لجريدة عمان:
2025-02-05@09:25:27 GMT

شيء من الذوق

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

منذ فترة زمنية -ليست بعيدة- انتشر عبر صفحة الـ«واتس أب» مقطع حواري لإحدى شخصيات المجتمع العماني، خلاصة هذا الحوار، أن هناك عينا راقبة، وبكل دقة لكل التفاصيل التي يبيدها الأفراد من سلوكيات، ومن ملبوسات، ومن هيئات، ومن خلال هذه المراقبة يذهب التقييم إلى كثير من التفاصيل، وتتضمن هذه التفاصيل اهتمام أفراد المجتمع بالآخر، أو التقليل من شأنه، أو إظهار الغنى، أو معرفة مستويات الفقر، أو مستويات الاهتمامات بالطرف الآخر، وتبحر هذه العين الراقبة إلى أكثر من ذلك؛ بحيث تقيم مستويات الاهتمامات التي يبديها أصحاب المنزل -على سبيل المثال- تجاه زائريهم، وظهور هذا الاهتمام في كثير من السلوكيات التي يشرع فيها في تلك الفترة القصيرة من الزيارة؛ من حيث نوع الوجبات المقدمة، ونوع اللباس المستخدم للاستقبال، وكيفية الترحيب، وتهيئة مكان الجلوس، وأخيرا المسافة المقطوعة من صالة الاستقبال إلى المركبة المقلة للضيف، أو الباب الخارجي؛ حيث تتقصى العين الراقبة كل هذه التفاصيل، وتضع عناوين عريضة لكل سلوك، أو حركة يبديها الطرفان في هذه اللحظة الزمنية الفارقة من عمر هذا اللقاء، وأصفها بـ«الفارقة» لأن ما بعدها لن يكون كما كان ما قبلها، حيث تبنى مواقف، وآراء، وتقييمات، وأحكام، خاصة إذا كان هذه الزيارة لم تأت عفوية، بل عن سابق موعد، ولموضوع معين، وخاصة أكثر إذا كان هذا الموضوع له علاقة بإنشاء علاقة زوجية بين الأسرتين -وحقيقة- لم أكن أعي كل ذلك قبل متابعة هذا المقطع، وإن كنت أعي بعض الجوانب القليلة جدا من هذه التفاصيل كلها.

يقول المثل: «في بلادك بأصلك، وفي بلاد غيرك بلبسك» و«بلاد غيرك» ليس شرطا أن تكون في معنى البلاد، أو الدولة، وإنما؛ وحسب ما جاء أعلاه أن حتى بيت جارك هو «بلاد غيرك» فلا يمكن إطلاقا أن تذهب إلى زيارة جارك وأنت تلبس ملابس النوم -على سبيل المثال- لا يمكن أن تزور صديقك وأنت حاسر الرأس، أو أن لا ترتدي الدشداشة والمصر، أو أقلها الكمة، وأصلك هنا ليس بالضرورة أصل النسب والجذر المتسلسل منه أبوك وجدك، وما قبلهما، وإنما حتى سمتك، واتزانك، وسلوكك القويم، وهيئتك، وهندامك، وحديثك، وجلستك، وتوزيع نظراتك بين جوانب المكان الذي تجلس فيه، واستراقك للسمع فيما يدور من أحاديث، ومن أصوات متشابكة هنا أو هناك يمكن أن تتسلل إلى المكان، حيث في كل ذلك لك مساحة ضيقة لا يمكنك أن تتوسع فيها، وإلا حكمت على نفسك بالفضولي، وقليل التهذيب، وتحتاج إلى كثير من تنظيم السلوك، وذلك لسبب بسيط، وهو أنك تريد من زائرك نفس الذي كان يريده منك عند زيارته، وإن كانت خبرة الحياة لم تسعفك للوصول إلى هذا المستوى من الحذر، فأنت تحتاج إلى كثير من المران، ومن التجربة، ومن الاتزان، حتى ولو كنت تزور أقرب الناس إليك؛ كما تتوقع فقربه وفق تقييمك، لا يعفيك عن أن تكون من الحكمة وفق ما جاء في المثل أعلاه.

غربت الصورة أعلاه بمفاهيم حديثة اليوم فيما يعرف بـ «الإتيكيت» وإن كان المضمون هو نفسه، وهو مجموعة من القيم والآداب والسلوكيات، الحسنة، والتي تذهب كلها إلى الخروج من الجمعة، أو اللمة بشعور يسوده الود والاحترام والتقدير، وملازمة الاحتفاظ بالآخر، وعدم تشويه العلاقات سواء بسلوك سيئ، أو بكلمة نابية لا تطاق، وكما يقال دائما: «الجمال في البساطة».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کثیر من

إقرأ أيضاً:

إسرائيل غاضبة من عملية تياسير وتكشف التفاصيل

أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال يبحث الأسباب التي أدت إلى عملية تياسير في الضفة الغربية.

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

وأكدت مصادر إسرائيلية على أن المصابين في عملية تياسير من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم مؤخرا للمنطقة في إطار التعزيزات العسكرية.

وكانت مصادر إعلام إسرائيلية قد أكدت أن الهجوم على حاجز تياسير كان منظماً ومدروساً وجرى تنظيمه بشكلٍ دقيق على مرحلة أولى وثانية.

وقام المُهاجم في البداية بإطلاق إطلاق النار عند الحاجز، قبل أن تمتد النيران فيما بعد داخل التحصينات العسكرية.

وكان مُنفذ الهجوم مُعداً بوسائل حماية إذ ارتدى سترة واقية من الرصاص، ونجح في اختراق التحصينات العسكرية، مما سمح له بالتحصن داخل الموقع وفتح النار من الداخل.

 

تواصل إسرائيل انتهاكاتها بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال تصعيد الاعتداءات العسكرية والمستوطنين، ما يؤدي إلى سقوط شهداء وجرحى وتهجير واسع للسكان. شهدت الفترة الأخيرة تكثيفًا في هجمات المستوطنين، حيث أقدموا على إحراق منازل ومركبات، إلى جانب الاعتداء المباشر على المدنيين، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات. بالتزامن مع ذلك، وسّعت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية، معتبرةً الضفة "ساحة رئيسية" للتهديدات، ما أدى إلى وقوع اشتباكات دامية، وشنّ حملات اعتقال جماعية تستهدف الفلسطينيين دون تهم واضحة. علاوة على ذلك، تنفذ سلطات الاحتلال عمليات هدم ممنهجة للمنازل والمنشآت الفلسطينية، بهدف تهجير السكان قسرًا وفرض واقع ديموغرافي جديد يخدم التوسع الاستيطاني. كما تقوم إسرائيل بمصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح بناء المستوطنات، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويفرض تحديات كبيرة أمام أي تسوية سلمية مستقبلية.

في ظل هذا التصعيد، تزداد معاناة الفلسطينيين نتيجة العنف الإسرائيلي المستمر، والذي يشمل إطلاق النار العشوائي على المدنيين والاعتقالات المتكررة التي تستهدف الشباب والأطفال. كما يتعرض الفلسطينيون لممارسات تضييقية على حياتهم اليومية، مثل فرض القيود على التنقل وإغلاق المدن والقرى، ما يؤدي إلى شلل اقتصادي واجتماعي في المنطقة. تساهم هذه الانتهاكات في تصعيد حالة التوتر وعدم الاستقرار، وتؤدي إلى موجات نزوح قسري داخل الضفة الغربية، حيث يضطر العديد من العائلات إلى البحث عن مأوى بعد تدمير منازلهم. في ظل هذه الظروف، تزداد المطالبات الدولية بضرورة وقف هذه التجاوزات، إلا أن غياب المحاسبة الدولية يتيح لإسرائيل الاستمرار في انتهاكاتها دون رادع، مما يعمّق الأزمة الإنسانية ويهدد الأمن الإقليمي بشكل متزايد.

مقالات مشابهة

  • قرار قضائي بشأن الاسلحة المضبوطة في الوردانية.. اليكم التفاصيل
  • هكذا أحال النظام الدولي دول العالم الإسلامي إلى بلاد محتلة
  • الدراما الصعيدية تكتسح موسم رمضان 2025 (التفاصيل الكاملة)
  • إسرائيل غاضبة من عملية تياسير وتكشف التفاصيل
  • بدء مقرأة كبار القراء برواية «البزي عن ابن كثير» في مسجد الحسين
  • رونالدو يتحدث عن مبابي.. أحبه كثير ولو كنت في الريال لساعدته
  • المرحلة الثانية من "اتفاق غزة".. الشيطان يكمن في التفاصيل
  • شبانة : صفقة بن شرقي أرضت جماهير الأهلي كثيرًا
  • تعازي مصرية.. التفاصيل الكاملة حول طائرة جنوب السودان
  • سيكلف الأمريكيين ثمناً باهظاً..ألمانيا: ترامب سيضر بلاد بالرسوم الجمركية