بوابة الوفد:
2025-04-27@11:48:31 GMT

75 عامًا على الرحيل

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

لم يكن نجيب الريحانى الذى نحتفل اليوم بالذكرى الـ75 لرحيله مجرد فنان فذ أو ممثل عملاق فحسب، بل هو فى الواقع جامعة فنية تخرج فيها عمالقة التمثيل فى القرن العشرين سواء فى مجال الكوميديا أو التراجيديا، فنان من الصعب للغاية أن يجود الزمان بمثله، لم يشعر أحد أنه يمثل، مدرسة فى التلقائية والموهبة الفطرية المعبرة عن المواطن فى عصره.

75 عاما مرت على رحيله وما زال حاضرا بفنه الذى لا يموت، «كشكش بيه» المسرح و«أستاذ حمام» السينما، الريحانى معجزة فنية بكل المقاييس ولم لا وفنه خالد فى وجدان أجيال متعاقبة حتى مصطلحاته خالدة، نستعرض فى تقرير مفصل مشاهد فى تاريخ الريحانى، تحية لروح عملاق فن التمثيل على مدى العصور.

 

(1) «غزل البنات».. دموع حقيقية

فى فيلم «غزل البنات» وهو آخر أفلام الفنان الراحل عام 1949، كان المشهد الأروع فى تاريخ السينما المصرية حينما ذهب «الأستاذ حمام» ومعه الفاتنة ليلى التى يذوب فى حبها صدفة إلى منزل يوسف بك وهبى، كان الحديث بين الثلاثى حول التضحية من أجل الحبيب واستنكر الريحانى ذلك بشدة، ودعاهم يوسف بك لسماع ومشاهدة أغنية محمد عبدالوهاب «عاشق الروح» وكانت تعبر عن حب «حمام» لـ«ليلى»، دخل الريحانى وليلى إلى حيث يغنى عبدالوهاب، وفى «الكوبليه» الذى غنى فيه عبدالوهاب «وكل ده وانت مش دارى يا ناسينى وأنا جنبك حاولت كتير أبوح وأشكى وأقرب شكوتى منك لاقيتك فى السما عالى وأنا فى الأرض مش طايلك حضنت الشكوى فى قلبى وفطمت الروح.......» انهمرت الدموع الساخنة من عيون الريحانى وكانت دموعا طبيعية وليست تمثيلا.. تذكر معاناته وكفاحه فى الحياة على مدى 60 عاما. وفى نفس الوقت ليلى مراد منبهرة بغناء عبدالوهاب وكانت نهاية هذا المشهد التاريخى كلمة يوسف بك وهبى وما الدنيا إلا مسرح كبير، مشهد وحوار عالمى يدرس على مدى السنين، إنه الفن والسينما الحقيقيان.

 

(2) أحمر شفايف.. الزوج المكلوم

فى فيلم «أحمر شفايف» عام 1945، جسد الريحانى شخصية الزوج المثالى الذى تدخل حياته الخادمة وتعتقد الزوجة «زوزو شكيب» وجود علاقة بينهما، وتظلم زوجها ويضطر لمغادرة المنزل والعمل كمهرج بإحدى الفرق، وكان المشهد الرائع فى هذا الفيلم حينما كانت زوجته فى المسرح شاهدته بالصدفة، أتى إليها والألم والحزن يعتصران قلبه، قائلا لها: ظلمتينى وبعتى عشرة عشرين سنة، الدموع فى عينيه والألم يعتصر قلبه على فقده للحياة الأسرية وحرمانه من أولاده، شعرت الزوجة بمدى الجرم الذى ارتكبته فى حق زوجها ومنزلها، وبالفعل صدقت مشاعر زوجها لتعود السعادة للعائلة الصغيرة مرة أخرى.

(3) لعبة الست.. نصيحة خالدة للزوجات

فى فيلم «لعبة الست» عام 1947، جسد الريحانى شخصية «حسن وابور الجاز»، الذى يعشق زوجته «لعبة» التى تجرفها حياة الفن وتقرر الانفصال عن زوجها المخلص الذى تعرض لثراء مفاجئ بعد أن تنازل صاحب المحل لـ«حسن» عن أملاكه وغادر البلاد.

يجمع اللقاء بين حسن وزوجته للاتفاق على الطلاق وتعطى له مبلغ 2000 جنيه مقابل الطلاق وهو مبلغ خيالى فى ذلك الوقت، ولكن يفاجئها بتقطيع الشيك الخاص بالمبلغ، وقال لها: «أنا موافق على الطلاق بدون فلوس وأعتبر نفسى كسبان.. أنا زمان لما اتجوزتك حبيت فيكى القلب المخلص والنفس القنوعة.. انتى مش ليّة انتي مش على ذمتى روحى وانتى طالق.. جسد المشهد بمنتهى الإتقان والبراعة لتصبح كل امرأة تشاهده تحافظ على الحب فى مقابل المال.

 

(4) سلامة فى خير.. الأمانة فى أعظم صورها

فى فيلم «سلامة فى خير» عام 1942، جسد الريحانى شخصية «سلامة» الفراش بأحد المحلات، كان بحق فراشا أمينا، أعطى له صاحب المحل مبلغ 4118 جنيها وهو مبلغ خيالى فى ذلك الوقت لإيداعه فى البنك، وتلعب الصدفة لعبتها ويفشل «سلامة» فى الوصول للبنك ويتعرض للكثير من المغامرات ويحاول بكل الطرق الحفاظ على المبلغ، ويصبح أميرًا بالصدفة ومع ذلك يبذل مجهودا كبيرا للحفاظ على المبلغ لكن يضيع منه ويعتقد البعض أنه سارق، لكن تتضح براءته ويقرر صاحب المحل ترقيته ويكافئه بمبلغ كبير ويكافأ من الآخرين، ليثبت للجميع أن الأمانة هى الأساس فى أى عمل للإنسان.

 

(5) أبوحلموس.. السرقة تحتاج لفنان

فى فيلم «أبوحلموس» عام 1944، جسد الريحانى شخصية «شحاتة» الموظف فى دايرة «الأزميرلى باشا» ويجمعه اللقاء مع عباس فارس مدير الدايرة وكان الحوار الممتع بينهما حينما قال له عباس فارس 18 جنيه لشراء خروف، وكان بالطبع مبلغا كبيرا فى ذلك الوقت. رد عليه الريحانى: «فى خروف بـ90 جنيه انتوا غلابة اوى» وكان المشهد الكوميدى الشهير. 190 جنيه جردل ومخلة للخروف، طبيب للعناية بصحة الخروف كده تبقى معقولة.

وكرر نفس المعنى حينما قال له 90 جنيه لتبييض الغرفة البحرية بمنزل حارة قواويل. كرر الأمر: وش بياض كذا، ترميم الثقوب، كذا وش أول كذا، وش تانى كذا.. حوار رائع حاز إعجاب الملايين فى أجيال متعاقبة.

(6) المشهد الأخير.. دموع الموت

آخر المشاهد التمثيلية فى حياة نجيب الريحانى فى نهاية فيلم غزل البنات، الذى جمعه فى السيارة مع ليلى مراد  وأنور وجدى بعد أن أيقن أن ليلى وقعت فى حب الطيار الوسيم، وضع يده على خده والحسرة تملأ قلبه ليتذكر جملة محمد عبدالوهاب «ضحيت هنايا فداه.. وهأعيش على ذكراه». وبسبب وفاة الريحانى تم تغيير نهاية الفيلم وكان السيناريو لقاء فى قصر الباشا، ولكنه مات ليكون هذا المشهد هو الأخير فى عالم السينما.

 

(7) سى عمر.. الإنسان المثالى

فى فيلم «سى عمر» عام 1945 جسد الريحانى شخصية الإنسان المقهور الذى يضطر للعمل بالسرقة رغما عنه وتقوده الأقدار لمنزل عائلة ثرية ويعتقدون أنه ابنهم المفقود، وتكون فرصة له للابتعاد عن السرقة ليحيا حياة نظيفة، ويستطيع الحفاظ على ثروة تلك العائلة وتكون مكافأته الزواج من ابنتهم الصغيرة وفى نفس الوقت يعود الابن الحقيقى ليبارك هذا الزواج.

 

(8) القصر الذى لم يسكنه الريحانى

كان الريحانى يعيش فى شقة بعمارة الإيموبيليا الشهيرة وسط القاهرة، لكنه قرر أن يشيد قصرا ليعيش فيه بمنطقة كوبرى القبة وبالفعل أنهى بناء القصر عام 1949، وشاء القدر ألا يدخله حيث توفى يوم 8 يونيو 1949 دون أن يدخل القصر أو ينام فيه ولو ليلة واحدة، ليحرم الريحانى من العيش فى هذا القصر الفخم الذى تحول لأحد قصور الثقافة.

 

(9) الريحانى ينعى نفسه

قبل 15 يوما من رحيله كان قد شعر بأن أجله قد اقترب فقرر أن يكتب نعيه بنفسه، كان نعى الريحانى لنفسه إعجازيا حيث كتب فى نعيه بالنص: «مات نجيب الذى اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذى لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب.. مات الرجل الذى لا يعرف إلا الصراحة فى زمن النفاق، ولم يعرف إلا البحبوحة فى زمن البخل والشح.. مات الريحانى فى ستين سلامة».

نجيب الريحانى

 

(10) لقاء فى الأسانسير صنع «غزل البنات»

جمع اللقاء صدفة بين ليلى مراد والريحانى فى مصعد عمارة الإيموبيليا وقال الريحانى لليلى: نفسى أمثل معاكى فيلم قبل ما أموت وعرضت ليلى الأمر على زوجها أنور وجدى الذى تهلل فرحا وأعد العدة لإخراج وإنتاج فيلم «غزل البنات» ليكون واحدا من كلاسيكيات السينما المصرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزل البنات

إقرأ أيضاً:

عرض لعبة النهاية من جديد على مسرح الطليعة

ضمن فعاليات وزارة الثقافة، و ضمن خطة قطاع المسرح برئاسة المخرج  خالد جلال، و خطة البيت الفني للمسرح برئاسة الفنان هشام عطوة، يعود عرض "لعبة النهاية" من إنتاج فرقة مسرح الطليعة بقيادة المخرج سامح بسيوني من جديد لمسرح الطليعة حيث يقدم العرض ابتداء من مساء أمس  الخميس ، و يستمر العرض يوميا في تمام السابعة و النصف مساء على قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة بالعتبة.

يذكر أن عرض " لعبة النهاية "  أعادت فرقة مسرح الطليعة إنتاجه باعتباره أول عمل قدمته الفرقة عند افتتاحها عام 1962، بمناسبة  مرور ستين عاماً على عرضه الأول وضمن مشروعها الاستعادي لتراث الفرقة، حيث ان  نسخة "لعبة النهاية"2024، من إخراج السعيد قابيل، بينما حملت نسخة العام 1962 توقيع الراحل الكبير سعد أردش.

تدور مسرحية لعبة النهاية أو نهاية اللعبة، كما أرادها مؤلفها  صموئيل بيكيت، حول أربع شخصيات، «هام» الرجل المشلول كفيف البصر الذى يجلس عاجزا على كرسيه المتحرك يرى الحياة من خلال خادمه المطيع «كلوف»، ذلك الخادم المسكين المهمش الذى لا يدرى سببا لطاعة سيده ولا يفضل صحبته، ولكنه يجد نفسه مضطرا للسمع والطاعة وتلبية رغباته التافهة والإجابة عن أسئلته المكررة، بينما تعيش شخصيتان من العالم الافتراضي  في براميل صدئة هما «ناج» و«نيل»، والد ووالدة هام المشلول، واللذان توفيا منذ زمن طويل لكنهما يظهران في مخيلته ويدور بين الثلاثة حوار أقرب للهذيان.
"لعبة النهاية" 2024،  تأليف صمويل بيكيت، إعداد وإخراج السعيد قابيل، تمثيل د. محمود زكي، محمد صلاح ، لمياء جعفر، محمد فوزي الريس، ديكور ودعاية أحمد جمال ، أزياء مها عبدالرحمن، إضاءة إبراهيم الفرن. 

طباعة شارك خالد جلال مسرح الطليعة مسرح

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان طلب الرحيل عن منصبه في الأهلي.. والخطيب يتجه للموافقة
  • شاهد | إعادة الإعمار يشكّل استحقاقًا رئيسيًا في المشهد السياسي اللبناني
  • عارف كل اللي بيتقال عنه.. موقف بيسيرو من الرحيل عن تدريب الزمالك
  • شاهد بالفيديو.. حسناء الشاشة السودانية نورهان نجيب تتفاعل في الرقص إحتفالاً بعقد قرانها
  • شاهد بالصورة.. حسناء الشاشة السودانية نورهان نجيب تكمل مراسم عقد قرانها بالقاهرة
  • إسلام صادق: صن داونز رهيب ومرعب.. وكولر يقترب من الرحيل
  • بيرغوين: بنزيما سبب انضمامي للاتحاد ولا أفكر في الرحيل
  • عرض لعبة النهاية من جديد على مسرح الطليعة
  • مقابل 4 ملايين دولار.. بديل زيزو يصل الزمالك.. ونجم الفريق يقرر الرحيل وسط صدمة الجماهير
  • نجم ليفربول يصدم ريال مدريد: لا أفكر في الرحيل