أكد سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة وللشؤون الإسلامية الأوقاف والزكاة، أن القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تولي اهتماما كبيرا لحجاج الدولة وتحرص على تحقيق السعادة لهم ليؤدوا هذا الركن العظيم بروحانية وطمأنينة ويسر.

وأشاد بالدعم الكبير الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للهيئة ولمكتب شؤون الحجاج، وبتوجيهات سموه بتوفير جميع احتياجات حجاج الدولة ومتطلباتهم حتى عودتهم إلى ديارهم سالمين بعد أداء الفريضة، الأمر الذي انعكس على تميز الخدمات المقدمة لهم، منوّها بمتابعة سموه أحوال الحجاج في الأراضي المقدسة على مر السنوات الماضية وحرصه على الاتصال للاطمئنان عليهم.

جاء ذلك خلال كلمة وجهها سعادته إلى أعضاء مكتب شؤون حجاج الدولة لدى مغادرتهم أرض الدولة أمس عبر مطار زايد الدولي في أبوظبي، متوجهين إلى المملكة العربية السعودية، داعيا إلى التحلي بالمسؤولية والثقة بالنفس وإخلاص النية في خدمة حجاج بيت الله الحرام، كسبا للأجر والثواب، وتحقيقا لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تنتهج التميز ورقي الخدمات وجودتها، مؤكدا ضرورة مضاعفة الجهود وتوجيه كل الإمكانيات المتوفرة لخدمة حجاج الدولة وتوفير احتياجاتهم في المشاعر المقدسة ومتابعة جميع شؤونهم على مدار الساعة حتى عودتهم إلى أرض الوطن.

وأكد الدكتور الدرعي أن الهيئة تحرص على الارتقاء بمهام البعثة الرسمية ومكتب شؤون الحجاج من خلال مراجعة أدائها في السنوات الماضية، وبحث آلية تطويرها وتجنب الهفوات والتحديات التي واجهتها، وكيفية الاستفادة من وسائل التقنية المتاحة وتسخيرها لخدمة برامج البعثة والتواصل مع الحجاج بغية توفير الراحة الكاملة لهم وتذليل العقبات التي تواجههم خلال أدائهم المناسك، مشيداً بالتطور الملحوظ الذي تشهده البعثة عاما بعد آخر بفضل الله ثم الدعم المباشر والمتواصل من القيادة الرشيدة.

وقال إن البعثة وفرت وبالتنسيق مع بقية مؤسسات الدولة، كل ما من شأنه أن يساعد الحجاج في أداء هذا الركن من ناحية التوعية بالمناسك والمحافظة على صحتهم والإجابة على فتاواهم واستفساراتهم ومتابعة أحوالهم، داعيا الحجاج إلى التواصل مع مكتب شؤون الحجاج في أي وقت طوال موسم الحج.

وأشاد الدكتور الدرعي بجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقيادتها الرشيدة، في خدمة حجاج بيت الله الحرام والمحافظة على سلامتهم وتهيئة المشاعر المقدسة والعناية بها بغية تحقيق الراحة لضيوف الرحمن، مشيدا بالتعاون المستمر بين مكتب شؤون الحجاج للدولة، ووزارة الحج والعمرة في المملكة والتنسيق المتواصل خدمة للأهداف المشتركة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“خطورة الميليشيات الإسلامية المسلحة: بين إرث الماضي وتحديات المستقبل”

كل ما يجري في السودان اليوم هو نتيجة مباشرة لصنيع قادة الحركة الإسلامية الذين يتحملون مسؤولية كبرى عن الانتهاكات المرتكبة من قبل طرفي القتال. هذه الأزمة التي تفاقمت منذ عام 1989، تعتبر تجسيدًا لعقود من البراغماتية السياسية للإسلاميين، حيث قادت مغامراتهم للاستيلاء على السلطة البلاد إلى شفا الانهيار.
لقد بدأت ملامح عدم التعافي السياسي مع حادثة معهد المعلمين في الستينيات، والتي رسّخت وجود الإسلاميين في المشهد السياسي بدعم من قوى حزبية مدنية تعرضت للمزايدة والإرهاب. وكان تبني الدستور الإسلامي بمثابة الشرارة الأولى التي عمّقت الصراع مع الجنوب، وزادت من تعقيد العلاقات بين التيارات السياسية المختلفة.
الإسلام السياسي وجذور الأزمة
منذ استقلال السودان، هيمنت قضايا الإسلام السياسي على المشهد، مما استنزف طاقة النخبة السياسية وأدخل المجتمع في دوامة من التشظي والانقسام. أما ظهور الحركة الإسلامية في السلطة عبر انقلاب 1989، فقد عمّق الصراعات السياسية والاجتماعية وأوصلها إلى مستوى غير مسبوق من التعقيد.
وبرغم سقوط نظام الإنقاذ، فإن الإسلاميين استمروا في التحكم بمفاصل الدولة من خلال اختراق القوات النظامية، وتحويل الخدمة المدنية إلى أدوات لخدمة أجندتهم. تساهلت حكومة الفترة الانتقالية في معالجة إرث المشروع الحضاري، مما سمح للإسلاميين بإعادة تنظيم صفوفهم والتخطيط لاستعادة السلطة.
الميليشيات الإسلامية في المشهد الحالي
في ظل الحرب الحالية، تسعى الميليشيات الإسلامية المسلحة لإعادة تموضعها في المشهد السياسي. تنظيمات مثل "البراء بن مالك" تُذكرنا بسنوات ازدهار داعش في الشرق الأوسط، حيث تمارس الأساليب ذاتها من الترهيب والقتل والتطرف الدموي.
ما يثير القلق هو أن هذه الميليشيات تُسهم في استدامة الحرب بممارسات تعيدنا إلى زمن استبداد الإسلاميين في عهد المؤتمر الوطني. تلك الحقبة شهدت تعذيب المعارضين، واغتصاب النساء، وقمع الحريات، وهي ذات السياسات التي تسعى هذه الجماعات لتكرارها تحت مسميات جديدة.
التحدي الديمقراطي
النخبة السودانية المستنيرة تواجه اليوم تحديًا وجوديًا: إما بناء سودان موحد وديمقراطي، أو الخضوع لهيمنة الإسلاميين ومتطرفيهم. إن بروز تيارات داعشية جديدة داخل الحرب يعكس خطرًا كبيرًا يتمثل في تحول السودان إلى بؤرة للإرهاب والتطرف.
ولذلك، فإن تشكيل رأي عام مدني وديمقراطي قوي، يعارض استمرار الحرب ويدعم السلام الشامل، يمثل السبيل الوحيد لمنع السودان من الوقوع في قبضة التطرف مرة أخرى.
الحرب الحالية ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الصراع الذي قادته الحركة الإسلامية منذ عقود. إذا لم تُتخذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب، وتفكيك البنية الفكرية والتنظيمية للإسلام السياسي، فإن مستقبل السودان سيظل رهينة لمشاريع متطرفة تهدد وجوده كدولة حرة ومستقلة.

زهير عثمان

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • وفد «دينية النواب» يزور جامع عمرو بن العاص ومجمع الأديان بالقاهرة
  • “خطورة الميليشيات الإسلامية المسلحة: بين إرث الماضي وتحديات المستقبل”
  • اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻤﺴﺎﻧﺪة اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ واﻟﻤﻄﻮﻓﻴﻦ اﻟﺴﻌﻮديين
  • “الشؤون الإسلامية” تقيم الحفل الختامي لتكريم الفائزين والفائزات بمسابقة القرآن في سيرلانكا
  • وزير الأوقاف: أكثر من 6 آلاف حاج حصة فلسطين وخطة طوارئ لحجاج "غزة"
  • السعودية تعلن الموعد النهائي لتعاقدات مكاتب شؤون الحج لعام 2025
  • قائد عام شرطة أبوظبي يثمن دعم القيادة الرشيدة في تصدر أبوظبي المدن الأكثر أمانًا عالميًا
  • السعودية تضع عراقيل جديدة أمام الحجاج والمعتمرين اليمنيين 
  • بلمهدي يستقبل الدفعة الأولى من الأئمة الموفدين إلى أكاديمية الأزهر العالمية
  • “وزارة الحج”: 14 فبراير موعدًا نهائيًا لتعاقدات مكاتب شؤون الحج على الخدمات