يتواصل الحديث عن صفقة تطبيع العلاقات المحتملة بين الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية، وتعمل الولايات المتحدة التي تلعب دور الوسيط بين الطرفين على إنجاز الاتفاق من بوابة اتفاقية أمنية دفاعية بين واشنطن والرياض، وذلك بالتزامن مع الحرب الدموية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة.

وفي هذا السياق، لفت تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية إلى أن العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والسعودية "أقدم" من المساعي التي بذلها الطرفين للوصول إلى اتفاقية تطبيع، والتي بلغت ذروتها قبل اندلاع العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، مشددا على أن الجانبين "تعاونا سرا منذ سنوات، مدفوعان بالبراغماتية والحاجة لمواجهة التهديدات المشتركة".



وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "التاريخ المفاجئ للعلاقة السعودية الإسرائيلية السرية"، أن "البلدين يبدوان عدويين لدودين في العلن"، مشيرة إلى أن "المسؤولين السعوديين أطلقوا على مدى عقود ادعاءات تحريضية حول اليهود، لكن الحقيقة مختلفة خلف الأبواب المغلقة"، على حد تعبيرها.

ولفت التقرير في البداية إلى أن جذور التعاون تمتد إلى عام 1948، حيث كان ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي يبحث عن حلفاء محتملين، بما في السعودية"، معتبرة أنه " كان يُنظر للسعوديين  آنذاك على أنهم براغماتيون لا يريدون أن تتمتع الدول العربية الأخرى بقدر كبير من القوة في المنطقة، كما أن وجود دولة صديقة مثل إسرائيل يمكن أن يعزز مصالح المملكة، حسب ادعائها.
ورفض عاهل السعودية حينها الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود جميع المحاولات الرامية لإجراء اتصالات، بل وأرسل قوات للقتال ضد الاحتلال الإسرائيلي في حرب عام 1948.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن "أولى بوادر العلاقة السرية بين البلدي ظهرت في أوائل الستينيات من القرن الماضي عندما اندلعت الحرب الأهلية في اليمن"، ولفتت إلى أن "المتمردين في تلك الحرب استطاعوا الإطاحة  بالحكومة وكانت البلاد في حالة من الفوضى، ولم تكن معظم دول المنطقة، بما في ذلك السعودية والاحتلال، من محبي المتمردين".


وقالت الصحيفة، إن "الرياض عمدت حينها لفتح مجالها الجوي بهدوء أمام الطائرات الإسرائيلية التي أسقطت مساعدات للقوات الحكومية اليمنية"، وأشارت إلى أن "هذه كانت المرة الأولى التي تتوافق فيها المصالح السعودية والإسرائيلية، ولم تكن الأخيرة".

وأَضافت أن "إسرائيل كانت تعمل وراء الكواليس من أجل بناء جسور التواصل مع السعوديين، حيث نقلت معلومات عن محاولات محلية للإطاحة بالحكومة السعودية وحذروا السعوديين من مؤامرة لاغتيال العاهل الأردني".

وزعمت الصحيفة أن "المسؤولين السعوديين أدركوا في نهاية المطاف أن إسرائيل موجودة لتبقى"، لافتة إلى أن "العاهل السعودي اعترف في عام 1977، بأنه لم يعد أحد يحاول محو إسرائيل من على الخريطة بعد الآن".

وأرسلت السعودية اقتراحا ملموسا في عام 1981، مفاده أنه في حال انسحابها من جميع الأراضي التي استحوذت عليها خلال حرب عام 1967 وسلمت القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية، فإن المنطقة سوف تعيش في سلام، إلا أن دولة الاحتلال حينها رفضت العرض تحت مزاعم مخاوف بشأن الأمن وأهمية القدس، حسب التقرير.

حرب الخليج
ذكرت التقرير أن "السعوديين والإسرائيليين وجدوا أنفسهم بعد عقد من الزمن، على الجانب نفسه مرة أخرى، وكلاهما مستهدف من قبل نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي غزا الكويت. 

وأشارت إلى أن "السعودية انضمت إلى تحالف يضم أكثر من 30 دولة للضغط عليه للخروج وعندما قصف صدام إسرائيل، لم ترد الأخيرة، ما ساهم في عدم إحراج الدول العربية التي كانت منضوية في التحالف".

مؤتمر "مدريد للسلام"
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية بالإشارة إلى أن الطرفين جلسا في وقت لاحق "في نفس الغرفة لأول مرة في مؤتمر مدريد للسلام، وذلك بعد جهد مشترك قادته الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق لإنهاء الصراع بين العرب وإسرائيل".

وفي عام 2002، لفت التقرير إلى أن "الرياض كررت عرضها الذي قدمته في عام 1981، وهو الانسحاب من جميع الأراضي التي تم احتلالها في عام 1967، والتخلي عن القدس، مقابل السلام مع العالم العربي".

وذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي "رفض مجددا العرض بسبب مخاوف بشأن الأمن ونتيجة لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية".

التحالف المناهض لإيران
قالت الصحيفة، إن إعادة الاحتلال الإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات "تطلب اندلاع حرب أخرى، وكانت هذه المرة مع حزب الله اللبناني، حيث تم اختطاف جنديين إسرائيليين عام 2006، وردت إسرائيل باستعراض هائل للقوة".

وأضافت أن "الحرب كشفت حينها أن حزب الله المدعوم من إيران كان أقوى بكثير مما كان يتصور الكثيرون، الأمر الذي وضع كلا من السعودية وإسرائيل في نفس القارب المحفوف بالمخاطر، حيث تعرضتا للتهديد المباشر من قبل طهران".

اتفاقيات إبراهيم 
أشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى توسط  الولايات المتحدة عام 2020 في اتفاق تاريخي بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، اثنتان منها على حدود السعودية، الإمارات والبحرين".

وقالت إنه "رغم أن الرياض لم تكن جزءا من الصفقة، إلا أنه كنت هناك تلميحات إلى أنهم قد يعمدون أيضا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بمجرد أن تحل الأخيرة مشاكلها مع الفلسطينيين".


لكن السعوديين أعلنوا عام 2023 بوضوح استعدادهم لتطبيع العلاقات مع الاحتلال "ما يشير إلى أن البلدين يقتربان من جعل علاقتهما رسمية، لكن أحداث السابع من أكتوبر وما تلاه عرقل الجهود الرامية للتوصل لاتفاق تطبيع مع السعودية"، حسب الصحيفة.

ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أنه "عندما هاجمت إيران إسرائيل في نيسان /أبريل الماضي، هبت العديد من الدول العربية، بما في ذلك بعض الدول التي ليس لها علاقات معلنة، للدفاع عن إسرائيل، عبر تقديم معلومات استخباراتية، وسمحت لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي، أو حتى ساعدت بنشاط في تعقب واعتراض الطائرات والصواريخ الإيرانية".

واختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالإشارة إلى أن "ذلك أشار إلى أن العلاقة السعودية الإسرائيلية قد تكون لها جذور أعمق مما كان معروفا من قبل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال السعودية الفلسطينية فلسطين السعودية الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الدول العربیة إلى أن فی عام

إقرأ أيضاً:

أبرز المساجد والكنائس التي دمرها الاحتلال في غزة

 

الثورة / وكالات

على مدى العصور الماضية، كان قطاع غزة بوابة آسيا ومدخل إفريقيا، ومركزا مهما للعالم ونقطة التقاء للعديد من الحضارات المختلفة ومهدا للديانات والتعايش، من معابد وكنائس ومساجد تاريخية تعكس غنى وعمق الهوية الفلسطينية، كان القطاع مركزا للحياة الدينية والثقافية وقبلة للسلام، قبل أن تحوله إسرائيل إلى مسرح للإبادة الجماعية ارتكبتها طوال أكثر من 15 شهراً.
ارتكب جيش الاحتلال أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءاً من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.
خلال فترة الإبادة التي اقترفتها تل أبيب بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023م حتى 19 يناير 2025م، لم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين من هجمات جيش الاحتلال.
وكانت هذه الأماكن المقدسة هدفا مباشرا للضربات الجوية والمدفعية، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.
ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.

738 مسجدا سُويت بالأرض
متحدث وزارة الأوقاف بقطاع غزة إكرامي المدلل، قال للأناضول إن صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجداً بالأرض ودمرتها تدميراً كاملاً من أصل نحو 1244 مسجدًا في قطاع غزة، بما نسبته 79%.
وأضاف: «تضرر 189 مسجدا بأضرارٍ جزئية، ووصل إجرامُ الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلينَ الآمنين».
وتابع: «كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائسَ تدميرا كليا جميعُها موجودة في مدينة غزة».
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضاً 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميراً كلياً و18 جزئياً.
وأوضح أن «استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب».
كما أكد المدلل أن «استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حرب الاحتلال الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية».
وأضاف: «يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر».
ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين، وفق المتحدث.

أبرز المساجد والكنائس التي طالها التدمير
المسجد العمري الكبير بمدينة غزة
يُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.
يضم 38 عمودا من الرخام الجميل والمتين، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، يعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب.
وفي تاريخه الطويل، تحول الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.
وتعرض المسجد لتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض لدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقًا في العام 1925م.
وقال أحد رواد المسجد العمري للأناضول: «المسجد تعرض لأشرس هجمة بشرية»، وأضاف: «تدميره فاجعة لنا، هو جزء من غزة وفلسطين».

مسجد السيد هاشم
يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، والذي ارتبط اسمه بالمدينة «غزة هاشم».
تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر 2023م.

مسجد كاتب ولاية
يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتٌقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.
ويرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي1341 و1309 ميلادية.
وتعرض المسجد لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023م؛ ما أسفر عن تعرضه لأضرار جسيمة.

المسجد العمري (جباليا)
يعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة يُطلق عليه سكان المنطقة «الجامع الكبير» ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.
تعرض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربَي 2008 و2014م، ورغم ذلك بقي رمزا مهما للمنطقة.

الكنائس المدمرة:
كنيسة القديس برفيريوس
أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها للقرن الخامس الميلادي، وهي تقع في حي الزيتون، وسميت نسبة إلى القديس برفيريوس حيث تحتضن قبره.
تعرضت للاستهداف المباشر لأكثر من مرة؛ الأول كان في 10 أكتوبر 2023م ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من ذات الشهر ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، وأدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.

كنيسة العائلة المقدسة
تعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن أضرار جسيمة.

كنيسة المعمداني
تتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، حيث تم تأسيسها عام 1882م ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.
ارتبط اسمها خلال الحرب بمجزرة مروعة، حيث تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023م أسفر عن مقتل نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا متواجدين في المستشفى.

مقالات مشابهة

  • صحيفة: ترامب ونتنياهو سيعلنان عن تقدم في التطبيع بين إسرائيل والسعودية
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها الاحتلال في غزة
  • محمود مسلم عن صورة الصحيفة الإسرائيلية للرئيس السيسي: حماقة واستفزاز
  • بعدما أعلنت حماس استشهاده ونخبة من كبار القادة.. محطات في حياة محمد الضيف "المتخفي الأبرز" في تاريخ المقاومة الفلسطينية.. نجا من 7 محاولات اغتيال .. وظلت صورته غامضة طوال 6 عقود
  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة لمساعدة الشعب السوري التي يسيرها مركز الملك سلمان
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة لمساعدة الشعب السوري التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري الشقيق
  • المنتدى السعودي للإعلام يطلق مبادرة “جسور الإعلام” التي تجمع Netflix وSony وShondaland بالمواهب السعودية