المزيد من الشهداء فيقصف الاحتلال شرقا وغربا ويعيث قتلا في كل شوارع المدينة، والعالم صامت معتاد ضعيف ما زال يرقب أي الخطوط قد تجاوز المحتل.
وفي تأكيد على شراكة أمريكا في الجرائم، رغم تصريحات مسؤوليها الزائفة والتي تتلاعب في التعاطف مع ما يجري مع الشعب الفلسطيني كلاميا، والانحياز للاحتلال بالدعم السياسي والعسكري، حيث كشف تحليل أجرته شبكة “سي إن إن” عن أن الجيش الإسرائيلي استخدم أسلحة أمريكية -في هجوم الأربعاء الماضي- على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم النصيرات وسط غزة.
وقالت الشبكة الأمريكية إنها المرة الثانية خلال أسبوعين التي تتمكن فيها من التحقق من استخدام ذخائر مصنعة بالولايات المتحدة في هجمات قاتلة على النازحين الفلسطينيين في غزة.
وتباهى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بحجم الدمار قائلا إن أي مفاوضات مع حركة حماس لن تجرى إلا تحت إطلاق النار.
وأضاف متباهيا بحجم الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي: “يمكنك أن ترى بوضوح أداء القوات الجوية (..) فالهجمات وأعمدة الدخان في الأماكن التي تظهر فيها هجمات الجيش الإسرائيلي واضحة للعيان، سواء في قطاع غزة أو في الشمال (داخل لبنان)”.
وأضاف: “نحن في عملية نواصل من خلالها سحق العدو، وأي مفاوضات مع حماس لن تجرى إلا تحت إطلاق النار”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترفض مبادرة واشنطن لوقف إطلاق النار في لبنان.. ما السبب؟

رفضت إسرائيل بشكل قاطع، الخميس، مبادرة تقودها الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لها، لوقف إطلاق النار في لبنان لمدة 21 يوما، وتعهدت بمواصلة قتال حزب الله "حتى النصر".

والرفض الإسرائيلي لمساعي وقف إطلاق النار في لبنان أثار تساؤلات عدة حول أسبابه، لاسيما أن بعض المحللين يقولون إن إسرائيل قد تحقق من خلاله "نصرا دعائيا" على حزب الله وإجباره على التوقف عن دعم غزة، إلّا أن بعضهم أشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى استغلال ارتباك الحزب بحيث لا تمنحه فرصة لتنظيم صفوفه عبر مواصلة الضربات، وهو ما قد يعتبر أهم من "النصر الدعائي" بالنسبة لها.

المحلل السياسي الإسرائيلي، أمير آرون، قال لموقع "الحرة" إن "حزب الله بدأ هجومه على إسرائيل في الثامن من تشرين الأول الماضي، وتبعات هذا الأمر ليست مفتاح تشغيل وإيقاف يمكن الضغط عليه حسب رغبة أحد الطرفين عندما يكون ذلك مناسباً".

وأضاف أن "إسرائيل تسامحت مع انتهاك القرار 1701 لمدة سبعة عشر عاماً، ولطالما كان ذلك يشكل خطراً محتملاً، أي أنه تسبب في وجود نسخة شمالية من مرتكبي هجوم السابع من تشرين الأوّل، لكنها لم تنفجر".

وتابع آرون "لكن هذا الوضع تغير العام الماضي، إذ اضطر السكان إلى الفرار من منازلهم ومجتمعاتهم التي تتعرض للهجوم باستمرار. والآن لن تقبل إسرائيل بأقل من فرض القرار 1701 وإخراج القوة العسكرية التابعة لحزب الله في لبنان من المنطقة المحددة".

وأشار إلى أن "وقف إطلاق النار مقبول بل وحتى مرغوب فيه إذا أدى إلى ذلك، وليس مجرد هدنة بين جولات من الحرب".

أما فيما يتعلق بالجانب الدعائي، فيرى الخبير الإسرائيلي أنه "لا معنى له"، لكنه أوضح أن هذا لا يعني أنه "يتعين على إسرائيل أن تعقد صفقة مع حماس، من أجل إطلاق سراح رهائنها، بصرف النظر عما يحدث على طول الحدود اللبنانية".


وفي آب من عام 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701، الدّاعي إلى وقفٍ كامل للعمليات القتالية في لبنان، ووضع نهاية للحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان التي استمرت 34 يوماً حينها. وطالب القرار الأممي حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماته ضد إسرائيل، كما طالب الأخيرة بالوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية، وسحب كل قواتها من جنوب لبنان.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، إن دول العالم بما في ذلك كبرى الدول العربية ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي ترغب في وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.

وأضاف أنه سيجتمع مع مسؤولين إسرائيليين في نيويورك، في وقت لاحق من الخميس.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قال، الخميس، إنه لم يقدم بعد رده على مقترح وقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله في لبنان، وذلك في وقت تتصاعد الأصوات اليمينية في ائتلافه الحكومي ضد المقترح.

وأشار نتنياهو في بيان، إلى أنه "أصدر تعليماته للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته"، مضيفًا أن "الخبر المتعلق بوقف إطلاق النار غير صحيح".

وتابع: "الخبر الذي يدور حول ما يسمى بالتوجيه لتهدئة القتال في الشمال هو أيضاً عكس الحقيقة. كما أن القتال في غزة سيستمر حتى تحقيق كافة أهداف الحرب".

كما رأى وزير المالية الإسرائيلي، اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش، أن الحرب في الشمال تنتهي فقط بـ" تحطيم حزب الله وسلب قدراته على تهديد سكان الشمال".

وتابع: "لا يجب منح العدو وقتًا للتعافي من الضربات القوية التي تلقاها أو التهيؤ لمواصلة الحرب بعد مرور 21 يومًا. إما استسلام حزب الله أو الحرب، فقط بهذه الطريقة يمكننا إعادة الأمن لسكان الشمال وللدولة".

وفي نفس السياق، شددت وزيرة الاستيطان والمهام القومية، أوريت ستروك، على أنه "لا يوجد تفويض أخلاقي لوقف إطلاق النار سواء 21 يومًا، أو حتى لمدة 21 ساعة".

واعتبرت أن "حزب الله حوّل لبنان إلى برميل بارود، والقرار 1701 جعل سكان الشمال رهائن ومهجرين في أرضهم. ولا ينبغي تكرير أخطاء الماضي، ولن نتوقف حتى نصلح الأوضاع".

أما حزب "عوتسما يهوديت" الذي يتزعمه وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، فقال إنه "على خلفية التقارير بشأن المفاوضات لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، فإن كتلة الحزب البرلمانية ستعقد اجتماعًا عاجلاً خلال الساعات المقبلة".

ومن حزب الليكود، اعتبر وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار، أن "وقف إطلاق النار دون تقديم حزب الله أي تنازل ملموس، هو خطأ جسيم يهدد الإنجازات العسكرية الكبرى التي حققتها إسرائيل في الأيام الأخيرة".

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، فقد كشف عن دعمه وقفا لإطلاق النار، لكنه رأى أنه يجب أن يستمر "لمدة 7 أيام فقط".

وشدد لبيد على أنه "لا ينبغي لحزب الله أن يتمكن من استعادة أنظمة قيادته وسيطرته".

وأصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، الأربعاء، بيانا مشتركا دعا إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، في محاولة لمنع توسع الصراع إلى حرب واسعة.

وجاء في البيان أن "الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح وسط تصعيد النزاع، وبالتالي فإننا ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لإفساح المجال أمام الدبلوماسية لإبرام تسوية".

كما دعا "جميع الأطراف، بمن فيهم حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2735 المتعلق بوقف لإطلاق النار في غزة".

وقال الخبير الإسرائيلي، إيدي كوهين، لموقع "الحرة" إن زعيم حزب الله، السيد حسن نصر الله، يريد وقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع تقريبا أو 21 يوما حتى يعيد ترتيب أوراقه من جديد وينظم صفوف حزب الله ويعين قيادات جديدة ويتمكن من تهريب المزيد من الأسلحة التي يحتاجها حاليا، ولذلك فإن هذا العرض هو مجرد تهدئة مؤقتة فقط لإعادة ترتيب صفوف عناصره من الإرهابيين"، حسب تعبيره.

وأوضح كوهين أن إسرائيل لا تسعى وراء تحقيق نصر دعائي، قائلا إن "هذه الأسباب تجعل إسرائيل ترفض بشكل قاطع أي محاولة لتسويق أنه تمت الموافقة على وقف إطلاق النار، كما أن مكتب رئيس الوزراء نفى وقف إطلاق النار، ومنذ بضعة ساعات اليوم قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية في بيروت".

وتساءل الخبير الإسرائيلي عن السبب وراء عدم رد نصر الله بشكل قوى وحاسم على الضربات حتى الآن، قائلا "أين نصر الله؟ لماذا لا يرد؟!"، مضيفا أنه "ظهر في السابق مئات المرات يستعرض عضلاته بامتلاكه لصواريخ يمكنه استخدامها لضرب تل أبيب، كما قال إن لديه 100 ألف مقاتل، والآن يتوسل لوقف إطلاق النار، لكن إسرائيل تريد تركيعه".

وأكد كوهين أن "هدف إسرائيل الحالي يتمثل في تأمين الشمال والقضاء على حزب الله بشكل جدي، لأن هذا أهم بكثير من أي بروباغندا أو دعاية".

وقتلت المتفجرات المخبأة في أجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة لحزب الله العشرات من الناس وأصابت الآلاف بجروح، وكان العديد منهم من عناصر الحزب. كما أدت الضربات الإسرائيلية على بيروت إلى استشهاد اثنين من كبار قادة حزب الله. كما قصفت إسرائيل ما قالت إنه 1600 موقع للمسلحين في أجزاء كبيرة من لبنان، ما أسفر عن مقتل المئات  وتشريد الآلاف.

وبدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل في اليوم التالي لهجوم حماس في السابع من تشرين الأوّ الذي أشعل فتيل الحرب في غزة. وكان هدفه المعلن هو تثبيت القوات الإسرائيلية في الشمال لمساعدة حليفته حماس، والتي، مثل حزب الله، مدعومة من إيران.وأعلن حزب اللهخ أنّه سيتوقف الهجمات إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، وهو ما يبدو مستبعدًا بشكل متزايد، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وبدا رد حزب الله على التصعيد الأسبوع الماضي ضئيلا، حيث تسببت مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها على شمال إسرائيل، بما في ذلك مناطق أبعد كثيرًا عن الحدود لم يصبها سابقًا، في وقوع عدد قليل من الضحايا وأضرار متفرقة فقط، وفقا للوكالة.

وفي وقت مبكر من الأربعاء، أطلق حزب الله صاروخًا أطول مدى استهدف تل أبيب لأول مرة، ما يشير إلى تصعيد واضح. وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض المقذوف، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار، بحسب الوكالة.

وقال الباحث السياسي المتخصص في الشأن الإسرائيلي في جامعة القاهرة، معتز سري، لموقع "الحرة" إن "كلا من إسرائيل وحزب الله الآن في موقف صعب، لأن الهدنة ستعني الاستسلام، والحرب لن تكون سهلة أو حاسمة وقد تستمر لسنوات يتم خلالها تدمير لبنان وإلحاق ضرر كبير بإسرائيل".

وأضاف: "لذلك لا نستطيع أن نقول إن إسرائيل لديها القدرة على القضاء على حزب الله، وفي الوقت نفسه، لا يمكنها قبول الهدنة بشروط حزب الله لأنه لن يكون نصرا دعائيا كما يتصور البعض، رغم أن الحكومة قد تتمنى الوصول إلى هذا النصر الدعائي الآن".

وتابع أن "إسرائيل تقول إن هدفها هو تأمين حدودها الشمالية حتى يتمكن عشرات الآلاف من الناس الذين فروا تحت نيران حزب الله قبل عام تقريباً من العودة إلى ديارهم. لكن من غير الواضح ما إذا كانت عملياتها الأخيرة، رغم نجاحها التكتيكي، سوف تحقق ذلك".

لكن سري يعتقد أن "لا أحد سواء داخل الحكومة الإسرائيلية أو خارجها لديه أي فكرة عن كيفية ترجمة هذه الإنجازات العملياتية إلى فائدة سياسية أو إلى نصر حقيقي من شأنه أن يوقف الحرب في الشمال".

ويرى الخبير السياسي أنه "ما دام حزب الله يحتفظ بأي قوة مسلحة، فلن تتمكن الحدود الشمالية من العودة إلى وضعها الطبيعي"، مشيرا إلى أنه "يتردد أن حزب الله يحتفظ بمزيد من هذه الأسلحة في الاحتياطي، وبشكل عام فإن حزب الله لديه موارد كبيرة".

وأشار إلى أن "حرب إسرائيل ضد حماس في غزة بدأت بثلاثة أسابيع تقريبًا من الضربات الجوية المكثفة عبر المنطقة، تلاها غزو بري واسع النطاق. وبعد مرور ما يقرب من سنة، لا تزال حماس تقاوم وتحتجز العشرات من الرهائن الذين تم أسرهم في هجوم 7 تشرين الأوّل على إسرائيل".

لكن سري أوضح أنه "مع حزب الله، تبنت إسرائيل حتى الآن أهدافًا أضيق، لا يتعلق بنزع سلاح الجماعة اللبنانية أو هزيمتها، لكنه ترتيبًا جديدًا ينسحب فيه المسلحون من الحدود ويوقفون هجماتهم، لكن حتى هذا قد لا يكون ممكنًا بدون غزو بري نتائجه غير محسومة".

وقال إن "إسرائيل تعي جيدا أن حزب الله أكثر تقدمًا عسكريًا من حماس. كما أن لديه منطقة أكبر بكثير للعمل فيها، وخطوط إمداد واسعة تربطه بشكل أكثر مباشرة بإيران، وشبكات أنفاق ربما تكون أكثر اتساعًا من تلك الموجودة في غزة".

وأضاف أنه "في حالة الغزو البري، يمكن أن ينضم إلى مقاتلي حزب الله الآلاف من الجماعات المدعومة من إيران من العراق واليمن وأماكن أخرى في المنطقة". (الحرة) 

مقالات مشابهة

  • "الشعبية": مجزرة الضاحية جريمة إبادة مكتملة الأركان بتخطيط صهيوني أمريكي
  • باحث: السياسة الدولية لا تبشر بالخير في منع إسرائيل من وقف إطلاق النار
  • 4 شهداء في قصف صهيوني على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • المقاومة الإسلامية في لبنان تزف القائد محمد سرور الذي ارتقى بعدوان صهيوني على الضاحية
  • هكذا علّق نتنياهو على مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان
  • رئيس البرلمان اللبناني يطرح مبادرة لوقف إطلاق النار ويصر على الهدنة الثنائية
  • عن وقف اطلاق النار في لبنان.. هذا ما أعلنه نتنياهو
  • نتنياهو يتراجع بشأن مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان
  • إسرائيل ترفض مبادرة واشنطن لوقف إطلاق النار في لبنان.. ما السبب؟
  • تفاصيل المبادرة الدولية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله