أكد د. أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن موت الرئيس إبراهيم رئيسى ووزير خارجيته ومسئولين آخرين إثر تحطم مروحيتهم خلال عودتهم من منطقة «خدا آفرين» على الحدود المشتركة مع أذربيجان باتجاه مدينة تبريز، خلق حالة من الفراغ السياسى، جعلت التيارات السياسية ترغب فى الظهور مرة أخرى.

وأوضح «لاشين»، خلال حواره مع «الوطن»، أنه من المتوقع أن يحافظ الرئيس الإيرانى الجديد على السياسات الإيرانية ويبقى على القائم بأعمال وزير الخارجية الإيرانى على باقرى كنى، لأن هذا الرجل له باع طويل فى علاقاته بالخليج وعلاقاته بالمفاوضات النووية، وغيرها من الملفات التى تحتاجها إيران فى المرحلة القادمة.. وإلى نص الحوار:

د. أحمد لاشين: المشهد الانتخابى خالٍ من أصحاب العمامات الدينية ما يؤشر على اتجاه اختيار الرئيس 

فى البداية.. كيف ترى الانتخابات الإيرانية الحالية؟

- هناك فجوة سياسية ضخمة خلّفها موت «رئيسى»، ليس فقط لوفاته، بل للطريقة التى انتهى بها حكمه، مما يجعل هذه الفترة الزمنية تاريخية على المستوى السياسى، إذ إن الفراغ الناتج عن ذلك خلق طموحاً سياسياً للتيارات السياسية، أما الملحوظ فى الأسماء المطروحة فهو أنها تحسب على التيار المحافظ، بينما ليس بها أصحاب عمامات من رجال دين بارزين، وهو ما يعطى مؤشراً للشكل العام للانتخابات التى تخلو من الطابع الدينى الحاد، ولكن ذلك لا يمنع أن المرشد من يحرك ملف الانتخابات، والحرس الثورى الإيرانى يقود الحياة السياسية فى الداخل، كما أصبح موجوداً فى داخل كل الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبالتالى أى رئيس سيتم انتخابه الفترة المقبلة يجب أن يكون متوافقاً مع الحرس الثورى الإيرانى.

بعد ترشح العديد من الإيرانيين للانتخابات المقبلة من هم المرشحون الأوفر حظاً فى وجهة نظرك؟

- نحن الآن أمام 80 مرشحاً دخلوا سباق الانتخابات، وفى انتظار إعلان مجلس صيانة الدستور عن القائمة النهائية المتوافق عليها، التى سيتم طرحها للدعاية الانتخابية ومن ثم دخول المنافسة الانتخابية، ولكن من خلال الأسماء المقدمة فأبرز الأسماء المطروحة من وجهة نظرى، وحيد حقانيان، المستشار الخاص للمرشد على خامنئى، ومسئول الشئون الخاصة فى مكتبه، ورئيس البرلمان السابق، على لاريجانى، الذى وافق عليه مجلس صيانة الدستور فى الانتخابات السابقة، وأيضاً رئيس مجلس الشورى الإيرانى «البرلمان»، المحافظ محمد باقر قليباف.

أشك في موافقة مجلس صيانة الدستور على ترشح «نجاد» لكنه يحاول الظهور في المشهد السياسي

كيف ترى ترشح أحمدى نجاد الرئيس الأسبق لرئاسة إيران رغم استبعاده مرتين؟

- رغم ترشح أحمدى نجاد لكن أشك فى أن يوافق عليه مجلس صيانة الدستور هذه المرة أيضاً، وأرى أن تقدمه بأوراقه هو محاولة لإثبات حضور سياسى، إذ إن مشكلة «نجاد» كانت خلال الفترة الثانية من الرئاسة فى 2009 والتى شهدت أزمات ضخمة جداً فى إيران لاتهامه بتزوير الانتخابات، كما أن فترته كانت بداية نهاية التيار الإصلاحى فى إيران، فضلاً عن معاناة المجتمع الإيرانى من مشاكل اقتصادية ضخمة، فضلاً عن أزمة الجامعات وإقصاء ما يقرب من 20 ألف طالب من الجامعات الإيرانية، نتيجة لمشاركتهم فى الحلقة الخضراء، فمنذ انتهاء ولايته وهو يحاول خلق حضور سياسى، خصوصاً فى ظل الفراغ السياسى الذى تركه «رئيسى» بعد وفاته.

كيف ترى ترشح النائبة زهرة اللهيان كأول امرأة تترشح للانتخابات الإيرانية؟

- من المؤكد أن القانون الإيرانى يمنع ترشح النساء للانتخابات، فعلى الرغم من أن النائبة زهرة اللهيان من المؤيدين لخامنئى لكن أعتقد ألا تحصل على تأييد مجلس صيانة الدستور، وأن تقدمها بأوراق ترشحها هو للظهور السياسى.

وكيف تؤثر الانتخابات الإيرانية على السياسة الخارجية الإيرانية؟

- أتوقع أن الرئيس الإيرانى الجديد سيحافظ على السياسات الإيرانية القائمة، وسيبقى على القائم بأعمال وزير الخارجية الإيرانى على باقرى كنى، وسيعينه وزيراً للخارجية، لأن هذا الرجل له باع طويل فى علاقاته بالخليج وعلاقاته بالمفاوضات النووية، وغيرها من الملفات التى تحتاجها إيران فى المرحلة القادمة.

التيار الإصلاحي

يعانى التيار الإصلاحى من أزمات ضخمة جداً فى إيران، فضلاً عن أنه ليس له حضور سياسى قوى، إذ تم تحييده سياسياً منذ فترة طويلة جداً، وهو ما حدث فى الانتخابات الأخيرة أيضاً، وعلى الرغم من تقدم رئيس البنك المركزى الإيرانى السابق عبدالناصر همتى، للرئاسة، لكن أعتقد أنها ستكون مجرد محاولة يائسة، إذ إن التيار الإصلاحى يختفى، ولم يقدم إمكانيات سياسية للشارع الإيرانى، فضلاً عن اختفائه على مستوى الحياة السياسية والحزبية فى إيران.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشعب الإيرانى مجلس صیانة الدستور فى إیران

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يخفق في عقد جلسته المقررة بسبب الخلافات السياسية

16 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: أخفق مجلس النواب في عقد جلسته المقررة، وسط تصاعد الخلافات السياسية وتزايد موجات المقاطعة من قبل النواب.

وأكد نائب رئيس لجنة الأقاليم والمحافظات النيابية، جواد اليساري، في حديث”، الأحد، أن “عدم إدراج بعض القوانين المهمة، وعلى رأسها قانون الخدمة والتقاعد للحشد الشعبي، دفع العديد من النواب والكتل السياسية إلى مقاطعة الجلسة، ما أدى إلى عدم اكتمال النصاب”.

وأشار اليساري إلى أن “عدد الحضور لم يتجاوز 80 نائبا، مما اضطر رئاسة المجلس إلى تأجيل الجلسة إلى يوم غد الاثنين، إلا أن المؤشرات الحالية تدل على استمرار الأزمة، ما قد يؤدي إلى تأجيل جديد”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إستراتيجية إيران القادمة بين الضغوط الامريكية والبقاء على قيد الحياة
  • اتحاد الرماية يوافق على ترشح حازم حسني لمنصب سكرتير عام اللجنة الأولمبية
  • اتحاد الرماية يوافق على ترشح حازم حسني على منصب سكرتير عام اللجنة الأولمبية
  • أستاذ الطاقة بالجامعة الأمريكية: مصر تسعى جاهدة للتحول نحو الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة
  • مجلس النواب يخفق في عقد جلسته المقررة بسبب الخلافات السياسية
  • معضلة خلافة خامنئي في إيران.. هل يكون المرشد الأعلى القادم هو الأخير؟
  • المالكي: لا وجود لشيء اسمه الامم المتحدة ولا مجلس الأمن
  • إيران تمنع طائرتين من إعادة لبنانيين لبيروت بعد رفض لبنان السماح لطائرة إيرانية بالهبوط
  • "هجوم ميونخ" يستنفر الأوساط السياسية الألمانية قبيل الانتخابات
  • إيران تمنع طائرتين من إعادة لبنانين لبيروت بعد رفض لبنان السماح لطائرة إيرانية بالهبوط