أعلن مختار جمعة، وزير الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة القادمة التي تأتي تحت عنوان «حرمة الدماء والأموال والأعراض في ضوء خطبة حجة الوداع». 

موضوع خطبة الجمعة القادمة 

وأضاف جمعة أن نص موضوع خطبة الجمعة القادمة جاء كالآتي:

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا، وأشهدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللَّهُمَّ صَلَّ وسلم وبارك عليهِ، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فلا شك أن خطبة حجة الوداع خطبة عظيمة في تاريخ الإنسانية، حيث وقف نبينا (صلى الله عليه وسلم في جمع مهيب من الصحابة رضي الله عنهم يوم عرفة؛ ليلقي على مسامعهم خطبة جامعة مانعة تُعَدُّ من جوامع كلمه وفصاحته (صلى الله عليه وسلم)، وتؤسس أول ميثاق عالمي لحقوق الإنسان؛ لما حَوَتْهُ من قيم نبيلة تحفظ الكرامة، وتؤصل للتعايش السلمي.

وتابع موضوع خطبة الجمعة القادمة: إن أول ما يطالعنا من دروس خطبة حجة الوداع حرمة الدماء والأموال والأعراض، حيث قال نبينا صلى الله عليه وسلم): ( فَإِنَّ دِماءكُمْ وأَمْوالِكُمْ وأعراضكُمْ بَيْنَكُمْ حرام، كحرمةِ يَوْمِكُمْ هذا، فِي شَهْرِكُمْ هذا، في بلدكم هذا، ففي هذا الموقف العظيم لفت نبينا صلى الله عليه وسلم انتباه أصحابه، واستحضر أذهانهم ليشدد على عظم حرمة الدماء، والأموال، والأعراض، وعصمتها، فكل الدماء حرام، وكل الأعراض مصانة، وكل الأموال محفوظة فيتأسس بذلك مجتمع حضاري مستقر، تسوده الألفة، وتراعى فيه الحرمة، ويأخُذُ فيه كل ذي حق حقه، يقول (صلى الله عليه وسلم): (كُلُّ الْمُسْلِم على الْمُسْلِم حرام دمه، وماله، وعِرْضُهُ.

ويشدد موضوع خطبة الجمعة القادمة ديننا الحنيف على تحريم قتل النفس بغير حق، بغض النظر عن الدين، أو الجنس، أو اللون، حيث يقول الحق سبحانه: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالْحَقِّ، ويقول سبحانه: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا، ويقول جل وعلا: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا، ويقول نبينا (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حرامًا)، ويقول صلوات ربي وسلامه عليه): (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَق).

ويؤكد موضوع خطبة الجمعة القادمة أن الإسلام حرم الاعتداء على الأنفس، فقد حرم كذلك الاعتداء على الأموال بأي صورة من صور التعدي، حيث يقول الحق سبحانه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أموالِكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تكون تجارةً عن تراض مِنْكُم، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (من ظلم قيد شبرٍ مِن الأَرْضِ طَوَّقَهُ الله إِيَّاه يوم القيامةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٌّ فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ).

ويدخل في أكل أموال الناس بالباطل كل ما جاء من سحت، أو غش أو استغلال أو احتكار، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (إِنَّهُ لا يَرْبُو لَحْمُ نَبَتَ مِنْ سُحْتِ إِلَّا كانَتِ النَّارُ أولى به، ويقول صلى الله عليه وسلم): (مَنْ غَشَ فَلَيْسَ مِنَّا، ويقول صلوات ربي وسلامه عليه): (مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ المُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ حَقًّا على الله تبارك وتعالى أن يُقْعِدَهُ بِعُظْمِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ)، ويقول صلى الله عليه وسلم) : وَالمُحْتَكِرُ مَلْعُونَ).

وتشتد حرمة المال ويعظم إثم الاعتداء عليه إذا كان مالاً عاماً تتعلق به حقوق واسعة لكثرة الذمم المتعلقة به.

خطبة الجمعة القادمة 

لقد حرم الإسلام الاعتداء على الأعراض، أو النيل منها بأي وجه من الوجوه حيث يقول الحق سبحانه: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا، ويقول سبحانه: {وَمَنْ يَكْسِبُ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا، ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. لقد أرست هذه الخطبة العظيمة كثيرًا من المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية وأخصها حفظ الدماء والأموال والأعراض، بما يؤكد عظمة ديننا الحنيف، وأنه دين الإنسانية في أسمى معانيها. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خطبة الجمعة القادمة نص خطبة الجمعة القادمة الجمعة القادمة خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة القادمة نبینا صلى الله علیه وسلم یقول نبینا حیث یقول على ال

إقرأ أيضاً:

"تأسٍ بالأنبياء".. "السديس" يوضح فضل يوم عاشوراء وأحكام صيامه

وجّه رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، عددًا من الوصايا الإيمانية للمسلمين وقاصدي الحرمين الشريفين، تناول فيها فضل يوم عاشوراء وأحكام صيامه، مؤكدًا مكانته العظيمة في الإسلام وارتباطه بأنبياء الله الكرام.

وأوضح أن أفضل أيام شهر الله المحرم هو يوم عاشوراء، مستشهدًا بما جاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقالوا: هذا يوم نجّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من فرعون، فصامه تعظيمًا له، فقال النبي: نحن أولى بموسى منهم، فأمر بصيامه.

أخبار متعلقة 5 نصائح لا غنى عنها للحفاظ على سلامة الأطفال من أشعة الشمسهل يؤثر رفض عرض العمل على استحقاقك للدعم؟ إجابات مهمة حول فرص العمل في الضمان الإجتماعيفضل يوم عاشوراء

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام هذا اليوم لما له من الفضل والمكانة، حيث جاء في الأثر عن ابن عباس أنه قال: ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني رمضان.
وأشار إلى أن صيامه يكفّر السنة الماضية، مستشهدًا بما روي عن أبي قتادة أن النبي سُئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال: أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله.

وبيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم على أن يصوم يومًا قبله مخالفةً لأهل الكتاب، وقال: إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع. وشرح مراتب صيام عاشوراء، موضحًا أن أكملها صيام التاسع والعاشر والحادي عشر، ويليها صيام التاسع والعاشر، ثم صيام العاشر وحده.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } يوم عاشوراء 2025 - مشاع إبداعي

صيام يوم عاشوراء

ودعا "السديس" المسلمين إلى صيام هذا اليوم تأسّيًا بأنبياء الله، وطلبًا للثواب، واستفتاحًا للعام الجديد بعمل صالح، وشكرًا لله على نعمه ونصره لعباده.
كما استحضر ما كان عليه الصحابة في تعويد أبنائهم على صيام هذا اليوم، مستشهدًا بحديث الربيع بنت معوذ التي قالت إنهم كانوا يصومونه ويصوّمون صبيانهم، ويشغلونهم باللعب حتى يحين موعد الإفطار.

وختم بدعوة المسلمين إلى اغتنام هذا اليوم الفضيل بالصيام والطاعة، وتعزيز روح الشكر والاقتداء، والحرص على الأعمال الصالحة التي ترفع الدرجات وتمحو السيئات.

مقالات مشابهة

  • الشؤون الدينية: ترجمة خطبة الجمعة لأول مرة في المسجد الحرام لـ 35 لغة
  • لأول مرة.. ترجمة خطبة الجمعة في المسجد الحرام لـ 35 لغة
  • “الشؤون الدينية”: ترجمة خطبة الجمعة لأول مرة في المسجد الحرام لـ 35 لغة
  • «السلام رسالة الإسلام».. موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف
  • "تأسٍ بالأنبياء".. "السديس" يوضح فضل يوم عاشوراء وأحكام صيامه
  • هل يستحق البائع العربون إذا لم يتم البيع؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الصلاة على النبي في الميكرفون آخر الأذان
  • السلام رسالة الإسلام.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر
  • لماذا أوصى النبي بالمحافظة على صلاة الضحى؟.. لـ5 أسباب