اطمئن وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح اليوم، على صحة المواطن يعيش أحمد حسين العمري سائق الشيول الذي استهدفته مليشيا الحوثي الإرهابية، وقنصته أثناء مشاركته في فتح طريق ( مأرب البيضاء ) بمديرية الجوبة جنوب محافظة مأرب.

وخلال الزيارة التي رافقه فيها مدير عام شرطة مأرب اللواء يحيى علي حميد ورئيس فرع جهاز الأمن السياسي بالمحافظة العميد ناجي حطروم إلى هيئة مستشفى مأرب العام استمع الوكيل مفتاح من الأطباء المشرفين على علاج المواطن العمري إلى تقرير عن وضعه الصحي وعن حالته الراهنة بعد استقرارها ونجاح العملية الجراحية .

واطلع الدكتور مفتاح على الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة له منذ دخوله إلى المستشفى عقب إصابته موجها الأطباء والممرضين بمضاعفة جهودهم وتقديم كافة احتياجاته من الخدمات الصحية والرعاية الطبية الكاملة اللازمة لحالته حتى تماثله للشفاء.

واستنكر وكيل محافظة مأرب الجريمة الحوثية النكراء التي أقدمت عليها المليشيات أمس، باستهدافها للشيولات والمعدات الثقيلة التي كانت تقوم بفتح طريق مأرب البيضاء تنفيذاً لمبادرة عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة الذي أعلن من جانب واحد عن فتح جميع الطرقات التي تربط محافظة مأرب بباقي المحافظات منذ أربعة أشهر .

وحمّل الدكتور مفتاح مليشيا الحوثي الإرهابية مسؤولية إفشال المبادرات الإنسانية الرسمية والمحلية في كافة المحافظات طوال الفترة الماضية

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

تبرير المليشيات- منكر في ذهنية المثقف وسقوط أمام الحاضر

زهير عثمان

تبرير سلوك إباحة إقامة المليشيات هو أمر منكر في ذهنية المثقف، مهما كان رصيده الأخلاقي أو خلفيته الفكرية، سواء كان يسارياً عتيقاً أو أكاديمياً مرموقاً لا يُشق له غبار. فالكِبْر الفكري قد يخل بالطرح، ويتقزم أمام معطيات الحاضر، حيث تصبح المواكبة ضرورة، لكنها عصية على من يستسلم لتصوراته القديمة أو نزعاته الذاتية. وأقول هذا لك أيها الشيخ الحكيم، لأننا نعيش في عالم متغير، يفرض علينا تحليلاً عميقاً يتجاوز التأريخ المكرر إلى فهم واقعي وحاضر لما نعيشه اليوم.
رد على طرح "حق الجيوش في توظيف المليشيات": تفكيك وتحليل
التوظيف التاريخي للمليشيات من قبل الدول، بما فيها السودان، يتطلب فهماً عميقاً لسياقات الدولة الحديثة ووظائفها. هذا الفهم يُبرز الإشكالية في طرح فكرة "حق الجيوش في توظيف مليشيات"، حيث أنها تفتقر إلى التعليل القانوني والمؤسسي، وتدفع بتبريرات قد تبدو مقبولة تاريخيًا ولكنها تتعارض مع طبيعة الدولة الحديثة. فيما يلي تحليل للمحاور الرئيسية

الدولة الحديثة واحتكار العنف المشروع
وفقاً لماكس فيبر، الدولة الحديثة تحتكر استخدام العنف المشروع كأحد أسس وجودها. وهذا يعني أن أي تفويض باستخدام العنف لجهة غير رسمية (المليشيات) يقوض هذا الاحتكار ويضعف بنية الدولة. السودان، منذ الاستقلال، أظهر عجزًا عن بناء مؤسسات قوية للحفاظ على هذا الاحتكار، مما أتاح للمليشيات فرصة النمو والازدهار، وهو ما تجلى في أزمات متكررة.
التاريخ السوداني مثال واضح
عهد الإنقاذ والدعم السريع لقد كان تمكين مليشيا الدعم السريع لتصبح قوة مستقلة تحولاً خطيراً، حيث أضحت "شريكاً" في السلطة العسكرية، لا مجرد أداة مؤقتة.
حقبة ما بعد الاستقلال و حتى في عهود عبود أو نميري، كانت الدولة توظف القبائل كأدوات ضد خصومها في الجنوب أو الغرب. هذا النمط استمر مع تحولات أكثر خطورة في العقود اللاحقة.
المليشيات وأزمة الشرعية
الدولة التي تعتمد على المليشيات تفقد شرعيتها بين مواطنيها. هذا الاعتماد ينقل السلطة من مؤسسات الدولة إلى قوى قبلية أو فئوية ذات أجندات خاصة.
السودان نموذجاً كما أوضح بلين هاردن، حرب الدولة السودانية "الرخيصة" من خلال المليشيات القبلية خلقت صراعات ممتدة، وتركت أعباء طويلة الأمد على النسيج الاجتماعي.
المليشيات غالباً ما تشتغل خارج القانون، بما يعزز الفوضى ويُضعف إمكانية بناء سلام مستدام.
التوظيف التاريخي للمليشيات في السودان
التاريخ السوداني مليء بأمثلة لتوظيف الدولة لمليشيات قبلية، مما أدى إلى دوامات عنف وصراعات ممتدة
المهدية استخدمت القبائل المتحالفة لكسر ثورة الكبابيش.
الاستعمار الإنجليزي تحالف مع قبائل مثل الكبابيش لمواجهة السلطان علي دينار، مستغلاً عداءها التاريخي مع دارفور.
نظام عبود استخدم قبائل المورلي في الجنوب كأداة ضد الحركة المسلحة.
هذه الأنماط تؤكد أن توظيف المليشيات ليس جديداً، ولكنه ظل يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ يُطيل أمد الصراعات ويؤسس لانقسامات أعمق.
أخطاء نظام الإنقاذ كنموذج الدعم السريع
نظام الإنقاذ انحرف بشكل غير مسبوق في استخدام المليشيات عبر تحويل الدعم السريع إلى قوة موازية للجيش.
هذا الوضع يُعتبر خرقاً للنظام العسكري للدولة الحديثة، حيث لا يجوز وجود جيشين متوازيين.
النتيجة كانت تآكل المؤسسات العسكرية التقليدية، مما أدى إلى هشاشة الدولة وأفضى إلى حرب 2023 الكارثية.
تفنيد الادعاء بأن الجيوش يحق لها توظيف المليشيات
أ. مخالفة القانون الدولي
الدولة الحديثة ملتزمة بالقوانين الدولية التي ترفض عسكرة المجموعات القبلية أو إنشاء مليشيات خارج سيطرة الدولة.
ب. تهديد السلم الاجتماعي
توظيف المليشيات يعزز الانقسامات الاجتماعية، ويزيد من احتمالات الحرب الأهلية.
ج. تقويض الجيش نفسه
مثلما حدث في السودان، يؤدي الاعتماد على المليشيات إلى إضعاف الجيش النظامي، حيث تتحول السلطة العسكرية إلى أدوات خاصة.
وعلينا أن نسعي نحو دولة قانونية مستقرة , السودان بحاجة إلى إعادة بناء جيشه الوطني كقوة موحدة تحت قيادة مدنية ديمقراطية. استخدام المليشيات، تاريخياً أو حالياً، ليس مبرراً، بل هو انحراف عن مسار بناء الدولة الحديثة.
تاريخ السودان مليء بالدروس التي تؤكد أن توظيف المليشيات يُفضي إلى صراعات طويلة الأمد ويُضعف الدولة، وهي تجربة يجب أن تكون عبرة لمن يريد سلاماً واستقراراً دائماً.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • تبرير المليشيات- منكر في ذهنية المثقف وسقوط أمام الحاضر
  • وكيلا مأرب والتعليم الفني يدشنان تجهيز وتأثيث كلية المجتمع بتمويل كويتي
  • وفاة مدير عام إدارة أسيوط التعليمية إثر تعرضه لغيبوبة سكر أثناء تقديمه واجب العزاء فى نجل وكيل وزارة التعليم
  • مقتل نجل وكيل وزارة التربية والتعليم بقاعة افراح فى أسيوط
  • مشاجرة بحفل زفاف.. مقتل نجل وكيل وزارة التعليم بأسيوط وإصابة نجل شقيقه
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • خليل الحية: نبحث في كافة الأبواب والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان
  • أنواع المشقة التي أباح الإسلام الرخصة فيها أثناء الصلاة
  • براءة سائق أوبر من تهمة التحرش بالفنانة هلا السعيد
  • براءة سائق أوبر المتهم بالتحرش بالفنانة هلا السعيد