زعماء الصمت وأزمة القرار: الفوضى أو دعم الحكومة
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
7 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: قد يكون مفهوما، اتساع رقعة التأثيرات وتنوع المصالح، إلا أن ما يثير القلق حقاً هو محاولات مجموعة نافذة تمتلك المال والسلاح للسيطرة على مصدر القرار وفرض مواقفها وتوجهاتها على حكومة العراق، ما يعد خرقاً فاضحاً لسيادة الدولة.
وقد يكون محترما، الخيارات السياسية لهذه المجموعة، ضمن القانون، لكن هذا لا يعني قبول أساليبها في كسر إرادة الحكومة والسعي لتحقيق متبنياتها الفكرية على حساب الأمن.
إن إصرار هذه المجموعة على فرض أجنداتها بالقوة لن يؤدي إلا إلى تشويه صورتها أمام الرأي العام، ويهدد بإلغاء مستقبلها السياسي، فالسلوكيات العنيفة والمتهورة لا تلقى قبولاً في مجتمع ينشد الأمان، بل تثير سخطه وتنزع عن هذه المجموعة أي شرعية أو احترام.
وقد كانت حكومة العراق على قدر المسؤولية عندما قررت مواجهة هذه المجموعة بصرامة، مشهرةً قوة الأمن في وجهها بنشر القوات الأمنية وطمأنة العراقيين بأن يد الدولة ضاربة، و هو إجراء حاسم لحفظ النظام.
و لا يمكن تجاهل العتب إلى القوى السياسية الكبيرة وزعاماتها، الذين التزموا الصمت تجاه هذه الأحداث، فالشعب العراقي كان ينتظر منهم موقفاً واضحاً في دعم الحكومة ضد كل من تسول له نفسه نسف الإنجازات وتعكير صفو الأمن وخلط الأوراق.
الصمت في مثل هذه اللحظات الحاسمة لا يمكن تفسيره إلا كنوع من الحياد غير المبرر بين الدولة ولا الدولة لأنه في مثل هذه القضايا المصيرية ليس خياراً، بل هو تواطؤ صامت مع الفوضى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: هذه المجموعة
إقرأ أيضاً:
مفهوم الكفاءات مغلوط عند الكثير
11 أبريل، 2025
بغداد/المسلة:
لؤي الخطيب
الكفاءات (أينما كانت) لاتبحث عن فرصة عمل، بل العكس، عادة ما تُقتَنص من قِبَل المؤسسات الرائدة. كما ليس كل حامل شهادة أكاديمية يُعد كفاءة في العمل.
الكفاءة هو التفرد في الانتاج والمُنجز النوعي المميز بأبسط الأدوات وأسرع الفترات وأقل القدرات والكُلَف والمدخلات المتاحة للفرد أو الجماعة أو المؤسسة.
الفرد الكفوء هو الذي يخلق فرصته ويصنع مستقبله بقدراته الذاتية بغض النظر عن تحصيله الأكاديمي وعنوان الشهادة التي يحملها.
إنها لمفارقة بأن أهم الكفاءات نجاحاً في الشركات العالمية ومجال الأعمال قد لا تحمل شهادات جامعية فضلاً عن العليا، والأمثلة كثيرة حول العالم.
كما أن مخصصات التوظيف الحكومي الإضافية لأصحاب الشهادات العليا في العراق خَلقت كفاءات وهمية ومُكلفة استنزفت الموازنات الاتحادية دون انتاجية وبلا جودة خصوصاً بعد رواج الشهادات الشكلية من بعض المؤسسات الأكاديمية خارج وداخل العراق التي تبيع العنوان العلمي مقابل المال.
علماً أن أفشل الدول في العالم هي التي تعتمد على سياسة التعيين الحكومي المركزي لخلق جيش من الموظفين موالي للنظام السياسي الحاكم لشرعنة انتخابات مدفوعة الثمن من المال العام في عملية ديمقراطية منقوصة. هذه السياسة قد تسعف النظام الحاكم لفترة وجيزة خصوصاً إذا كان نظاماً ريعياً فاقداً للعقد الاجتماعي الرصين ويعتمد على واردات النفط ومتحاصص في المال العام كما الحال في العراق، ليكون الانهيار السياسي والاقتصادي والفوضى الشعبية مسألة حتمية.
نحن بحاجة إلى برامج معايشة لدعوة الكفاءات العراقية الحقيقية من المغتربين خصوصاً أن هؤلاء اجتهدوا في الحصول على أعلى المراتب العلمية والمهنية في أرقى المؤسسات الكبرى دون أن يُكلفوا الدولة العراقية درهماً واحداً. برامج المعايشة التي أدعو لها لا تعني بالضرورة منح الكفاءات مناصب عليا أو فرص عمل في السلك الحكومي لأنهم في غنى عنها مالياً واعتبارياً، لكن بإمكان الحكومة العراقية تأسيس برامج ذكية ومراكز مرموقة بهدف نقل الخبرات من خلال دعوة هذه الكفاءات بصورة محترمة تليق بمكانتهم الاجتماعية والمعرفية وبأقل الكلف وبالتالية ستسهم هذه الحركة في تسريع عملية الإصلاح والإعمار من خلال جهود وطنية وبأقل تكلفة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts