الممثل عبود الأحمد: أطمح إلى تقديم عمل بدوي والمشاركة في الدراما الخليجية التي أتقن لهجتها
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
البيئة الشرقية مغيبة تماما رغم ما فيها من تنوع اجتماعي
المسرح العربي يعاني ومهرجان الشارقة الصحراوي أعادني للشغف
الدراما الخليجية تحتاج إلى نصوص تعالج قضايا المجتمع
لا مجال للمفاضلة بين الأدوار.. التمثيل مهنة نعتاش منها
جاء من أقصى الشرق السوري متحديا كل الظروف كي يلتحق بشغفه الذي تنامى كثيرا عبر خشبة المسرح التي حملت كل أحلامه وأحلام رفاقه الذين آمنوا برسالة الفن، وبمواهبهم التي لا يعرفون سبيلا لها كي تسير في الاتجاه الذي يرغبون فيه.
الممثل عبود الأحمد ابن محافظة الحسكة الذي وجد نفسه مجبرا على مغادرة خشبات المسارح كي يلتحق بركب الدراما التلفزيونية، كانت المهمة شاقة أن تثبت قدميك في هذا الوسط الذي يحتاج لكثير من الدعائم القوية كي تأخذ فرصتك وتستمر.
موهبتك وحدها لا تكفي، لابد من يد تمسك بك لتصل إلى أطراف الحلم، وهذا ما كان مع الفنان عبود الأحمد الذي تمسك بشغفه وحلق بعيدا ليرسم لنفسه مسارا من الألق.
استضافته صحيفة «عمان» في هذا الحوار ليحدثنا عن رحلته بكل تفاصيلها ومتاعبها، وعن هواجسه في عالم الفن، تعالوا نتابع:
كيف كانت الخطوة الأولى والبدايات في عالم الفن؟
كان ذلك منتصف الثمانينيات، بداية الشباب، كان المسرح ملجأنا الوحيد نحن أبناء المناطق البعيدة، تدرجنا معه من المدارس وصولا للمسرح القومي، خلال تلك الفترة كانت مدينة الحسكة «أقصى الشرق السوري» رائدة على مستوى القطر مسرحيا، وحصلنا على جوائز عدة فردية وجماعية، اشتغلت مع مخرجين كثر منهم: محمد رسول، والعراقي مناضل داوود، وفواز الحسين، ثم المخرج إسماعيل خلف الذي بقيت معه لعام 2007 بعد أن قدمنا أعمالا كثيرة، ومن بعدها سحبتني الدراما التلفزيونية نحوها، ولأن من الصعوبة بمكان الجمع بين الاثنين تخليت عن عشقي الأول، ولكن هذا العام أتيحت لي الفرصة لكي أعود بكل ما أحمل من حنين لخشبة المسرح من خلال مهرجان الشارقة الصحراوي.
أما عن بداياتي في الدراما التلفزيونية فقد كانت عبر الأعمال التاريخية ومن خلال مساعدة زملائي المسرحيين لي ولرفاقي البعيدين عن العاصمة كانوا يذكروننا عند أولي الأمر من صناع الدراما، ولأن فصاحتنا اللغوية ونطق الحروف العربية لدينا متميز إضافة للكاريزما التي تناسب تلك الأعمال فقد ساعدتنا على الانخراط في الدراما التاريخية بسرعة، وبعدها توالت الأعمال.
قدمت شخصية «المتصرف» في مسلسل «العربجي» بجزأيه، كيف أعددت لهذه الشخصية التي لاقت القبول ومحبة المتابعين؟ وماذا أضفت لها من عندك؟
للأمانة كانت شخصية المتصرف في الجزء الأول كما هي على الورق ضيف شرف ليس إلا، ولكن حاولت أن أضيف لها شيئا من عندي وأن آخذها إلى بيئتي قليلا، وساعدني على تنميتها وجود مخزون معرفي هائل لدي عنها، كما منحتها بعض الخصوصية في اللهجة والكلمات، وفي الجزء الثاني تم تطويرها من قبل الكاتب والمخرجة واعتنوا بها كثيرا، وكانت فاعلة ومؤثرة بمجريات الأحداث، وكانت عنايتي بها أكثر، وأحبها المشاهد بما ظهرت عليه.
لماذا غاب «العميد سيف» في الجزء الثاني من مسلسل «كسر عظم» حيث قدمت نفسك فيها بشكل لائق؟
كسر عظم كله غاب وليس العميد سيف الذي قمت بدوره، تغير المخرج والمؤلف وتبدلت الشخصيات والأحداث، وأصبح مسلسلا آخر، وتم وضع اسم كسر عظم عليه من أجل التسويق واستثمار نجاح الجزء الأول، وهذا برأيي أضر بالعمل كثيرا، ولو تم وضع عنوان السراديب لوحده لكان أفضل ويتم النظر إليه كعمل جديد لمخرج مهم، ولكن أن تجعله جزءا ثانٍ لكسر عظم فهذا يعني أنك رفعت السقف كثيرا، ولم تصل للطموح، وكانت الناس تنتظر الأكثر والأجود، ولكن جاء العمل مختلفا ولا يلبي الطموح.
ظهرت في مسلسل «مال القبان» بدور تاجر يتحدث اللهجة الشرقية، وفي «مربى العز» قدمت أيضا شخصية خلف البدوي..هل سيبقى هذا اللون وهذا الكاركتر يرافقك كما رافقت ممثلين كثر شخصيات قدموها وكرروا أنفسهم من خلالها؟
الشخصيات التي تحدثت بها باللهجة الشرقية للمناطق السورية كانت في ثلاثة أعمال فقط هي«مال القبان ومربى العز وشوق» وهي من ضمن أكثر من أربعة وخمسين عملا منها أعمال بدوية واجتماعية وتاريخية، تلك الشخصيات التي تتحدث عنها أو الكاركتر أنا من اشتغل عليها بشكل جيد كي أغير الصورة عن أبناء منطقتي التي كانت تظهر بشكل مشوه، وبات وجودهم صحيح في خارطة الدراما السورية، وهذا لا يعني أن هذه الشخصية التصقت بي مطلقا، بل نوعت في خياراتي كما أسلفت لك.
غالبية الفنانين يتمنون ألا يكرروا أنفسهم بذات الشخصية والطابع، ومع ذلك تحدثت ذات حوار أنك تتمنى لو تجسد دور في عمل من البيئة البدوية التي تنتمي إليها وتجيد حكاياتها وألفاظها، وهل يمكن أن يرى هذا المشروع النور ذات يوم «عمل بدوي» بعد أن فقدناها من الشاشة؟ وألا تخشى أن تبقى في عباءة الأعمال هذه؟
أتمنى أن أقوم ببطولة عمل بلهجة بدوية وهي من صميم بيئتي ولهجتي التي أحبها، ولكن مثل هذه الأعمال تكون على شكل موجات، فكما كانت هناك موجة للأعمال التاريخية والفانتازيا والبيئة الشامية كانت هناك البدوية وتوقفت، والقرار يعود لصاحب المال المنتج وهو الذي يحدد ما هي الموضوعات التي ستعالج والباقي عليه أن ينفذ فقط.
هنا تحدثت عن أمنياتي، وعندما أقول هذا الكلام ليس من أجل أن أبقى تحت عباءة الأعمال البدوية واللهجة التي أتقنها، فأنا أتقن كل اللهجات السورية، ولكن من واجبي تجاه منطقتي وأهلها محاولة الإضاءة عليها بطريقة صحيحة، وهي تستحق ذلك بما تضمه من حكايا، ولم يكن هناك أعمال عنها، فهي بتلك المساحة المنسية أحاول أن أذكر الناس بها ليعرفوا لهجتنا وطباعنا وعاداتنا، ومثلا في مسلسل «مال القبان» استطعت أن أوجد في الشخصية سمات حقيقية لابن مدينة دير الزور الحقيقي وليس المشوه، ومرة أخرى أوكد أنني لست مؤطر بدور معين أو كاريزما معينة أو شخصيات بعينها كما يروج عني، فقط أشير لما هو واجب علي، وقد قدمت أدوار كثيرة مختلفة.
هل تشعر أن البيئة الشرقية مغيبة ولم تأخذ حقها من الدراما السورية كما بقية بيئات المجتمع السوري التي حضرت بقوة في مواسم عديدة؟ وهل يمكن أن نرى ذلك في الوقت القريب؟
نعم أنها مغيبة تماما، ولست صاحب قرار لكي أوجد عملا كاملا يتحدث عن تلك المنطقة الشرقية والجزيرة السورية، أنا مجرد ممثل وإذا استطعت ضمن الحيز المتاح لي في التمثيل والشخصية التي أمثلها عندما تكون من البيئة الشرقية أن أقدمها بما يليق بها لن أقصر، ولكن دعني أقول لك: إن ما يقدم من أعمال بيئة على أنها بيئة سورية فهذا غير صحيح، إنها أعمال بيئة شامية أو لنسميها دمشقية بحتة، سوريا ليست دمشق فقط، بل هناك بيئات كثيرة مغيبة عن الشاشة وهذا مجحف بحقها، ورسالتي لكل القائمين على الدراما التلفزيونية أن يتم التوجه في مثل هذه الأعمال لبقية البيئات السورية التي لم يسلط عليها الضوء بعد، بلهجاتها وطباعها وما تحمله من تفاصيل تستحق أن تقدم، ففيها الكثير من البطولات والإضاءات وحتى المشاكل الخاصة بها، سوريا فسيفساء مجتمعية رائعة تستحق أن نزيل عنها الغبار وتجسد بصورة مميزة، وأعرف أنه يوجد نصوص مكتوبة لهذا الغرض من قبل كتاب مميزين ولكن للأسف لم تر النور، وقد شاهدنا أعمال يتيمة لبيئات أخرى ولاقت صدى طيبا.
شاركت في مسلسل فرسان الظلام «ذئاب الليل» وهو عبارة عن فانتازيا تاريخيه كتبها هاني السعدي وأخرجها سامي جنادي، ومنذ سنوات مضت غابت الفانتازيا عن الأعمال الدرامية، برأيك ماهو السبب؟
كانت أعمال الفانتازيا والتاريخية هي المطلوبة حتى في الدول العربية، ولها صدى واسع، كانت موضة وتلاشت، وكما أسلفت وأكرر فإن رأس المال هو من يقرر ماذا ينتج ويصور، وغالبية المنتجين يسألون إذا لديك نص بيئة شامية أحضره فورا، لأنه يبحث عن العمل الذي يُباع ويسوق دون مشاكل أو صعوبات تُذكر، قد يأتي يوما وتعود الفانتازيا والتاريخي والأعمال البدوية وحتى الكوميديا، بعد أن سيطرت الاجتماعية وبقوة على الشاشة.
هل تشعر أنك كنت مظلوما عندما لم تأخذ فرصتك كاملة؟ وماذا يحتاج الفنان كي يبقى في دائرة ضوء الاشتغال في الفن؟
بالنسبة للفرص ما زلت أعتبر نفسي أبحث عن الفرصة، أما مظلوما، فإن كنت تقصد إعلاميا، فأقول لك أنني وغالبية الذين يستحقون تسليط الضوء عليهم خارج الإعلام الرسمي وهو موجه باتجاهات معينة وشخوص بحد ذاتهم، إعلام لا يبحث عن المبدعين بل عن أشياء أخرى، كما نشاهد وجوها تظهر على السطح ويعملوا لها صدى و«ترند» بينما هي في الواقع ليس لها أي إنجاز، هنا نتساءل ما الغاية من إظهار مثل هذه الشخصيات الوهمية التي ليس لديها أثر حقيقي على الساحة الفنية؟ وعن نفسي فقد قدمت ما يستحق الحديث عنه ولكن لم أجد هذا الاهتمام الذي ينصفني، بينما فتاة ظهرت في مسلسل لمدة ثوان معدودة ولم تتحدث سوى ببضع كلمات وصفوها بالنجمة وفردوا لها الوقت والمساحات لكي تتحدث عن وهم ليس إلا.. ومن يقوم بالتقييم ليس مؤهلا ولا يحق له ذلك. أما إن كنت تسألني عن كوني مظلوما فنيا، فقد استطعت خلال السنوات الفائتة تعويض ما فاتني من ظلم نالني ونال كل البعيدين عن مركز القرار الفني والشللية الفنية.
الفنان بحاجة لجهد ودعم وحظ وأشياء أخرى وقد تكون الأخيرة أهم من كل ما ذكرت لكي يتم إنصافه، والمشكلة أنه ليست هناك مقاييس معينة ومنطقية كي يتم السعي لتحقيقها.
لهجتك تساعدك على القيام بأداء أدوار في الدراما الخليجية، وسبق أن قدمت دورا في عمل كويتي «أسد الصحراء»، هل ستعاود المشاركة في أعمال خليجية؟ وهل عرض عليك العمل فيها أم أن هناك صعوبة في المشاركة؟
لست بعيدا عن الدراما الخليجية، وشاركت في أعمال عديدة فيها، وباللهجة المتعارف عليها وبتقانة عالية، عملت في «أسد الصحراء» وكان عملا كويتيا مميزا، وقدمت الكثير من الأعمال العراقية ومنها مسلسل «هدوء نسبي» شارك به ممثلون خليجيون ويتحدث عن مرحلة احتلال بغداد، وكذلك سباعية «الفيضان» للمخرج العراقي أبوسيف، ومسلسل «السيدة» و «بيوت الصفيح» و«قنبر علي» و«أبو طبر» و«آخر الملوك» و«رائحة العاكول»، وتعاملت مع المخرجين حسن حسني وطلال محمود وخالد الخالد وسامي الجنادي، وقدمت في عدد من هذه الأعمال بطولات مطلقة، وقد استطعت أن أجد نفسي فيها أكثر من أي دراما أخرى، وأتمنى أن أعود إليها وأشعر أنها جزء مني، ولن أوفر أي عرض خليجي مقبول لكي أشارك بها، وفيها الكثير مما أستطيع أن أقدمه وأخدم الدور الذي يسند إلي.
كيف ترى انتشار الدراما الخليجية ومتابعتها جماهيريا؟ وبرأيك ما الذي جعلها تتبوأ مكانة مرموقة بين الأعمال العربية؟
قد تكون شهادتي فيها مجروحة إن قلت: إنها فقط تسير بطريق صحيح، وقد تطورت فعلا بسبب الاعتماد على الفنيين والمخرجين البارزين والمؤهلين وبعضها كوادر خليجية خالصة باتت قادرة على إدارة أضخم عمل فني بشكل متميز، ولكن الدراما هي انعكاس لواقع وهموم المجتمع، وهي اليوم بحاجة إلى الموضوع الذي يعالج هذا الواقع والابتعاد عن المكرر الذي يطرح، والبحث عن نصوص تصور الواقع الخليجي بكل تجلياته وما يمس واقع الناس، المجتمع الخليجي له خصوصية معينة قد لا توجد بباقي المجتمعات العربية، والمنطق يفرض علي أن أقول: إنها تحتاج إلى المزيد من العناية بالنصوص والطروحات التي تقدم فيها، البحث عن نصوص تلامس الوجدان شيء مهم وهناك كتّاب مهمين قادرين على تقديم البيئة الخليجية بشكل معبر، واستثمار الإمكانيات الهائلة فيها من شأنه تقديم دراما قادرة على المنافسة عربيا، بدل الاعتماد على المظاهر الجميلة والأزياء والكوادر التصويرية والشخوص المميزين، ولكنها على صعيد الحكايا والسرد والمعالجة فهي تحتاج لإعادة النظر فيها كي تتبوأ المكانة التي تستحقها.
شاركت في أكثر من عمل عربي درامي مشترك، كيف كانت هذه المشاركة؟ وكيف يمكن للممثل أن يحقق هذا الانتشار؟
المشاركة في الأعمال العربية ومنها أردنية وعراقية وكويتية وفلسطينية منحتني الانتشار والمعرفة التي أطمح إليها، وهذا يعني أنني قادر على تقديم أدواري بأي لهجة عربية، وأعتبر هذا التنوع في الظهور مهم لكل ممثل متمكن من أدواته الفنية، كل تلك التجارب أعتز بها، ولولا ثقة المخرجين بما أقدم لما استطعت الوصول لكل هذه الأعمال التي أسهمت في انتشاري عبر جغرافية الوطن العربي.
شاركت مؤخرا في العرض المسرحي السوري «الذيب» ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، كيف ترى الحركة المسرحية العربية؟ وكيف يمكن أن تعود الحياة للمسرح بشكل عام في ظل هيمنة الدراما التلفزيونية؟
مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي أعتز به بما قدمت على خشبته، وقلت سابقا «أنصفتنا الشارقة» حيث قدمنا شيئا له علاقة ببيئتنا في الوقت الذي تجاهلنا التلفزيون والسينما والمسرح السوري ولم يعطنا حقنا، كانت تجربة جميلة ومعبرة وكان المهرجان بفكرته وشكله مميزا، وأن تبني مسرحا في الصحراء وتقدمه بشكل منسق وجميل وعروض متعلقة به، هي فكرة رائدة تستحق الثناء وأتمنى أن تتكرر التجربة مرة أخرى.
عودة المسرح العربي تحتاج لجهود حكومات وليس لأفراد، والمسرح حضارة مجتمع، وثقافة شعوب، وفن راقٍ نتمنى أن يعود، والجهود الفردية لا تكفي لهذه العودة.
رغم بداياتك في المسرح وقد أسست فرقة مسرحية في محافظتك الحسكة، لماذا لا نراك في أعمال مسرحية؟ هل السبب منك أم أن الواقع المسرحي لا يلبي الطموح؟
المسرح السوري برمته يعاني وليس أنا بالذات، في السابق كنا نحضر ونتابع ما يقارب عشر مسرحيات، واليوم بالكاد يكون هناك عرض أو عرضين فقط وأحيانا لا يوجد، للأسف الأمور المسرحية ليست بخير، ومن يشتغل بالمسرح عليه أن يدفع من جيبه الخاص، ويبدو أن مديرية المسارح لديها سقف معين في الأجور وهذا لا يكفي أجرة سيارة، وما نتقاضاه من المسرح لا يعادل أجرة مشهد بالدراما.
المسرح له حق علينا جميعا، ولكن الأسباب المادية تحول بيننا وبينه، ويبدو أن المسرح ليس من أولويات وزارة الثقافة، ولا المعنيين بالمسرح أصلا.
بعد ها الظهور المكثف في السنوات الأخيرة والنجاح الذي قدمته، هل ستقبل بأي دور مقابل الظهور والانتشار، أم أنك ستنتقي أدوارك وتنتظر ما يناسبك وقد لا يأتي مجددا؟
أعتبر ظهوري عاديا وليس مكثفا، وهو جهد موسم كامل وتجمعت الأعمال لتظهر في السلة الرمضانية، وقبولي بأي دور رهن المخرج الذي يرسم الدور لكل شخصية ومن يناسبه لكي يجسدها، إن وافقت لا بأس، وإن رفضت سيأتي غيرك ويأخذ الدور، وهذا ملخص المسألة، وهذا الوصف لا يجعلك في سوية فنية ثابتة، قد تقدم هنا عشرة مشاهد، وفي عمل آخر مائتي مشهد، وبالنهاية هذا مصدر رزقك، وضمن هذه المساحة المتاحة لك عليك أن تشتغل على الدور وتقدم نفسك كما يجب، وأحيانا يأتيك مائة مشهد لشخصية غير فاعلة وهامشية جدا، وأحيانا مشاهد قليلة متميزة وتمنحك التفرد والفرصة للبروز، الموضوع لا يتعلق بمساحة الدور أبدا.
ومن جهة أخرى موضوع أن أقبل أو أرفض دورا ما، وفي هذه الظروف الراهنة الصعبة، الغالبية وأنا منهم يقبلون الدور، عندما يكون في الحد الأدنى من الملاءمة بغض النظر عن المساحة والحجم وعدد المشاهد، لأننا نعتاش من التمثيل في النهاية.
فقط أبحث عن السوية الفنية فمثلا لو جاءني دور لا يقدم لي شيئا لا ماديا ولا فنيا فلماذا أقبله، وخلال الموسم الفائت رفضت عملين، وبالمقابل قد أجد نفسي أقبل دورا أشعر أنه مهم لي حتى لو كان الأجر المادي قليل لأنني بهذا أحصل على فرصة مهمة قد لا تأتي مرة أخرى.
ما هو الدور الذي تطمح له وتتمنى أن تمثله؟
أحلم بأدوار كثيرة يمكن أن أقدمها، ولكن حسب وكيف تكتب، أتمنى أن أشتغل دور يمثل شخصية صدام حسين، ففيها الكثير من الملامح التي استطيع تجسيدها، إضافة لإتقاني للهجة العراقية، ومعرفتي بطباع المنطقة هناك، وأتمنى أن يكون هناك عمل مكتوب لهذه الشخصية الجدلية.
من هو مكتشفك من المخرجين؟
بصراحة لم يكتشفني أي مخرج، أنا من سعى «كما أصدقائي» وأظهرنا مواهبنا للمخرجين كي يشاهدوها، ولكن من أهتم بي ومنحني الثقة وأنني أصلح لمهنة التمثيل كان المخرج باسل الخطيب في بداياتي وآمن بموهبتي وأشركني في أغلب الأعمال التي يخرجها. أما أكثر المخرجين الذين منحوني أريحية في العمل وآمنوا بما عندي من إمكانيات يمكن أن أذكر مخرجين اثنين هما سيف سبيعي ورشا شربتجي، العمل معهما له ماتعة خاصة وقدمت معهما أجمل أدواري، كما يجب أن أذكر إنه لا توجد لدي أي إشكالية مع أي مخرج، ويسعدني العمل مع مخرج لديه رؤية إبداعية وفكر فني ويمنح العمل الكثير من روحه وشغفه.
ما هو أكثر دور قمت به وأخذ منك الكثير من الجهد كي تقدمه بتقانة عالية للمشاهدين؟
الشخصية التي أتعبتني كثيرا هي شخصية «خلف» في مسلسل «مربى العز» كانت متعبة كجهد ولياقة، كنا نسابق الزمن ونعمل ضمن ضغوط كثيرة وكاميرات عديدة مفتوحة، ومع ذلك أعتبرها شخصية ماتعة جدا.
وقفت مع نجوم كبار في الدراما السورية والعربية ماذا أضاف لك هؤلاء؟
اشتغلت مع نجوم كثر عرب وسوريين، هذا شرف كبير لي أن أقف مع هامات كبيرة ومتألقة، وأعتبر تجربتي مع الفنان باسم ياخور الذي شعرت كم هو إنسان معطاء ويمنحك الكثير من الثقة ومن ألقه عندما تعمل بجانبه، وليس كبعض الفنانين الذين يأخذون جل الاهتمام والألق لناحيتهم، باسم فنان يخدم المشهد ومن يعمل بجانبه بالقدر نفسه، وتجربتي معه من أهم التجارب التي أعتز بها.
كل شخص عملت معه استفدت من تجربته وخبرته.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدراما التلفزیونیة الدراما الخلیجیة هذه الأعمال فی الدراما الکثیر من فی مسلسل یمکن أن
إقرأ أيضاً:
النصر يُعزز «الصدارة الخليجية» بثلاثية
معتصم عبدالله (أبوظبي)
قاد علي مبخوت، مهاجم النصر، فريقه إلى تحقيق فوز مستحق على حساب مضيفه أهلي صنعاء اليمني 3-1، في المباراة التي جمعت الفريقين، على استاد عبدالله بن خليفة بنادي الدحيل، في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن الجولة الثانية في «المجموعة الأولى» لدوري أبطال الخليج للأندية، والتي شهدت أيضاً تعادل ظفار العُماني ودهوك العراقي 1-1 على ملعب الأول في «صلالة».
وسجل مبخوت هدفين لـ «الأزرق»، في الدقيقتين 7 و11، قبل أن يُهدي كرة الهدف الثالث من تمريرة لزميله ناصر النعيمي في الدقيقة 37، فيما أحرز يوسف الحيمي هدف أهلي صنعاء الوحيد في الدقيقة 43 من خطأ للحارس أحمد شمبيه.
ورفع «العميد»، المتفوق في «الجولة الأولى» على ضيفه ظفار العُماني 5-2، رصيده إلى 6 نقاط في صدارة ترتيب المجموعة بالعلامة الكاملة، مقابل 4 نقاط لدهوك العراقي «الوصيف»، ونقطة لظفار العُماني «الثالث»، وأهلي صنعاء في المركز الأخير من دون رصيد من النقاط.
ويلتقي النصر في الجولة الثالثة المقررة في 26 نوفمبر الجاري، مضيفه دهوك العراقي على ملعب الأخير، فيما يستقبل ظفار العُماني ضيفه أهلي صنعاء.
وتقام البطولة التي ينظمها اتحاد كأس الخليج العربي بنظام المجموعات، حيث تم تقسيم الفرق الثمانية المشاركة إلى مجموعتين، تضم كل مجموعة 4 فرق، ويتأهل فريقان من كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي، حيث يواجه أول المجموعة الأولى ثاني المجموعة الثانية، بينما يلتقي أول المجموعة الثانية مع ثاني المجموعة الأولى، فيما تقام المباراة النهائية في 25 أبريل 2025.