تجد الإدارة الأمريكية نفسها أمام ضرورة صياغة سياسة تقوم على معالجة الواقع المتقلب في الشرق الأوسط وليس إيجاد واقع بديل عنه، بهدف وقف سلسلة طويلة من الإخفاقات في المنطقة.

وجاء في مقال نشرته صحيفة "معاريف" للكاتب الإسرائيلي يورام أتينغر، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يعمل على الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، لكن يوجهه واقع بديل لسيناريو مستقبلي تخميني ومنقطع عن واقع الشرق الأوسط".



وتضمن المقال أن بلنكين "يقدس الخيار الدبلوماسي الذي ساهم كثيرا في جعل نظام آيات الله عنصرا مركزيا في الساحة الإقليمية والعالمية، ويعارض خيار تغيير النظام، ويرفض الخيار العسكري رغم سلوك آية الله المناهض لأمريكا منذ شباط/ فبراير 1979، الذي يتميز بالإرهاب وتهريب المخدرات وتبييض الأموال ونشر الأسلحة في أرجاء العالم، بما في ذلك أمريكا اللاتينية وعلى أراضي الولايات المتحدة"، على حد وصفه.


ويضغط بلينكن على "إسرائيل" للانتقال من الخيار العسكري إلى الخيار الدبلوماسي، رغم أن درس 17 سنة من حكم حماس يوضح بأن وقف النار والمفاوضات يرفعان مستوى "إرهاب حماس، ويشكل فرعا لإرهاب الإخوان المسلمين، منظمة الإرهاب السنية المناهضة لأمريكا الأكبر في العالم"، على وصف المقال.

وأضاف أن "استجابة إسرائيل لبلينكن ستنقذ حماس من تدمير بنيتها التحتية الإرهابية، وتشكل لها انتصارا دراماتيكيا، وتآكل قوة الردع الإسرائيلية، كما أن المس بقوة الردع الإسرائيلية سيحفز الإرهاب والحرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل وضد الأنظمة العربية المؤيدة لأمريكا، ويمنع عودة النازحين في الشمال والجنوب، ويقلص المصلحة العربية لتوسيع دائرة السلام".

وجاء في المقال أن بلينكن "يرفض الاعتراف بحقيقة أن تغيير النظام في إيران شرط مسبق لتحقيق الاستقرار والسلام؛ مما يحرر السكان الإيرانيين من حكم وحشي يزيل تهديدا وجوديا فوريا عن الدول السُنية المؤيدة لأمريكا، ويزيل العائق الأكبر أمام توسيع دائرة السلام الإسرائيلي – العربي، وينزع بؤرة عمل مركزية من الإرهاب الإسلامي المناهض لأمريكا".

وبين أن "بلينكن لا يوافق على أن قوة الردع هي العنصر المركزي في اعتبارات الأمن القومي الواقع العنيف والمتقلب في الشرق الأوسط، وأنه الحيوي الأكثر من المفاوضات والاتفاقات التي لا تكون أكثر استقراراً من الأنظمة التي تبلورها".


واعبتر أن "بلينكن يتجاهل حقيقة أن المفاوضات المثمرة لن تكون إلا مع كيانات تحقق رؤياها، ولكن دون تصفية الطرف الآخر، كما الحال باتفاقات السلام مع مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب وجنوب السودان، والتعاون مع السعودية. صحيح أنها كانت تفضل شرق أوسط بدون كيان يهودي “كافر”، لكنه ليس شرطاً لتحقق رؤياها القومية. كما أنها ترى في إسرائيل حديثاً أمام تهديدات آية الله والإخوان المسلمين، وهي لا ترى في إقامة دولة فلسطينية شرطاً مسبقاً للسلام وللتعاون مع إسرائيل".

وأوضح "لن تحدث مفاوضات مع حماس، التي تحقق رؤياها مشروطة بتصفية الكيان “الكافر” الصهيوني، وهكذا أيضا بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، والتي رؤياها التصفوية منصوص عليها في مواثيق 1959 و1964 ويشدد عليها في جهاز التعليم، والتحريض في المساجد، والتعظيم الرسمي والعلني للإرهابيين، والمنح الشهرية لعائلات الإرهابيين، والنشاط الإرهابي المباشر وغير المباشر".

وأكد أن "على وزير الخارجية الأمريكي بلينكن أن يبلور السياسة على أساس واقع الشرق الأوسط المتفجر والمحبط، وليس على أساس واقع بديل ينعش القلب لقطع سلسلة طويلة من إخفاقات وزارة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. إن المساعدة الإنسانية المباركة لعرب غزة هي إبادة حماس. أما نقل المساعدة الإنسانية قبل إبادة حماس، فيشكل مساعدة خارجية لحماس ويضيف وقوداً وليس ماء لشعلة الشرق الأوسط".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي الولايات المتحدة حماس إيران الخارجية الأمريكية إيران إسرائيل حماس الولايات المتحدة الخارجية الأمريكية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ترامب: إسرائيل ستسلم غزة لأمريكا ولن نحتاج لنشر قوات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الخميس، إنه "لن يكون هناك حاجة لجنود أمريكيين من أجل السيطرة على قطاع غزة؛ لأنه سيتم تسليم القطاع إلى الولايات المتحدة من جانب إسرائيل".

وأضاف ترامب، في منشور له على منصة "تروث سوشيال"، أن الولايات المتحدة ستبدأ في العمل، إلى جانب فرق تطوير كبيرة في جميع أنحاء العالم في بناء ما "سيصبح أحد أكبر أنواع التطوير وأكثرها إثارة على الأرض"، على حد وصفه.

ويأتي موقف ترامب هذا، والذي نشره صباح اليوم بتوقيت الولايات المتحدة، بعد أيام قليلة من إعلانه أن بلاده ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وأنه سيتم نقل الفلسطينيين إلى دول مجاورة، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن صاحب فكرة تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط؟
  • أبرز الأسماء التي ستفرج عنها إسرائيل اليوم ضمن صفقة التبادل مع حماس
  • نتنياهو: لا مستقبل للسلام في الشرق الأوسط إذا بقيت حماس في حكم قطاع غزة
  • مسؤول: وزير خارجية أمريكا سيقوم بأول جولة في الشرق الأوسط منتصف فبراير.. ما الدول التي سيزورها؟
  • المبعوثة الأمريكية: إسرائيل ستفي بجدول الانسحاب من لبنان
  • ترامب: إسرائيل ستسلم غزة لأمريكا ولن نحتاج لنشر قوات
  • ترامب: إسرائيل ستسلم غزة لأمريكا بعد الحرب
  • باحث: تصريحات ترامب عن التهجير انقلاب على أسس السياسة الأمريكية بالمنطقة (فيديو)
  • على خطى ترامب.. إسرائيل تنسحب من مجلس حقوق الإنسان: يشيطن الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط
  • خبير علاقات دولية: تصريحات ترامب لن تنجح في فرض واقع جديد بالمنطقة