حفل إشهار كتاب بين نزف وعزف للأديب رائد العمري في مؤسسة شومان
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
#سواليف
جرى مساء يوم الأربعاء الموافق 5/ 6/ 2024 م وباستضافة من مؤسسة عبد الحميد شومان فرع الأشرفية حفل إشهار وتوقيع كتاب “بين نزف وعزف” للأديب رائد العمري رئيس اتحاد القيصر للآداب والفنون والذي طُبِعَ بالتعاون مع مكتب اتحاد القيصر للتدقيق والتنسيق الطباعي والتوزيع، والذي جاء لتسليط الضوء على هذا المنجز الأدبي وهو الإصدار الثاني للعمري في مجال القصة القصيرة جدا بعد مجموعتهِ القصصية الأولى تحت عنوان “خبايا المرايا”، وسط جمهور من المثقفين وأعضاء القيصر ورواد المكتبة وخاصة فئة الشباب، وجرى اللقاء بأسلوب المحاورة، حيثُ قدَّمَ المحاورة الأديب الروائي السوري محمد فتحي المقداد والذي بدأ بتسليط الضوء على هذا المنجز مشيدا بأسلوب العمري وقدرتهِ على الرمزية والتكثيف واستخدام عناصر المكان والزمان والتراث وتوظيفها في هذه النصوص القصيرة التي تناولت في موضوعاتها النقد الاجتماعي والثقافي الواقعي بأسلوب شيق وماتع بالقليل من الكلمات والعديد من التأويلات والتفسيرات التي تجعل المتلقي مندهشا ومشاركا في تأويلات النص المحتملة، ثمَّ أشارَ إلى رمزية الأنثى التي استخدمها العمري في غالب نصوصه، وبراعته في التنقلِ بين الأنا والنحن الجامعة، ثمَّ عرَّجَ على القسم الثاني من نصوص هذا الكتاب من نوع الومضة القصصية.
وقد تناولت المحاورة عدة تساؤلات للعمري أولها عن عنوان الكتاب الملفت “بين نزف وعزف” حيث أجابَ أن القلبَ ينزفُ أولا وجعا او حُبّا او شعورا خفيّا يؤجج مشاعره ليبدأ العقلُ يعزف بالحروف حتى تكتملَ الصورة فكل عزفٍ وأملٍ بدأ بوجعٍ ونزف.. وأما عن سؤاله عن توظيفِ المكان والبعد الزماني فأجابَ أنَّ الكاتبَ ابن بيئته ومجتمعهِ ومكانِ إقامته فلا ينسلخُ منها بل تسكنه كما يسكنها وتوظيفُ الأماكن يزيدُ من جمالية النص وإيصالِ الفكرة الرمزية، ويحملنا للحفاظ على تراثنا ومجدنا ولغتتا..
وأما عن القضايا المتنوعة التي طرحتها النصوص فمنها الاجتماعي، والثقافي، والتربوي اللامنهجي، وعلاقات البشر والأسر. والانتهازية، والإدارة واستغلال الوظيفة، والتراث والعادات والتمسك بالقيم البشرية، والعدالة والنزوح والفقر .. فيما عبَّرَ العمري أن الأمَْ والأنثى بشكل عام هي الركيزة الأساسية في بناء الأسر والمجتمعات، وهي تمثل الوطن في وجهة نظر العمري في العديد من النصوص..
وعن القدرةِ على صناعة النص القصير وهذا الجنس الرشيق في عالم السرد أجاب: إنَّ القصة القصيرة جدا والومضة القصصية التي تعتبر من أقصر أجناس السرد الأدبي تحتاج للثقافة وسعة الإطلاع وتركيز الفكرة واختيار الكلمات الرمزية الدالة على ما تريد إيصاله ببضع كلمات، وتعتمدُ على القفلة المدهشة وعنصر التشويق.. وكما أننا في زمن السرعة وهذه الأجيال تحتاج الإيجاز وتمل الإطالة في عصر التكنولوجيا والسرعة والتطور الهائل..
مقالات ذات صلة اختصار مكثف لكتاب مكثف / د ذوقان عبيدات 2024/06/07وفي نهاية الحفل قرأ العمري عددا من القصص والومضات القصصية التي نالت استحسان الحضور ثمّ وقَّعَ عددا من نسخ الكتاب على سبيل الإهداء للحضور ثمَّ تمنى على إدارة مؤسسة عبد الحميد شومان أن تفتح فرعًا لها في محافظة إربد التي تستحق مع منجزاتها الثقافية مقدِّما مقر اتحاد القيصر للآداب والفنون لتحقيق هذه الغاية مجانا..
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
الشاعر المغربي مراد القادري من معرض الكتاب: نحن مدينون لمصر ثقافيًا
شهدت قاعة ديوان الشعر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 لقاءً شعريًا مميزًا مع الشاعر المغربي الكبير د. مراد القادري، أدارها الشاعر د. مسعود شومان، وسط حضور لافت من محبي الشعر والثقافة.
استهل د. مسعود شومان الندوة بالإشارة إلى أنها ستتناول موضوعات متعددة حول اللغة، والمدارس الشعرية، والاستلهامات الأدبية، مؤكدًا أن ضيف اللقاء شاعر وناشط ثقافي مغربي بارز، حاصل على الدكتوراه في الأدب المغربي الحديث، وترجمت أعماله إلى عدة لغات عالمية، منها الإسبانية والفرنسية.
كما أوضح شومان أن مصطلح “الزجل” في المغرب يُطلق على من يكتب الشعر بالعامية المغربية، وهو ما يثير جدلًا اصطلاحيًا حول ما إذا كان شعر العامية شعرًا قائمًا بذاته، أم زجلًا، أم شعرًا شعبيًا، مما يطرح تساؤلات حول مكانته مقارنة بشعر الفصحى.
من جانبه، أعرب د. مراد القادري عن سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، موجهًا شكره إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وإلى الشاعر مسعود شومان، كما حيّا الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد والحضور الكريم.
وأشار القادري إلى أن العقد الأخير شهد تغيرًا في نظرة شعراء العامية إلى مصطلح “الزجل”، حيث أصبحوا يرفضون هذا اللقب ويصرون على إصدار أعمالهم تحت مسمى “شعر”، مؤكدًا أن الأهم هو الجوهر الفني للنصوص، وليس المسميات الجانبية.
وأضاف: “تعلمنا من فؤاد حداد، وصلاح جاهين، وعبد الرحمن الأبنودي، ومن شعراء الأغنية الذين أثرت أعمالهم في الدراما، وكان المحافظون في الماضي يعارضون العامية، باعتبارها لغة تختلف عن الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم، ولهذا أطلقوا على شعر العامية اسم الزجل، لكننا نتمسك بلقب شعراء وليس زجالين".
وخلال حديثه، أكد القادري أن مصر لعبت دورًا مهمًا في حركة الشعر العامي المغربي، قائلًا: “نحن مدينون لمصر، فأول أطروحة أكاديمية تناولت الشعر العامي المغربي خرجت من هنا، حيث قدمها عميد الأدب المغربي د. عباس الجراري في رسالة علمية بجامعة عين شمس. كما أن أحد أبرز شعراء العامية المغربية، حسن المفتي، عاش في مصر، مما يعكس الارتباط الوثيق بمصر ثقافيًا وأدبيًا".
تطرق القادري إلى الإشكالات النقدية التي تواجه شعر العامية، مشيرًا إلى أن هناك تفاوتًا في مفهوم الكتابة بين الشعراء، حيث يركز البعض على التأثير المباشر في المتلقي، بينما يرى آخرون ضرورة الارتكاز على دراسة معمقة للحرفة الشعرية، وهو ما حاول الحفاظ عليه في أعماله.
وعن تطور اللغة في الشعر، أوضح القادري أن جيله، جيل السبعينيات، لاحظ اختلافًا واضحًا في اللهجة العامية التي يستخدمها الجيل الجديد في الكتابة، حيث أصبحت أكثر ارتباطًا بالرؤى الثقافية والفكرية، في حين أن لغة جيله كانت تحمل طابعًا وجدانيًا يعبر عن النضال السياسي والاجتماعي.
وحول الجدل الدائر بشأن هوية فن المربعات، وما إذا كان ينتمي إلى الشاعر ابن عروس أم إلى الشاعر المغربي عبد الرحمن المجدوب، أكد القادري أن هذا الفن “ملك للإنسانية جمعاء، فالثقافة ليست حكرًا على أحد، بل هي مساحة رحبة تسع الجميع".
وفي ختام الندوة، أكد القادري أن شعر العامية في المغرب يمثل “قارة شعرية” قائمة بذاتها، حيث يضم تجارب متعددة، بعضها يستلهم الأساطير الشعبية بأسلوب جمالي، بينما يقع البعض الآخر في فخ الحشو دون تحقيق قيمة فنية حقيقية.