بوابة الوفد:
2025-03-17@17:22:29 GMT

الحكم الشرعى فى الصكوك و«الشرك والجلالة»

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

 

يزداد الجدل حول شرعية صكوك الأضاحى والأضحية الشرك والجلالة كل عام بالتزامن مع قرب عيد الأضحى المبارك، ويسأل المواطنون عن جواز شراء الصكوك وحقيقة وصولها إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين والأسر الأولى بالرعاية، أم أنها تضيع فى طرق أخرى بعيدة عن أهدافها التى يتبرع الناس للجمعيات والوزارات المعنية من أجلها.

أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، حكم الأضحية الشرك فى الشرع، قائلا: «بالنسبة للإبل والبقر والجاموس فهى جائزة على ألا يتجاوز العدد سبعة أفراد، أما الماعز والضأن لا يجوز فيهما الشرك ولا يقبلان الشرك، ويمكن للإنسان أن يُضحى عن نفسه وأهل بيته «الأسرة فقط الزوج والزوجة والأبناء» بالماعز والضأن ولا يُشرك أغرابا فى الأضحية».

وأضاف الدكتور أحمد كريمة أنه يمكن للأغراب من غير الأهل أو الإخوة والأعمام والأخوال وغيرهم من عامة المسلمين المشاركة فى الأضحية الشرك من «الجاموس أو البقر أو الإبل» على ألا يتجاوز العدد سبعة أفراد.

وأوضح أستاذ الفقه المقارن، ضرورة أن تكون الأضحية سليمة من العيوب ولا يوجد بها عيب يؤثر فى الشحم أو اللحم، لافتا إلى أن الأضحية بالوكالة جائزة شرعا، وهى توكيل جمعية خيرية على سبيل المثال لذبح الأضحية نيابة عن المُضحى.

ورد «كريمة» على شرعية أضحية «الجلالة» التى تتغذى من القمامة، قائلا: إن لحم الماشية أيا كان نوعها التى تتغذى على القمامة «مكروه»، لأن لحمها تغذى على ملوثات وتضر وداخل جوفها نجاسات، لذلك فهى «مكروه».

 

وأجاب أستاذ الفقه المقارن على مدى شرعية صكوك الأضاحى التى تعلن عنها الجمعيات الخيرية بالتعاون مع عدة وزارات، قائلا: الآن توجد بدعة منكرة إن هناك دولة أفريقية تطرح «الأضحية» بأسعار رخيصة وسيأكل منها الفقراء هناك»، مؤكدا أن هذا الحديث إذا فُتح ستختفى شعيرة الأضحية مع مرور الزمن، مستشهدا بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال للسيدة فاطمة رضى الله عنها: «قومى اشهدى أضحيتك»، بهدف عدم إخلاء بيوت المسلمين ولا الديار المسلمة من الأضحية، متابعا: أنه لا يمكن أن يقول إذا ما كانت صكوك الأوقاف أو الجمعيات الخيرية حراما أم حلالا.

ورد الدكتور محمد على، الداعية الاسلامى، حول صحة وشرعية صكوك الأضاحى والإنابة بالوكالة عن المضحى، قائلا: «إن صكوك الأضحية عبارة عن وكالة المضحى لمن ينوب عنه فى عملية الذبح، وهى فى الشرع جائزة، ويجوز بالوكالة إن أمِنَ المُضحى أن المال سيصل إلى المستحقين، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل تصل الصكوك لمستحقيها؟، وطالما أن هناك شكاً فى جمعية ما خارج مراقبة الدولة فلا يجوز التبرع لها».

وأضاف الدكتور محمد على أن بعض الجمعيات غير موثوق فيها ولا توصل صكوك الأضحية إلى مستحقيها، وإن أوصلت 25% منها يكون "كتر خيرهم"، موضحا أن صكوك وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة التضامن سليمة 100% وتصل إلى مستحقيها، أما بعض الجمعيات الخيرية تعلن عن صكوك الأضاحى بمشاركة وزارة معنية فى هذا الشأن تتلاعب فى عملية توزيع الصكوك على المستحقين.

وأكد أن 90% تقريبا من الجمعيات التى تجمع تبرعات من المواطنين عن طريق التليفزيون، لا توزع الصكوك على المستحقين، لافتا إلى أن الصكوك التابعة للدولة المصرية سواء مطروحة من الأوقاف أو التضامن أو تحت إشراف رقابة الدولة فهى ليس عليها غبار لأنها تخضع إلى رقابة شديدة وصارمة، ولكن المشكلة تكمن فى الجمعيات الخيرية الخاصة، التى تتلاعب بمشاعر البسطاء، فتجعلهم يتبرعون ثم تسرق معظم تبرعاتهم.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الصعيد.. و"ناسه"

لست ممن يتابعون الأعمال الدرامية سواء فى رمضان، أو غير رمضان، بل إنني توقفت تمامًا خلال السنوات الماضية عن معظم ما يعرض على الشاشات، باستثناء بعض ما يتعلق بالأخبار أثناء الأحداث الهامة، غير أن مقاطع من مسلسل يتناول الحياة فى الصعيد يمر أمامي بين الحين والآخر أثناء تصفح الفيس بوك، الفنان مصطفى شعبان يتألق فى أداء دور كبير العائلة والذى يستمد سطوته من الثروات الضخمة التى حصل عليها من تجارة الآثار، وبالتالي كلمته نافذة على الكبير قبل الصغير، المسلسل الذى يحمل اسم "حكيم باشا" يتبارى فيه كبار النجوم فى أداء أدوارهم، وكذلك النجوم من شباب الفنانات، غير أن هذا العمل كما سابق كثيرًا من الأعمال لا تعبر عن واقع الحال فى الصعيد.

أول ما لفت نظري هو أن "حريم القصر" كما يسمونهم فى المسلسل خلعن غطاء الرأس فى وجود ابن العم، وعم الزوج، وأبناء عم الزوج، وهكذا، وكلهن صففن الشعر، وتركهن مسدلاً على الاكتاف، وهذا ما لا يحدث على الإطلاق مهما بلغت درجة الثراء فى العائلات، بل إن السيدة أو البنت بمجرد نزولها من شقتها الموجودة فى بيت العائلة لا تستطيع أن تتخفف من ملابسها، أو غطاء الرأس، فهي دائمًا مستعدة لدخول ضيف، أو أحد الأقارب، ناهيك بالطبع عن طريقة اللبس التى تميل إلى الفلكلور، وكمية الذهب المبالغ فيها التى ترتديها كل نساء العمل، صحيح هم يحبون الألوان الزاهية ويلبسونها فى المناسبات والأثرياء منهم يملكون من الحلى الذهبية الكثير ولكنهم أيضًا لا يلبسونه إلا فى المناسبات.

منذ سنوات لبيتُ دعوةً لحضور حفل عرس أحد الأبناء فى محافظة سوهاج، بادرتني إحداهن "إيه رأيك فى عيشتنا.. يا تري زي المسلسلات؟" قلت لها: بالطبع لا، فقالت: "إحنا نفسنا بنضحك على اللى بنشوفه عن ستات الصعيد ونتمنى يكتبوا حاجه حقيقية عنا"، لم أجد هناك كلمة "الحرمة" التى نسمع عنها فى المسلسلات والأفلام، ولكنني وجدت سيدات تذهبن إلى وظائفهن دون أية قيود، وفتيات تعلمن فى الجامعات، ونبغن فى كليات القمة، بالإضافة إلى شابات، وفتيات صغار تجدن كل حنو ومحبة من الكبار.

على مدى سنوات عمري المهني والشخصي، كانت الصورة الذهنية للجزء الجنوبي من الوطن هى صورة نمطية تعكس موروثات من السلوكيات والعادات وربما الصفات التى تدور جميعها حول الثأر، وقهر وتهميش المرأة، وخشونة التصرفات، وقسوة المشاعر، وفوق ذلك معدلات فقر تؤكدها إحصاءات رسمية، ومصادر بحثية، ولكنني مع أول زيارة اكتشفت عوالم أخرى لا تعكسها الصورة المصدرة لنا دومًا عن تلك البقعة من أرض الوطن.

تجارة السلاح والآثار والتهريب تلك هى صورة الصعيد فى المسلسلات مع تزيد وتصنع فى اللهجة، مع أنه هناك لكنة مختلفة لكل محافظة، ولكنها عامة ليست بتلك الخشونة التى تصدرها المسلسلات، فمع زيادة نسب التعليم والتأثر بما يقدم فى وسائل الإعلام اقتربت اللهجة من طريقة "القاهريين" فى الكلام، أضف إلى ذلك بالطبع أن هناك قامات سياسية، وثقافية، وإعلامية أثروا بعلمهم، وموهبتهم، وثرائهم الثقافي المجتمع المصري ككل على مر التاريخ.

نتمنى على كتّاب الدراما، وخاصة ما يتعلق منها بالصعيد، زيارة هذا الجزء الجنوبي من أرض الوطن، ومعايشة قضاياهم، ومشكلاتهم، وواقعهم بالفعل، حتى تكون الأعمال مرآة للواقع ورسالة تخدم، وتفيد.

مقالات مشابهة

  • "الصكوك الوطنية": 15.8 مليار درهم استثمارات حملة الصكوك نهاية 2024
  • كيف يحدد تقرير الطب الشرعى عقوبة المتهم فى مشاجرة الفردوس
  • انتظار يائس للطعام أمام الجمعيات الخيرية في غزة.. الحصار الإسرائيلي يفاقم معاناة السكان
  • كاراجر: نيوكاسل سحق ليفربول في نهائي كأس كاراباو
  • «مش بيحب يجيب سيرة حد».. محمد رجب يشيد بالفنان أحمد عز
  • محمد رجب: أحمد عز صاحب صحبه ومركز في شغله
  • الصعيد.. و"ناسه"
  • محمد رجب يكشف سر إخفاء زواجه من دانا حلبي
  • الجمعيات الخيرية بمنطقة مكة المكرمة ترسخ الأعمال التطوعية في شهر رمضان
  • يرد على جدل أزيائها بـ إش إش | طارق الشناوى: مي عمر أبدعت فى دور الراقصة