الوطن:
2025-03-04@08:30:13 GMT

الدكتور أشرف عمران يكتب: الأمن الغذائي العربي

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

الدكتور أشرف عمران يكتب: الأمن الغذائي العربي

أصبح الأمن الغذائى العربى من الأولويات التى يجب الاهتمام بها بل هى أصبحت قضية أمن قومى، لأنها تعتبر من أقوى وسائل الضغط الخارجى على الدول العربية والأفريقية سواء بالمنع أو باستثمار الجوع بتقديم مساعدات غذائية مشبوهة النية لمحاصيل التهجين الجينى التى ترفض أوروبا استخدامها إلا بعد تجربتها خلال ثلاثة أجيال على أقل افتراض، وهذا ما يتم حيث تقوم بتصدير تلك المحاصيل المهجنة وراثياً، سواء لدول فقيرة تقدم لهم كمساعدات ويتم دراسة الحالات المرضية وتغير الخريطة المرضية نتيجة التغذية على تلك المحاصيل، وما نعنى به هو الحبوب وهى أكثر محاصيل التهجين الجينى، ومن أهمها الذرة والقمح وفول الصويا، وهذا بخلاف غذاء البشر منه إلا أنه يدخل بصفة أساسية فى صناعة الأعلاف النباتية، هذا فضلاً عن احتكار أوروبا لإضافات البروتين المهمة فى تكوين الأعلاف الحيوانية، وذلك لأنها تصنع من مخلفات عظام الحيوانات ومخلفات الذبح.

ويعتبر البروتين عنصراً أساسياً فى الغذاء، وتعانى الدول العربية من عجز عام تتزايد قفزاته بنسبة كبيرة حتى وصل العجز فى البروتين من نسبة العجز فى اللحوم الحمراء إلى نسبة 1356% ونسبة العجز من اللبن 1200% ونسبة العجز من الذرة 356% وهذا على سبيل المثال، ولما لتوافر البروتين الحيوانى والألبان من الأهمية الغذائية كان لا بد من تطوير تلك الصناعة. وقبل البدء فى عمليات التطوير الاستراتيجى لإنتاج اللحوم والألبان لا بد من تقييم دقيق للموارد الطبيعية وأهم تلك الموارد هو المياه، ولذا كان من الأهمية قياس تقييم المياه، فإنتاج واحد كيلو من اللحوم البقرى يستنزف 6 آلاف لتر من المياه، وذلك تحت تقنين الرى المحورى للأعلاف بينما فى حالة الرى بالغمر كما هو متعارف بمصر فكيلو اللحم الأحمر يستنزف ما يقرب من 12 ألف لتر مياه، وقد يتعدى إلى 17 ألف لتر فى بعض المناطق الحارة، وإنتاج واحد لتر من اللبن يستنزف 1000 لتر من المياه، وعند تقييم الموارد نجد أن ثمن المياه أغلى من ثمن المنتج، وبالتحليل وجد أن أغلب المياه المستنفدة تستخدم لإنتاج الأعلاف الحيوانية لأن تكلفة إنتاج كيلو اللحم من المياه تقسم على كمية المياه المستخدمة لإنتاج هذا الكيلو بالإضافة إلى كمية المياه التى يشربها الحيوان، وأن العائق أمام أى تطوير فى إنتاج اللحوم يتمثل فى أمرين، أولاً توافر الأعلاف، ثانياً توافر سلالات مناسبة، ونحن بالدول العربية لدينا سلالات جيدة لها ميزات تضع لها الأفضلية عن كثير من السلالات الأوروبية، ولكن للأسف هناك عائق وتحفظ غير عادى على دخول السلالات الجيدة عن مثيلتنا من الدول المستوردة، وأيضاً العائق فى تنمية وتطوير الثروة الحيوانية هو توافر الأعلاف الحيوانية.

والأهم من هذا نقوم بتوفير الأراضى التى تزرع بالأعلاف بعد انتشار استخدام الشعير المستنبت وليحل محلها بعض المحاصيل الاستراتيجية كما هو الحال بمصر على سبيل المثال وليس الحصر، حيث تقدر المساحات بمصر بـ8.6 مليون فدان، ولكن بعد رفع مساحات التعدى على الأراضى الزراعية لغرض البناء تم حسرها لتقترب من 6.8 مليون فدان إجمالى الأراضى المنزرعة، ومن تلك المساحة 2.5 مليون فدان تزرع بالبرسيم، أى الجت أى أكثر من ثلث المساحة المخصصة للزراعة تزرع كعليقة خضراء، وهى جزء من العليقة الحيوانية، وما يزيد الأمر أن محصول البرسيم أو الجت هو محصول شتوى فى نفس موسم القمح أى عندما تنتشر استنبات الشعير ليحل محلها زراعات للقمح ولو بصورة نسبية وأيضاً مع توافر الصوامع ومحاولة تقليل الفاقد، سواء بالجمع أو بالنقل وتطوير التصنيع لرغيف الخبز مع خلط نسبة من الحبوب مثل الشعير بنسب بسيطة لا تزيد على 4% حتى تحافظ على خصائص رغيف الخبز والتعامل مع المنظومة كمنظومة الحبوب، وهذا لا يغنى عن محاولة زيادة الرقعة الزراعية بمفهوم الاستزراع الاقتصادى وهذا بالتوجه إلى أسلوب آخر لإنتاج الأعلاف الحيوانية، سواء بتقنيات الاستنبات بدون تربة للحصول على أعلى معدلات إنتاجية بأقل كمية من المياه فى أصغر وحدة مساحية هذا من جهة، ومن جهة أخرى توفير المياه التى نعانى من أزمة حادة بالمياه العربية، حيث إنتاج واحد طن من الجت يستنزف كمية مياه وقدرها 30 -40 ألف لتر مياه فى بعض المناطق الحارة، وهذا ما دفع الكثير من دول الخليج العربى إلى الانتقال لمصادر المياه وزراعة الأعلاف بدول أخرى، وهذا ما يسمى بنقل المياه الافتراضية، بينما فى حالة الاستنبات يستهلك واحد طن من الشعير المستنبت 1000 لتر من المياه.

الهدف من فكرة الاستنبات بدون تربة

1- وسيلة من وسائل زيادة الثروة الحيوانية بالبلاد

2- توافر أعلاف الحيوان التى تشكل عائقاً كبيراً فى الصناعة

3- تقليل الكلفة الفعلية لإنتاج كيلو اللحوم لزيادة الكفاءة التحويلية بتكلفة أقل

4- توفير فى الأراضى حيث غرفة 100 متر تنتج ما ينتجه 50 فداناً

5- توفير كميات كبيرة من المياه حيث إنتاج واحد طن يستهلك 1000 لتر مياه بالمقارنة بإنتاج طن أعلاف بالزراعة التقليدية الذى يحتاج إلى 25 -30 ألف لتر مياه

6- سهولة الجمع ولا يحتاج لمخازن حيث إنه منتج يومى

7- إنتاج لحوم صحية لعدم استخدام أى مبيدات لمقاومة الآفات

8- سهولة القيام بعمليات التربية فى المشاريع المتناهية فى الصغر

*رئيس المجلس العربى للأمن المائى والغذائى

*

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأمن الغذائى العربى المحاصيل التهجين الأعلاف الحیوانیة إنتاج واحد من المیاه لتر میاه ألف لتر لتر من

إقرأ أيضاً:

مصر والمفوضية الأوروبية توقّعان تمويلًا ميسرًا بقيمة 90 مليون يورو في مجال الأمن الغذائي

وقّعت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، ممثلين لجمهورية مصر العربية، ودوبرافكا سويكا، المفوضة الأوروبية لشئون المتوسط، نيابة عن  بنك الاستثمار الأوروبي، اتفاق تمويل ميسر لمشروع المرونة الغذائية في مصر بقيمة ٩٠ مليون يورو، من بنك الاستثمار الأوروبي لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية.

ويستهدف المشروع، زيادة وتحديث البنية التحتية لتخزين الحبوب واللوجيستيات في جمهورية مصر العربية ، التي يدعمها المشروع القومي للصوامع، بما يشمله ذلك من اضطلاع الهيئة العامة للسلع التموينية بشراء القمح المستورد من الأسواق الدولية بغرض طحنه. 

ومن المقرر أن يتم تمويل المشروع من شركاء آخرين بواقع منحة بقيمة 100 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي ، وتمويل ميسر من البنك الدولي بقيمة 110 مليون يورو.

وفي تعليقها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الأمن الغذائي يُعد أحد المحاور الرئيسية التي تعمل عليها الحكومة من أجل تأمين الاحتياجات الاستراتيجية للدولة والتحوط ضد التقلبات العالمية والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر على سلاسل الإمداد، ولذلك تعمل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على تعزيز الشراكات الدولية لدعم المشروع القومي للصوامع، إلى جانب مواصلة جهود رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل من خلال مستهدفات خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضحت أن الاتفاق الذي تم توقيعه اليوم يأتي استكمالًا للجهود المبذولة مع شركاء التنمية مُتعددي الأطراف والثنائيين من أجل تعزيز موقع مصر الإقليمي والدولي كمركز لوجيستي لتخزين وتداول الحبوب، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات في وقت سابق مع البنك الدولي، وبنك التنمية الأفريقي، من أجل دعم جهود الأمن الغذائي في مصر، كما تم توقيع منحة من الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر الاستثمار في يونيو الماضي بقيمة 56.7 مليون يورو، لتطوير القدرات التخزينية لصوامع القمح في مصر، وبناء سعات إضافية. وفي هذا الإطار تم خلال عام 2021 وضع حجر أساس صومعة ميناء غرب بورسعيد بسعة تخزينية 100 ألف طن بتمويل من شركاء التنمية.

من جانبه، اشار الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، إلى أن توقيع بروتوكول مشروع المرونة الغذائية يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن الغذائي في مصر، حيث يسهم في تطوير وتحديث البنية التحتية لتخزين الحبوب واللوجستيات المرتبطة بها.

وأكد وزير التموين والتجارة الداخلية، أن هذا التمويل الميسر، المدعوم من بنك الاستثمار الأوروبي، سيمكن الهيئة العامة للسلع التموينية من تحسين قدرتها على استيراد القمح وتخزينه بكفاءة أعلى، كما شدد الوزير على أن المشروع يتكامل مع الجهود المبذولة ضمن المشروع القومي للصوامع، ويأتي في إطار دعم الشراكات الدولية الهادفة إلى تحقيق استدامة منظومة الامن الغذائي في مصر.

ومن جانبها، قالت جيلسومينا فيجليوتي، نائبة رئيس بنك الاستثمار الأوروبي: "يُعزز هذا الاستثمار المرونة الغذائية في مصر من خلال استدامة سلاسل الإمداد، ومن شأن الصوامع الجديدة والخدمات اللوجستية المحسنة أن تسهم في تقليل خسائر الغذاء وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين القدرة على تحمل تكاليف الخبز لملايين المصريين".

بينما أوضحت أنجلينا آيكهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي ورئيسة وفد الاتحاد الأوروبي إلى مصر: "يعكس هذا الاستثمار التزام الاتحاد الأوروبي القوي بدعم جهود مصر لتعزيز أمنها الغذائي"، مضيفةً:"سيكون لهذا المشروع تأثير إيجابي كبير على حياة ملايين المصريين، وخاصة الفئات الأكثر احتياجًا".

مقالات مشابهة

  • بعد حادثة التمثال.. من يمول الدكتور زاهي حواس وبعثته؟ ولماذا تصمت وزارة السياحة والآثار؟!
  • وزير الاقتصاد بحث الأمن الغذائي وضبط الأسعار مع المعنيين
  • وزير التموين: تمويل ميسر بـ90 مليون يورو من بنك الاستثمار الأوروبي لتعزيز الأمن الغذائي
  • مصر والمفوضية الأوروبية توقعان تمويلًا ميسرًا بـ90 مليون يورو لدعم الأمن الغذائي
  • 90 مليون يورو تمويل مبسر من المفوضية الأوروبية ادعم مصر في مجال الأمن الغذائي
  • مصر والمفوضية الأوروبية توقّعان تمويلًا ميسرًا بقيمة 90 مليون يورو في مجال الأمن الغذائي
  • المنتجات المحلية تقلل البصمة الكربونية وتعزز الأمن الغذائي
  • انعدام الأمن الغذائي يهدد السكان و يفتك بالأطفال في 7 محافظات يمنية
  • مصر تتلقى دعوة للمشاركة في "أسبوع المياه العربي السابع" بالأردن
  • %21 من اللاجئين في الاردن يعانون انعدام الأمن الغذائي