منذ فترة زمنية -ليست بعيدة- انتشر عبر صفحة الـ«واتس أب» مقطع حواري لإحدى شخصيات المجتمع العماني، خلاصة هذا الحوار، أن هناك عينا راقبة، وبكل دقة لكل التفاصيل التي يبيدها الأفراد من سلوكيات، ومن ملبوسات، ومن هيئات، ومن خلال هذه المراقبة يذهب التقييم إلى كثير من التفاصيل، وتتضمن هذه التفاصيل اهتمام أفراد المجتمع بالآخر، أو التقليل من شأنه، أو إظهار الغنى، أو معرفة مستويات الفقر، أو مستويات الاهتمامات بالطرف الآخر، وتبحر هذه العين الراقبة إلى أكثر من ذلك؛ بحيث تقيم مستويات الاهتمامات التي يبديها أصحاب المنزل -على سبيل المثال- تجاه زائريهم، وظهور هذا الاهتمام في كثير من السلوكيات التي يشرع فيها في تلك الفترة القصيرة من الزيارة؛ من حيث نوع الوجبات المقدمة، ونوع اللباس المستخدم للاستقبال، وكيفية الترحيب، وتهيئة مكان الجلوس، وأخيرا المسافة المقطوعة من صالة الاستقبال إلى المركبة المقلة للضيف، أو الباب الخارجي؛ حيث تتقصى العين الراقبة كل هذه التفاصيل، وتضع عناوين عريضة لكل سلوك، أو حركة يبديها الطرفان في هذه اللحظة الزمنية الفارقة من عمر هذا اللقاء، وأصفها بـ«الفارقة» لأن ما بعدها لن يكون كما كان ما قبلها، حيث تبنى مواقف، وآراء، وتقييمات، وأحكام، خاصة إذا كان هذه الزيارة لم تأت عفوية، بل عن سابق موعد، ولموضوع معين، وخاصة أكثر إذا كان هذا الموضوع له علاقة بإنشاء علاقة زوجية بين الأسرتين -وحقيقة- لم أكن أعي كل ذلك قبل متابعة هذا المقطع، وإن كنت أعي بعض الجوانب القليلة جدا من هذه التفاصيل كلها.
يقول المثل: «في بلادك بأصلك، وفي بلاد غيرك بلبسك» و«بلاد غيرك» ليس شرطا أن تكون في معنى البلاد، أو الدولة، وإنما؛ وحسب ما جاء أعلاه أن حتى بيت جارك هو «بلاد غيرك» فلا يمكن إطلاقا أن تذهب إلى زيارة جارك وأنت تلبس ملابس النوم -على سبيل المثال- لا يمكن أن تزور صديقك وأنت حاسر الرأس، أو أن لا ترتدي الدشداشة والمصر، أو أقلها الكمة، وأصلك هنا ليس بالضرورة أصل النسب والجذر المتسلسل منه أبوك وجدك، وما قبلهما، وإنما حتى سمتك، واتزانك، وسلوكك القويم، وهيئتك، وهندامك، وحديثك، وجلستك، وتوزيع نظراتك بين جوانب المكان الذي تجلس فيه، واستراقك للسمع فيما يدور من أحاديث، ومن أصوات متشابكة هنا أو هناك يمكن أن تتسلل إلى المكان، حيث في كل ذلك لك مساحة ضيقة لا يمكنك أن تتوسع فيها، وإلا حكمت على نفسك بالفضولي، وقليل التهذيب، وتحتاج إلى كثير من تنظيم السلوك، وذلك لسبب بسيط، وهو أنك تريد من زائرك نفس الذي كان يريده منك عند زيارته، وإن كانت خبرة الحياة لم تسعفك للوصول إلى هذا المستوى من الحذر، فأنت تحتاج إلى كثير من المران، ومن التجربة، ومن الاتزان، حتى ولو كنت تزور أقرب الناس إليك؛ كما تتوقع فقربه وفق تقييمك، لا يعفيك عن أن تكون من الحكمة وفق ما جاء في المثل أعلاه.
غربت الصورة أعلاه بمفاهيم حديثة اليوم فيما يعرف بـ «الإتيكيت» وإن كان المضمون هو نفسه، وهو مجموعة من القيم والآداب والسلوكيات، الحسنة، والتي تذهب كلها إلى الخروج من الجمعة، أو اللمة بشعور يسوده الود والاحترام والتقدير، وملازمة الاحتفاظ بالآخر، وعدم تشويه العلاقات سواء بسلوك سيئ، أو بكلمة نابية لا تطاق، وكما يقال دائما: «الجمال في البساطة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کثیر من
إقرأ أيضاً:
بهاء سلطان يتصدر التريند.. تعرف على التفاصيل
تصدر اسم الفنان بهاء سلطان تريند محرك البحث الشهير "جوجل" ومواقع التواصل الاجتماعي، بأكثر من ألفي عملية بحث، خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد إعلان الشاعر تامر حسين، لإطلاق أحدث أعماله الغنائية التي تحمل اسم «بتشوف فلان» بالتعاون مع الفنان بهاء سلطان خلال الفترة المقبلة.
حيث شارك تامر حسين عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام»، صورة تجمعه مع الفنان بهاء سلطان تشير لتعاون فني جديد بينهم، قائلًا: «قريبا بتشوف فلان، مع صديقي الفنان بهاء سلطان».
بهاء سلطانآخر أعمال بهاء سلطان
وكان آخر أعمال بهاء سلطان هي أغنية «أنا من غيرك» والتي عُرضت ضمن أحداث فيلم «الهوى سلطان» نجاحًا مدويًا، وصل بها إلى أكثر من 12 مليون مشاهدة، وتصدرت تريند موقع الفيديو «تيك توك»، ويستعد الفترة المقبلة لطرح «ميني ألبوم»، يتكون من 3 أغان فقط، وهي «حن عليا، وانت طيب، وكأنك مسكن»، ويتعاون في هذه الأغاني مع عدد من الشعراء والملحنين؛ ومنهم وليد سعد، وهاني عبدالكريم، ومحمد الرفاعي.