ترقّب لما ستعلنه آبل في مجال الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمرها السنوي للمطورين
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
يُتوقَّع أن تغتنم شركة "آبل" الفرصة في مؤتمرها السنوي للمطورين الذي ينطلق الاثنين، لإظهار كيفية دمجها الذكاء الاصطناعي في منتجاتها ولمحاولة تعويض تأخيرها عن منافسيها الرئيسيين المتقدّمين بشكل أكبر في هذا المجال.
منذ إطلاق "تشات جي بي تي"، برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي المُبتكَر من شركة "أوبن إيه آي"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عملت "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون" و"ميتا" جاهدةً لإدراج هذه التقنية في خدماتها.
أما شركة "آبل" التي تعتمد أصلاً في أجهزتها "آي فون" و"آي باد" و"ماك" الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، فلم تصدر أي إعلان مرتبط بهذه التقنية حتى اليوم، مؤجّلةً بالتالي أي ابتكارات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وخلال عرض أحدث نتائج الشركة في مطلع مايو/أيار، تحدّث المدير العام تيم كوك عن إعلانات مرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، من دون التطرق إلى تفاصيل إضافية.
وقد ضيّق المستثمرون المولعون بالذكاء الاصطناعي التوليدي منذ 18 شهرا، الخناق على أسهم "آبل" التي ارتفعت بنسبة 1% فقط منذ بداية العام، مقارنة بارتفاع أسهم "مايكروسوفت" 11%، وأسهم "أمازون" 18%، وأسهم "ألفابت" (الشركة الأم لغوغل) 24%.
ويقول المحلل في شركة "ويدبوش سيكيوريتيز" دان آيفز إنّ مؤتمر المطورين السنوي الذي سينعقد من الاثنين إلى الجمعة "يمثل الحدث الأهم لآبل منذ عقد، إذ يحمل في خلفيته ضغوطا لتقديم حزمة من ابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمطورين والمستهلكين".
ويتوقع كثيرون أن تكشف "آبل" عن نسخة جديدة هي الـ18 من نظام تشغيل هواتفها "آي أو إس"، مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ "آبل" أقامت شراكة مع "أوبن إيه آي"، ستتيح لها استخدام النماذج اللغوية الخاصة بمُبتكرة "تشات جي بي تي"، والتي تمثل قواعد بيانات عملاقة توفر إجابات عن أسئلة تُطرح باللغة الشائعة.
تشير كارولينا ميلانيسي من شركة "كرييتف ستراتيجيز" إلى أنّ هذه التحسينات والميزات الجديدة يُفترض أن تساعد في تعزيز رغبة الزبائن بمنتجات "آبل"، وخصوصا أجهزة "آي فون".
وتؤكد أن "هدف آبل يتمثل في دفع الأشخاص إلى استبدال هواتف آي فون الخاصة بهم"، مضيفةً "سنرى ما إذا كانت الشركة ستمنحهم الأسباب المقنعة للقيام بذلك".
ويلفت المحلل في "إي ماركتر" غادخو سيفيّا إلى أن "اللحظة حاسمة لآبل"، معتبراً أنّ التواصل في المؤتمر السنوي للمطورين هو "اختبار مهم" لقدرة المجموعة على تحقيق دخل من الذكاء الاصطناعي التوليدي كما فعلت "غوغل" و"مايكروسوفت".
ويحذر من أن "أي خطأ قد ترتكبه آبل في هذه المرحلة قد يُخسرها مكانتها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا، أمام شركتين عملاقتين في الذكاء الاصطناعي سبق أن ابتكرتا منتجات (متوفرة) وكشفتا عن مهل زمنية لإصدار ابتكارات تمتد على السنوات القليلة المقبلة".
ويأتي هذا التحدي الجديد في وقت تحاول "آبل" إعادة صورتها الأسطورية كشركة معتادة على إطلاق منتجات وخدمات قادرة على تغيير عادات الاستهلاك، من أجهزة "ماك" إلى هواتف "آيفون" مرورا بمنتجات "آي بود".
وسبق أن حققت "آبل" أول تحوّل كبير في فبراير/شباط من خلال طرح خوذة "فيجن برو" للواقع "المختلط" (الافتراضي والمعزز) .
وتشكل هذه الخوذة منتجا متطورا (سعره 3499 دولارا) يستهدف نسبة محدودة من جمهور "آبل" التقليدي.
وبالإضافة إلى التقدّم الذي حققه منافسوها، أصبح هذا السعي لتحقيق نجاحات جديدة طارئا لـ"آبل" بسبب انخفاض مبيعات "آي فون" بنسبة 10% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024.
ومن خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي، تستثمر "آبل" في نشاط خدماتها الذي أصبح شريان الحياة لنموّها.
وتشير شركة "كاناليس" إلى أنّ 16% من الهواتف الذكية التي ستُطرح هذا العام ستكون مجهزة بميزات ذكاء اصطناعي توليدي، وهي نسبة يُتوقَّع أن ترتفع إلى 54% سنة 2028.
ويشير بعض المحللين إلى مسألة استخدام البيانات الشخصية الضرورية لتوليد الذكاء الاصطناعي والتي لطالما أظهرت "آبل" أنها تحميها، لدرجة جعلها أحد أسباب شعبيتها.
ويقول سيفيّا إنّ "الرغبة في التحكم بنظام الذكاء الاصطناعي بشكل وثيق، قد يؤدي إلى تراجع مكانة آبل في هذا المجال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی التولیدی آی فون
إقرأ أيضاً:
خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
#سواليف
أصبح #الذكاء_الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من مختلف جوانب حياتنا، وقد حقق تقدماً كبيراً في #مجالات_متعددة.
إلا أن هذه التقنية تثير بعض المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمان، كما يخشى البعض من أن تحل محل البشر في بعض #الوظائف.
والذكاء الاصطناعي هو عملية محاكاة نظم الحاسوب لعمليات الذكاء البشري، بهدف تحقيق أمر ما. وقد حذَّرت مجموعة من الخبراء في دراسة جديدة من أن هذه التقنية تجعل البشر أغبياء.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد حلَّل الخبراء عدداً من الدراسات السابقة التي تُشير إلى وجود صلة بين التدهور المعرفي وأدوات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً في التفكير النقدي.
مقالات ذات صلة ثورة علمية.. الذكاء الاصطناعي يحل لغزا حيّر العلماء لأكثر من مئة عام 2025/04/29وتُشير إحدى الدراسات التي تم تحليلها إلى أن الاستخدام المنتظم للذكاء الاصطناعي قد يُسبب ضموراً في قدراتنا المعرفية الفعلية وسعة ذاكرتنا، بينما توصلت دراسة أخرى إلى وجود صلة بين «الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وانخفاض قدرات التفكير النقدي»، مُسلِّطة الضوء على ما أطلق عليه الخبراء «التكاليف المعرفية للاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي».
وأعطى الباحثون مثالاً لذلك، باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية؛ حيث تُحسِّن هذه التقنية كفاءة المستشفيات على حساب الأطباء، والذين تقل لديهم القدرة على التحليل النقدي لحالات المرضى واتخاذ القرارات بشأنها.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الأمور تؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة غباء البشر؛ لافتين إلى أن قوة الدماغ هي مورد إن لم يتم استخدامه فستتم خسارته.
وأكد الخبراء أن اللجوء لتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» في التحديات اليومية مثل كتابة رسائل بريد إلكتروني مُعقدة، أو إجراء بحوث، أو حل المشكلات، له نتائج سلبية للغاية على العقل والتفكير والإبداع.
وكتب الخبراء في الدراسة الجديدة: «مع ازدياد تعقيد المشكلات التي يُحمِّلها البشر لنماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة، نميل إلى اعتبار الذكاء الاصطناعي «صندوقاً سحرياً»، أي أداة شاملة قادرة على القيام بكل ما نفكر فيه نيابة عنا. وهذا الأمر تستغله الشركات المطورة لهذه التقنية لزيادة اعتمادنا عليها في حياتنا اليومية».
إلا أن الدراسة حذَّرت أيضاً من الإفراط في التعميم وإلقاء اللوم على الذكاء الاصطناعي وحده في تراجع المقاييس الأساسية للذكاء في العالم، مشيرين إلى أن هذا الأمر قد يَنتج أيضاً لتراجع اهتمام بعض الحكومات بالتعليم، وقلة إقبال الأطفال على القراءة وممارسة ألعاب الذكاء.